السماء؛ على يد اليهودي ( بولس )؛ الذي أظهر الإمان بالسيح مكرًا
وخداعًاء فأدحل في دين النصارى التثليث وعبادة الصليب .
وأما الشرك في بي إسماعيل عليه السلام وهم العرب فحدث غلى
يد عمرو بن لحي الخزاعي» الذي غير دين إبراهيم عليه السلام وجلب
الأصنام إلى أرض الحجاز وأمر بعبادتها .
الرابعة؛ حينما بنوا المشاهد على القبور» وأحدثوا بدعة الموالد في
الإسلام؛ والغلو في الصالحين .
وكذلك عندما حدث التصوف المتحرف المتمثل بالغلو في المشائخ
وأصحاب الطرق .
ولكن الله سبحانه قد تكفل بحفظ هذا الدين على يند اللماء
من خالفهم ختى يأتي أمر الله تبارك وتعالل وهم على ذلك» .
جعل في وقت كل فازة من الرسل بقايا من أهل العلم؛ ينفون عن
كتاب الله تحريف الغالين» وانتحال المبطلين» وتأويل الجاهلين» ويدعون
هدوه» وكم من قتيل لإبليس قد أحيوه؛ فما أحسن أثرهم على النان
وأقبح أثر الناس عليهخ ) .
ومن هؤلاء الذين وصفهم الإمام أحمد بهذه الأوصاف العظيمة؛
شيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ : محمد بن عبد الوهاب رحمه الل
فقد وقف موقفًا عظيمًا من مواقف هؤلاء الأئمة في مواجهة التغيرات
الي حدثت في مجتمعه؛ من انحراف في العقيدة؛ وانقسام في الحكم»
واستشراء للعادات الجاهلية في الحاضرة والبادية»؛ شرك في العبادة؛
ومخالفات في الحكم بين الداس؛ ورواج لسوق الشعوذة والح
وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ رغم كثرة وجود العلماء فيهم؛
المتبحرين في مسائل الفقه الفرعية؛ لكن العبرة ليست بوجود العلماء
ووفرتهم دون أن يكون لهم دور فعال في الإصلاح؛ فبسوا إسرائيل هلكوا
والإصلاح؛ قال تعال - : يي ترى كثيرًا منهم يسارعون في الإثم
والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون © لو لا ينهاهم الربانيون
والأخبار عن قوشم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا بصنعون # .
إنه لما وقف هذا الإمام من مجتمعه المتحرف موقف الصدق
والنصيحة؛ خلص هذا المجتمع مما وقع فيه من أسباب هلاكه» مع أنه
رجل واحد؛ ولكن كما قيل :
والناس ألف منهموا كواحد وواحد كالألف إن أمر عنى
وهكذا سنة الله لا تتغير» فالأمة لا تنهض من كبوتها ولا تستيقظ
من رقدتها إلا بتوفيق الله ثم بجهود علمائها المخلصين ودعاتها
الناصحين: ورحم الله الإمام مالك حيث يقول : ( لا يصلح آخر هذه
الأمة إلا ما أصلح أولها ) .
وما امتازت هذه الأمة على غيرها من الأمم إلا بقيامها بالإصلاح
والدعوة إلى الله : ( كنم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتتهون عن المنكر وتؤمنون الله ) ل ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولتك هم المفلحون 6 .
© الشيخ محمد بن عبد الوهاب وز كتاب التوحيد ) :
هو الإمام العلامة؛ والمجاهد الصابرء والداعي إلى الله على بصيرة»
والمجدد لدين الله في القرن الثانى عشر من هجرة المصطفى ث#؛ الشيخ :
محمد بن عبد الوهاب بن سليمان المشرقي التميمي التحدى .
