المبحث الأول
الإبمان بالكتب الإطية
إن من حكمة الله عز وجل ورحمته بعباده أن بعث أنياء ورسلاً فداييهم
ودعوم إلى الخير ؛ وإقامة حجته على خلقه . وأنزل عليهم كباً ليوا للناس
ما أنزل إليهم من الهدى والنور, وما تتضمنه من أحكام الله عز وجل العادلة؛
ووصاياه النافعة؛ وأوامرة ونواهيه الكفيلة بإصلاح البشرية وإسعادها في الدنيا
والآخرة
وتمهيداً لموضوع دراستنا ( الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم
- عرض ونقد ) ؛ فإنه يجدر بنا أن ندرس بايجاز ثلاث مسائل مهمة لتتبين
موقف الإسلام من الكتب الإلية ؛ وهي :
١ - الإيمان بالكتب السماوية.
- وقوع التحريف والتبديل في الكتب السماوية السابقة على القرآن
الكرم
٠ - حكم قراءة المسلم في التوراة والأناجيل المحرّفة
المطلب الأول : الإيمان بالكتب الإهية السماوية
إن من أركان الإمان الستة الإيمان بالكتب التي أنزها الله عز وجل على
أنبيائه ورسله؛ وبأنما حق وصدق وهدى ونور وبيان وشفاء ورجمة للخلق
مجلة الجاممسة الإسلاميية العدد 1١١
والإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الكريم الذي تُرّل على محمد َه
التي أنزلت على موسى ي3؛ وصحف إبراهيم 35.!""
“إل صراط شيم )".
إيماناً مجملاً. يكون بالإقرار بها بالقلب واللسان. وأن منها ما فقد واندثر ومسها
8 لإقرار و وأن منها واندالر
ما خُرّف وغيِّر. وأنها منسوخة بالقرآن الكريم
وأما القرآن الكريم فنؤمن به زيمانً مفصلاً. يكون بالإقرار به بالقلب
)١( ورد أن
السماوية المعروفة بأسمائها قد أنزلت في شهر رمضان المبارك في حديث
وائلة رضي الله عنه أن النبي ث8 قال: ((أنرلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان؛
خلت من رمضات)). أخرجه الإمام أحمد ٠١7/4 + وابن عساكر
قال الفيشمي في المجمع 1877/١ : زواه أحمد والطيراني في الكبير والأوسط» وفيه عمران
بن داود القطان ؛ ضعفه بجى ووثقه ابن حبان » وقال أحمد : أرجو أن يكون صالح
قال الشيح الألباني: إستاده حسن» رجاله ثقات؛ وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً
نحوه أحرجه ابن عساكر. (انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة ٠١4/4 ح579١)+
() سورة البقرة » آية +71
الاسغار اللقدسة عند البهود وآثرها في نخرافهم للدكتور محمود عبد الرحن دج
يعود وأنه ناسخ لما قبله من الكتب السماوية» قالاللم
عل للا أي حأكماً عليد. وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام
الكتب السماوية إلأ ما أقره منها القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة!"".
المطلب الثاني : وقوع التحريف في الكتب السماوية السابقة
على القرآن الكريم
لقد تضافرت الأدلة والبراهين على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنججل
(3) انظر : شرح العقيدة الطحاوية ص 38 ؛ شرح لمعة الاعتقاد ص 85-7 لابن عثيمين»؛
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ص48 1١51-1
() سورة الأنعام ؛ آية 4١
(4) سورة المائدة آية 17-ف1 2
وقد أجمع المسلمون على وقوع التحريف في التوراة والإنجيل وغيرهما من
علماء المسلمين قد اختلفوا في مقدار التحريف فيها
فقال بعضهم : إن كثيرا نما في التوراة والإنجيل باطل ليس من كلام الله
وقال بعضهم: لم يحرف أحد شيئا من حروف الكتب وإنما حرفوا معانيها
وقال بعضهم: كانت توجد نسخ صحيحة للتوراة والإنجيل بقيت إلى عهد
النبي 34: ونسخ كثيرة محرفة.
بموافقتها لما في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.
