حصلت على أول نسخة لهذا المخطوط القيم .
ولجامعة أم القرى بمكة المكرمة من عليها ومّن فيها التقدير الواجب لما
تقوم به من جهود ملموسة وماتقدّمه من خدمات لطلبة العلم في سبيل تقدم
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
محمد بن سعد
بسم الله الرحمن الرحيم
« مقدمة التحقيق »
الحمد لله الذي بسر القرآن للذكر + حمد الشاكرين الموقنين » وأصلي
وأسلم أفضل صلاة وتسليم على مّن بعثه الله رح للعالين بلسان عرب
مبين الذي تركنا على المحَجّة البيضاء ليلها كنبارها لايزيغ عنها إل" هالك +
وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبدا » كتاب الله وسنة نبيه قَنه .
وبعد : فإن للسنة النبوية مكانة عظيمة في التشريع أرشد إليها القرآن
الكريم » ونوه ممنزلتها في فهم كلام الله سبحانه وتعاى :تقياء نينا
والسنة قول أو فعل أو إقرار من النبي كَةِ يشكل ذلك في مجموعه منج
السّنة النبوية ومادة التشريع الثانية في الدين الإسلامي ؛ وهي السلوكٌ الماي
للمسلمين في شتى شؤون حياتهم الخاصة والعامة .
وها بالقرآن الكريم صلات وثيقة » وطيدة » حميدة » لاتثفك +
ولاتنحل . ولاتلين منذ أن بدأت إلى ماشاء الله » يدعمها ؛ ويرفع من
وهي بالتالي تين ١ .وتفضل ته وتوضح اجام في القرآن من أحكام
ولكيلا يبقى في بعض النفوس تردد في قبول ماجاء به النبي كَيةِ فقد
رن الله تعالى طاعة نبيه بطاعته » بل وجعل ذلك عنوانا لإيمان المسلم قال
وقال تعالى : ( فل وَرَبُكَ لل نون َي تكنوك فيا شَجَرَ بي ثم
يفعل ؛ ولايغلب مصلحة خاصة فيا يشرع » ولاينبى إلا عن مفسدة كائئة
لامحالة ولايأمر إل بخير كائن' لامحالة .
فهو يسترشد ربه في كل مايقول ويفعل » عرف بالصدق والأمانة بين
قومه قبل أتباعه . وكان ذا خلق عظيم » لايخثى في الله فيا يقول ويفعل -
لومة لائم . اصطفاه اء الله لأسمى رسالاته وخاتمتها + وأوحى ! إليه القرآن +
لمن يعقل ويتدبر .
)0 الآية 1 »
سورة النساء : الآية وحم
© سورة النساء : الآية رفم
(5) سورة فصلت : الآية ه47
وما انفك العلماء مذ فجر الرسالة الأول يفكرون ؛ ويقدرون ويجللون
نصوص هذه الرسالة العظيمة » حتى اجتمع عند أمة الإسلام تراث ضخم
عظيم على مر العصور من العلم والمعرفة حفظ عليهم ديتهم » وأنار لهم سبل
النجاة في شتى ميادين الحياة .
ولقد قوى الاهتمام بالسنة النبوية بعد وفاة صاحبها وانقطاع الوحي 6
ولحوق أكثر أصحابه به تباعا » واتساع الفتوحات الإسلامية ؛ عندها بدأ
الاهتيام بتدوين السنة وضبط نصوصها » وشرح قواعدها » واستنتاج
أحكامها .
على التحصيل والمعرفة والجمع والتأليف + . لايشغلهم أي شاغل آخرء
بغيتهم في ذلك مرضاة الله وطاعة رسوله كَلالذي رغب في العلم ؛ وحث
على طلبه. من هؤلاء الأجلاء الإمام أبوعبدالله البخاري » الذي ولد في مدينة
بخارى7" بخراسان في الثالث عشر من شهر شوال سنة أربع وتسعين وماثة
من الهجرة . توفي والده وهو صغير » ونشأ وترعرع في حجر أمه . وبدأ في
حفظ الحديث وهو ابن عشر سنين » وفي سن السادسة عشرة حفظ كتاب
عبدالله المبارك . وفي سنة ست عشرة ومائتين حج إلى مكة المكرمة ومكث بها
صنْف الإمام البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة كتابه
الشهير بصحيح البخاري والمسمى الجامع المسند الصحيح المختصر من سنن
ى - بالضم - اعظم مدن ماوراء النهر واجلّها . (معجم البلدان : 707/1)
(») انظر تاريخ بقداد : (3/7) +
رسول الله كَل وأيامه + في ست عشرة سنة وموضوعه الحديث الصحيح
المجرد .
