في غالبية اللغات الأوروبية ( 080100 ) ؛ واستعمال كلمة (( وطن )) واشتقاقاتهاء
التي تختلف في جذرها اللغوي كليا . أما من حيث المدلول ؛ فإن التنسيب في الفئة
الأولى يعود إلى الجماعة المعينة من الناس بينما هو في الفئة الثانية يعود إلى رقعة
جغرافية يشغلها نظام دولة معين . والفارق جوهري جد ؛ كما هو مثلا بين كلمتي
النهر هو الأساس والمجرى تابع له ومتكيف به . والوطن والمواطنة والوطنية الخ +
هي حلة متبدلة من حالات القومية وأبنائها . ولو حاولنا استبدال كلمة (( أمة ))
((قومية )) (( تحرر قومي )) الخ . حيشا يستعملها لينين بكلمة (( وطن ))
ولكننا نرى ؛ في ثقافتنا السياسية المترجمة والقائمة على الترجمة ؛ لغة ومفهوما ؛
كيف أن هذا الاستبدال قد تم ويتم بسهولة ؛ إلى درجة أن المواصفات مثل الحركة
الوطنية والتحرر الوطني والنضال الوطني الخ . قد طغت ؛ من حيث ندري أو لا
ندري ؛ على المواصفة والتنسيب القوميين . مع أن هذه التعابير ذاتها حينما تترجم
(( قومية )) الخ . عربيا ؛ وفي حالات معينة لا يثير مثل هذا الخلط في الترجمة
كبير أشكال ؛ حينما يكون هناك تطابق بين القومية المعينة ووطنها . ولكن حينما
يكون هناك تطابق بين القومية المعينة ووطنها . ولكن حينما ينتقي التطابق ييرز
الأشكال ويصبح التدقيق إلزاميا . مثلا لا يجوز ترجمة عبارة (( 02و10 02100
00/600606 )) (عن الكماليين ) ب (( الحركة الوطنية التركية )) بل ب (( الحركة
نرى أن ترجمة (( 15د80طنا 2000م 00760604 )) ((الحركة القومية
اللبنانية)) تثير التباسا أكثر من لغوي بين القائلين ب (( القومية اللبنانية )) وبين
((الحركة الوطنية اللبنانية)) و الإشكال بيقى حتى في حالة التمييز بين ((الوطنية))
التي تعطي معنى (( الوطنية القطرية )) وبين (( القومية )) التي تستعمل للتعبير
عن الروابط العربية . وفي محاولة للتخلص الجزئي من إشكالات (( القومية
القطرية )) درجت التسميات الثنائية مثل (( مصر العربية )) (( لبنان العربي ))
ولم يقتصر الأمر على الاستبدال وحسب ؛ بل تعداه إلى التحوير في معنى
((الوطنية)) و(( القومية )) ففي نصوص لينين يرد استعمال عبارات(( الوطنية ))
شروط ؛ حسب الحالة ؛ وليس بمعنى ايجابي مسبق . وكذلك الحال في
استعمال تعابير (( القومية )) . فهو مع قومية ضد أخرى ؛ ومع اتجاه قومي ضد
الايجابي المسبق على (( الوطنية )) والمعنى السلبي المسبق على (( القومية )) +
التي أصبحت متهمة حتى يثبت العكس . وكأنما الإنسان هو الذي وج ادا
للأرض وليست الأرض هي التي يصنعها الإنسان مدى لماهيته الخلافة ؛ وقد أثر
هذا التحوير ولا يزال ؛ في الانقسام المأساوي لحركة التحرر العربية إلى جناح
((ماركسي - لينيني)) وجناح ((قومي)) حيث كان الجناح الأول يقلل من شأن
المسلة القومية ويعطي الأهمية الأكبر للنضال الاجتماعي والسياسي الظرفي ضمن
الإطار القطري ؛ بينما كان الجناح (( القومي )) ينفر من الماركسية - اللينينية
بسبب مثل هذا الموقف من المسألة القومية .
ربما كان هذا الاستبدال ؛ والخلط ؛ بين (( الوطنية )) و(( القومية )) لا يتب
سوى أشمال لغوي لا أهمية سياسية و اجتماعية له ؛ في البلدان المتقدمة التي حلت
فيها المسألة القومية ؛ وتحلق بصورة عامة؛ تطابق ثلاثة : أمة - دولة - وطن .
