المشروع هو التأليف تارة والهجران أخرى ا كان النبى صل الله عليه وآله
وسلم يتألف أقواماً من المشركين ومن هو حديث عهد بالإسلام ومن بخاف
منهم عمرو بن تَغْلِب وقال إلى لأعطى الرجل وغيره أحب إِليّ منه خشية أن
الثلالة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لأن المقصود دعوة الخلق إلى طاعة الله
بأقوم طريق فيستعمل الرغبة حيث تكون أصلح والرهبة حيث تكون أصلح
ومن عرف هذا تبين له أَنَّ من رد الشهادة والرواية مطلقاً من أهل الدع
لمتأولين فقوله ضعيف فإن السلف قد دخلوا بالتأويل فى أنواع عظيمة ومن
جعل المظهرين للبدعة أئمة فى العلم والشهادة لا ينكر عليهم بهجر ولا ردع
فقوله ضعيف أيضاً وكذلك من صلى خلف المظهر للبدع والفجور من غير
إنكار عليه ولا استبدال به من هو خير منه مع القدرة على ذلك فقوله ضعيف
وهذا يستلزم إقرار المنكر الذى يبغضه الله ورسوله مع القدرة على إنكاره
وهذا لايجوز ومن أوجب الإعادة على كل من صلى خلف ذى فجور وبدعة
فقوله ضعيف فإن السلف والأئمة من الصحابة والتابعين صلوا خلف هؤلاء
وهؤلاء لما كانوا ولاة عليهم ولهذا كان من أصول أهل السنة أن الصلاة التى
معهم وهذه الأمور مبسوطة فى غير هذا الموضع والمقصود هنا أن العلماء
كلهم متفقون عل أن الكذب فى الرافضة أظهر منه فى سائر الطوائف من أهل
القبلة ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة فى أسماء الرواة والنقلة
وأحواهم مثل كتب يحبى بن سعيد القطان وعلى بن المدينى ويحى بن معن
سعد
أحمد بن عدى والدارقطنى وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانى السعدى ويعقوب
بن سفيان الفسوى وأحمد بن صالح العجل والعقيل ومحمد بن عبد الله بن
عمار الموصلى والحاكم النيسابورى والحافظ عبد الغنى بن سعيد المصرى
وأمثال هؤلاء الذين هم جهابذة ونقاد وأهل معرفة بأحوال الإسناد رأىق
العروف عندهم الكذب فى الشيعة أكثر منهم فى جميع الطوائف بحتى إن
أصحاب الصحيح كالبخارى لم يرؤُوا عن أحد من قدماء الشيعة مثل عاصم
بن ضمرة والحارث الأعور وعبد الله بن سلمة وأمثاهم مع أن هؤلاء من خيار
الشيعة وإنما يرون عن أهل البيت كالحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وكاتبه
عبيد الله بن أنى رافع أو عن أصحاب ابن مسعود كعبيدة السلمانى والحارث
بن قيس أو عمن يشبه هؤلاء وهؤلاء أئمة النقل ونقاده من أبعد الناى عن
الهوى وأخبرهم بالناس وأقواهم بالحق لا يخافون فى الله لومة لاثم .. اهه. كلام
شيخ الإسلام رحمة الله .
