وى مايو عام 1474 قدرت جماعة كبار العياء مزاياه وعلمه وفضله +
وفى فراير عام 144١1 منح كسوة التشريفة العلمية من الدرجة الأول .
ثم لى مولاه فى يوم الأربعاء الثالث من ذى القعدة عام 137١ ه الما افق
١١ نوفير عام 1447
نظر الفقيد بفكره الثاقب إلى العم والعياء ؛ فوجده أشبه بصناعة خاصة
بين طائفة خاصة فى مكان خاص لا يعدو الالم والمتعلم + قد دأب الأزهر
على ذلك جيلا بعد جيل + وسواد الأمة عن هذا النور محجوب باحتجاب
العياء علهم ؛ اللهم إلا بصيص من النور يظهر فى بعض البلاد الى ينبت فم
لير ترم من العلياء أو طالب من الطلاب فى ليالى شهر رمضان من كل
عام . . فأخذ على نفسه المواثيق أن مجدد عهد السلف الصالح وأن يقوم بنشر
وضع أساس فن الوعظ والخطابة :
ولقد أحبفن الوعظ والإرشاد حبآ لا يعدله حب » وأخلص له إخلاصاً +
ثم سكن هذا المزيج المبارك فى قلب كريم فى نفس طيبة راضية مطمثة +
وجلا لغب ان أ بقاع ورد » الطليت كرف يه و
الأزهر من علاء وطلاب » فكان من ثمرات هذا الجهاد إنشاء قسم الر
و الإرشاد فى كلية أصول الدين .
الوعظ فى المساجد وامحامع العامة :
ثم انتقل إلى الناحية العملية + + فكان يغشى المساجد كل أسبوع وامجامع
العامة ناشراً الفضيلة داعياً إلى السك محبل الله المتين + ؛ فظهر نجمه وسطع
انوره + ورمقته العيون وأسكنته القاورب فى سويدائها لما عرف فيه من علم
وما أوتيه من
الفذة فى هذا الفن كتاب « سبيل الحكمة فى الوعظ والخطابة » ثم أعقبه
بكتاب ؛ هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة 8 وهو يعتبر أول كتاب
ان ودقة الأسلوب وسلاسة التعبير . وقذْ أنتجت قربحته
حديث من نوعه .
وكان أهم ما يلاحظ عليه ذوقه الرفيع فى الوعظ » ومراعاته لشعور
الحاضرين وعراطفهم ٠ يستميلهم بالفكاهة النادرة برقة تملك المشاعر +
وبلتى لهم بالحجج والحكم فى دعة تفتح لها الطريق إلى القاوب قبل الأسماع
الرعظ فى القرى :.
رأى طيب الله ثراه أن كثيراً من القرى الريفية قد حرم من العلم
ووقته فكا العطلة الصيفية متنقلا بالوعظ والإرشاد فى شنى البلاد .
محاربة البدع والخرافات :
رأى - رحمه الله أن كثر آمن البدع والخرافات قد استحكم نفوس
الشعب حتى أبعدهم عن طريق الدين المستقم » فأخذ يكافح ومجاهد ويذكر
من عراقيل وعقبات . . وظل ثابتاً على عزمه حتى اقتلع الأوهام من القارب
وعاد بالناس إلى حظيرة ١ بين ؛ وقد ألف فى هذا كتابه العظم ١ الإبداع
فى مضار الابتداع 6
أيقن أن الجمعيات الإسلامية خبر معين على نشر الفضائل بين الأمة
فأسهم فى تأسيس جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية
وكان من أعضائها العاملين البارزين ٠
وأسهم فى تأنيس جمعية اهناية الإسلامية .
وقد انتخب وكيلالها فى أول جلسة عقدت لتأسيسبا فى عام 1345 *
وكذلك أسهم فى تأسيس جمعية تحفيظ القرآن بالعباسية وكان من أعضائه
وقبل الحرب العالمية الأولى كانت جمعية الرد على المبشرين بالخر نفشض
تناهض المبشرين فكان رحمه الله خطيها وحامل لوائها .
وفازت جمعية نشر الفضائل والآداب الإسلامية بالكثبر من نشاطه
ولما تكونت جماعة أنصار الحج أسهم فى جهادها بكل قواه .