من تحوير وخلخلة في المضامين والمفاهيم ؛ يتعدى الكلمات في مدلولها اللغوي
البحت
من تحوير وخلخلة في المضامين والمفاهيم ؛ يتعدى الكلمات في مدلولها اللغوي
البحت إلى الواقع الراهن للأمة العربية ؛ وموقعها في الإستراتيجية الدولية . فقد
فرضت الامبريلية التجزئة الإقليمية وقيام إسرائيل كي تستطيع فرض هيمنتها على
أمتنا . ولذلك ؛ فإن تأكيد وتطوير الهوية القومية الحضارية للأمة العربية ؛ الذي لا
يتبدى بالأخص في تحقيق الوحدة القومية ؛ هو شرط لا يمكن بدونه تحطيم الهيمنة
والاستبدال الذي نحن بصدده لا يخدم هذا الاتجاه الضروري بل هو على العكس»؛
تعبير غير مباشر عن الوضع الراهن ( الستاتيكو ) الذي أوجدته الامبريالية ؛
وتسليم به واع أو غير واع ؛ وإذا كانت بعض القوى الخارجية الحليفة غير معينة ؛
أو غير ذات مصلحة ؛ بتغيير أو تعكير هذا (( الستاتيكو )) بل قد تجد من الأنسب
التعامل معه على طريقة الأمر الواقع ( 560 عل ) ؛ فما هي مصلحة القوى
الوطنية - القومية العربية ؛ في هذا التراجع المجاني أمام الإفرازات الثقافية -
7- إن آي نص مترجم ؛ وبالرخم من الدقة والأمائة في الترجمة ؛ يخسر في جمل
لبست بالقليلة ؛ شيئا من الدقة أو الزخم في المعنى . وفي أحيان معينة تتعذر ترجمة
العبارة كما هي في الأصل ؛ حينما يكون هناك تلاعب بالألفاظ أو تورية أوما
أشبه؛ فيتعين على المترجم الأمين أن يقترب من المعنى المقصود إلى أقصى ما
يستطيع ؛ وبأفضل عبارة ممكنة ؛ فإذا ما جرت الترجمة عن غير اللغة الأصلية
للمؤلف ؛ فإن الخسران في المعنى يصبح مضاعفا ويصل إلى درجة البهتان
والتشوش أحيانا . وهذا مع افتراض الدقة والأمانة في الترجمة الأجنبية التي تتم
الترجمة العربية عنها وإن كانت هي دقيقة وأمينة تصبح واسطة لنقل لا دقة ولا
ة المتعمدة أمينة ؛ فإن
أمانة تلك الترجمة ؛ إضافة إلى الخسران المضاعف (( الطبيعي )) . وهذه المسألة
تأخذ منحى خطيرا للغاية ؛ حين تكون الترجمة عن مفكرين أجانب (( أصحاب
نفوذ)) فكري ؛ مثل كلاسيكي الماركسية وغيرهم . لأن (( كلمتهم )) لدى المؤيدين
المترجمة الثاني العربي ؛ تصبح المادة العلمية كجراب الحاوي ؛ لا يدري حتى
صاحبه ما فيه . وهذا يحتم ؛ أن تكون الترجمة عن اللغة الأصلية . وفي الحالتين ؛
يجب أن تجرى مراجعة للترجمة من قبل شخص آخر غير المترجم؛ لتأمين شرط
الدقة والأمانة إلى أقصى حد ممكن ؛ لأن أي مترجم معرض لعدم التقاط المعنى
الدقيق لبعض العبارات أو عدم اختيار العبارة المناسبة لترجمتها ؛ ولا يجوز في
هذه الحالة ترك النص تحت رحمة أي تقصير طبيعي يمكن تجنبه . ونحن؛ في
علمية ؛ من جهة ؛ ومحرك رئيسي في حركة الثورة والتغيير و الإصلاح ؛ في
المجتمع العربي من جهة ثانية . ولذا فإن نقل هذا الفكر والاطلاع عليه ؛ ومحاورته
علميا ؛ ليست ولا يجب أن تكون ؛ مسألة فئوية أو حزبية خاصة ؛ بل مسألة قومية
تهم جميع قوى التغيير والنهضة الاجتماعية العربية بأسرها .