هذا وبما أنها قد ساءت ظنون المجتمع بالكاتبين والخطباء بسبب الدعايات
محذرا من الرافضة قالوا هذا مدفوع من قبل البعثيين فإنى أذكر إخوانق
إن بعض الظن إثم . (افجرات17)
وقال الإمام البخارى رحمه الله (ج ٠١ ص 484 ) : حدثنا عبد الله بن
يوسف أخبرنا مالك عن أنى الزناد عن الأعرج عن أنى هريرة رضى الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : إياكم والظن فإن الظن أكذب
الذى لا يعلم أن أمريكا وروسيا تريدان القضاء على الإسلام والمسلمين
فهو مغفل أشبه بالهائم فكيف يرجى منهما أن يساعدا الدعاة إلى الله وهم
رؤوس المسلمين وحماة الإسلام وقل أن يدخل أعداء الإسلام بلدة إلاوبيدأون
بحصاد العلماء والمفكرين الإسلاميين بل يوعزون إلى الحكومات التى تطيعهم
بالقضاء على الدعوات ويوهمونها أنها تشكل خطراً على المجتمع وكذبوا فالدعاة
إلى الله دعاة إلى الله وليسوا دعاة فتن وإراقة للدماء وإنما هم دعاة إصلاح
يرون عملهم الذين يقومون به أرفع من الكراسى والمناصب © يقول الله
سبحانه وتعالى : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالاً وقال
ويرون المناصب والمسلمون على هذه الحالة عذاباً على أصحابها لكثرة
الجامعين بين العلم والعمل فى الخير الذى هم فيه إلا من وق مثل ماهم فيه :
الله فى واد الحكام يهمهم المحافظة على كراسيهم والدعاة إلى الله يهمهم إصلاح
المجتمع والدفاع عن الإسلام ويتقربون إلى الله بحماية الدين والذب عن حياضه
أن يلوثها أعداء الإسلام ويسألون الله أن يصلح حكام المسلمين فإنهم قد ابتلوا
كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم ولاتزول النفرة التى
بينهم إلا بالاعتصام بكتاب الله وتحكم شرع الله وفق الله الجميع لذلك .
وإياك إياك أن تظن أنى ألفت هذا الكتاب من أجل صدام البعثى الملحد
ذ الله فحزب البعث كافر وما كان الدعاة إلى الله ليكونوا آلة يوماً من
الدهر لأعداء الله ولكنى ألفته غضباً لله وتحذيراً لإخوانى أهل السنة من المزالق
وسيأق إن شاء الله بيان السبب الذى ألفته من أجله .
والدعاة إلى الله ول كتاب الله وسنة رسول الله صل الله عليه وعلى آله
وسلم مبتلون بالاتهامات إذا خالفوا الناس وابتغوا الدليل وإليك ما قاله الإمام
وجهتى بما تشمئز منه القلوب أو خرجوا بالنسبة إلى بعض الفرق الخارجة عن
السنة شهادة ستكتب ويسألون عنها يوم القيامة فتارة نسبت إلى القول بأن
الدعاء لاينفع ولا فائدة فيه م يعزى إليّ بعض الناس بسبب ألى لم ألترم
الدعاء ببيئة الاجتاع فى أدبار الصلاة حالة الإمامة وسيأقى ما فى ذلك من
المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء .
وتارة نسبت إلى الرفض وبغض الصحابة رضى الله عنهم بسبب أنى لم ألترم
ذكر الخلفاء الراشدين منهم فى الخطبة على الخصوص إذ لم يكن ذلك شأن
أحد من السلف فى خطيبهم ولاذكره أحد من العلماء المعتبرين فى أجزاء
الخطب وقد سثل (أصبغ) عن دعاء الخطيب للخلفاء المتقدمين فقال : هو
للغزاة والمرابطين قال ماأرى به بأساً عند الحاجة إليه وأما أن يكون شيفاً
يصمد له فى خطبته دائماً فإنى أكره ذلك ونص أيضاً عز الدين بن عبد السلام
على أن الدعاء للخلفاء فى الخطبة بدعة غير محبوبة .
وتارة أُضَافٌ إلى القول بجواز القيام على الأئمة وما أضافوه إلا من عدم
ذكرى لهم فى الخطية وذكرهم فيها محدث لم يكن عليه من تقدم .
وتارة أُحْمَل على التزام الحرج والتنطع فى الدين وإنها حملهم على ذلك أنى
التزمت فى التكليف والفتيا الحمل على مشهور المذهب الممتزم لا أتعداه وهم
)١( الواجب أن يلتزم فى الفتوى بما يقتضيه الدليل لا ما يقتضيه المذهب الممتزم
الملترم أو فى غيره وأكمة أهل العلم على خلاف ذلك وللمسألة بسط فى كتاب
الموافقات وتارة نسبت إلى معاداة أولياء الله وسبب ذلك أنى عاديت بعض
الفقراء المبتدعين المخالفين للسنة المتصبين بزعمهم هداية الخلق وتكلمت
للجمهور على جملة من أحوال هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلى الصوفية ولم
وتارة نسبت إلى مخالفة السنة والجماعة بناء منهم على أن الجماعة التى أمر
حال . فكنت على حالة تشبه حالة الإمام الشهير عبد الرحمن بن بطة الحافظ
مع أهل زمانه إذ حكى عن نفسه فقال : عجبت من حالى فى سفرى
أن الكتاب بخلاف ذلك وارد سمانى خارجياً وإن قرأت عليه حديثاً فى التوحيد
وإن كان فى الأعمال سمانى قدريًا وإن كان فى المعرفة سمانى كرامياً وإن كان فى
فضائل ألى بكر وعمر سمانى ناصييًا وإن كان فى فضائل أهل البيت سماق
رافضيًا وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما ماق
ما ذهب كل واحد إليه من الأخبار إذ ليس فى الحكم والحديث محاباة
من أحاديث رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم مايشتهون من هذه
الله تبارك وتعالى ولن يغنوا عنى من الله شيئاً وانى مستمسك بالكتاب والسنة
وأستغفر الله الذى لا إله إلا هو وهو الغفور الرحم . اه ء
كتاب ( إرشاد ذوى الفِطَّن لإبعاد غلاة الروافض من الجن ) أردت أن أستريخ
من الكتابة يوم أو يومين ثم أعود إلى بحثى الذى أنا مستمر فيه وهو الصحيح
المسند مما ليس فى الصحيحين فأخذت الجزء الأول من العقد الثمين فى تاريخ
البلد الأمين للإمام تقى الدين محمد بن أحمد الحستى الفاسى المكى رحمه الله
فقرأت الباب الثامن والثلاثين فى ذكر شىء من الحوادث المتعلقة بمكة فى
الإسلام وهاأنا أسوق الباب كله لتشاركنى فيما أفزعنى وحملنى على تأليف
هذا الكتاب .
قال رحمه الله رج ١ اص *18) :
الباب الثامن والثلاثون
فى ذكر شىء من الحوادث التعلقة بمكة فى الإسلام
لا ريب فى كثرة الأخبار فى هذا المعنى وأكثر ذلك خفى علينا لعدم العناية
بتدوينه فى كل وقت وقد سبق مما علمناه أمور كثيرة فى مواضع من هذا
الكتاب ويأق إن شاء الله تعالل شىء من ذلك بعد هذا الباب +
والمقصود ذكره فى هذا الباب : أخبار تتعلق بالحجاج لا تعلق بمكة أو
باديتها وحج جماعة من الخلفاء والملوك فى حال ولا يتهم ومن خطب له بمكة
من الملوك وغيرهم فى خلافة بنى العباس وماجرى بسبب الخطبة بمكة بين
ملوك مصر والعراق وماأسقط من المكوسات المتعلقة بمكة .
فمن الأخبار المقصود ذكرها هنا : أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه حج
بالناس سنة اثنتى عشرة من الهجرة .
ومنها : أن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حج بالناس فى جميع
خلافته إلا فى السنة الأولى والأخيرة .
وهنها : أن فى سنة أربعين من المحجرة : وقف الناس بعرفة فى اليوم الثامن
إلا السنة الأخيرة منها . وهى سنة انتين وسبعين لحصر الحجاج بن يوسف
الثقفى له فيها وحج بالناس سنة ثلاث وستين فيكون حجة بالناس تسعا
بتقديم التاء .
ومنها : أن عبد الملك بن مروان حج بالناس سنتين
ومنها : أن الوليد بن عبد الملك حج بالناس سنتين على ما قيل .
ومنها : أن سليمان بن عبد الملك حج بالناس مرة وكذلك أخوه هشام بن
عبد الملك .