نجد ورئيس علمائها» وأعمامه وأبناء أعمامه كانوا أهل رفعة ومكانة؛
كانوا على صيلّة وثيقة بعلماء الحتابلة في الشام وفلسطين وغيرها :
حفظ الشيخ محمد القرآن صغيرًا» وقرأ الفقه والتفسيز والحذيث
على أبيه وعلماء بلده» حتى ألم ما عندهم في وقت يسير» مع النتزوي
ثم تطلع إلى المزيد من العلم فأقبل على كتاب الله وتففسيره قراءة
وتديرًا واستتباطاء» وعلى سنة الرسول يق وسيرته؛ واستنتج منها
ورسائله وفتاويه, وعكف على كتب الشيخين : شيخ الإسلام ابن
شيخ الإمام ابن القيم» خصوصًا كتب العقيدة .
الأحساء وعلماء البصرة في العراق» والتقى بهم وأخذ عنهم علمًا
من تمكن من الالتقاء به من علماء عصره؛ ومطالعة كتب من تقدمهم
من الأئمة المحققين» ودراسة التفسير والحديث دراسة فاحصة مدققة .
وعندما نظر إلى واقع أهل عصره وجد البون شاسعًا بين هذا
الصاح في الاعتقاد والمنهج .
فالعلماء في وقته في الغالب مشغولون بدراسة الفقة وعقائد علماء
الكلام المحالفة لاعتقاد السلف» دون تمييز بين الصحيح والسقيم .
والعامة منهمكون في البدع والخرافات والشركيات ودعاء
الأموات؛ دون أن يهب أحد من العلماء فيما نعلم لاصلاح هذا
الواقع الأليم والمرتع الوخيم .
عند ذلك لم يسع الشيخ محمد - رمه الله المسكوت عن التغيير
والإنكار» والدعوة إلى الإصلاح» والعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله
وتصفية العقيدة الإسلامية مما علق بهاء وغير وجهها وبهجتهاء
فعزم على القيام بالدعوة إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة»
منها فذهب إلى الدرعية فوجد فيها القبول والترحيب على يد أميرها :
جعل الله لكل شيء قدرًا » .
فواصل الشيخ - رحمه الله عمله في الدعوة إلى الله وراسل علماء
البلدان وأمراءها يدعوهم إلى الله وببين م ما هم واقعون فيه من
مخالفات» وألف الكتب؛ وأجاب عن استشكالات من التبس عليهم
الحق بالباطل؛ فاستجاب لدعوة الشيخ من كان رائده الحق» وعاند من
كان دافعه الهوى والتعصب للباطل؛ فلم ير الشيخ - رحمه الله - بدا من
جهاد هؤلاء بالحجة واللسان؛ وبالسيف والسنان .
فكتب الله له النصرء ولدعوته الامتداد والانتشار؛ تثينجة لجهاد
الإمامين : محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود هذا بالحجة واللسان»
انتصر الحق واتدحر الباطل» قال تعالى : يي لقد أرسلنا رسلنا بالبيدات
وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه
بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله
قوري عزيز © .
ولقد صدق الشاعر حيث يقول :
وما هو إلا الوحي أوحد مرهف تزيل ضباه أخدعي كل مائل
فهذا شفاء للقلوب من العمى وهذا شفاء العي من كل جاهل
واستقات فيها عقيدة التوحيد» وامتد خيرها عبر الزمان والمكان إلى
يتجدد :
وكان من أعظم نمارها : قيام ذولة التوحيد؛ وتحكيم الشريعة
عارضها من معوقات واعترض في طريقها من عقبات : ف فأما الزيد
فيذهب جفآء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض © :
فقيل عنه : إنه يريد الك والسيطرة والتسلط .
وهذا قيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام : ف( إن هو إلا رجل
يريد أن يتفضل عليكم » هل وتكون لكما الكبرياء في الأرض فكيف
ب( الوهابية ) .
على عقيدة السلف؛ وني الفقة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل؛ لم
ينفرد عن المذاهب الأربعة بقول واحد؛ فكيف يكون له مذهب خاص ؟
ومن أراد معرفة الشبهات الي أثيرت حوله وحول دعوته فليراجع
الشمس لا يغطيه الكذب والتلبيس .
