ومن هناء فعمادة البحث العلمي بالجامعة تضطلع بنشر البحوث
العلمية. ضمن واجباتهاء التي تمثل جانباً هاماً من جوانب رسالة الجامعة ألا وهو
النهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة والنشر.
ومن ذلك كتاب «رمصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة» تأليف
الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري +
نفع الله بذلك ونسأله سبحانه أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح»
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله
معالي مدير الجامعة الإسلامية
د/ صالم بن عبد الله العبود
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه؛ ونعوذ بالله من
فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
سار على تمجه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
فإن السنة المطهرة هي الأصل الثاني للشريعة الإسلامية والمبينة
للقرآن الكريم أصل الشريعة الأول . لذا لا غرابة إذا وجدت عناية فائقة
من علماء المسلمين منذ فجر الإسلام إلى اليوم» ولقد شهد القرن التاسع
تلك العناية بما في هذا القرن إبراز ما عرف «« بكتب الزوائد » ومنها
1 إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» ومصباح الزجاجة في زوائد
منها فقد وجدت في نفسي رغبة ملحة الخدمة هذا الجانب من تراثنا
وأردت اختيار قسم من إتحاف الخيرة ليكون موضوع أطروحي لمرحلة
86 مصباح الزّجاجة في زوائد ابن ماجة للبوصيري - تحقيق د.عوض الشهري
الدكتوراه فعرضت الأمر على بعض مشايخي وزملائي ومنهم فضيلة
الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد فأشار علي حفظه الله بالعمل في زوائد
الأمر على فضيلة د/ أكرم العمري المشرف علي فطلب مي النظر في
تعليقات الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي على ابن ماجة وحجم تلك
من كلام البوصيري تبعاً لمصدره في تلك التعليقات » وهو (( حاشية
الزرجاجة مباشرة .
فلما اطلع المشرف على هذه الحقيقة أقر اللوضوع وبدأت العمل؛
وقد واجهتي فيه بعض الصعاب؛ أهمها :
١ أن تخريج الأحاديث ودراسة أسانيدها ومتونها ومن ثم الحكم عليها
أمر يحتاج إلى ملكات عالية واطلاع واسع وصبر وجلد.
٠ أن صاحب المصباح رحمه الله أطال النفس في تعليقاته على
الأحاديث والآثار وأكثر من العزو والنقول» وقد ألزمت نفسي بالرجوع
مقدمة 4
إلى كل المصادر الي نقل منها ما أمكن وفي ذلك من المشقة والعناء خاصة
“_ أن كثيرا من مصادر البوصيري مفقود أو في حكم المفقود مما يتعسر
معه مقابلة ما يعزوه إلى تلك المصادر والتأكد من سلامة النصوص تلك.
الأمر الذي حتم البحث عن مصادر أخرى أخرجت هذه النصوص .
4_ خروج طبعات لمصباح الزجاجة في أول العمل وآخره مما جعلبي أنظر
تلك الطبعات وأبين حالها وقد أخذ ذلك مي بعض الوقت .
ه تحقيق المنهج الذي سرت عليه في التحقيق خاصة فيما يتعلق
بالتأكد من عدم التصحيف في الأسانيد والمتون أخذ مني جهدا ووقتا
ليس بالقليل.
١ انقطاعي عن البحث دون اختيار مي كان من المعوقات أثناء
العمل .
هذا وقد اقتضت طبيعة الموضوع أن أتناوله في قسمين :
القسم الأول : الدراسة
© الحياة العلمية في عصر البوصيري.
نسب المولف ومولدة.
© نشأة كتب الزوائد وأهميتها.
منهج البوصيري في مصباح الزجاجة.
© مواردة .
وصف نسخ الكتاب الخطية وإثبات نسبة الكتاب إلى المؤلف.
© منهجي في التحقيق.
القسم الثاني : التحقيق ويشتمل على تحقيق الكتب التالية:
١ كتاب اتباع السنة؛ وفيه سبعة وعشرون باباً.
كتاب الطهارة وسننهاء وفيه ثلاثة وتسعون باياء
أبواب بناء المساجد ( كتاب المساجد ولزوم الجماعات )؛
وفيه أربعة عشر باباً.
