اضرو الفكري
ان اليد التي يمكن أن تضغط على زناد المدفع فتنطلق منه قذيفة
زرا في آلة فتتدفع منها قنبلة ذرية أو هيدرو
جيش فيتوجه الى حرب طاحنة ؛ ان هذه اليد التي يمكن أن تفعل
كل ذلك يتحكم بها ويوجه حركاتها نفس صاحبها التي تسيطر
عليها فكرة مهيمنة على عقله ٠
فالفكرة من وراء القوىالانسانية أخطر قوة تتحكم بهذه القوى”
وأقدر الناس على التحكم بالقوى المادية في الأرض أقدرهم على
تزويد العقول بالأفكار التي يريدها , و أعجز الناس في ذلك أكثرهم
ومهما بلغت أمة من الضعف في القوى المادية أمام أمم أخرى +
فانها تستطيع أن تستخدم لغاياتها قوىالأمم الأخرى , مىاستطاعت
وقد أدرك أعداء الاسلام هذه الحقيقة , وهالهم قوة المسلمين
الضاربة في أكثر من نصف المعمورة ايام كان للمسلمين تلك القوة »
فاخذوا يحركون جيوش الغزو الفكري من كل مكان ؛ ويوجهونها
الى بلاد المسلمين , ليهدموا الوحدة الفكرية الناظمة لهم في سلك
وحدة جماعة المسلمين , ولتكون محد ثات الأفكار التي تدخل الى
أفرادهم بمثابة جيش سحري غير مرئي يمعن في صفوف المسلمين
سهم واحد في هذه الحرب الخبيثة التي يففل عنها السواد الأعظم من
وكان في مقدمة أعداء الاسلام الذين خططوا لهذا الغزو الفكري
طائفة يهود , وقد كانوا بمثابة الشيطان في عصابة المجرمين +
وآزرهم في ذلك حقبة من الدهر بقايا الخلرميّة من المجوس وأبناء
الملوك من فارس الذين أكل الحقد قلوبهم , اذ فقدوا ملك فارس
يسبب الفتح الاسلامي , وواكب مسيرتهم الآثمة الظالمة عصوراً
عديدة مديدة الصليبيون الذين أعماهم التعصب المقيت , فجملهم
الشمس في رابعة نهار صاح ؛ كما اعمتهم المطامع الاستعمارية
لاستغلال خيرات بلاد المسلمين *
وأثر هذا الفزو قسماً كبيراً من أثره ٠ وقطف أعداء الاسلام من
ثمره , ووهنت قوة المسلمين , وتشتت شملهم , وتابع أعداؤهم
عمليات الغزو الغبيث بغية القضاء عليهم , وتحويلهم عن الاسلام
تحويلا تاماً ,. وتحريف الحقائق الاسلامية و تشويهها , وكان ما بذله
أعداء الاسلام من جهود يكفي لتحقيقما جملوه هدفاً لهم , لولا أن
الاسلام حق من عند الله ؛ ولولا أن الله يصونه من أعدائه ويحميه
عنه لا يضرتهم من خالفهم *
آلا وان من واجب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن
ويحملوا أفكارهم ومعارفهم الحقة الى العالم أجمع ١ وليس عليهم
في اقناع الناس بالاسلام وحقائقه كبير عناء ؛ جل ما في الأمر أن
ثمرات جهدهم وافرة +
مشكلة الود النفية
كما عمل اليهود منذ القرن الأول الميلادي على افساد الرسالة
الربانية التي أنزلها الله على عيسى عليه السلام , وذلك بالتلاعب
بأصولها الاعتقادية وأحكامها التطبيقية , فقد عملوا منذ القرن
الأول الهجري على افساد الاسلام , واظهروا له العداء الشديد +
ولكنهم لم يظفروا بالتلاعب به وتغيير شيء من أصوله ؛ لأن الله
تكفل بحفظ كتابه القرآن من التحريف والتبديل ؛ وقيَّض لسنة
الرسول من علماء المسلمين من حررها , وميّز الأصل الثابت فيها
نيلا منكرأ , في متتابع العصور الاسلامية , منذ عصير الصحابة
