وأمره بأن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وينذرهم من الإشراك به .
قال الحافظ ابن كثير!" :
(وكلهم - أي الرسل يدعون إلى عبادة الله وينهون عن عبادة ما سواه. .
فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم في
قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح» وكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض إلى
أن ختمهم بمحمد كي الذي طبقت دعوته الأنس والجن في المشارق
قال الإمام العلامة الإمام عبد الرحمن بن حسن!*):
في إرسال الرسل دعوتهم أممهم إلى عبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه .
وأن هذا هو دين الأنبياء والمرسلين» وإن اختلفت شريعتهم . . ١). .ه.
تفسير ابن كثير: (078/7).
59 انظر «فتح المجيد»: ص/ا١
فأصل الدين هو التوحيد الذي بعث الله به الرسل » وأنزل به الكتب؛ وهو
الدين الذي لا يقبل الله ديا سواه .
وليس التوحيد مقصورًا على توحيد الربوبية فقط» وأن الله هو الخالق
الرازق. . فهذا قد أقر به كفار قريش» بل التوحيد توحيد الآلهية؛ وهو لب
التوحيد وهو التوحيد الذي جاءت به الرسل وأنزلت به الكتب »
قال الإمام العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله :
(وهذا التوحيد أي توحيد الآلهية هو أول الدين وآخره» وباطنه وظاهره +
المألوه ا لمعبود بالمحبة والخشية والإجلال» والتعظيم» وجميع أنواع العبادة»
ولأجل هذا التوحيد خلقت» وأرسل الرسل» وأنزلت الكتب» وبه افترق الناس
إلى مؤمنين وكفار» وسعداء أهل الجنة وأشقياء أهل النار) +
وقد رتب الله الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن حقق التوحيد .
إذا علم هذا كله؛ فإنه من العجب العجاب عزوف كثير من الدعاة رزقنا
الله وإياهم اتباع السنة عن تعلم التوحيد» وتعليمه وبذله للناس .
فتجد أحدهم يتخذ من أسلوب الترغيب والترهيب بصفة دائمة طريقًا
لدعوة الناس إلى الله عز وجل وكأن الله عز وجل لم يرسل الرسل ولم ينزل
وآخر تجده يجمع الألوف المؤلفة من الناس ليقرأ لهم قصاصات من
انظر «تيسير العزيز الحميدة: ص11
فسر كثير من الجهلة كلمة التقوى «لا إله إلا الله» بأنها لا حاكمية إلا لله؛ مت
أقوال أهل البدع في تفسيرها بعد أن ألقوا تفاسير أهل السنة لها وراءهم ظهريًا؛ نعوذ بالله من
رين الذنوب وانتكاس القلوب ولله المستعان
الصحف والمجلات» ليعلم الناس - بزعمه - فقه واقعهم وما تديره
وآخر يشغلهم بخطر الكفرة وأذنابهم؛ ووجوب معاداتهم؛ ويغفل أو
يتغافل عن خطر أهل البدع والأهواء» فلا يحذر منهم بل يعظمهم ويبيجلهم مع
أنهم أشد خطرًا على الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم +
وآخر يشغلهم بالتهبيج السياسي»؛ وتفخيم أخطاء الولاة في نظر العامة
مدع أن ذلك من النصح للأمة .
فلا تكاد تسمع لأحدهم خطبة أو محاضر إلا ويفعل ذلك .
أما تبصير الناس بأمر التوحيد الذي هو حق الله على العبيد؛ فلا تجد له
ذكرًا؛ وإن ذكر عندهم فهو قليل بالنسبة إلى غيره.
فمن باب النصيحة لهؤلاء نقول :
إن في كتاب الله وسنة رسوله َي غنية لمن أراد الحق وطلبه ؛ وأن في منهج
السلف الصالح بيانًا واضحًاء وجوابًا كافيًا لمن سأل عن طريقتهم في إرشاد
العباد إلى عبادة رب العباد.
الناس إلى توحيد الله عز وجل وربط الناس به ربلا وثيقًاء ودعوا عنكم الطرق
ونقول لهؤلاه أيضًا - : إن منهج أئمة الدعوة السلفية في البلاد النجدية
هو المنهج السلفي؛ وهو الطريق النبوي -
وكيف لا يكون منهجهم كذلك؟! وهم على منهج السلف سارواء
وبأقوالهم أخذوا وبأعمالهم اقتدواء وبهداهم اهتدواء وذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وقد دافع علماء الدعوة السّلفيَّةَ في البلاد التّجدية عن الإسلام والسئة
في كل البقاع» ودرسوا الناس وعلموهم أمور دينهم» ونشروا السنة في وقت
كادت فيه أن تعدم» فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
سلف الأمة؛ نصحًا للأمة وبراءة للذمة» ولتكون كلمة الله هي العليا. فسيروا
يا شباب الإسلام على طريقهم يبلغكم الله ما بلغهم إياه من النصرة والعزة .
قال شيخ الإسلام ابن تب
(وأئمة السئة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل
ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم» كما قال تعالى : #كونوا قوامين لله
شهداء بالقسط» ولا يجرمنكم شتآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب
للتقرى 6 .
بذلك بيان الح ورحمة الخلق» والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وأن
يكون الدين كله لله» وأن تكون كلمة الله هي العليا. .6
وكتابنا هذا يمثل سلسلة من الردود العلمية التي قام بها أئمة الدعوة
السلفية في البلاد التجدية؛ حماية للسنة النبوية؛ من الشرك والضلالات
0 انظر «الرد على البكري»: ص58
وهو رد على داعية الضلال والتلبيس «داود بن سليمان بن جرجيس»»
وذلك حينما جوز اتخاذ الأنداد مع رب العباد؛ وادعى أن ذلك هو دين الأنبياء
ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والرشاد .
