والثقافة والحضارة والانشطة العلمية والأحوال الاقتصادية والسياسية
والحروب والفتوحات» أللهم إلا ما ذكروا عن الاختلاف في نسب أئمتهم»
وهذا أيضاً زء من التاريخ أكثر من أن يكون له علاقة بالعقائد. وإن كان
له بعض العلاقة بهاء
فمحور جل الكتاب عن الاسماعيلية هو التاريخ » لا العقائد*».
فمنا أن كل واحد منهم ذكر علي بن ابي طالب رضي الله عنه الاسام الأول»
وجعفر بن محمد الامام السادس للاسماعيلية؛ ثم تحيّرُوا وتخبطوا في بيان السابع - أههو
لا يسمون بالاسماعيليةالا لاعتقادهم بامامة اسماعيل؟
وقال الآخرون: ان الحسن لم يكن اماما مع الرواية المشهورة الموجودة في جميع كتب
الاسيا: «والحسن والحسين امامان قاما أو قعدا» ولم يعلموا لعدم معرفتهم بعقائد القوم
ومعتقداتهم أن عليا رضي الله عنه ليس بامام عندهم؛ بل هواساس للناطق محمد
ذلك لا يكون جمفر بن محمد إل الخامس؛ واسماعيل بن جعفر السادس: ومحمد بن
اسماعيل هو السابع؛ وبه يكل دور محمد صلوات الله وسلامه عليه؛ ويسمونه الناطق
السابع ايضاء والنطقاء السبعة عند الاسياعيلية هم أولوا العزم من الرسل» يبداون من
آدم وينتهون بمحمد بن اسماعيل بن جعفر» وللمسألة تفصيل يأني في عله من الكتاب
ان شاء الله
ومن الأخطاء الفاحشة في التاريخ الاسماعيلٍ مما وقع فيه المؤرخون هو ذكر الكفلاء
الاربعة من الحافظ والظافر والفائز والعاضد في عداد الائمة الامسياعيلية؛ مع أنهم لا
غادرين ناكئين.
وأما الاسماعيلية النزارية فهم يضيفون اليهم الأمر والمستعلي أيضاء وعل كل فان
الاربعة أولئك ليسوا من الائمة الاسماعيلية بالاتفاق مع ذكر جل المؤرخين هم في
عدادهم
ف العقائد الاسماعيلية. غير الغزالي والديلمي والعلوي لم يلمُوا بمعتقدات
القوم من جميع جوانبها اضافة الى أن عددا من كتابات هؤلاء الاعلام قد
وأما الغزالي ومحمد بن الحسن الديلمي» ويحبى بن حمزة العلوي
وغيرهم من علماء السنة والشيعة والزيدية فائهم أيضاً مع عدم احاطتهم جميع
الجوانب العقدية لم يبنوا معلوماتهم الا على السباع!') كثيراً لعدم تمكنهم من
الحصول على كتب القوم» ومن تمكن منهم كالديلمي لم يحصل الا على العدد
القليل الضئيل؛ العدد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع للذين يُريدون
البحث والتنقيب في العقائد الاسماعيلية.
وأما الجدد منهم» فانهم ينقسمون الى قسمين:
الهمدانيء وعباس الهمداني؛ وحسن الأعظمي »+ ومصطفى غالب"
وعارف تامر والمستشرق الروسي أيواتوف وغيرهم فانه لاعبرة مما كتبوه لأنجم
بأنه كيف يقول عنهم ما لا يعلم (أنظر «دامغ الباطل وحتف المناضل» الكتاب الذي ردٌّ
به علي بن الوليد على الغزالي).
