وعد
فكان من فضل الله عز وجل على بعض البلاد أن عزّزها بعلماء ربانيين
أحيا الله بهم الأرض بعد موتها ؛ وأقى على أيديهم بقلوب كثير من العباد بعد
إدبارها » وبين بهم الحقائق بعد خفائها ؛ فأعادوا دعوة التوحيد إلى بلادهم
تصبح عند كثير من الدهماء حقائق ؛ وبذلوا جهدًا مشكورًا في نشر الكتب
التي تدعو إلى التوحيد المورث للجنان ؛ وتحذر من الشرك المُقحم في النيران
وكان من هذه البلاد المُنعم عليها المملكة العربية السعودية أرض الحرمين
الشريفين ومهد إسماعيل ولد الخليل عليهما السلام ؛ ومهبط الوحي على خاتم
الرسل محمد ته ؛ هذه البلدة أيدها الله سبحانه وتعالى بعددٍ من أهل العلم
الذين حملوا لواء الدعوة إلى التوحيد وفرغوا جهدهم وحياتهم لنصرته ونصرة
أهله ؛ ليس في بلادهم فحسب بل في كثير من بقاع الأرض ؛ وكان من
تسهيل الله سبحانه وتعالى لهم أن وفق حكومتهم لمساعدتهم في هذا الجانب
ومد يد العون لهم في هذا لمجال ؛ في الوقت الذي تحارب فيه حكومات
أخرى دعوة التوحيد وتشن الغارات على أهلها وتُسخر للتصوف الممقوت
أجهزة إعلامها .
فبفضل الله تعالى ثم بفضل هؤلاء الدعاة من أهل العلم ومساعدة
حكومتهم لهم في هذا لمجال ازداد النفع كثيرًا ؛ واننشرت دعوة التوحيد ؛
وصفاها وغسل عنها أدران الشرك وطهرها فالحمد لله رب العالمين .
وحذروهم منها وكشفوا للناس الغطاء الذي تغطى به الملحدون ؛ وهتكوا
فقام فريق من أهل العلم خير قيام لرد الأمور إلى حقائقها » واستنباط
أحكامها وبيان وجهها من كتاب الله وسنة رسول الله تَكثَ ؛ فجزاهم الله
* وفي الحقيقة إن هذا ليس من باب الفضل ؛ بل هو من لوازم
الشكر ؛ فكلما أنعم الله على عبدٍ نعمة لزمه مزيد من الشكر لهذه النعمة +
موسى إلي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ثم قال له : ( فخذ
ما آتيتك وكن من الشاكرين » وقال سبحانه لمريم عليها السلام : يا هيم
إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين # ثم قال تعالى :
المعنى كثيرة » فأي نعمة أكبر من نعمة الإيمان والتوحيد » فكان لرامًا أن
ويتعاونون على العمل به وامتثال ما أمر واجتئاب ما نى عنه وزجراء ومع
فبذلك يكونون من الربانيين ا قال تعالى : أ ولكن كونوا ربانيين بما كنم
سنة نبيهم ع فقد قال عليه السلام : « نضر الله امرءًا ممع مقالتي فوعاها
نجى الله به أقوامًا ؛ ومع ذلك يطلع الدارس على أقوال أصحاب رسول الله
ب والتابعين لحم بإحسان وفقهاء الإسلام ؛ ثم يتجه المتجهون - بعد هذا
التحصيل من كتاب الله وسئة رسول الله عَلَهِ والاطلاع على أقوال أهل
العلم - كل إلى ثغره الذي يذب فيه عن الإسلام وأهله ؛ فمنهم من يتجه
لمكافحة الشرك الخبيث وأهله والبدع والخرافات ؛ ومنهم من بيث العلم با
ويمهد له تمهيدًا ؛ ومنهم من يكشف القناع الذي تقنع به المفسدون والرداء
الذي ارتداه المجرمون » ومنهم من يسوس الناس بكتاب ربهم وسنة :
ومنهم » ومنهم كل على ثغره يدعو لإخوانه بالتوفيق والسداد والهدى والرشاد
قصد السبيل +
وبين يدي الآن كتاب لأحد علماء جزيرة العرب - حفظها الله وسائر
بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء - تناول فيه رحمه الله تعالى بعض نوادي
الكفر » وبعض عافله في العالم وين خباياهم وسوء مقأصدهم وبغفضهم
للإسلام والمسلمين ؛ وفي الحقيقة إنني ما أعرف شخص العالم الفاضل
في المملكة السعودية » وسمعت عن جرأته وشجاعته في الصدع بالحق الذي
َ حسيبه - أجل من أن يقدم له مثلي » ولكن أمام إصرار أخي الشيخ أي
مصعب رياض الحقيل حفظه الله الذي تقوم مكتبته بنشر هذا الكتاب كتبت
الذي كتبت » وفي ثنايا هذا الكتاب الذي بين أيدينا مسائل تحتاج إلى تحرير
زائد ولست من أهل التحرير في هذا الباب .