الجمعيات الخاصة :
لم يكتف الفقيد بكل هذه الأحمال الجليلة بلى نظر فى صفوف الأمة +
رجد طائفة من غظانبا امخلصين قد عكفوا على ما لدبهم من الأمال +
فى آذانهم بأحكام الدين الحنيف » فوصلت دعوته إلى قلوبهم » ووجد الربة
صالحة للغرس . والجو ملائماً للإنبات ؛ فكون جمعية قوامها العظلاء وعنصرها
الطبقة الراقية مثل الدكتور سالم هنداوى باشا وسليان عزى باشا والمرحوم
الدكتور عبد العزيز إسماعيل باشا وغيرهم من طبقنهم ؛ واشتغل معهم بتفسير
لقرآن الكريم فى ليلة معينة من كل أسبوع ؛ واتخذ لذلك عيادة الدكتور سالم
ِ لشريفة فقرأ متهم
ب البخارى حتى أتمه ؛ وقد كان من آثار هذا الغرس أن طلع المرحوم
الدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل على العالم الإسلاى بكتابه العظيم 8 الإسلام
والطب الحديث ؟ .
كذلك كون رحمه الله جمعية أخرى قوامها الدكتور عبد السلام العيادى
ونخبة من خيرة المتعلمين ما بين مهندس وتاجر وموظف وجعل مقرها عيادة
الدكتور العيادى بالدرب الأخبر + وقد ابتدأ فى تير القرآن الكريم حى
أوشك على إتمامه ولكن المنية عاجلته قبل ذلك بقليل
وأنشاً جمعية ثالثة قوامها جماعة من أر
الدينية الحقة ؛ وكان مقرها مزل صاحب
فى المغربلين ثم بالعباسية .
المعاشات فغرس فيهم الروح
العزة أحمد بك فهمى المهندس
فى مستشنى فرئاد الأول للولادة بالموعظة الحسنة والنصائح الغالية مما كان له
أثر محدرس فى قيامهم بواجهم الإنسائى على خير الوجوه .
إلقاء دروس دينية فى الإذاعة اللاسلكية :
وفى حوالى عام 1434 نبقت فكرة إلقاء دروس دينية على أمواج الأثير +
فكان أول من وقع عليه الاختيار لهذا العمل الجليل » فكان يلنى درساً فى كل
دروسٌ شبر رمضان فى الأزهر الشريف :
وكان من عادته رحمه الله أن يلنى درساً فى الجامع الأزهر بعد صلاة
العصر من كل يوم من أيام رمضان المبارك ؛ وقد ظل محافظاً على هذه العادة
فى مرض الموت .
التأليف :
ألف الفقيد الكتب الآنية :
. وكان يدرس فى المعهد الابتدائى قالخألا -١
سبيل الحكمة فى الوعظ والخطابة .
*- هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة . وهو مقرر للدراسة
فى كلية أصول الدين .
4 - الإبداع فى مضار الابتداع . وهو مقرر للدراسة فى كلية أصوك
بة . لم يطبع ) وقد ظهرت منه هذه المذكرة وسيطيع جميعه
وهكذا كان الفقيد الكريم شعلة من زور وعلم » تفرقت أشعها فى كل
ناحية من نواحى الأمة ؛ فكانت السراج الذى يبتدى به المهتدون . . .
كان رحمه الله يرى أن العلم ثروة وزكانها الوعظ والإرشاد ليكون علماً
قبل أن يكون
وسلم : « خياركم من تذكركم بالله رؤيته + ويزيد فى علمكم منطقة +
ويرغبكم فى الآخرة عمله »+ رواه الترمذى عن ابن عمر رضى الله علهما .
