ممن حكموها لولا أن الله حفظ دينه ببعث جديد ونشر فريد بظهور
الدعوة السلفية والخطة السمرضية ؛ فكأن الأمرعاد أنف ١
والتاريخ أعاد نفسه بما سلف ؛ فامتد شعاع الإسلام من الجزيرة
العربية بصفاء ٠ وأغارت جيوشه على الوثنية المحبوكة باسم
الإسلام زوراً وبهتاناً . فطهرت البلاد المقدسة من ملامع الوثنية
الكالحة . وذلك بهدم القبور والمشاهد والمزارات المتعددة وسيلة
عيش المتحرفين والزاهدين في حقيقة الإسلام ؛ مما جعلهم
يحملون على هذه الدعوة باسم الوهابية أو المذهب الخامس ؛ أو
الشيخ النجدي وما إلى ذلك .. وفي قيام الدولة السعودية على
هذا الأساس من الدين ظلت تحكم الجزيرة العربية حكماً مباشراً
أحكام الله وشرعة
وكتاب التوحيد للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد
الوهاب . طراز جديد في تفهيم الناس مقاصد التوحيد إذ جعله
على أبواب دائرية تتداح كل دائرة بأوسع من أختها
فالدائرة الأولى : هو معرفة التوحيد الذي بعث الله به أنبياء»
والدائرة الثالثة : الخوف من الشرك بأنواعه
والرابعة : حماية التوحيد
والخامسة : حماية حمى التوحيد
وتفسير ذلك كله في المؤلف الوجيز المسمى يكتاب التوحيد
شرحه حفيده الأول سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد
الوهاب وتعقبه بالتهذيب والتحقيق الحفيد الثاني الشيخ عيد
الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. ودرج على
أثرهسا تلميذهما الشيخ حمد بن عتيق لتلخيص ما ورد في
الشرحين وزيادة ما استوضحه من معاني
فها هو إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد نقدمه
للقراء في طبعة أنيقة وحلية جديدة عسى أن يكون فيه خيرعون
على مستهل فجر جديد لطالع سعيد ؛ والله نسأل أن يوفق الناشر
والكاتب والمستفيد وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
هو الشيخ العالم , العامل » الورع » الزاهد ؛ حمد بن علي بن محمد
ابن عتيق بن راشد بن حميضة +
ولد رحمه الله تعالى في بلد الزلفي - عام ١77١ ه - ونشأ بها
وتعلم القرآن ؛ وتشيث بطلب العلم وهو في سن الصغر » وسافر لطلب
العلم وقرأ على علماء نجد ؛ ومن أجلهم المجدد الثاني الشيخ عبد الرحمن
ابن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب » رحمهم الله تعالى +
وأخذ عنه العلم كثير من علماء نجد » من أشهرهم الشيخ العلامة
عبدالله بن الشيخ عبد اللطيف ؛ والشيخ العلامة سليمان بن سحمان
وأبناؤه العلماء الأجلاء الشيخ سعد والشيخ عبد العزيز» والشيخ عبدالله
والشيخ عبد اللطيف ؛ والشيخ اسحاق ؛ وغيرهم +
وكان رحمه الله مشهوراً بالكرم والورع ؛ والإقبال على العباد
بالمعروف ؛ ناهياً عن المنكر ؛ لاتأخذه في الله لومة لاثم . وقد وقع في نحد
في زمنه فتن عظيمة , فكان من أعظم الناس صبراً وجهاداً بسيفه ولسانه»
ولم يألو جهداً في التحريض على الجهاد الشرعي في تلك الفقن »
وكانت بينه وبين الشيخ العالم العلامة عبد اللطيف بن الشيخ
عبدالرحمن المكاتبات المشهورة المذكور غالبها في مجموعة الرسائل
النجدية .
وولاه الامام فيصل رحمه الله تعالى قضاء بلد الدلم » القرية
بني قيم » ومنها إلى الأفلاج وبها استقر حتى توفي سنة ١٠ 17, إحدى
وثلاثماثة بعد الألف من الهجرة ؛ ودفن ببلد العمار » وقبره معروف إلى
الآن بها ء
وله مؤلفات نافعة » منها : أبطال التنديد باختصار - شرح التوحيد -
بيان النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الاشراك - الفرق المبين بين
مذهب السلف وابن سبعين وله رسالة في نحو الكراستين في الرد على
ابن دعيج في رسالته التي ضمنها تزكية الكفار وأئمة الردة ومسبة
المسلمين وانهم يكفرون من أقام يبلد المشركين وإن كان مظهراً للدين +
وله غيرها من الرسائل الشيء الكثير .
