لا الجزء الأول
على بعض طلبته الذين أخذوا عنه في فترة الدراسة في جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية بالمملكة العربية السعودية؛ كلية أصول الدين.
وهذا ما شجعنا على الاجتهاد في إخراجه ونشره؛ وقد قمنا بخدمته في عدة
أمور تظهر في مقدمة التحقيق ؛ فيما يلي.
© وبيانًا للحق وتحدثا بنعمة الله عز وجل نقول
فهذا لا يقبله عاقل ؛ ولا عارف بحال الكتب؛ ولكن لا يفوت اللبيب أنه لا يخلو
نسعى في إصلاح ما تبين لنا من الخطأ ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
انيًا: إذا كان هناك شيء من الأخطاء الواقعة في مطبوعاتنا أو بعضها فالقول
الأول: أن معظم هذه الكتب هي تفريغ لشرائط دروس وشروح لفضيلة
السادة العلماء خاصة منهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
المقدمة
ولا شك أن هذا مقام يحدث فيه كثير من الخطإ سواء في أن يسمع الإنسان
كلمة ربما تكون غريبة عليه أو هي معروفة في بلد دون بلد ونحو ذلك؛ أو أن
حالة الأشرطة- وهذا كثير- تكون رديثة وغير واضحة؛ فيخرج الكلام للمستمع
بصورة فيها شيء من اللبس الذي قد يوقع في خطاء أو يكون المتكلم لا يتحرى في
كلامه -أحيانًا- بعض القواعد النحوية؛ أو ضبط الكلام بصورة تتناسب مع
الناسخ أو المراجع في ضبط تلك الكلمات فلا شك أن هذا عمل يتفاوت من
أخرى سيرى هو قبل غيره أنه كان يمكن أن يكون في صورة أفضل من ذلك؛ وهذا
معروف مشهور عن الأفاضل.
الصفح والعفو عن الخط والزلل.
أو شرعية أو أخلاقية؛ يزعمون أنهم وقفوا على أخطاء وأخطاء؛ وأنهم صؤَّبوا
الأخطاء المزعومة لنقوم بتصحيحها وتصويبها إن كانوا يريدون الحق والصواب»
( ٠_|ا الجزء الأول
فتقول هم خلاصة المقال: إن كان ما تقولون حقًا؛ فيكفينا السبق؛ ونرجو أجر
المخطئ والعفوعنه.
هذا ولا يخفى أن كثيرًا من هؤلاء المعتدين على الدار وعلى ما تصدره من
مطبوعات تكلفها الكثير من الأموال ثم يأخذونها هم دون جهد ولا تعب ولا
ومنافسة على حظهاء؛ وإنما كثير منهم يريد أن ينال من تلك الدار لما لها من خط
علمي ومنهجي سلفي نحمد الله على التوفيق إليه ونسأله الثبات عليه وقد كانت
إصدارات دار البصيرة خاصة كتب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى؛ هي
المتداولة المعروفة في محلته وبلدته؛ وكانت تلاقي استحسان الشيخ رحمه الله في
دار البصيرة الدار الوحيدة في مصر التي لها حق في نشر مؤلفات الشيخ رحمه الله»
حتى أنه في بعض السنوات قامت إحدى الدار بطباعة كتاب للشيخ رحمه الله لم
تطبعه دار البصيرة؛ فكان السؤال من طلبة الشيخ للدار كيف تركتم غيركم
وهذا ولله الحمد لم يأت من فراغ إنما كان كما سبق من حرص الدار على
خدمة كتب العلماء السلفيين رحم الله ميتهم وحفظ أحياءهم؛ وجودة طباعة
الدار وغير ذلك من الأسباب.
دارالبصيرة
سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له ؛ ومن يُضلل فلا هادي له.
بين يديك أخي المسلم؛ سفر جليل» وكتاب قيِّم؛ لشيخ جليل؛
وعالم نحرير؛ وأصولي مدقق؛ هو العلامة محسد بن صاخ العثيمين رحمد الله
وهذا الكتاب ١ فقه» يطبع لأول مرة؛ بعد أن كان في طي المخطوطات؛
وطابور المتأخرات من تآليف الشيخ رحمه الله تعالى.
كتب ومصنفات فيه ؛ وهو الفقه وأحكامه؛ إلا أن هذا الكتاب يتميز بخاصة ليست
في غيره؛ فإن الشيخ رحمه الله في كلامه وكتبه خلاف هذا الكتاب إنما يتكلم عن
الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئّ؛ فقد جمعه الشيخ رحمه الله بنفسه؛
فهو يعبر في الحقيقة عن مذهب الشيخ رحمه الله واختياراته في المسائل الفقهية
ويبين مدى موافقته للصواب وتحريه للحق؛ سواء وافق ذلك المذهب الذي تعلمه
ردي
المقدمة
وتربّى عليه؛ أم خالفه؛ متحريا أيضًا صحة النقل والأثر؛ ودقة الفهم والنظر ما
استطاع لذلك سبيلا-
وقد كان الكتاب كما يظهر على أصله مقررًا للدراسة خلال أربع سنوات في
جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة السعودية؛ تحت عنوان (مذكرة فقه)؛ وهو
مقسم على أربع سنوات؛ كل سنة مقسمة إلى فصلين دراسيين» إلا السنة الرابعة
هجرية ؛ أي منذ أكثر من عشرين سنة.
صفحاته؛ قد احتوى على جزء كبير» أكثر من نصفه بخط يشبه تمامًّا خط الشيخ
هناك توقيع لأحد طلبته في نهاية بعض المواضع» فالله أعلم؛ ثم أتم بعض طلبته
المخطوط ؛ والذي سنورد منه بعض الصفحات التي تبين ذلك وتوضحه وتؤكده.
