وميض من الحرم
بيت الله الحرام» الذين لا أحصي طلباتهم المتكررة بنشر هذه
م إرسالها على عنوان بريده؛ فرأيت الطلب الأول أيسر لي
ليكون في متناول الأيدي» عل الله أن يجعل فيها خيراً؛ وأن
يجعلها حُجّةَ لي لا علي إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على
سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم
القاضي بالمحكمة الكبرى بمكة
وإمام وخطيب المسجد الحرام
وميض مسن العدم ته
خواطر بين يدي الخطيب
هذه مجموعة خواطر أقدمها بين يدي الخطيب؛ وهي في
الخطباء؛ إما لقلة المعرفة بأهمية الخطابة أو لصيرورة الخطبة
وتجددها. وهذه الخواطر تتمثل فيما يلي:
-١ الإخلاص والمتابعة:
فالذي ينبغي للخطيب في ذلك أن يكون مَنْشاْ الخطبة والسعي
إليها وطلبهاء من باب الإخلاص لله عز وجلء وتبليغاً للدين
ودعوةً إلى التمسك بالعقيدة الصحيحة والشريعة السمحة؛ عملا
بقول النبي كي «بلغوا عني ولو آية؛ ولكن هذا العمل لا يتم
قبوله بعد الإخلاص لله عزوجل إلا بمتابعة النبي كَل فيذان مما
شرطا قبول العبادة لقوله تعالى: اوت ان 1 نسي عملا »
واعلم بأن الأجر ليس بحاصل
وخلوه من سائر الأدران
وكذا متابعة الرسول فإنها
شرط بحكم نينا العدنانٍ
؟- قوة البيان وفصاحة اللسان؛
ب وميض من الحدوم
عدداً ليس بالقليل من الخطباء ليس لهم اهتمام بهذا الجانبء
ولكن الذي ينبغي على الخطيب أن يجتهد في أن تكون الخطبة
اللسان أَبيِّن فهو أقوى ا كيف لا وقد قال موسى عليه
ا ل عام جوت قل لي
يكن للفصاحة هذا الدور فما الحاجة إذاً إلى أن يطلب موسى من
ومما يدل على بعد هذه المسألة عن عدد من الخطباء إلا من
رحم الله هو ما يسمع من بعضهم هداهم الله من اللحن الجلي
والتكسير؛ الذي ربما صار كالمطارق تضرب رؤوس المستمعين
الذين يميزون بين الفصاحة واللحن.
والطريقة العملية لهذه المشكلة لا يمكن أن تتحقق إلا بإحدى
الحال الأولى: إن كان الخطيب ممن درس علوم الآلة؛ ومنها
علم النحوء أو كانت لديه مفاتيح النحو بحيث يميز بين المرفوع»
والمجرورء والمنصوب» وتقدم العامل على المعمول؛ وما أشبه
وميض مسي الوم بج
الحال الثانية: إن لم يكن الخطيب ذا إلمام بالنحو» فلا أقل
من أن يعرض الخطبة على من يملك ذلك ليصحح له ما فيها من
على سلامة الخطبة من اللحن.
٠ ينبغي للخطيب أن ينتبه لنادية ممية تعد مدخلا واسعاً من
مداخل الشيطان لاسيما إذا كان الخطيب ممن يتجمهر حوله الناس
ويكثر محبوه» وهذا الأمر المهم هو إرضاء الناس» فالخطيب
تشنج وقوة نقد دون روية أو تسييس» أو يرضي طرفاً آخر غير
قول النبي كَللة: «من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه
وأسخط عليه الناس» ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله
- قد يبدأ النطيب مشوار الخطابة بداية متواضعة يحقر فيها
نفسه» ولكن ما أن تقف قدماه على منبر الخطباء النجباء الذين
يملكون قلوب الناس قبل أسماعهم إلا وتبقئ نفسه عرضة
للانزلاق في مهاوي العجب» الذي يحمله على الإعجاب برأيه
دون غيره» فيقع فريسة للأخطاء ومجانبة الصواب؛ لاسيما في
وأحسن ما يداوي المعجب بنفسه نَفْسَهٌ هو أن ينظر إلى من
وميض من الحرم
قال الشاعر
جمعت مذمتين؛ ألا وهي عادة السجع المتكلف في الخطب»
حيث يجمع مذمتين إحداهما ترادف الكلمات بحيث تصبح
الخطبة حشواً يغني عنه كلمة أو كلمات؛ والأخرى كون السجع
ومما يدل على ذم السجع ما ثبت في الصحيحين من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه «... وفيه وقضى بدية المرأة على
يارسول الله كيف يغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل
فمثل ذلك يطل!؟ فقال رسول الله كَيةٍ: «إنما هذا من إخوان
وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أن السجع مكروه لسببين:
في غير ما حديث
وميض مس الحوم 0
وثبت في البخاري عن ابن عباس وفيه: «وانظر السجع من
الدعاء فاجتنبه فإني عهدت النبي كَيةِ وأصحابه لا يفعلون ذلك»
قلت: وهذا كله محمول على التكلف في السجع.
7- عاب علي أحد طلبة العلم الفضلاء كيف أورد الشعر أحياناً في
المفضلة .