4- إن المسألة القومية في مجتمعنا هي المحور الأساسي لجميع أشكال الصراع
الذي هو صراع وجود : تكون أو لا تكون الأمة العربية الموحدة الحرة ؛ على
أنقاض الواقع الامبريلي الحالي . والانقسام الطبقي الإقليمي في المنطقة العربية ؛
ليس سوى امتداد ومظهر للانقسام الطبقي - ال بوليتي ؛ الذي طورته
إلى نخبة ودون ؛ ظلمة ومظلومة ؛ تابعة ومتبوعة ؛ متقدمة ومتخلفة (( طليعة ))
ومؤخرة الخ . وينبع وجود الطبقات البورجوازية والاستغلالية العربية الإقليمية ؛
من دورها كوكيل محلي ؛ ابن بلد ( ودين ) ؛ (( للباشا )) الامبريالي ؛ يتقاضى
عمولته مقابل تكريس هذا الانقسام وتعميقه . وقد كان طمس الهوية الحضارية للأمة
العربية ؛ وتقطيع أوصلها ؛ ولا يزال ؛ الشرط الذي لا يمكن بدونه تطبيق التمييز
القومي على الجماهير العربية ؛ وتحويل أرضها إلى مناطق للنفوذ ؛ وأسواق
لفائض البضائع والرساميل ؛ ومصادر للخامات . ومهما بلغ من غنى وفحش
الوكلاء المحليين للامبريلية . و (( مكانتهم الدولية )) ؛ فإن مبرر وجودهم ومصدر
اقوتهم وإخفاء الهوية القومية الحقيقية خلف شتى الهويات (( القومية - الدينية ))
المزيفة . وإذا كان هذا الدور يختفي نسبيا خلف الاحتلال الأجنبي ؛ وغيره من
أشكال الوجود الاستعماري المباشر ؛ فإنه يتضح بجلاء يتزايد (( استقلال ))
الكيانات والبنى السياسية والطائفية في المنطقة . وبئثلك ؛ فإنه لا يميكن قياس
طال ؛ للطغمات الاحتكارية الامبريالية ؛ في الأمم الكبرى والقوية ؛ وإن الصراع
ضد الطبقات الاستغلالية الإقليمية هو جزء لا يتجزا من الصراع ضد العدو
الأساسي : الامبريالية أمن أجل تحقيق الدولة الاشتراكية العربية الموحدة .
ومحورية المسألة القومية في مجتمعنا تجعل من المحتم إيلاء اهتمام خاص بها ؛
في تراث كلاسيكي الاشتراكية العلمية ؛ كما وفي كل تراث فكري أصيل وتحرري؛
قديم وحديث .
٠ - إن الاستقلال الذاتي ؛ كشكل ديمقراطي من أشكال بناء الدولة ؛ يجمع بين
الوحدة والتنوع ؛ هو إحدى الموضوعات المهمة في المسألة القومية . وتتخذ هذه
الأهمية بعدا خاصا ؛ في واقعنا العربي ؛ انطلاقا من أوضاع هذا الواقع ؛ التي تفعل
فعلها اليومي في مختلف جوانب حياتنا القومية ؛ مع أننا نرى كم هو من السهل
تناسيها أحالتها إلى التأجيل الدائم ؛ في حياتنا السياسية ؛ وفي أحسن الحالات
وضعها في قسم (( المحفوظات النظرية )) التي لا تنم ترجمتها في التنظيم والطرح
والممارسة السياسية وأهم هذا الأوضاع :
أ- إن كل التقسيم الامبريالي للأمة والأرض العربيتبن ؛ ورث وطور كل أسباب
التفاوت الاقتصادي والاجتماعي الإقليمي ؛ وكل أشكال التجزئة والتفرقة العنصرية
والشعوبية والإقطاعية والعشائرية والدينية . مما جعل ويجعل كل نضال وطني
وتقدمي (( محاصرا من الداخل )) ومهددا في الصميم ؛ بعوامل التجزئة والتقسيم ؛
في كل مكان وكل آن ؛هذت إذا لم يتم تزييف هذا النضال وتحويله إلى واجهة
((وطنية تقدمية )) للتفاهم مع الامبريالية ؛ القائم على التسليم بالتقسيم . وقد أصبح
في إمكان كل ذي عينين تريان أن يتأكد ؛ بالنظر المجرد إلى التجربة المرة
الداخلي)) افشال لإرادة أمتنا في تحقيق ذاتها الحضارية ؛ هو تجسيد لإرادة
الامبريالية ؛ والوجه الآخر للحصار الامبريالي الخارجي ؛ المتمثل في جدران
التفوق على أنواعها ؛ وإن الحصار الثاني لا يمكن أن يستمر دون استمرار الأول +
استلاب وانشلال قوتنا وأرادتنا ؛ في هذا الواقع يبدو من المستحيل - في النتائج
الأخيرة لكل حساب ؛ وبصرف النظر عن الآراء والنوايا الذاتية الحسنة أو غير
الحسنة - وجود أي نضال ثوري أو تقدمي ؛ وطني أو تحرري ؛ على الأرض
العربية ؛ إذا لم يكن نضالا قوميا . وليس ذلك باستعمال (( العروبة )) كتعويذة
سحرية ؛ في يد شتى القوى الإقليمية والطائفية ؛ مثل غيرها من مختلف القضايا
والمراحل والميادين وصولا إلى تحقيق وحدة الأمة - الدولة ؛ التي هي علامة
انجاز مرحلة التحرير وبدء مرحلة البناء الحقيقي .