ومنها : أن فى سنة تسع وعشرين ومائة : وافى بعرفة أبو حمزة الخارجى
على غفلة من الناس فخافوا منه فسأله عامل مكة فى المسألة فوقع الاتفاق
على : أنهم جميعاً امنون حتى ينقضى الحج ثم استولى بغير قتال أبو
ومنها : أن أبا جعفر المنصور ثانى الخلفاء العباسيين حج بالناس أربع سنين
ومنها : أن المهدى بن المنصور العباسى حج بالناس سنة ستين ومائة .
وقيل : إنه حج بالناس سنة أربع وستير
وفى حجته الأول : أنفق فى الحرمين أموالاً عظيمة يقال : إنها ثلاثون ألف
ألف درهم وصل بها من العراق وثلفائة ألف دينار وصلت إليه من مصر ومائثنا
ومنها : أن الرشيد هارون المهدى العباسى حج بالناس تسع حجج
بتقدم التاء ولم يحج بعده خليفة من العراق إلا أن الذهبى ذكر فى العبر فى
أخبار سنة اثنتى عشرة ومائتين : أن المأمون بن هارون الرشيد حج فى هذه
السنة ولم أر ذلك لغيره والله أعلم . وفرق الرشيد فى حجاته أموالاً كثيرة جدًا
ومنها : أن فى سنة تسع وتسعين ومائة وقف الناس بعرفة بلا إمام وصلوا
وصوله إلى مكة فى آخر يوم عرفة وبها وقف ليلا .
ومنها : أن فى سنة مائتين من الهجرة نهب الحجّاج بستان ابن عامر
وأخذت كسوة الكعبة ثم استنقذها الجلودى مع كثير من الأموال المنبوبة
وبستان ابن عامر : هو بطن نخلة على ما ذكر أبو الفتح بن سيد الناس عند
ذكر سرية عبد الله بن جحش رضى الله عنه إلى ثخلة .
ومنها : أن فى سنة إحدى وخمسين ومائتين : لم يقف الناس بعرفة لا ليلاً
ولا نهارا لآن إجماعيل بن يوسف العلوى وافى الموقف بعرفة فى يومها ٠
وقتل من الحجاج نحو ألف ومائة وسلب الناس وهرب الناس إلى مكة +
ومنها : أن فى سنة خمس وتسعين وماثتين : وقع بمنى قتال بين الأجناد
وبين عج بن حاج أمير مكة لطلبهم جائزة بيعة المقتدر فقتل منهم جماعة وفر
الناس إلى بستان ابن عامر .
فأسرف فى قتل الحجاج وأسرهم مع هتكه لحرمة الكعبة .
وذلك أنه قتل فى المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء
وهم متعلقون بالكعبة وردم بهم زمزم وفرش بهم المسجد ومايليه ٠
وقتل فى سكك مكة وشعابها من أهل خراسان والمغاربة وغيرهم زهاء
ثلاثين ألا وسبى من النساء والصبيان مثل ذلك وقد بطل الحج من العراق
فى عشر الثلاثين وفى عشر الأربعين وأوضحنا هذه السنين فى أصل الكتاب
ومنها : أن فى سنة إحدى وأربعين وثلائة أو فى التى قبلها جرى قتال بين
أصحاب ابن طفج والعراقيين بسبب الخطبة بمكة وجرى مثل ذلك فى سنة
النتين وأربعين وفى سنة ثلاث وأربعين .
ومنها : أعنى سنة ثلاث خطب بمكة والحجاز لمعز الدولة ولوالده عز
الدولة بختيار وبعدهم لابن طغج .
وذكر بعضهم أن فى هذه السنة : منع أصحاب معز الدولة أصحاب
الأخشيد من الصلاة بمنى والخطبة وأن أصحاب الأخشيد منعوا أصحاب معز
الدولة الدخول إلى مكة والطواف . انتبى بالمعنى .
ومنها : أن كافور الأحشيدى صاحب مصر كان يدعى له عل المنابر بمكة