رح الله الفقيد الجليل ؛ وأحله مقامه بين الصديقين والشبداء والصالحين
القضتل الأول
فى مبادى الخطارة
الخطابة فى اللغة مصدر كالخطاب توجيه الكلام نحو الغير للإفهام وق
اصطلاح الحكاء مجموع قوانين يقندر بها على الإقناع الممكن فى أى موضرع
يراد والإقناع حمل السامع على التسلم بصحة المقول وصراب الفعل
وهو نوعان برهانى » وخطانى . وغاية الأول إذعان العقل لننيجة مبنية
على مقدمات لبقت له صحنها كقولنا : الأربعة زوج ؛ لأنه منقسم بمتساوين
وقولنا : العام حادث لأنه متغير . وغاية الثانى إذعان العقل بصحة المقول
وصواب الفعل أو الثرك بأقيسة مؤلفة من أقوال مظنونة أخذ فها با محتمل
ووصف بالممكن ؛ لأن شأن هذه الصناعة إعداد النفوس لقه ة الإقناع
وإن لم تبلغ غاينها - وكذا الشأن فى سائر الصنائع فإنا تعد النفس لعمل خاص
بمقتضى قوانين محدودة » وإن لم تبلغ غاينها أحياناً - مثلا الطب ترشد أ وله
إلى معالجة الأمراض لغاية الشفاء ما لم يكن مائع +
وى أى موضوع يراد : لأنها لا تختص بشى ء معين » بل تتناول كل شى ء
بخلاف غيرها من الصناعات - فتلا الط ينظر فى رسم الحروف وهيتها +
والطب ينظر فى أحوال جسم الإنسان والحيوان من جهة الصحة والمرض
فقد روى العلامة ابن رشد عن أرسطو : أن الخطابة ليس لها موضوع عاص
تبحث عنه بمعزل عن غيره ؛ فإنها تتناول كل العلوم والفدون ؛ ولا شىء
العلوم والفنون ما استطاع » و أن يسعى دائبً إلى أن يزداد كل يوم علماً .
وصفوة القول أن الفلاسفة اعتروا الحطابة علماً له أصول وقوانن
تمكن الدارس لا من التأثبر بالكلام + وتعرفه وسائل الإقناع بالخطاب فى أى
غرض من الأغراض الكلامية ٠ وأنه يعى بدراسة طرق التأثير + ووسائل
الإقناع ؛ وما يلزم أن يكون عليه الغطيب من صفات وآداب » والمام غبول
السامعن » وما ينبغى أن تكون عليه أساليب الحطبة © وترتيب أجزائها +
وهو هذا نبراس يبتدى به » ومصباح ينبر السبيل أمام من عنده استعداد
ويصح أن يراد من الحطابة ملكة الاقتدار على الإقناع » واسيّالة القلوب
وحمل الغبر على ما يراد منه » بل هذا هو المعتبر عند المحفقين فى معنى العلم
ويؤئيده ما نقل عن أرسطو فى رسمها حيث قال : ( هى قوة تتكلف الإقناع
الممكن فى كل واحد من الأشياء المفردة ) ومعناها أن الخطابة ملكة بطيق
صاحبا إقناع الخاطبين فى أى أمر يدعى أنه غرض صحيح +
وفى عرف الأدباء تقال على معنيين أحدهما : أنها كالخطبة بغم فسكون
اسم الكلام المثور حماً كان أو مرسلا وثانهما : أنها إلقاء الكلام المتشور
ممن يعتقد فيه » لاختصاصه عزيد عفل» أو تدين -كقوله : العمل الصالح
يوجب الفوز وكل ما كان كذلك لا ينبغى إهماله - وقد تقبل من غير أن
تنسب إلى أحد كالأمثال السائرة ؛ لاشيّالها على حكم بليغة تستهوى العقول
وتستولى على المشاعر - أو مقدمات مظنوئة » وهى قضايا بحكم بها العقل حكاً
راجحا ؛ مع تجويز النقيض » كقولنا : فلان يطوف ليلا بالمسلاح » وكل
من كان كذلك فهو لص » ففلان لص » والقصد مها ترغيب الناس فيا
ينفعهم من أمور معاشهم ؛ ومعادهم + وترهييهم مما يضرهم فى المعاش والمعاد
كما يفعله الحطباء ؛ وهذا هو الأصل عندهم ؛ وإلا فقد تستعمل للرد على
المدعى فى دعواه - وما تقدم تعلم أن المناطقة نظروا إلى الخطابة هن حيث
وأما المحاضرة فهى لغة ما بين القوم أن نجيب الواحد غ
من الجواب - والناس اليوم يقولون ألى
فى غرض خاص -. وعلم الحا 5
فى النظر واستحضار كل مايراه ببصيرته النظر والبحث عند الأصولين
توجه خضمن فى النسبة
والمناظر ِ
أحدهما الآثحر وتكون بالجمع بين
والشتاء . والسيف والقلم +
وغاية الخطابة عند الحكماء الحصول على قوة القكن من الإقناع وفضلها
عظم وشرفها جسم » إذ فضل العلوم » والضناعات » وشرفها بشرف غايائها
والخطابة غاية ذات شأن خطير . وهى إرشادٌ الناس إلى الجقائق وحملهم على
ما ينفعهم فى العاجل والأجل . والحطابة معدؤدة من وسائلي السيادة + والزعامة
والشرف فأ العلامة أبن سينا فى الشفاء : إن الخطيب يرشد السامع إلى ما محتاج
إليهمن أمور دينه ودلياه ؛ ويقم له مراسم لتقويم عيشه . والاستعداد إلىفيغاده.