. كتاب إقامة الصلاة والسنن فيهاء وفيه ثلاثون ومائة باباً ١
وختاماً أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قدم لي عونا أو مساعدة وهم
كثير وعلى رأسهم المسؤولون في الجامعة وبعض مشائفي وزملاثي
الطلاب وأخص بالشكر فضيلة المشرف د/ أكرم العمري فقد أولاني
عنايته وتوجيهه وحرص كثيراً على إخراج هذا العمل في الصورة المناسبة»
فجزى الله الجميع كل خير وأنابمم على ما أسدوه» وأسأل الله أن يجعل
عملي هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يعفو عما حصل من تقصير أو
زلل»؛ وصلى الله وسلم على نينا محمد .
١" _مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة للبوصيري - تحقيق د.عوض الشهري
الحياة العلمية في عصر البوصيري"؟
ولد الإمام البوصيري عام 767/اه وتوفي عام 845/ه؛ فقد عاش
في النصف الأخير من القرن الثامن» والنصف الأول من القرن التاسع»
ويعتبر عصره من الناحية العلمية عصر صحوة في تاريخ الحركة العلمية
عند المسلمين واليّ لم تدم طويلا حى عاد الجمود يخيم على الحياة الفكرية
من جديد؛ وقد ساعد على هذه الصحوة العلمية عوامل عديدة» من
وقوع كثير من بلاد المسلمين تحت سيطرة المغول الذين اجتاحوا
الشرق الإسلامي اعتبارا من عام 7ه فاحتلوا ( خحراسان )»؛ ثم
( العراق ) بما فيها بغداد حاضرة العالم الإسلامي آنذاك؛ ثم الشام»
وصحب ذلك الاحتلال الهمجي أفعال شنيعة من أولتك الغزاة استهدفت
استفصال المسلمين وعلومهم وفكرهم.
يقول السبكي رحمه الله في تصوير ما ارتكبه المغول في ديار
المي +
« أجمع الناس على أن العالم مذ خلق الله تعالى آدم إلى زمائهم لم
الدكتور شاكر محمود بن عبد المنعم قد وى الجواتب الأخرى في أطروحتة
للدكتوراه ( ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومتهجه وموارده في كتابه
الإصابة ).
مقدمة د
ييتلوا بمثلهم؛ وأن ما فعله بخت نصر بي إسرائيل من القتل وتخريب بيت
المقدس يقصر عن فعلهم »!0 .
هذا الغزو وما صحبه من إتلاف الكتب العلمية ونتاج فكر
علماء المسلمين عبر التاريخ» وقتل العلماء أدى إلى هجرة علماء
التحولء ومن ثم نمضة الحركة العلمية في مصر وازدهارها وثوب
المماليك عام 748ه على الحكم في مصر والاستيلاء على مقاليد
الأمور هناك؛ وإقامة دولة قوية امتدت حوالي خمس وأربعين ومائي سنة»؛
في الفترة الواقعة بين عامي 748- 477 ه واستطاع سلاطين المماليك
هذه المدة وأن يحموا حدود دولتهم من الأطماع الخارجية ثم بدأوا
في البناء الداخلي لدولتهم.
وكان للناحية العلمية النصيب الوافر من اهتمام سلاطين المماليك؛
فقد أظهر كثير منهم غيرة فائقة على الدين» فذاذوا عن حياضه؛ وفدوه
وشادوا الجوامع والمدارس في أنحاء البلاد وبالغوا في الإنفاق على التعليم
وأهله. هذا كله -- إلى جانب استشعار علماء المسلمين لواجبهم
)١( طبقات الشافعية (779/1 ) بتصرف يسير.
_مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة للبوصيري - تحقيق د.عوض الشهري
واكبت الغزو المغولي من إهلاك للبشر وتخريب للديار وحرق وإغراق
مصر والشام»؛ فبدأ الطلاب يتوافدون على المراكز العلمية الي أنشأها
ورعاها سلاطين المماليك» وكثر العلماء وبرز منهم أفذاذ وشخصيات
الإمام محمد بن على بن وهب بن مطيع المشهور بابن دقيق العيد
وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية
وعلم الدين البرزالي أبو محمد القاسم بن محمد بن يوسف
وجمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزري
ات 47لاه ).
والحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهي
ات 48 لاه ).
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية