الفصل الرابع: احتلال المركز: الزحف 017-1000 ؟
أولاً: وراثة الحلقاء (1005- 007 6)
الصّدع بالطقوس
ثانياً: السباق مع الزمن (7
رسم الهلال الشيعي ..
الحزباهة
معركة الحوزات
ملالي خارجون عن القانون
بيان علياء الشام
كر جدار الصيت
الفصل الخامس: ا 0 اا
دور السفارة الإراية في دعشق ............ 4
إضعاف المؤسة الدينية السئية يي 1
: نتائج البحث ماما
عدد التشيعين ونسبتهم .. "1
التوزع الجغراني ........ 151
الانتشار الجقراي للتشيع ... افجا
معدلات الاتشار
ملحق :١ جدول الانتشار الشيعي . ا
خريطة الجمهورية العريبة السورية ؟*
ملحق :١ صور بعض الحوزات والمقامات الشيعية في سورية 7
مقدمة
«سنهزم أمريكا وإسرائيل في لبنان!؟
مع بروز مفهوم الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى جنوب لبنان ب
والمؤسسات المتكاشرة التي أثارت السكان المحليين» أخذ موضوع النشاط الشيعي
استراتيجي بالنسبة إلى دمشق خصوصاً في ظل التهديدات الجدية التي تعصف بنظام
ئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري»
وفي بلد مثل سورية يمتلك موقعاً جغرافياً سياسياً بالغ الأهمية في الشرق الأوسط -
إذيقع تماماً تقاطع القارات الثلاث (آسياء وأوروباء وأ ا)؛ ولديه حدود مع
خمسة بلدان ذات أهمية سياسية في الشرق الأوسط (فلسطين. لبنان» العراق» الأردن»
تركيا) وبطل على شرق البحر المتوسط - فإن التأثير في امستقراره أو السيطرة عليه تمثل
خطراًكبيراً على منطقة حيوية وحساسة جداًبالنسبة للمجتمع الدولي» وبالتالي فالحديث
في سورية 1701/1414
عن المخاوف من النفوذ الإيراني هو أمر طبيعي ماماً.
إن سورية (عاصمة الدولة الأموية تار؛
مهمة لدى المسلمين السنة والطا؛
أنها آخر قلاع الإسلام (السني) إذا ضاقت بلاد المسلمين على أهلهال"". فإن
في المقابل - البلد الذي بدأ فيه اضطهاد الشيعة منذ ظهورهم كطائفة
دينية منشقة بعد قرابة ثلاثين سنة من وفاة النبي محمد (ص)ء ومن جهة أخرى يعتقد
معظم السنة أن الشام ستشهد ظهور «المهدي»»؛ فيا يعتقد الشيعة أنها البلاد التي
ستناهض «المهدي المنتظر»!
وفي بلد يكاد ينعدم فيها الوجود الشيعي الاثني عشري ديمغرافياً حتى وقت
قريب" فإن فهم الظاهرة الشيعية المتزايدة ودراسة مخاطرها على المنطقة أمر يكتسب
أهمية حقية. حقيقية إذا أحذت ب الاعتبار جملة المعلومات المتدفقة حول هذه الظاهرة
وإطارها السياسي في السنوات الثلاث الأخيرة.
والواقع أن تفسير قضية النشاط التبشيري الشيعي المتزايد في سورية لايمكن
فهمه بشكل جيد بمعزل عن الأسس السيا. نية التي حكمت العلاقة بين المجال الديني
والفضاء العام في نظام الأسد الأب والأسد الابن» ذلك أن هذه القضية تتعلق أساساً
بهذين العهدين بشكل خاص. فقد تميزت شريجحة العلماء والمؤسسات الدينية باستقلاما
الواضح خلال الحقبّة الممتد: 144 - 1437 وبتأثيرها في المجال السياسي بشكل
مباشر» وعلى الرغم من التأثير الكبير للخطوة التي وجهها الرئيس حسني الزعيم عام
سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينز» ير يورك (الطبعة العربية) الدار العريبة للعلوم ييروت+
مقدمة
4 بإلغاء مؤسسة الوقف التي كانت تمنح الطبقة الدينية ومؤسساتها الاستقلال
الاقتصادي» فإن علماء الدين والمؤسسة الدينية بقيت مستقلة وذات نفوذ واسع في
المجال العام.
وأدى انقلاب البعث في 8 آذار/ مارس ١937 إلى دخول الدولة الوطنية في نموذج
الدولة الأمنية» الوجه الآخر لجمهورية «الشرعية الثورية؟؛ وفي دولة كهذه - حيث
تصبح خيوط القيادة ممركزة بيد «قائد المسيرة» و«المجلس الغوري» - يصبح وجود أي
قوى عل الأرض «فاقداً» للشرعية بشكل تلقائي» ولتبيت أركان جهورية الشرعية
الثورية (وفق منطق الشرعية الثورية) لابد من تطهير الجمهورية من القوى المناهمضة
للثورة؛ وبالتالي يجب القيام بمواجهة شاملة لكل القوى» وعلى وجه الخصوص المؤسسة
بدأ التحول نحو ما يمكن تسميته
ب«صراع التطويع» مع (وبموازاتها سائر القوى السياسية) وطبقة علماء
الدين» لإجبار جميع القوى على الخضوع والامتثال لقائد المسيرة» القائد الواحد الأحد
في دولة الحزب الواحد والرأي الواحد. وخلال ثماني سنوات لم يستطع انقلابيو البعث
تطويع المؤسسة الدينية وعلماء الدين بشكل كامل» وأدت التوترات الطاا التي سببتها
عملية تطييف (التحول إلى استتثار طائفي) الجيش والحزب إلى ازدياد نفوذ علماء الدين
ل يخرج الأسد - بعد انقلابه في ١6 تشرين الأول/ أكتوبر 1418 - عن نموذج
جهورية البعث» لكنه قام بمأسسة موقع الرئيس بشكل رسمي كموقع وحيد للقرار
انطلاقاً من تعديل الدستور »٠8/ ليجمع كل مراكز القوة بيده بدءأمن الأمين
العام لحزب البعث بعد أن مجعل حزب البعث القائد للدولة والمجتمع دستورياً» مروراً
بجمل الرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة؛ وصولاً إلى إسناد تشكيل
الحكومة إلى الرئيس مباشرة. لكن الأسد ما كان قادراً على تطويع المؤسسة الدينية
بين القي تعاظمت قوتها وبرزت بوصفها قوة متحدية في أزمة الاستفتاء
اعترضواعلى الدستور لخلو مواده من ذكر بعض القضايا التي
همهم وتعتبر حساسة بالنسبة لهم مثل تحديد دين رئيس الدولة؛ أو دين الدولة. ِ
البعث الشيعي في سورية 0017-1414
كان الصراع مع المؤسسات الدينية وطبقة علماء الدين يتصاعد بجوار عملية
تطييف واسعة أكمل فيها الأسد مسيرة التطييف لدولة البعث مذ ١437 وقام
بتعديتها إلى تطييف أجهزة الأمن ومراكز القرار» إلى أن حدث الانفجار الكبير في الفترة
بانتهاء أحداث الثانينياث أكمل الأسد إضعاف جميع مؤسسات المجتمع المدني
الصراع مع امس الدينية وعلا ادن وإنباه بشكل كام لبسحب له ماكان قد
أنجزه دمستورياً من إقصاء كل مؤسسات المجتمع المدني عن التأثير في المجال السياسي»
وحتى يستطيع استتباعها وتطويعها والسيطرة عليها فقد اتبع سياسة الموافقات الأ.
المسبقة والمراقبة الأمنية لكل نشاطات مؤسساتها ونشطائهاء وبذلك امستطاع تحقيق
أقصى ما يمكن من الضبط الاجتماعي.
وعبر سنوات ما بعد أحداث الثمانينيات من حكم الأسد الأب حرص الرئيس على
ضبط شراكة المؤسسة الدينية مع المؤسسة السياسية في
محدوداً باستراتيجية الاستثناس» الالمةاضل للنفعة بادلة. فالأسد القادم عبر انقلاب
عسكري (وليس انتخاب ديمقراطي حقيقي) عانى من معضلة الشرعية بدءاً من أزمة
الدستور وحتى أحداث المانينات؛ ثم هو بحاجة للمؤسسة ١ لتحسين صورته
كان الأسد يريد الالتفاف على المؤسسة الدينية لتكون جزءاً من قوته بدلاً من أن تكون
قوة مواجهة له.
كان الأسد يعرف أن القوة التي يت يتمتع بها علماء الدين تأتي من خلال إييان الناس بهم
واعتقاداتم الدينية؛ ولمعرفة الأسد أنه ليس بمقدور أحد مواجهة |
الإنسانية المتمشلة في الدين» فقد قرر اتباع امستراتيجية الامستثناس المبنية على نقطتين»
أولاهما أن لا تكون المؤسسة قادرة على اتخاذ قرار يخص النشاط العام» وذلك
بإخضاعها في كل صغيرة لنظام الموافقات الأمنية والمراقبة المشددة. وثانيتهها
ضبط النشاط الخاص بها ومنعها من القيام بنشاطات مستقلة من خلال خضوعها
للقرارات الإدارية المصممة بعناية في «"مؤسسة الرئاسة» (ممثلة في نائب الرئيس لشؤون
التربية والتعليم) وأن يكون محكوماً بالخطوط الحمراء المحرمة على جميع السوريين؛ التي
0 أي شكل من الأشكال من المجال السيامي.