يضرب بهم الامثال بسرقة افكار الآخرين وآرائهم» فانه ينقل العبارات الكاملة بدون أن
واحدة في كتبه ليست له؛ بل هي مسروقة أو مأخوذة عن الآخرين بدون نسبتها الى
اصحابها. وهكذا نشره كتب الاسماعيلية بدعوى التحقيق فان أكثر ما نشره كان منشورا
بالاغلاط» ولا توجد صفحة من صفحاتها إل وهي مشوهة ممسوخة من كثرة ما وقع فيها
من الفحش من الأخطاء
لم يكتبوا ما كتبوه في المعتقدات الاسياعيلية وعقائدها الا عن تحير وتعصب
الى الطوائف الشيعية الاخرى ويوفق بين آرائهم وأفكارهم بالآراء والأفكار
الاسلامية؛ ممرضين عن الآراء التي تشينهم وتعييهم وتشوّه سمعتهم في
أعين المسلمين؛ اللهم إلا شخصاً واحذا وهو الدكتور زاهد علي الهنديى")
فانه وحيد من بين القوم؛ الذي جعل نصب عينيه أو هدفه الحقيقة وقول
وسبروا أغوار فكرهم ومذهبهم ولكنيم مع وفرة علمهم وفطنتهم وذكائهم؛
الأفكار | خفية - وعلى رأسهم الدكتور محمد كامل حسين وغيره ممن حقق
حصل على الدكتوراة في الفلسفة والتاريخ » مع أنه لم يتخرج من جامعة إطلاقاً دون أن
وأكثر من ذلك أن قصة حصوله على الدكتوراة في الفلسفة والتاريخ » وعارف تامر
أيضا قصة مضحكة مبكية؛ شاهدة ناطقة بجرأة هؤلاء على الكذب الواضح البينّ عواره
وبطلان ما يكتبونه ويظهرونه للناس .
فان جامعة في بلدة من بلاد المشرق وهي كراتشي بباكستان تشتمل عل غرفة ضيقة
صغيرة واحدة لا تسع الا طاولة وكراسي أربعة؛ ولآ تشتمل الاعل شخص واحد هو
رئيسها ومردوسهاء ومعلمها ومتعلمهاء ومؤسسها وصاحبها وهومن الاسباعيلية أيضاء
هي التي قدم لها للالتحاق في قسم الدكتوراة بمبلغ من اللدولارات؛ ثم منها أخذت
(©) وسوف تذكره بشيء من التفصيل في هذا الخصوص فيا بأني
الحقيقة؛ وتكشف اللثام عن الآراء الحقيقية المستورة في مسألة من المسائل .
وإمًا لعدم التفريق بين الكتب السرّية التي يعبر عنها عند الاسماعيلية
يفرّقون بين الحابل والنابل وسيجد القارىء أمثلة كثيرة لهذا الخلط منشورة في
الأبواب المتفرقة من هذا الكتاب» كما سنذكر بعض الأشياء التي لم تذكرها
في الكتابة عن معتقدات القوم .
ثالشاً: صعوبة الحصول عل الكتب الاساعيلية المطبوع منها
والمخطوط. أما المطبوع فلعدم انتشارها بين الناس ولقلة العدد المطبوع منهاء
زيادة على ذلك عدم مبالاة المكتبات العامة في بلاد المسلمين في مساعدة
يعرفون عن العلم شيئا إلآ من رحم ربّك» وانعدام روح المساعدة والمساهمة
والتشجيع في تبلور الفكر وتنّر الأذهان وصقل الأفكار. ولنظرتهم الى هذه
الغرب حتى الآن» ويا للأسف نظرة مادية صرفة لقضاء بعض الوقت بين
الكتب بدل المكافآت الشهرية التي يأخذونهاء يجملون أوزارها كما يجمل
الحبار أسفاراء وانني ذقت الأمرّين على أعتاب هذه المكتبات ودهاليزهاء
وأما المخطوط فمخطوط.» لا يملكها إلا الآحاد والوصول إليها
كيف الوصول إلى سعاد ودونها
قلل الجبال ودونين حتوف
وخاصة حينيا تكون المخطوطات من كتب الاسباعيلية الذين أخذ
كتَابهِم العهود والمواثيق من أخص الناس إليهم» ومن الذين لأجلهم كتبت
يفسحوا محال لأحد أن يلقي النظرة عل ما فيه كما هو مسطور في أول كل
(الأنوار اللطيفة) للداعي الاسماعيليٍ طاهر بن إبراهيم الحاري المتوى
سنة 0/4 ه فيقول في مقدمة كتابه:
وأوصيائه الطاهرين وائمتهم الميامين» وحدود دينه أجمعين. من أهل
ويقول في فصل أئمة الحق بقولناء ويعتقد فيهم كاعتقادناء العارف بفضل
بعين الرحمة. وأسدلوا علينا أثواب النعمة:9.