كما يبدو من المستحيل أيضا ؛ حتى ولو شئنا ؛ الانزلاق إلى مستوى النظرة
السطحية والميكانيكية ؛ إلى الوحدة القومية ؛ التي ترفض مسبقا وضمنا النظر في
الفروقات البيئوية وال لا من زاوية الحل البيوقراطي الشكلي ؛ والتي تطابق
بين الوحدة القومية والتنظيم وضرورة وحدة الدولة ؛ من جهة ؛ ووحدة الزعامة
السياسية والتنظيم وشكل بناء الدولة ؛ من جهة ثانية . فهذه النظرة لا تعدو أن تكون
نوعا من (( التتبيع )) ؛ الإقليمي أو الطائفي ؛ الذي يصب أخيراً في مستنقع التقسب
في حبن أن المجتمع العربي يقدم لوحة هائلة من التنوع والتفاوت والاختلاف ؛
اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واتنيا وعنصريا . ويرجع عدم التجانس في اللوحة
العربية؛ في جانب منه إلى ظروف تاريخية طبيعية ؛ مثل التعددية العنصري و
والدينية للتكوين القومي للأمة العربية ؛ وتداخل أنماط الإنتاج الاقتصادية -
الاجتماعية ؛ للأمة العربية ؛ بدءا ببقايا المشاعية القبلية وانتهاء برأسملية الدولة
المرتكزة إلى عائدات النفط . ويرجع ؛ في جانب آخر ؛ إلى محدودية الأنظمة
والطبقات الاستغلالية المحلية ؛ التي برهنت دائماً ؛ بجدارة منقطعة النظير ؛
بمسلكيتها ومن وجهة نظرها ؛ إن حدود (( الوطن )) وأبعاد (( الأمة )) و
((القومية)) هي حدود وأبعاد ملكيتها ومصالحها وارتباطاتها الخارجية . ولكنه
يرجع في الأساس إلى سيطرة الامبريالية الخارجية ؛ التي تعود إلى مئات ومئات
لتأخير ومنع انصهار الأقوام والكيانات الاجتماعية والتنيات التي تكونت منها
تاريخيا الأمة العربي المعاصرة .
وليس من شك أن قدرة الأمة العربية على تأكيد ذاتها القومية وبلورة شخصيتها
الحضارية ؛ عبر ورغم جميع أنماط القهر والتذويب والتجزئة والاحتلال
والاستغلال ؛ داخليا وخارجيا ؛ تبين أن وحدتها القومية و (( وجودها )) لم يعودا
بحاجة إلى (( شهادة كميلاد )) من أي (( بروفسور )) من أي (( أب شعوب )) .
والتسليم بالوحدة القومية للأمة العربية يعني التسليم بضرورة العمل لترجمة هذا
الوحدة في الواقع التاريخي ؛ إلى وحدة في الواقع الوضعي . وهذا يعني تكامل
وتلاحم الجماعات المكونة للأمة العربية ؛ عبر مرحلة تاريخية كاملة ؛ وخلال
عملية الكفاح ضد أسباب التجزئة والتفاوت والتخلف والتبعية ؛ التي هي ذاتها
أسباب الاستغلال والاستلاب الطبقيين الداخلين والامبرياليين الخارجين . ويعني
بالتالي استحالة وجود قوالب سياسية واقتصادية واجتماعية الخ . محددة ؛ للوحدة
القومية ؛ تقررها زعامة فردية أو فئوية ؛ تبقى في جميع الأحوال إقليمية وتتعامل
مع (( العالم العربي )) كمدى حيوي لاقلميتها أما على أساس أن هذا (( المدى ))
عديم الملامح والخصوصيات ؛ وأما على أساس طمس هذه الخصوصيات ارتكاز
إلى سياسة توسع ووصاية وتسلط شوفينية - قطرية .