نقيق هذه الاستراتيجية فقد كان لابد من مقايضة المؤسسة الدينية وعلماء الدين
بشيء يفوخ رختيم الكبوتةبمقاوة الام والتمرد عليه وجفزهم عل الاستجابة
: إثبات ولائها ودعمها للنظام» وبإضفاء وتثبيت شرعية النظام كلما احتاج
الأمر» فقد كان الأمر أشبه بمبداً الترغيب والترهيب الديني» لكن هنا يسبق الترهيبٌ
عل أساس هذه الاستراتيجية تعامل الأسد الأب بكشير من الحذر مع النشاط
التبشيري الشيعي» فمن جهة لا يرغب الأسد إطلاقاً باستفزاز المؤسسة الدينية السنية
وعلباء الدين» إذ خخبر الأسد مرارة المواجهة الدينية لنظامه» ومن جهة أخرى كان يريد
للمؤسسة الدينية أن تبقى في الخط المرسوم لها وضمن إطار حفاظها على استقرار النظام
توفي الأسد الأب وخلّف وراءء مؤسسة دينية منضبطة بإيقاع النظام الذي رسخ
قواعده بنفسه»؛ وخلف علماء دين زاهدين بالمجال العام؛ أو منخرطين فيه وفق شروط
الفائق للمؤسسة الدينية السنية؛ فلم يدلها اهتهامه الإصلاحي» وعلى العكس فقد تعامل
معها لاع أنها مؤسسة مستأنسة ومروّضة حسب قاعدة الترهيب والترغيب» بل
بوصفها مؤسسة ملحقة بالنظام يستخدمها لأغراضه ولا يمنحها مقابلاً؛ عليه الأمر
وعليها الطاعة. كان هذا بمثابة تحول استراتيجي في التعامل مع المؤسسة الدينية.
على سبيل المثال فإن اختيار شخصية براغيا؛ اللشعبية لنصب مفتي الجمهورية
(الشيخ الواعظ أحمد حسون) بغض النظر عن اعتراض علماء الدين ورأيهم القادح
مصداقية لدى مواطنيه؛ غير أن الأسد الابن ضحّى بأهم صفة للمفتي وهي مصداقيته
الدينية والشعبية (ثقة الناس به كمرجع ديني) فقط لمعيار ولائه غير المحدود للنظام
البعث الشيعي في سورية 14
وتوافقه الشخصي مع الأسد. ٍ
في الواقع إن هذا التحول الاستراتيجي ليس ناجاً عن تخطيط مسبق؛ بل إن المنطق
الأمني الشامل الذي يحكم التفكير السيامي لبشار الأسد - كما تشير جملة الأحداث
رؤى استراتيجية مخططة خاصة به؛ بقدر ما يمتلك مواقف استراتيجية وحسب.
لقد ادى هذا التحول الامستراتيجي إلى إهمال مطالب علماء الدين بل والتصادم
معهم في بعض الأحيان» كما في موضوع قانون التعليم الشرعي الذي م يأخذ بحسابه
موقف علماء الدين والمؤسسة الدينية. فاضطر علماء الدين السوريون إلى أن يصدروا
وموقف علماء الدين أثار دهشة الرئيس الشاب» إذ كان يتوقع من المؤسسة المستأنسة
عل مواجهة قرارات حكومية ويتجهون للرئيس؟ لاشك أن الرئيس أحس بشكل
واضح أن التعامل مع المؤسسة الدينية وعلماء الدين ليس أمراً هين أبداً.
على هذه القاعدة الاستراتيجية في النظر إلى المؤسسة الدينية ورجالاتها سمح الأسد
الابن للمؤسسةاك العمل بكامل حريتها وبتسهيلات غير عادية - لأغراض
سياسية وقناعات شخصية؛ كما ستوضح هذه الدراسة - على أساس أن ضبط العمل
الديني ممكن في أية لحظة عندما يخرج عن المسار المتاح له. ويبدو أن الأسد الابن نظر إلى
المسسألة كما لو أنها مسألة تخص النظام وحده وبالتالي فقد أهمل من حسابه انعكاساتها
الوسط السني الذي يمثل الأكثرية السكانية المطلقة في سورية.