ومنهم من أنكر ما قام به الشيخ من تجديد وإصلاح؛ وقال : إن
حالة أهل نجد في وقته كانت على الاستقامة والصلاح؛ وفيهم علماء
ووعي» وما ذكر عن دعوة الشيخ وعن فساد الأحوال قبل دعوته إنما
هو تهريل من المؤرخين؛ وتعتيم على الواقع .
ورد مثل هذا الهراء والجحود لما هو معلوم ومتواتر» لا يحتاج إلى
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إل دليل
ومنهم من يقول : إن الشيخ إنما هو بجدد في العقيدة؛ وأما في الفقة
المذاهب الأربعة وعن أقوال الفقهاء؛ ومثل هذا لا يعرف معنى
التجديد فهر يهرف يما لا يعرف .
إن التجديد معناه : إزالة ومحاربة ما علق بالدين من خرافات
والمعتقد السليم كما كان عليه رسول الله 4؛ وليس من شرط ذلك
أن يخرج على المذاهب الأربعة وأقوال الفقهاء ويأتي بفقه جديد .
وها هم الأكمة من المحدثين الكبار كانوا مذهبيين؛ فشيخ الإسلام
شافعيين؛ والإمام الطحاوي كان حنفياء والإمام ابن عبد البركان
ليس التمذهب بأحد المذاهب الأربعة ضلالاً حتى يعاب به صاجبه
بل إن الذي يخرج عن أقوال الفقهاء المعتبرين وهو غير مؤهل للاجتهاد
المطلق هو الذي يعتبر ضالاً وشاذًا .
والشيخ رحمه الله لا يأحذ قول المذهب الذي ينتسب إليه فضية
مسلمة جتى يعرضه على الدليل» فما وافق الذليل أ
وأما ( كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ) فهر من أعظم
مؤلفات الإمام المجدد الشيخ : محمد بن عبد الوهاب .
ألفه في بيان توحيد الألؤهية» وهو إفراد الله بالعبادة وتترك عبادة
ينقص كماله الواحب أو المستحب من الشرك الأصغر .
وخص الشيخ هذا الدوع من التوحيد لأنه هو الذي يُدخل في
الإسلام؛ ويُنجي من عذاب الله وهو التوحيد الذي بعثت به الرسل
وأنزلت به الكتب؛ وخالف فيه المشركون في كل زمان ومكان .
وإن كان علماء الكلام قد أتعبوا أنفسهم في تحقيق هذا النوع»
به الرسل ودعت إليه هو توحيد الألوهية كما قال تعالى - : ولقد
الشيخ موضوع هذا الكتاب الذي نحن بصدده في توحيد الألوهية؛
كما قال الشاعر :
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين رأى فقيه
ولم يورد الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب إلا ما صح من
الأحاديث؛ أو كان حسن الإسناد؛ أو هو ضعيف الإسناد وله شواهد؛
أو هو داخل تحت أصل عام يشهد له الكتاب والسنة؛ بما ترجم له
الشيخ في أبواب الكتاب .
ثم إن الشيخ - رحمه الله - يذكر في آخر كل باب ما يستفاد من
المنطق ومصطلحات المتكلمين الي خطؤها أكثر من صوابها؛ إن كان
فيها صواب .
© شروح الكتاب :
لقد نفع الله بهذا الكتاب؛ وصار الطلاب يحفظوته؛ والعلماء
رجن روجعيرن : 1
وأول من شبرحه حفيد المؤلف» الشيخ : سليمان بن عيد الله
بشرح واف» لكنه توقي ل رحمه الله - قبل أن يتمه .
منها : مختصر الشيخ : حمد بن عتيق
ومختصر الشيخ : عبد الرحمن بن قاسم في حاشيته .
ومختصر الشيخ : سليمان بن حمدان .
نسأل الله أن يكتب الاستمراز لنفع هذا الكتاب في الأجيال