فقام إمامنا وعلامتنا الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابنا هذا برد
وقد شرفني الله عز وجل بتحقيقه؛ وذلك حسب الوسع والطاقة؛ ولا
وفي الختام أتوجه بالشكر والثناء لله عز وجل المان بكل خير الذي أعانني
على عملي» ووفقني للخير ولله الحمد أولاً وآخرا .
ثم لكل من ساعدني ووجهني في إخراج هذا الكتاب؛ وأخص منهم
أخونا الشيخ الفاضل/ عبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم؛ فقد
كان لي خير معين على إخراج هذا الكتاب.
أسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا يوم أن نلقاه» وأن
يوفقنا للعمل الصالح الذي يرضيه عناء وأن يجنبا الشرك والبدع ما ظهر منها
وما بطن» وأن يجعلنا بكتابه عاملين وبسنة نبيه مهدتين» ولآثار سلفنا متبعين +
وكتبه الفقير إلى ربه القدير
عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين من أهل السنة.
تحقية نسبة الكتاب إله المؤلف
تأكد لنا صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف من عدة أمور منها :
ما كتب على طرة المخطوطة «م» واش» من نسبة الكتاب إلى المؤلف+
أن من ترجم للشيخ عبد الرحمن رحمه الله قد ذكر من ضمن مصنفاته
أن الشيخ عبد الرحمن نفسه قد ذكر في كتابه
على ابن جرجيس في مسألة الوسائط» .
أن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى قد نص في كتابه: «الرد على
شبهات المستعينين بغي الله» على أن الشيخ عبد الرحمن له رد على ابن
جرجيس» فقد قال في صفحة 8709 «واعلم أنه قد تصدى للرد على
رسائله . . . جمع من العلماء . . » وذكر منهم الشيخ عبد الرحمن .
فمن خلال هذه الأمور نقطع بصحة هذا الكتاب للشيخ عبد الرحمن .
افتح المجيدة اص 17١
تحقيق اس الكتاب
ورد للكتاب عدة أسماء منها :
«كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس؟ ٠
وهذا الاسم مذكور في ديباجة كل النسخ الخطية الثلاث .
وقد سمى الكتاب بهذا الشيخ الفقي +
«تأسيس التقديس في الرد على ابن جرجيس».
ذكر هذا العنوان الشيخ ابن قاسم في «الدرر»: 37/170
«منهاج التنزيه في الرد على المبطل الجهول السفيه»
مذكور في آخر النسخة الخطية «الأصل ٠
وأصح الأسماء للكتاب فيما يظهر لي هو الأول. وذلك لأسباب :
أن جميع النسخ الخطية الثلاث قد نصت على تسميته بهذا الاسم »
أنالتسميتين من نسخ الكتاب قد كتبتا في عصر المؤلف - رحمه الله -
وقرأنا عليه» فلا يستبعد أن تلاميذ المؤلف قد اتفقوا على تسمية الكتاب
«فتح المجيد» .
أن تسمية الكتاب بهذا الاسم معتمد على مصدر قوى» هو وجوده في
ديياجة النسخ الخطية أما الأسماء الأخرئ فلا يمكن أن تعارضه لعدم
اعتمادها على شيء من ذلك .
أن تسمية الكتاب ب «القول الفصل النفيس لم يذكره إلا الشيخ
الفقي» ولم يبين من أي المصادر أخذ هذا الاسم للكتاب.
وقد يقول قائل : أنه أخذ الاسم ممن ذكروا الكتاب بهذا الاسم للمؤلف .
فأقول : كل من ذكر الكتاب بهذا الاسم في مؤلفات الشيخ عبد الرحمن
وكذا يقال في التسمية التي ذكرها ابن قاسم .
والتسمية التي ذكرها الشيخ ابن قاسم رحمه الله قريبة من اسم كتاب
الشيخ عبد الله أبابطين؛ فلعل الشيخ ابن قاسم اختلط عليه مسمى الكتابين
فسمى كتاب الشيخ عبد الرحمن باسم كتاب الشيخ عبد الله أبابطين والله
أما تسميته ب «منهاج التنزيه
«كشف ما ألقاء. .0 »» والله أعلم .
طبغات الكتاب
طبع الكتاب في مطبعة أنصار السنة سنة 69 7١ه بتحقيق الشيخ الفقي+
وهي مليئة بالسقط والتحريف» والزيادة على ما في النسخ الخطية .
ثم أعيد طبعه مرة أخرى بدار الهداية؛ وهي مطابقة للطبعة الأولى تمامًا
في السقط والتحريف والزيادة ومع ذلك كتب عليها «تقديم ومراجعة
إسماعيل بن عتيق.
© ملحوظاتي على طبعة الكتاب :
بالسقط» والتحريف» والزيادة على ما في النسخ الخطية .
وكان المأمول من الشيخ الفقي أن يخرج الكتاب على الوجه الذي أراده
وقد هالني كثيرًا الفرق الكبير الشاسع بين ما عليه النسخ الخطية»؛ وبين
لها إنما هو من باب التمثيل لا الحصرء وذلك خوف الإطالة وخشية
9 الإحالة سوف تكون على الطبعة الثانية للكتاب فليتنبه