رضوان الله عليهم حتى عصرنا هذا + ِ
فما يدرس الباحث المتأمل أحداث فتنة كبر ىظهرت,الا ويتراءدى
له ومن وراء الحجب أصابع مكر يهودية , كانت هي المحركة للفتنة
في أمم الأرض *
ومشكلة اليهود النفسية قائمة على اعتبا شعب الله
المختار ٠ وأنهم أبناء الل واحباؤه ؛ وأثثتهم + سة تمتاز على
سائر أمم الأرض ؛ وآن” سائر أمم الأرض بالنسبة اليهم بمنزلة
البهائم التي ينبغي أن تكون مسخّرة لهم , لذلك فلا حرج عندهم
أن يسلبوا ه الأميين 6« أموالهم بآية وسيلة غير مشروعة ؛ ولا
* اي غي اليهود من جميع امم الأرض )١(
الاجتماعية , فدماء الأمم مُهدرة في نظرهم , وهم يحقدون على
سائر الأمم والشعوب ؛ لأنها لا تعترف لهم بهذا الحق الذي يرونه
لا تمنحهم مقام السيادة المطلقة , مع أن الله قد ضرب عليهم الذلثة
والمسكنة بذ نوبهم الكثيرة وجرائمهم الخطيرة *
ويلزهون بأن الله اصطفى موسى عليه السلام من بني اسرائيل +
فأنزل عليه التوراة ,» وحمّله اول رسالة كبيرة ذات شأن في تاريخ
للمالمين , وقد أخذ الله عليهم العهد بذلك على السنة أنبيائهم *
وما تزال أحلام استعادة الملك العظيم الذي حباء الل لداود
وسليمان عليهما السلام تسيطر على أوهامهم , وتتحكم يكل ما.
تعسل على تقويض دعائم شرائع ربانية ؛ ودول كبرى +
من دعاتهم ؛ حتى سجّل التاريخ عليهم قتل النبيين بغي حق *
واشتبكت السلالات اليهودية بأخلاق متكرة الفوها , وعادات
ملازمة لهم » وحتى صار ذم" الأجداد منهم يخاطب به الأحفاد كأنهم
فاذا ذاكرت في الناس خصال : الحسد والحقد ؛ والمكر والدس” ,
والوقيعة بين الناس ؛ والحيلة , والجين ؛ والبخل والشره والطمع»
وسائر الرذائل , تمثلت في مغيلتهم رجلا يهودياً نسجت أخلاقه في
مجتمع من مجتمعات اليهود المفلقة +
يهود وجوييم :
وما زال اليهود منذ آلاف السنين يقسمون الناس الى قسمين :
يهود وجوييم ٠ أي : أمم , والنسبة الى الأمم في اللغفة العربية
( أمّي ) والأمم غير اليهودية عندهم بهائم وأنجاس وكفرة , وهم
يعتقدون أن الله متحهم الصورة البشرية على سبيل الاستحقاق
الداتي لها , والتكريم لهم ٠ أما الجوييم : أي سائر الأمم غير اليهود
فقد خلقوا منطينة أخرىحيوانية؛ و نفوسهم نجسةشيطانية, وأزالله
خلقهم ليخدموا اليهود. ومنحهم الصورةالبشرية لا على سبيلالاستحقاق
الذاتي , ولكن ليأنس بذلك أسيادهم + ويسهل عليهم تسغيرهم +
اذ بغي هذا التشابه الصوري لا يسهل التفاهم بينالسادة المختارين»
والعبيد المحقرين , لذلك فهم بحسب عقيدتهم أصلاء في الانسانية +
وأطهار بحكم عنصرهم المستمد من عتصر الله » وأما غيي اليهود فهم
حيوانات و أنجاس في أصل عنصرهم ٠ بشر في صورتهم *
هكذا يعتقد اليهود !! لذلك فلا حرج عل اليهودي مع هذه
العقيدة المفتراة على الله أن يستحل البرقة , والكذب والغداع
والظلم والغش والريا , والقتل وهتك العرض ؛ وكل وسيلة
قبيحة خبيثة في معاملة الامم غير اليهودية ٠
كيف لا يفعلون ذلك وطبيعة التغاير العنصري في أصل التكوين
