إن الجماعة التي تالفت من إخواننا مسلمي الهند في مدينة
لاهور لإذاعة سيرة رسول الانسانية الأعظم » وهديه وإصلاحه
الاقوم » وخصصت لذلك يوم مولده من كل سنة » قد اقترحت علي
أن اكتب رسالة في أهم ما جاء في كتاب الله تعالى المنزل عليه وفي
له من حقوق النساء » والاصلاح الذي يجب على
الجنس اللطيف أن يعرفه في كل شعب ويطالب به الرجال » ليترجم
باللفات المشهورة وينشر في الآفاق في يوم ذكرى مولده صلى الله
فقبلت الاقتراح » واجبت الدعوة بالارتياح » شاكرا لاخواني
داعيآ أن يلهمني الله تعالى فيه الصواب ) ويؤتيني الحكمة وفصل
الخطاب » وقد استحسنت ان بدا ما اكتب بنداء عام للنساء »
ليعرفن حقوقهن ويعرفها الرجال » فأقول *
نداء الج ئس اللطيف
يوم ذكرى المولد المحمدي الشريف من سنة 1351
( حقوق النساء فٍِ الاسلام 6 وحظهن من الاصلاح المحمدي العام أ
وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) +
[ سورة الروم ١ ]
ألا يا معشر النساء » وبنات حواء » في الشرق والغرب
والجنوب والشمال ؛ هل تدرين كيف كانت عيشة جداتكن قبل
بعثة مصلح البشر الأعظم » محمد النبي الأمي ) ص) ؟ آم تدرين
أن البشر لما يفقهوا كنه الأقانيم الثلاثة للحياة الروجية التى نزل
السكون النفسي الجنسي الذي يتحد به الزوجان فيكونان
واحدة كالماء والهواء والمودة التي تتعدى الزوجين إلى أسرتيهما
فيسري بها الحب والتعاون من الأقارب إلى البعداء » والرحمة
التي تكمل لهم بالولد المتفصل منهما الممثل لهما » فينتشر التراحم
بين الأحياء ؟
تعالين أحدثكن عما كانت عليه جداتكن بالاجبال ؛ وبا
جاء به محند (ص) بشيء من التفصيل : لقد كان جيم نساء
البشر مرهقات بظلم الرجال في البدو والحضراء لا فرق فيه بين
كانت المرأة تشترى وتباع » كالبهيمة والمتاع ؛ وكانت تكره
ولا تملك ؛ وكان أكثر الذين يملكونها يحجرون عليها التصرف
فيما تملكه بدون إذن الرجل » وكانوا يرون للزوج الحق في
التصرف بمالها من دونها © وقد اختلف الرجال في بعض البلاد في
كونها إنسانا ذا نفس وروح خالدة كالرجل أم لا ؟ وفي كونها تلقن
الدين وتصح منها العبادة أم لا ؟ وفي كونها تدخل الجنة أو
الملكوت في الآخرة أم لا ؟ فقرر أحد المجامع في رومية أنها حيوان
نجس لا روح له ولا خلود ؛ ولكن يجب عليها العبادة والخدمة
وأذ يكم فيها كالبعير والكلب العقور لمنعها من الضحك والكلام+
لأنها أحبولة الشيطان وكانت أعظم الشرائم تبيح للوالد بيع
على الرجل في قتل المرأة ولادية +
وكان أهم إنصاف للمرأة منحها إياه الشعب الفرنسي في
أوربة بعد ميلاد محمد (ص) وقبل بعثته أن قرروا بعد خلاف
وجدال أن المرأة إنسان إلا أنها خلقت لخدمة الرجل +
ولد محمد (ص) في سنة 01اه من ميلاد المسيح عليه السلام»
وأصدر الفرنسيس هذا القرار النسوي في سنة حهه أي بعد
مولده بخمس عشرة سنة ؛ ولم يكن يدري هو ولاغيره با
سيجيء به منالاصلاح البشري العام؛والاصلاح النسويالخاص
فهل أتاكن يا بنات حواء أنباء ما جاء به محمد نبي الرحمة من
التعاليم في حتكن ؟ هذا ما اقترح علي أن أقصه عليكن وعلىرجال
الأمم كلها في هذه الرسالة في هذا اليوم من ذكرى مولذ محمد
(ص) سنة 1301 من هجرته +
بعث محمد (ص) في أوائل القرن السابع للمسيح عليه
ا 0 يدعوهم إلى عبادة الله وحده 6
والى إصلاح أنفسهم التي أفسدتها التقاليد الدينية ؛ والعصبيات
القومية والوطنية ية وكا للنساء حظ كبير من هذا الاصلاح لم
قام محمد ( ص ) يتلو على البشر آيات الله عز وجل في كون
النساء والرجال من جنس واحد » لا قوام للانسانية إلا بهما وهذه
خبير ) ٠
( يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة
ليسكن إليها ) ٠
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : « إنما النساء
الرجال » ©
قام محمد (ص) يتلو على الناس ما أثبته الله من إيمان النساء
كالرجال » فمن ذلك قوله تعالى :
فامتحنوهن الله أعلم بإيمانون فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجموهن
إلى الكفار ) ٠ الآية
ومنه قوله تعالى :
فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) +
« صحيح ابي داود » كتاب الطهارة رقم الحديث 74 .