وعلى سبيل المثال فإن إصرار الأجهزة الأمنية على الاعتقال والحكم بأحكام قاسية
لمجرد الانتساب الفكري للتيار السلفي وبدون أي عمل مادي ضد النظام منذ تولي
الأسد الابن السلطة وحتى اليوم؛ في مقابل ترك المجال مفتوحاً أمام النشاط التبشيري
الشيعي بدون حساب في الوقت نفسه با فيه من استفزاز اجتماعي بالغ؛ وحساسية
للمؤسسة الدينية وطبقة علماء الدين. لا يعني سوى أن المنظور الأمني الاستلحاقي
للمجال الديني ومؤسساته وعلمائه هو الذي يتحكم في فكر صانع القرار.
مقدمة
لقد كب ونُشر وأذيع الكثير من المقالات والتقارير في وسائل الإعلام المختلفة عن
التمدد الشيعي ونشاط مبشريه في سورية؛ غير أن معظم ما كتب يقوم على مشاهدات
جزئية وتقارير يغلب عليها الانطباع والحماس العاطفي» وذلك لا يعني بالضرورة
أن هذه التقارير الصحفية والمقالات لا تتضمن جملة كبيرة من الحقائق؛ غير أن هذا
الموضوع لم يحظ ببحث منظم إلا في دراستين:
-١ تحذير البرية من نشاط الشيعة في سورية (عبد السيِّر آل حسين).
وهي دراسة كتبت في وا مبكر نسبياً ١١( شباط/ فبراير 4 »)٠٠١ وشملت
من جهة أخرى الدراسة موجودة فقط على شبكة الإنترنت وفي مواقع عد؛
يشار في أي من هذه المواقع إلى معلومات عن مكان الطباعة والنشر» ويبدو أنها نشرت
بشكل إلكتروني وحسب على شكل ملف 8
هذه الدراسة أيضاً - القي جاءت في ١71 صفحة من القطع المتوسط - لا تستند إلى
أصول علمية صلبة؛ فهي تميل لأن تكون تسجيلاً منظاً لانطباعات وملاحظات قائمة ,
على أساس أيديولوجي. ومع ذلك تساعد هذه الدراسة - رغم عدم دقة المعلومات
الواردة فيها وحاجتها للتوثيق والتأكيد؛ وخلوها من أرقام محددة - على إمساك ببعض
الخيوط الرئيسية في التبشير الشيعي وتمدده في المناطق السنية في سورية.
- عملية التشيع في سورية :٠٠ ١6-1480 دراسة اجتماعية - إحصائ :
أشرف على هذه الدراسة منظمة «المجلس الوطني للحقيقة والمصالحة والعدالة في
سورية»؛ وقدم لها رئيس المنظمة الطبيب والمعارض نزار نيوف»
البعث الشيعي في سورية 1414-/1001
وعل الرضم من أن الدراسة - كا ورد في عرضها على موقع الجهة المشرفة على
في مجالات علم الاجتماع وعلم الاجتماع السياسي والإحصاء وجميعهم «عليانيون
ونشطاء في حركات المجتمع المدني السورية؛ (على حد تعبير مقدم الدراسة)» كما زعمت
هذه الدراسة أنها اعتمدت على مصادر معلومات محدد: هي سجلات المحاكم الشرعية
(المذهبية) وبيانات الزواج والطلاق. ومعطيات مستخلصة من سجلات مديريات
وزارة الأوقاف في المحافظات؛ ومقابلات شخصية ميدانية مع علماء دين ووجهاء
من سجلات المراكز الثقافية الإيرانية والحوزات والمدارس الشيعية التى 7:
الملاحظات نسجل أهمها ههنا:
أولاً بغض النظرعن النتائج التي وصلت إليها الدراسة؛ فإن سجلات وزارة
الأوقاف لا تتضمن معلومات تتعلق بالمؤسسات الشيعية الدينية والتعليمية؛ وهي
والمؤسسات التعليمية؛ وبالتالي فإن الاستناد إلى مصادر مديريات وزارة الأوقاف
وحتى الوزارة نفسها أمر غير مجد ولا يقدم كثير فائدة؛ ولا يمكن أن يكون مصدراً غناً
محافظي دير الزور والرقة والقنبطرة» كونا لا تشكل إلا أجزاء عشرية متناهية الصغر-
بضع عائلات تعد على أصابع يد واحدة. ولكون النشاط الشيعي فيها ييتعد عن الشكل
الأرض كما ستوضحه فصول هذه الدراسة؛ فمعظم المد الشيعي التبشيري في عهد
الأسد الابن ترك في الوسط الاجتماعي الديني الموسوم بالسني.
كما أن نتائج البحث وتفسيرها إلى تحيز أيديولوجي وتضخيم بالغ الوضوح»