عليم أجمغان »ومن تن على شاكلنهم من العياء العاملين + وغظاء المموك؛ وكبار
الساسة . وفوائدها جمة » فهى الى تعرف صاحبا كيف تملك القلوب +
ويستميل النفوس ؛ ومحرك العواطف . ومبيج الخواطر نحو ما يريد » بنيراسها
لستضى موارد الدليل وتتضح مصادر الحجة لإنفاذ كل أمر جليل ؛ وإدراك
كل غاية شريفة » وقوانينها ترشد الطالب إلى مواضع الضعف وشعب السبو
والزلل فيقوى على دحض حجة المناظر وتزبيف سفسطة المكابر © وهى الى
عن تأليف أنبق + برجلكلام لتخاضمن يفاخر
+ كالحجاب والسفور » والصيف
إلى سواء السبيل و اللزاع + وتقطع القصومات فالحطيب البارع
بين ذوى المنازع امختلفة والآراء المتضاربة ١ فلا يزال يبين لمم النافع من الضار
والصراب من الخطأ حتى يجعل الجميع في قبضة يده والحطيب البارع يقوم
بين طائفتين استعرت بينهما نار العداوة والبغضاء فيذكرهم بعواقب التقاطع +
وبالجملة فقد تتعين اللحطابة طرئيقاً إلى التأثير والإقناع حيث لا يفيد
الرهان قال العلامة ابن رشد نقلا عن أرسطو : ليس كل صنف من الناس
ينبغى أن يستعمل معه البرهان فى الأشياء النظرية الى يراد منْهم اعتقادها -
وذلك إما لأن الإنسان قد نش على مشبورات تخالف الحق + فإذا سلكنحو
الأشياء الى نشأ علها سبل إقناعه ؛ وما لأن فطر ته ليست معدة لقبول البرهان
التصديق فيه ؛ فهذا الصنف الذى لا مجدى معه الاستدلال المنطى لهديه الخطابة
إل الحق الذى يراد اعتناقه + لأنها تسلك من المناهج ما لا يسلكه المنطق -
بذه مزية عظيمة لا سهان مها . وقال العلامة ابن سينا : إن صناعة الحطابة
ٍ جداً لأن الأحكام الصادقة فها هو عدل وحسن أفضل نفعاً +
وأعظم من أضدادها فائدة والإنسان لأ يعيش وحده ».فكان لا محالة محتاجاً.
إلى التعامل والتجاور وهما محتاجان إلى أحكام صادقة » وهذه الأحكامجحتاج
إلى أن تكون مقررة فى النفوس ممكنة فى القلوب ؛ والبرهان قليل الجدوى
فى حمل الجمهور على الحق » فالحطابة هى المعنية بذلك١ ه . بتصرف .
وأصلها النظر والاختبار ؛ وذلك أن الله تعالى فطر بعض بى الإنسان على
قوة البيان وملكة التأثير » فاقتدروا بها على حمل غيرهم على ما أرادوا مهم
فلحظ الأمر غيره ممن لم ينالوا تلك الملكة ؛ واستخدام القلوب فدونوا ّ
أنحانهم » ووسعوها حتى جاء أرسطو فى القرن الرابع قبل الميلاد فضيشارد
وهو الكتاب الذى عربه بشر بن متى: والخصه ابن رشا » وأخذ عنه فلاسفة