جميعا بقوله :
1١ : 2 فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين
ومن المجبع عليه المعلوم من دين الاسلام بالضرورة أن على
النساء ما على الرجال من أركان الاسلام إلا أن الصلاة تسقط عن
المرأة في زمن الحيض والنفاس مطلقا فتتركها ولا تعيدها لكثرتهاء
وأما الصيام فيسقط عنها في زمنهما » وتقضي ما أفطرته من أيام
رمضان لقلتها ؛ وأما حجها ؛ فيصبح في كل حال » ولكنها لا تطوف
بالبيت الحرام إلا وهي طاهرة *
لله تعالى منها قوله تعالى :
7 :17 من عمل صالحآ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلتحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ) +
وقوله تعالى :
من ذكر أو انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير
حساب ) +
وقوله تعالى :
فاولئك يدخلون الجنة ولا يظمون نقيرا ) +
وقوله تعالىفيأولي الألباب الذينيذكرونه كثيرا ويتفكرون
في خلق السموات والأرض ويدعونه :
3١ : 188 فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم
من ذكر او انثى بعضكم من بعض )
الآية ؛ وفيها وعدهم جميعا بادخالهم الجنة وحسن الثواب+»
وقوله تعالى :
والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات
والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والملتصدقات والصائمين
والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيماً ) +
الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله
اكبر ذلك هو الفوز العظيم ) +
( والاعمال الاجتماعية والسياسية ) (1)
النساء يشاركن الرجال في العبادات الاجتماعية كصلاة
الجماعة والجمعة والعيدين » فتشرع لهن ولكن لا تجب عليمن
تخفيفا عليمن » وصحآن النبي (ص) أذن للحيض (*) منهن بحضور
اجتماع العيد في المصلى دون صلاته ٠ وعبادة الحج الاجتماعية
مفروضة عليهن كالرجال كما تقدم ؛ وبحرم عليهن وضع النقاب
على وجوههن ولبس القفازين في أيديهن مدة الاحرام ؛ وقد شرع
لهن من الأمور الاجتماعية والسياسية ما هو أكثر من ذلك +
قال الله تعالى :
بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وبطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) .
فأثبت الله للمؤمنات الولاية المطلقة مع المؤمنين فيدخل فيها
)١( هذا الاطلاق لا يخفى ما فيه + بل هو باطل لمنافاته لعموم
آية ( وقرن في بيوتكن ) © وما كان عليه نساء السلف من عدم التدخل
في السياسة (ن) ١
(#) الحيض بتشديد الياء جمع حائض ) ومصلى العيد كان
خارج البلد +
ولاية الاخوة والمودة والتعاون المالى والاجتماعى ؛ وولاية النصرة
الحربية والسياسية » إلا أن الشريعة أسقطت عن النساء وجوب
القتال بالفعل ؛ فكان نساء النبي وأصحابه يخرجن في الغزوات مع
الرجال يسقين الماء » ويجهزن الطعام»ويضمدن الجراح؛ويحرضن
على القتال ٠ وقد ت في الصحيح أن بنت رسول الله (ص) فاطمة
عليها السلام!ا كانت تحمل قرب الماء هي وأم سليم وغيرها الى
الجرحى في غزوة أحد يسقينهم ويسان جراحهم .ولا جرحرسول
ومن حقوق المرأة السياسية في الاسلام أنها إذا أجارت أو
أمنت أحدا من الأعداء المحاربين نفذ ذلك » فقد قالت أم هانىء
للنبي (ص) ب وي بنت عمه أبي طالب يوم فتح مكة : اتني
آجرت رجلين من أحمائي ٠ فقال (ص) « قد آجرنا من أجرت ياأم
هانىء » وهذا حديث صحيح متفق عليه ٠ وفي بعض الروايات
أنها أجارت رجلا فأراد أخوها علي كرم الله وجهه قتله فشكته
الى النبي (ص)فأشكاها وأجاز جوارها ٠ وفي حديث حسن عند
)١( قلت : ذكر فاطمة رضى الله عنها في هذا الحديث وهم من
هو في ١ صحيح البخاري » وغيره ؛ انظر إن شئت « حجاب المراة
الممسلمة » ( ص 17 الطبعة الثانية ؛ نشر المكتب الاسلامي ) +