وأما صاحب (مسائل مجموعة من الحقائق العالية والدقائق والأسرار
الساميّة فيقول بعد البسملة والحمدلة:
(©) «الأنوار اللطيفة؛ للحارثي البياني ص 8 المدرج في كتاب «الحقائق الخفية؛ للأعظمي ط
الهيئة المصريّة العامة للتأليف والنشر 1470م
«أما بعد أيها الأخ أعلى الله في رتب الصالحين درجتك ونور بنور
الصافين المسبّحين صورتك فقد وقفت على مسائلك التي دلت عل تألق
جذوة ذكائك وعلوك من منازل العلم وارتقائك وسألت الإجابة عنها وهي
الفوائد المخزونة وأنا أتحقق أنك أهل لأن تطلع على ذلك وحقيق بأن تخض
بفضل ما هنالك إلا أنه مما لا يودع بطون الأوراق ولا بجب أن يرمق من
العيون الشحمية بالأحداق صيانة له عن إبدائه وبذله وخوفاً عليه أن يقع إلى
غير أهله» بل يجب أن يكون قرطاسه الأذن الواعية وقلمه اللسان المترجمة عن
كتبت لك ذلك في هذه الأوراق وأنا آخذ عهد الله تعالى وعظيم الميثاق الذي
أخذه على ملائكته المقربين وأنبيائه المنتجبين وأئمة دينه الهادين وحدودهم
وكيل ثم كتب في آخر الرسالة:
ويروون فيه روايات عن جعفر بن محمد أنه قال :
وأوصلنا بجبال من ذهب لم يزدد منا إلا بعداً وقال: «الذائع لسرنا كالجاحد
(5) «مسائل مجموعة»؛ للداعي الاسماعيلي الكبيرص * وه نشر شتروطيان ط الملجمع
العلمي غونتينخن.
(3) أنظر «مطالع الشموس في معرفة النفوس» للداعي الاسماعيلي شهاب الدين أبي فراس
ص 74 من «أربع رسائل اسماعيلية» ط عارف تامره بيروت» لبنان 1418م
بعبال
وقال داعي الدعاة الاسماعيلٍ المؤيد الشيرازي المتوفى 4176ه في هذا
ريما باب المعاز وأكثر الأنام عنا مغفل
مفتاحه أضحى بأبدى خزنه بهم إلهي علمه قد خزنه)
وقال أيضاً:
للعلم قوم به خصُوا أقامهم رب الورى للورى في أرضه علياا»
ولقد اشتكى من صعوبة الحصول عليها والوصول إليها كل من أراد
فها هوذا الأستاذ آصف علي فيضى محقق كتاب (دعائم الإسلام)
للنعمان بن محمد المغربي قاضي القضضاة الاسماعيلي يكتب في مقدمة هذا
إحدى النسخ للدعائم:
«وهي النسخة التي ممتلكها الملاجي السردار سيدنا طاهر سيف الدين
الداعي المطلق للفرقة البهرة الداودية فقد سمح لي أن أطلع على هذه
النسخة النفيسة في بدرى محل بشارع هورنباي ببومباي - بحضور ومعونة
نجله الثاني السيد يوسف نجم الدين في 16 يولية سنة 1448م وبالرغم
من أني لم أستطع تحديد حجم النسخة ولا عدد صفحاتباء فإني أستطيع أن
أقول : إنها في الحجم الذي به تطبع الكتب على الحجر بإيران؛ مثل كتاب
شرائع الإسلام ومجمع البحرين وغيرهماء وعلى النسخة شروح كشيرة. وهذه
() «ديوان المؤيد الشيوازي» القصيدة الأول ص 143 ط محمد كامل حسين؛ دار الكاتب