هذا؛ وقد دفع إليّ أخونا الشيخ مصطفى أمين حفظه الله ؛ صاحب دار البصيرة
وطلبته؛ وطلب مني القيام عليها وخدمتهاء بالنسخ والمراجعة والتحقيق؛ حتى
تخرج في أحسن صورة ممكنة؛ تليق بالشيخ رحمه الله وعلمه؛ وتليق بالكتاب
وها نحن أخي المسلم نتناول هذا الكتاب خلال ما يزيد على عام كامل ؛ بين
نسخ لمخطوطه؛ وتصويب ما وقع فيه من سبق قلم ؛ أو رسم مخالف لما هو مشهور
| الجزء الأول
من قواعد الإملاء؛ أو تصحيح ما خالف بعض قواعد النحو؛ كحذف حرف علة
من مجزوم؛ ونحوه؛ من أنواع التصرفات الواجبة في مثل هذا المقام.
ولا شك أن التنبيه على ما كان في الأصل وبيان صوابه في الحاشية في مثل هذه
دون التنبيه.
© ولما كان الكتاب قد وضعه الشيخ رحمه الله منذ أكثر من عشرين سنة؛
فقد قمنا بمقارنة ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب مع ما ذهب إليه في
كتابه الكبير الحافل (الشرح الممتع على زاد المستقنع)؛ خاصة وأنه من آخر ما
فيه ما يرجحه من المسائل الفقهية؛ وقد أثبتنا منه بعض
التعليقات؛ والمواضع؛ وذلك لعدة أغراض منها منها: الوقوف على مواضع التوافق
بين الكتابين؛ أو الوقوف على مواضع المفارقة بين الكتابين؛ وهل رجع الشيخ عن
بعض المسائل أو تغيّر فيها قوله بعض الشيء؛ أو الوقوف على إضافة يحتاجها
الكتاب أو القارئ من زيادة تفصيل وتفريع في بعض المسائل والمواضع التي ربما
تكون قد أجملت في كتابنا وقام الشيخ رحمه الله بتفصيلها في الشرح الممتع.
© هذا وقد أضفنا إلى ذلك فائدة أخرى؛ وهي ذكر مواضع من كلام شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاواه وغيره؛ أشار إليها الشيخ ان عثيمين
عليه من كلام ث شيخ الإسلام كاملا أو منظمه مما يحقق الفرض منه في حاشية
الكريم الأمر بين يديه ؛ ونغنيه عن البحث عنه للنظر فيه. وإن كان الغالب أن نورد
ولا ينقطع سياقه؛ ثم الإحالة عليه عند ورود مسائله ؛ الواحدة تلو الأخرى.
«* هذا مع القيام بتخريج أحاديث الكتاب: من الصحيحين وغيرهما من
حاله عند أهل العلم بالحديث؛ وقد عانينا بعض المشقة في ذلك بسبب عدم التزام
الشيخ رحمه الله بألفاظ الحديث تمامًا كما جاءت في كتب الحديث؛ وإنما الغالب
عليه ذكرها بالمعنى؛ وقد كنت عزمت أن أورد كل حديث بلفظه الوارد في
الكتب؛ أو تصحيح متن الكتاب على ذلك؛ ثم انصرفت عنه لطول جهده؛
ولعدم إطالة الكتاب؛ أكثر مما ينبغي ؛ وللمحافظة على نص كلام الشيخ رحمه الله
قدر الاستطاعة. والله المستعان.
عند الشيخين البخاري ومسلم رحمهما الله؛ مع باقي المصادر الأخرى من الكتب
الستة ومسند أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي وغيرها؛ بما يحقق عدة فوائد.
* وما كان في أحدهما دون الآخر فقد صدرنا بقولنا: (صحيح) مع بيان
موضعه عند صاحبه؛ مع باقي المصادر الأخرى أيضًا من الكتب الستة والمسند
*وما لم نقف عليه فيهما فقد بينا موضعه من السنن الأربعة والمسند وغيرها
من المصنفاتء مع ذكر ما وقفنا عليه من كلام من سبق من أهل العلم» كالحافظ
ابن حجر وغيره ؛ وكلام العلامة الألباني رحمه الله من اللاحقين في الحديث وبيان
حاله من الصحة والضعف؛ أو الحسن. مع تصدير الكلام على الحديث بما يتناسب
مع ما فيه من الكلام في حاله. وربما نتوقف عن التصدير بحال الحديث والاكتفاء بم
* هذا وقد أوردنا في بعض المواضع كلام الترمذي رحمه الله وغيره؛ من أهل
العلم في الكلام على الحديث وطرقه وعلله؛ وكذلك على ما فيه من فقه وبيان
مذاهب أهل العلم فيه ؛ من باب زيادة الفائدة.
شيء ليس بالكثير والحمد لله؛ ولكن لا يخلو الأمر من الإشارة إلى بعض ذلك من
خلال تضعيف حديث اعتمد عليه الشيخ رحمه الله في بعض المسائل؛ أو الإشارة
لبعض المواضع أو المؤلفات لعلماء آخرين فيها خلاف ما ذهب إليه الشيخ رحمه
الله والدعوة إلى النظر فيها. وكذلك في نقل كلام الترمذي وغيره حيث يكون فيه
كثير من الفوائد في هذا الباب.
الأول: سبق الإشارة إلى أن الكتاب وقع في أصله بعض الأخطاء اللفظية أو
من جودة وقلة أخطاء.
الثاني أن النسخة التي عملنا من خلالبا هي نسخة مصورة عن النسخة
وبعضها من خلال مكتبة القصيم ببريدة- كما يظهر في صور المخطوط-؛ ونتيجة
الله وحمده