ومن ذلك مثلاً قول معظم الخطباء «أقول قولي هذا. .6.2
وقولهم في آخر كل خطبة «اذكروا الله العظيم يذكركم. 0٠ وغير
ذلك من الألفاظ التى اتخذها جمهور الخطباء عادة» ولو تركها
أحد لريما أنكر عليه
ولرد شبهة ذم الشعر في الخطبة أقول وبالله التوفيق:
ويزداد ذماً إذا اشتمل على قبح أو كذب أو فحش أو تفحش» قال
4 وقد قال بعضهم «أعذب الشعر أكذبه» وقد قال بعض
العلماء لم ير متدين صادق اللهجة يأتي بالعجيب في شعره. وقد
قال الشافعي رحمه الله في الإكثار من الشعر:
وميض من الحرم
ولولا الشعمر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعمر من لبيد
واختلف في ذم الشعر ومدحه؛ وأحسن ما قيل فيه قول الإمام
الشافعي رحمه الله - حين سُعلل عن ذلك فقال: الشعر كلام
حسنه حسن وقبيحه قبيح؛ وروي مثل ذلك عن عائشة - رضي الله
والذي يظهر لي أن الخطيب لا بأس ال اليد اق 15
موعظة ظاهرة يُرتدع بها عن خبث الباطن» أو حكمة نادرة يُ*عظ
جاء من حديث أَبيّ بن كعب أن رسول الله قال: «إن من الشعر
عنه عند مسلم حديث يتعلق بخطبة الجمعة وفيه «وإن من البيان
وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى يكسب من الإثم به كما يكسب
بالسحر وبه قال مالك رحمه الله.
والثاني: أنه مدح لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم
البيان وشيّهه بالسحر لميل القلوب إليه وهذا التأويل هو الصحيح
المختار» كما ذكر ذلك النووي رحمه الله - في شرح صحيح
قلت: فإذا كان البيان يشبه السحرء وقد ذمه بعض أهل العلم
ما يشبه السحر يُعد مدحاً ولو كان في الخطبة» لأن الحديث ورد
وميض مسن الحرم 0
هنا محكم يدل دلالة واضحة على أن الحكمة قد تنطلق من
به إذا أتى به في المجامع والمواعظ والخطب بشروطه المذكورة
ويؤيد ذلك أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة ذكر الأشعار أمام
النبي كَل في المسجد النبوي؛ من قبل حسان بن ثابت؛ وكعب بن
زهير» وغيرهما. وليس المنبر في المساجد العادية بأفضل من
مسجد رسول الله يِل أو منبره. والعلم عند الله تعالى.
-١ يلحظ على بعض الفطباء وفقني الله وإياهم وجميع إخوانتا
مدار السنة» ولو اختلف التوقيت فزاد أو نقص» وهذا فيما يظهر
الأمر الأول: أن فيه خروجاً من خلاف أهل العلم في وقت
الجمعة: وهل هو بعد الزوال أم قبله. أو مع الزوال؟
وقت الظهر في مدينة الرياض لوجدنا أنه يختلف باختلاف
الفصول؛ فقد يدخل وقت الظهر في الساعة الحادية عشرة
ونصف الساعة تقريباً كأدنى حدٍ له في السنة؛ وقد يصل إلى
الساعة الثانية عشرة وخمس دقائق تقريباً كأعلى حدٍ له في السنة؛
ومع ذلك تجد بعض الخطباء يلتزم الدخول مطلقاً طوال العام في
الساعة الثانية عشرة تقريباً» ومع أن وقت الزوال يبدأ في الساعة
الحادية عشرة ونصف الساعة تقريباء فيكون هناك زيادة نصف
ساعة على الناس تثقل عليهم في مقابل قرب دخول وقت العصرء
- وميض مسن الحرم
فيصبح الوقت بين الظهر والعصر قليلاً عند بعض المساجد التي
والذي ثبت عن النبي كَل من حديث سلمة بن الأكوع أنه قال:
كنا نجمع مع النبي تيه إذا زالت الشمس ثم نرجع فتتبع الفيء.
[أخرجه البخاري ومسلم]ء وفي هذا دليل على التبكير بها في
وقتها حسب اختلاف دخوله بالنسبة لفصول السنة. والعلم عند الله
- يدرص بعض النطباء عن حسن نية أن يقرأ في صلاة الجمعة
آيات تتناسب مع موضوع خطبة الجمعة» وهذا خلاف السنة وإن
كان عن حُسن نيةء فإن الأكمل اتباع سنته قِيةٍ؛ وقد ثبت عنه قيةٍ
عند مسلم أنه كان أ في صلاة الجمعة سورة الجمعة في الركعة
الأولى» وسورة المنافقين في الركعة الثانية؛ أو يقرأ في الأولى
سبح وفي الثانية الغاشية.
فيتبين من هذا أن ما يفعله بعض الخطباء خلاف السْئَةَ؛
«وجهَّال الأئمة يداومون على ذلك» أه. يقصد بذلك من يقرأ
يغفل بعض الفطباء وفقهم الله - عن التنبيه للداخلين إلى
المسجد بعد خروج الإمام الذين يجلسون ولا يصلون ركعتين»
والأولى للإمام أن ينبه على ذلك إذا رأى أحداً دخل فجلس دون
أن يركع ركعتين» ودليل ذلك ما رواه مسلم من حديث جابر بن
عبدالله قال: جاء رجل والنبي كَةٍ على المنبر يوم الجمعة