المصري 1444م
النسخة لا تخرج بأي حال من الأحوال من مكتبة الداعي » وهذا سبب من
الأسباب التي جعلتني لم أستطع الاعتماد عليها كثيراً. وقد تفضل قداسة
الداعي (الملاجي طاهر سيف الدين) فندب شيخاً من أتباعه ليقابل ما
الدقة التي يحتاج إليها مثل هذا العمل العلمي . ويجب أن تصرح بهذه
قواعد تحقيق النصوص» ويحاولون وضع العراقيل في طريق كل بحث حر أو
دراسة علميّة؛ ويشهرون سلاح التقية في وجه التسهيلات العلميّة التي اعتاد
أن يقدمها علماء أورباء ويكفي أن أقول إني بدأت العمل في إعداد الجزء
الأول من دعام الإسلام للنشر في أول با سنة 1444م ومع ذلك لم أتمكن
إل من إلقاء نظرة خاطفة على هذه النسخة النفيسة بعد ثمان سنوات
ونصف, بالرغم من أني أعيش في نفس البلد الذي توجد به النسخة؛ وإن
بمستغرب» ومهما يكن من شيء»؛ فإني أشكر قداسة الداعي إذ سمح لي أن
أحظى برؤية هذه النسخة مدة ساعة من الزمان برقابة ابنه وفي مقر الرسمي
ببدرى محل بيومباى» وأرجو بمرور الزمن؛ أ هذه النظرة المتطرفة غير
المعقولة إلى نظرة العقل الناقد الحديث» وأن تتخذ التقاليد المعروفة بين علماء
أوربا القي نلمسها في كتابات المستشرقين».
وصار الكتيان أظهر من الشمس لكل من درس فلسفة اليونان. ونرجو ان
يستبدل بذلك كله الاتجاه العلمي الخالص ذلك الاتجاه الذي يشجع حرية
البحث والدرس في جميع نواحي الدراسات الاسماعيلية؛").
(9) مقدمة «دعائم الاسلام» لاصف علي فيضي ج ١ ص 1١ ١70 ط دار المعارف مصر.
وكتب الدكتور محمد كامل حسين الذي حقق عديداً من الكتب
الاسماعيلية. وأخرجها من العدم إلى حير الوجودء وعرف بالعطف والحنان
لمدح الاسماعيلية وتمجيدهم :
كلفنا من الجهد والمال الشيء الكثير» وما حيلتنا إذا كانت أكثر كتب الدعوة
في حوزة طاهر سيف الدين الذي لقب نفسه بسلطان البهرة وزعم أنه
الداعي المطلق لإمام مستور من نسل الأئمة الفاطميين» وهو رجل شحيح
أوهي من بيت العنكبوت فإن الأئمة الفاطميين الذين ورث دعوتهم - لم
وأنشأوا دار العلم وخزائن الكتب ليطلع عليها من يشاء متى يشاء' !0
وكانوا يطلبون من العلماء تأليف الكتب على النحو الذي سنراه في هذا
وخاصتهم بل وخاصة خاصتهم حتى أن قاضي قضاة الاسماعيلية النعيان بن محمد لم يكن
يعلم عن كتابات باب أبواب المعز جعفر بن منصور اليمن إلى ما أطلعه على بعض متها
(أنظر «عيون الأخباره للداعي الاسماعيلٍ المطلق ادريس عاد الدين» ا السادس
اص 14 نسخة خطيّة.
وقد ذكرنا نص هذه الحادثة في الباب التاسع من هذا الكتاب تحت ترجمة جعفر بن
منصور اليمن؛ وهناك في (سيرة الأستاذ جوذر) نائب الإمام الاسماعيلي القائم عل