وكان رحمه الله يقول الشعر ؛ سريع البديهة ؛ كتب إليه ابنه سعد في
سفره لطلب العلم من الهند هذين البيتين:
لاكتساب العلم سافرنا وترجو
انه فتح وإقبال وير
قال تأريخي له ( يمن أغر )
فلما وقع نظر والده عليهما أنشأ يقول :
يا إلهي لا تخيب سعيه . أوله التوفيق حقاً والظفر
واجعل العلم اللدني حظد . أولد نهم المنزل والأثر
وقد رزقه الله من ذريته قرة أعين ؛ قمنهم العلماء الفطاحل ومنهم
العباد الزهاد الكرماء , فمن العلماء العالم العلامة الشيخ سعد » والعالم
العابد الشيخ عبد العزيز , والعالم العامل الشيخ عبد اللَُّ » والعالم الورع
الشيخ عبد اللطيف » والشيخ الذكي إسحاق » والعابد الورع علي +
والزاهد العابد اسماعيل , وطالب العلم المجتهد محمد » والمشهور بالكرم
والجود عبد الرحمن ,
وقد رثاه العالم العلامة صاحب المؤلفات الكثيرة المفيدة الشيخ
على الخبر بحر العلم بدز المنابر
ورشمس الهدى فليبكك أهل البصائر
علي من الأشجان ليس بعائر
وثلم من الإسلام إحدى الفواقر
ورزه فظيع بل مريع ولائع
بشمس الهدى أضحى نزيل المقابر
لحل عويص المشكلات البوادر
وللشبهات المعضلات وردها
إذا ماتبدت من كفور مقامر
غَلَلَّه مح حبر تند للعلا
فحل على هام النجوم الزواهر
وللّه من حير إمام ويلتع
يعوم بتيار من العلم زاخرلا؟
ويقفو لآثار الثبي وصحبة
يجدد من منهاجهم كل داثر
ويحبي علامات من العلم قد عفت
ويعمر من بثيائة كلل عار
إمام تزيا بالعبادة فاستما
بها وارتقي مجداً سمي المظاهر
فليس له في عصره من مناظر
وفي الحلم قد أضحى لعمرك آية
وفي العلم ذو حظ أطيد ووافرا"
أريب رسيب الجاش ليس بطائر""
(*) الاريب الماهر » الرسيب من الرجال الحليم الثابث +
الحمد له رب العالمين . وصلى الله وسلم على محمد وآله
هذا تعليق على ( كتاب التوحيد ) تصنيف الشيخ الإمام
محمد بن عبد الوهاب . أجزل الله له الثواب , وأدخله الجنة بغير
حساب . وأكثر ما فيه من المنقولات وغالب الأحاديث المنسوبات
سميت هذا التعليق ( إبطال التنديد باختصار شرح التوحيد ) وقد
انتهت مبيضة الشارح إلى « باب من هزل بنسيء فيه ذكر الله »
ووجد من مسيدته إلى « باب منكر القدر» ووجد نقل على نسخة له
من الأصل فيما بعد ذلك , وير الله تمام باقيه . فلله الحمد والمنة +
قوله : يسم الله » معنى الله : الاله ؛ قال اين عباس : الله
ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين , ذكره ابن جرير عنه +
قال بعضهم : وذكر في القرآن في ألفين وثلاثمانة وستين
موضعا” ( الرحمن الرحيم » قال ابن عباس : اسمان دالان
رفيقان أحدهما أرق من الآخر أي أوسع رحمة . قال ابن القيم
رحمه الله : الرحمن دال على الصفة القائمة به . والرحيم دال على
تعلقها بالمرحوم . فكان الأول للوصف والثاني للفعل . فالأول
دال على أن الرحمة صفته ؛ والثاني دال على أنه يرحم خلقه
برحمته 7
١ تتمة ) غلط بعض المتأخرين في تفسير الرحمن بكمال
الانعام . والرحيم بما دون الكمال , وبإرادة الإنعام , فإن ذلك
مذهب أهل التأويل الباطل من الجهمية المبتدعة . ذكر معتاه
شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن حسن حفيد المصنف
قوله : ( كتاب التوحيد ) يسمى دين الاسلام توحيداً لأن
وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين الذي
جاؤوا يه من عند الله , وهي متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن
يأت به على وجه الكمال المطلوب ؛ وإن شئت قلت : التوحيد
نوعان : توحيد في المعرفة والاثبات وهو توحيد الربوبية والأسماء
والصفات ؛ وتوحيد في الطلب والقصد ؛ وهو توحيد الإلهية
والعبادة . ذكره شيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله
فأما توحيد الربوبية والملك فهو الإقرار بأن الله رب كل شيء
بإجابة الدعاء عند الاضطرار ؛ الذي له الأمر كله وبيده الخير
كله ؛ ويدخل فيه الإيمان بالقدر ؛ وأما توحيد الأسماء والصفات
فهو الإقرار بأن الله على كل شيء قدير ؛ وبكل شيء عليم وأنه
سميع بصير ء وأنه الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم +
والإيمان بما جاء في الكتاب والسنة من الأسماء والصفات +
واعتقاد ذلك على الحقيقة ؛ فيوصف الرب تعالى بذلك من غير
تحريف ولا تعطيل ؛ ومن غير تكييف ولا تمثيل ؛ والله تعالى لا
فأما الأول : فقد أقر به المشركون كما قال تعالى : م قل
من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار
الأمر ؟ فسيقولون الله فقل أفلا تتقون 6 وغير ذلك من الآيات .
وأا الثاني :
وأما الثالث : وهو توحيد الالهية فهو مبني على إخلاص
التأله لله من المحبة والخوف والرجاء والتتوكل والدعاء وجميع
لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما , وهذا التوحيد هو
أول واجب على المكاف . وقد أفصح القرآن به كل الإفصاح +
وأبدى فيه وأعاد . وضرب لذلك الأمثال بحيث أن كل سورة من