تقتضي ذلك بحسب عقيدتهم , فهم أبناء الله وأحباؤه أما الأمم
الأخرى فهم أعداء الل , وبما أنهم أعداء الل فان الل لا يعاقب أبناءه»
كانوا مكر هين أو مضطرين *
اذن فلا عجب أن نجد التاريخ يدمغ اليهود بكل النقائص
الخلقية في معاملة سائر الأمم *
ومن ذلك ما أثبته القرآن الكريم عليهم من هضمهم لحقوق
غيرهم . وأكلهم أموال الناس بالباطل , محتجين بأن شريعتهم تبيح
لهم ذلك في معاملة الأميين , أي المنتسبين الى غير اليهود , قال الله
تعالى في سورة ( آل عمران ) :
[ ومن أهل الكتاب من ان تأمّنه بقنطار يؤدّه اليك , ومنهم من
قالوا : ليس علينا في الأميين سبيل ! ويقولون على الله الكذب وهم
المقالة هم اليهود , فهم الذين يقولون : ليس علينا في الأميين سبيل +
أي ليس عليهم حرج في أن يسلبوا أموال غير اليهود من الأمم +
وأحبار اليهود يستدلون أمام جماهيرهم على هذه العقيدة بما ف
سلب
وفي مقدمة ما يحتجون به ما فعله مومى عليه السلام حينما وكز
سورة ( القصص ) بقوله تعالى :
المحسنين؛» ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ,. فوجد فيها
من شيعته على الذي من عدوه , فوكزه موسى فقضى عليه ؛ قال : هذا
نفسي فاغفر لي , فغففر له ١ انه هو الغفور الرحيم"» قال : رب"
فموسى عليه السلام لم يكن يقصد قتل الرجل , وانما أراد أن
يدفع أذى الفرعو ني عن الاسرائيلي بضربة تكفته عن الأذى , ولكن
من عمل الشيطان انه عدو" مضل" مبين » ثم أخذ يستففر الل مما
فليس في هذا حجّة لليهود بحال من الأحوال , ولكنها طريقتهم
المعروفة في التحريف واختلاق الأكاذيب على شريعة الله ء أما شريعة
الله الثابتة التي لم يدخلها تحريف ولا تبديل فقد أعلنتها نصوص
الاسلام , وقد بينت هذه النتصوص أن الناس سواء في الانسانية »
فالناس كلهم لآدم وآدم من تراب , ويقول الله تمالى في سورة
وقبائل لتعارفوا , ان" أكرمكم عند الله اتقاكم؟مع +
ومما يستندون اليه نصوص مفتراة على شريعة الل موجودة في
كتبهم التي يمتمدون عليها ٠+
والتلمود هو عبارة عن شروح وتفسيرات ومتقولات وضمها أحبار
يهود في عصور شتى ؛ كانوا يتبعون في وضمها الأهواء , ويقسّرون
فيها النصوص الأصلية تفسيرات محرفة ؛ يفيَرون فيها المراد +
« تتميز أرواح اليهود عن باقي أرواح البشر بأنها جزء من الله
يبذل جهده لمنع تسلط. ياقي الأمم في الأرض » وأن اليهودي معتبر
عند الل أكثر من الملائكة , وأن اليهودي جزء من الله ؛ فاذا ضرب
مي اسرائيلياً فكانه ضرب المزة الالهية , والفرق بين درجة
الانسان والحيوان هو بقدر الفرق بين اليهود وغير اليهود ٠ ٠
وأنه مصرح لليهودي أن يغش” غير اليهودي ويحلف له أيماناً
وبسبب مشكلة اليهود النفسية ونظراتهم الأثانية الشتيمة
تلاحظ أن تاريخ اليهود الجماعي مشحون بالأعمال المنحرفة عن
طريق الانساتية الفاضلة -
ولا اتغذت أعمالهم المنحرفة طايعها الجماعي المتتايع في أدوار
شتٌّى منالتاريخ ؛ عاقبهم الله بالتشريد والتشتيت فيمشارقالأرض
ومغاربها , قال الله تعالى في سورة ( الأعراف ) : [ وقطعتاهم في