قال رحمه الله في سبب تأليفه لهذا الكتاب الجليل : كنا عند إسحاق
قال النّووي : وجملة مافي صحيحٍ البخاري من الأحاديث المسندة
تسير نحو أربعة آلاف » وعدد أبوابه ثلاثة آلاف وسبعياثة وثلاثون باباً ©
وقال ابن حجر : فجميع أحاديثه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات
سبعة آلاف وثلثائة وسبعة وتسعون حديثاً ٠ وف ترقيم فؤاد عبدالباقي
لمتن البخاري في فتح الباري بلغت سبعة آلاف وخساثة وثلاثاً وستون
وقال القاضي ابن خلدون المؤرخ في مقدمة تاريخ في علوم الحديث :
وجاء محمد بن إسماعيل البخاري إمام المحدثين في عصره + فخرج أحاديث
السنة على أبوابها في مُسنده الصّحيح بجميع الطرق التي للحجازين
الأحاديث يسوقها في كل باب بمعنى ذلك الباب الذي تضمنه
)١( ماتمس إليه حاجة القاريء لصحيح الإمام البخاري / للنووي : ( 80 ) وانظر تاريغ
بقداد : (3/9)
() ماتمس إليه حاجة القاريء : ( 25 ) . وانظر هدى الساري ( 468 )
© انظر مقدمة تاريخ ابن خلدون ( دار الفكر: 1401 ه- 1481 م) ص 504
وقال النووي » قال البخاري : كتبت عن ألف ثقة من العلماء وزيادة
وليس عندي حديث إلا أذكر إسنادم!» .
بعد أن استخرت الله تعال ؛ وتيقنت صحته") .
وقال البخاري : صنفت الجامع الصحيح لست عشرة سنة وخرجته من
ستاثة ألف حديث ؛ وجعلته بيني وبين الله عزّ وجل .
والإمام البخاري من أتباع أتباع التابعين » بينه وبين النبي َيه ثلاثة
وكانت وفاة الإمام الجليل البخاري سئة ست وخسين ومائتين في
خَزَتنْك!*»على بعد فرسخين من سمرقند ليلة عيد القطر ء بعد أن أخرج
ونظراً لاهمية كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري » ومايحتويه بين
دفتيه من صحيح أحاديث وأخبار رسول الإسلام كيه ؛ ومن كونه أصح
كتاب بعد القرآن العظيم » فإن جهود العلماء تبذل في شرحه » والعناية به
)4/1( : مقدمة شرح البخاري / للنووي )١(
المصدر السابق ( 4٠ ) وطبقات الحتابلة : ( 776/1 ) وهدى الساري ) (4400)
( 4 ) الإمام البخاري محدثا وفقيها : ( 71 ) +
(* ) ( خَرْتَنْك ) : بفتح اوّله وتسكين ثانيه وفتع التاء المثناة من فوق ونون ساكتة وكاف 1٠١ . ه
( اللباب : 470/1 ) -
(3) انظر طبقات السبكي : ( 2/7 ) وطبقات الحتابلة : ( 771/1 ) , وتاريخ بغداد
(/1) ؛ ومقدمة صحيح البخاري / للنووي : (8/1) وهدى الساري / لابن حجر +
ومقدمة الطبعة المنيرية لصحيع البخاري . ومفتاح الصحيحين للتوقادي +
سلا
ولعله من الثابت فيا أعلم أن الإمام أبا سلييان الخطابي هو أول من
تناول صحيح البخاري بالشرح والتعليق لما أشكل من معانيه "© في كتابه
ثم تتابع الشراح بعد ذلك » كابن بطال » والنووي » والكرماني +
وابن حجر وغيرهم :
وأجدني مسروراً للغاية أن أقدم في عجالة مر"
وافية عن الإمام أي سلييان الخطابي ومؤلفاته ؛ كخطوة متممة لمنهج التحقيق
والدراسة .