وتحريف بالنقصان. وتحريف بتغير المعنى دون اللفظ. والشواهد على ذلك
والى جانب التحريف فإن هناك وسائل أخرى ذكرها القرآن الكريم لا تقل
خطورة في تأثيرها عن التحريف والتبديل» ومن هذه الوسائل'" ما يلي:
)١( اللتوسع انظر: مجموع الفتاوى ٠١6-٠١7/17 الجراب الصحيع ارخف لاد
7/د: 4/3 للإمام ابن تيمية؛ وهداية الخيارى ٠١6 لابن القيم» تفسير اين
١ فتح بلس
(؟) انظر : علاقة ١
اليهودية ض46-473 + د .محمد خليفة
الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم . للدكتور محمود عبد الرمن فدح
7 الإخفاء : قال تعال: ةراط بد -١
وقال تعالى: ب 6
الحَن وَهْمتَعْلمُونَ 5 ' » وقال تعالى 3 وِدَأعَد لتاقل :
'- إلباس الحق بالباطل : قال تعالى: اي سنا
(10) سورة آل عمران » آية 4-47 .
(4) سورة آل عمران ) آية 18 +
'- التعطيز ل والإنجيل وعدم إقامها
ص 0 وو ل الاين 2
'- الإمان يس تان والكفر بالبعض الآخر : قال تعالى: « ...
الأسفار المقدسة عند البهود وأثرها فى انحرافهم للدكتور محود عبد لوحن فدح
ا لتتمل وداج
نعل واي تك لماكب بوهم ول تناب ٠!)
وتوضح هذه الوسائل مجتمعة الطرق التي تحوّلت با الصوراة والإنججل
وغيرها من كتب إفية سماوية إلى كتب بشرية خطها رجال الدين من اليهود
والنصارى بأيديهم.
المطلب الثالث : حكم قراءة المسلم في التوراة والأناجيل المحرفة
بعد أن علمنا من المطلبين السابقين أن الكتب السماوية السابقة قد حرّفت
وبُذلت ونسخت بالقرآن الكريم ؛ فإن سؤالاً مهماً يتبادر إلى الذهن هو: ما
حكم إطلاع المسلم وقراءته الكتب المقدسة عند أهل الكتاب؟
)١( سورة آل عمران ؛ آية
00 نة الإسلام باليهودية ص49-47 د. محمد خليفة حسن
(4) سور آية ١
(5) سورة البقرة » آية 4ل
وبالرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بهذه المسألة نجد أدلة ظاهرها
- أما أدلة المبع من قراءة كتب أهل الكتاب فهي:
* عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب نه أتى النبي 88 بكتاب أصابه
أ برص كان اج معان لذبي )11
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤن العوراة
بالعبرانية و يفُسروفُا بالعربية لأهل الإسلام ؛ فقال رسول الله 45: (ر لا تصدقوا
أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا : (آمنا بالُوما أنزلإلينا وما أنزل إل إبراهيم
رين أحد منهم ونحنله مسلمون 6" الآية))!*؟
التهور » وهو الوقوع في الأمر بغير رويّة ؛ وقيل : التحيّر
د ص : 0 في غريب الحديث 143/5 لابن الأثير
(؟) أخرجه الإمام احمد 40/7© والدارمي 0115/1 واين أبي شبية
اغبي في اع 7
تي والحروي وغيرهما. (انظر: اللشكاة ح/ا11ء والإرواء 78/5
البر في جامع بيان العلم 87/7
.لأسيل دنه عند نهد ووهاي شو اقهوب للدكر عب داعي لحن شاب
” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يا معشر المسلمين. كيف تسألون
أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه 8 أَحْدَث الأخبار بالله تقرؤنه
الذي أنزل عليكما""
* وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لا تسألوا أهل الككاب.
- وأما أذلة جراز الإقلايع 'ع على كتب أهل الكتاب فمنها:
وقال تعالى: ل
178 سورة البقرة » آية )١(
حه البخاري (انظر: فتح الباري 0)341/5 واين عبد اليم في جامع بيات العلم
جه ابن عبد البو في جامع بيان العلم ؟/41, وقال الحافظ ابن حجر : أخرجة
عبدالرزاق من طريق حريث بن ظهير فذكره ؛ وأخرجه سفيان التوري من هذا الوجة +
ن كثر 444/7).
(انظر: تفسير
(©) صورة يوتس +
() صورة الرعد » آية 83