ولا يستطيع أن يستوعب هذا التعدد والتنوع الهائلين ؛ في تركيية المجتمع
العربي؛ ويهيئ شروط التفاعل والتماثل ؛ ضمن الوحدة القومية العامة ؛ في مدى
مرحلة تاريخية أكثر أو أقل طولا سوى إطار واسع جددا من المقراطية الشعبية ؛
التي الفبائعا أن تستخدم ؛ على أوسع نطاق ؛ وحيثما تقرر الجماهير المعنية ذلك
قاعدة الاستقلال الذاتي في أشكال التنظيم وبناء الدولة والإدارة المحلية ؛ بمختلف
أشكالها ومستوياتها ؛ التي تبئأ بأصغر التجمعات السكانية؛ وتنتهي بأكبر الأمصار .
كما تبداً بأدنى الصلاحيات العمرانية والهيئات المحلية ؛ وتنتهي بالمجالس التمثيلية
ُ الإقليمية ذات الصلاحيات الواسعة والمتعددة ؛ ضمن هيكلية الدولة
نشل هذه الديمقراطية الشعبية فقط هي التي تكنز الحصار الداخلي
والخارجي للامبريلية ؛ والطبقات الاستغلالية المرتبطة بها وغير المرتبطة +
وتمتين وتطوير الوحدة القومية ؛ لأنها تضمن عدم تشويه العلاقات القومية بشوائب
التفرد والتسلط و التتبيع ؛ وجعل تلك العلاقات حقا فعل إرادة حرة وممارسة خلاقة
لمختلف الجماعات العربية .
المأساوي في ((المسألة اليهودية)) أي المتعلق بمعانة اليهودي العادي . الذي كان
ولا يزال يتحمل وزر الطبيعة الطبقية للتشكيلية الاقتصادية - الإيديولوجية اليهودية
في مقتنعا ته . ويتبدى ذلك في استغلال المواجهة قديما بين القيصرية الروسية
واليهودية ؛ وفي ما بعد بين الفاشية واليهودية ؛ حيث كان قسم كبير جدا من اليهود
يواجه القيصرية ومن ثم الفاشية ؛ من مواقع لا صهيونية أصلا أو حتى معادية
للصهيونية .كما يتبدى في استغلال التمييز الطائفي في المجتمعات العربية والشرقية
والثغرات في البلدان الاشتراكية . وبنتيجة هذا الاستغلال المتمادي ؛ استطاعت
الصهيونية تجميع عدة ملايين من اليهود المضللين في أغلبيتهم الساحقة ؛ في
الأرض العربية المحتلة ؛ واكتسبت لهم شرعية الوجود كدولة تعترف بها الدول
الغربية ((بالحق)) والدول الاشتراكية ((بالواقع)) والدول العربية بقرارات الأمم
المتحدة للتقسيم وما تلاها . كما اكتسبت لهذا الوجود نوعا من الشرعية ((الشعبية))
العربية عبر منج سكان الأرض المحتلة في ١588 الجنسية الإسرائيلية ومشاركتهم
في الحياة السياسية لإسرائيل من مواقع المعارضة في الغالب وإنما ((الشرعية))
وبفعل هذه العوامل أساسا ؛ أمكن للصهيونية أن توجد عبر وجود ((كتلة بشرية
وهذا الواقع هو أحد المبررات الموضوعية لبعض القوى الوطنية والتقدمية في
الاعتراف بإسرائيل ودخول التسوية ؛ من شتى الأبواب . وإذا كان من عي
الصحيح إسقاط العداء للصهيونية بحجة إسقاط العداء للصهيونية بحجة إسقاط العداء
لليهود كبشر ؛ فمن غير الصحيح أيضا إسقاط العداء للصهيونية والامبريلية على
اليهود كبشر . وهنا ما يجعل من الضروري جدا الالتفاف ؛ ولو متأخرين ؛ إلى
الثغرة الخطيرة التي يتسرب منها - خصوصا - خط التسوية الوطني والتقدمي مع
إسرائيل ؛ باسم الأخوة الإنسانية والجماهير والبرليتاريا والديمقراطية الخ ؛ وهي :