ة- إن شاء الله - ترجمة
)771/1( : انظر تاريخ التراث العربي لسزكين )١(
ترجمة الإمام الخطابي : 0
هو أبوسلييان حمدل"» وقيل أحمد”" ابن محمد بن إبراهيم الخطاي*»
نسبة إلى زيد بن الخطاب» البسنيل© .
قال الحاكم أبوعبدالله محمد بن البيّع : سألت أبا القاسم المظفر بن
طاهر بن محمد البستي الفقيه عن اسم أب سليان الخطابي أحمد أو حمد؟
فقال :
سمعته يقول : اسمي الذي سميت به حمد » ولكن الناس كتبوا
مصادر ترجمة المؤلف : يتيمة الدهر ( 11/4) . إنياه الرواة : (175/1) +
الأنساب / للسمعاني : ( 68/5 ) البداية والنهاية ؛ ( 131/11 ) ١ بغية الوعاة
(241/1 ) ؛ تذكرة الحفاظ : ( 704/7 ) ١ خزانة الأدب : ( 87/1 ) ١ شذرات
الذهب ( 177/7 ) العبر : ( 34/73 ) , معجم الأدياء : ( 117/4 ) و ( ١) 714/1١
المنتظم : ( 3477/1 ) , النجوم الزاهرة : ( ١١8/4 ) ؛ وفيات الأعيان : ( 714/7 ) +
مفتاح السعادة : ( 123/7 ) , سير اعلام النبلاء : ( 732/17 ) . طبقات الشافعية
الكبرى / للسبكي : ( 147/7 ) ؛ اللباب في تهذيب الأنساب : 457/١١( ) © كشف
الظنون : ( 18/1 ) طبقات الحفاظ / للسيوطي : ( 104 ) الرسالة المستطرفة
(4)؛ تاريغ ١ العربي / لسزكين : (47/1) 2 الأعلام / للزركي
(204/7) ؛ معجم المؤلفين / لرضا كحالة : ( 4/7) ؛ تاريخ الأدب العربي
(حمد) : بفتع المهملة وسكون الميم
القائل : الثعالبي في يتيمة الدهر . ( 771/4)
( الخَطَابِي ) بفتع الخاء المعجمة . وتشديد الطاء المهملة , وبعد الألف باء موحدة
( انظر اللباب : 481/1 )
قال السبكي في طبقاته : لم تثبت النسبة : ( 387/7) وزيد هو اخو الخليفة عمر بن
الخطاب . رضي الله عنهما
( بست ) بضم الباء الموحدة , وسكون السين المهملة ؛ بلدة من بلاد كابل - عاصمة
الافغان اليوم بين هراة وغزنة وكانت حسنة كثيرة الخضر والأنهار والبساتين ٠١ . ه
( الأنساب : (774/9). معجم البلدان : (414/1) 0 اللباب : (151/1)
قال ياقوت : إنما ذكرته أنا في باب أحمد لأن التعالبى ("؟وأبا عبيد
ولد الإمام أبوسلييان الخطابي في مدينة (بنت) في شهر رجب سنة
تسع عشرة وثلاثاثة من الحجرة ؛ الموافق إحدى وثلاثين وتسعاثة من
ايلاد » من أبوين لم أقف على ترجمة أي متها » ولقد أغفل التاريخ - فيا
أعلم ذكر أي شيء عن طفولته وبداية نشأته ؛ إل أن ما آل إليه حاله فيه
بعد يشعر بأن الرجل نشأ وترعرع في بيت علم وتقوى » وأن أبويه أحدهما
أو كليهها - قد تولى تربيته تربية إسلامية جيدة في سن مبكرة » شأن أكثر
العلماء - فنشأ - يرحمه الله محبا للعلم مجتهداً في تحصيله من كل سبيل +
رحل إلى العراق وتلقي العلوم ببغداد والبصرة » وذهب إلى الحجاز »
أكثر »؛ وقد صنف بها بعض كتبه وحدث بها » ثم خرج إلى بلاد ماوراء
)7 انظر وفيات الأعيان : ( 191/7 )
:5 + معدن الفضلاء , ومنبع العلماذ كثيرة الخييات
للقفول من ورودها ١٠١ هاء
( معجم البلدان : 701/5)
© انظر الانساب / للسمعائي : ( 154/5 )