وختامًا أسأل الله سبحانه أن يرحم مؤلفه رحمة واسعة ويسكنه فسيح
الجنان ؛ وينفع بكتابه الإسلام والمسلمين .
وصل الله على سيدا محمد وعلى آله وصحبه وسذ
كتيه
أبر عبد الله/ مصطفى العدوي
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ؛ ونعوذ بالله من شرور
له » وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله .
مسلمون 6 .
والأرحام إن الله كان عليكم رقيًا » .
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فورًا عظيمًا » .
أما بعد +
وسيلة آناء الليل وأطراف النهار ... ولن يرضوا عنّا أُبدًا حتى نتبع ملتهم
كما أخبر الله تعالى : «( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع
ملتهم » ( الآية ) وأعداؤنا كثيرون » وهم أربعة أنواع م بين الله لنا ذلك
في كتابه الكريم » وهم : اليهود والنصارى والمشركون والمنافقون ... وهم
يتلونون ويغيرون من أشكاهم وأسمائهم ورسومهم » لكنهم لا يخرجون عن
هؤلاء الأصناف الأربعة مهما غيّروا وبدلوا من أسماء ورسوم » فالأصل
واحد ..
وأما المؤلف فهو أحد علماء المسلمين الأفذاذ الذين جمعوا بين عمق العلم
الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وبين معرفة أحوال
الأمة الإسلامية وما فيها من تيارات هدّامة ومذاهب ضالة مبتدعة وأفكار
منحرفة وافدة » وكذلك هو خبير بأحوال الأمم الكافرة وأسالييها الماكرة
ودسائسها الحبيثة في نشر إلحادها وكفرها وضلاها .
وبيان عوارها » ومن ثم تربية المسلمين على العقيدة الصحيحة والعبادة الحقة
والأخلاق الفاضلة والسلوك المستقم المأخوذ من الوحيين : الكتاب والسنة +
كا قال الله تعال : « وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين » .
الصحيحين
وقد قال الشاعر :
والشيخ العللامة شيخنا عبد الرحمن الدوسري من أولتك النفر الذين بذلوا
أنفسهم وأوقاتهم رخيصة في سبيل نشر العلم الشرعي النافع كتابة » وخطابة
وتدريسًا ا تشهد له تصانيفه في التفسير والفقه والحديث وغيرها بذلك .
وأيضًا بذل نفسه في جهاد الكافرين والمبتدعة والمنافقين وفضح أسرارهم
وهتك أستارهم ويّن خطرهم » وهذا من الجهاد المأمورين به م قال
تعالى : ل وجاهدهم به جهادًا كبيرًا # .
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل » وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما بأن
الرد على المبتدعة والصُلال من الجهاد الذي أمرنا به .
عديدة تزيد على الخمسة عشر عامًا وهو يُنذر على المنبر - والناس نائمون
أو شبه غافلين - يحذّر من العلمانيين والماسونيين والمبتدعة بأصنافهم
وأصحاب المذاهب الحدّامة بأنواعهم والكفار بجميع مللهم ..
وكلما تذكرت تلك المواقف والخطب والدروس وصدعه بالحق فيها
وتحذيره الناس من أنواع الفتن - تذكرت مواقف أئمة السلف من الصحابة
والتابعين ومواقف الإمام أحمد يوم الفتنة وغيرها ... ومواقف شيخ الإسلام
الدين + لم وبفتي ويُدرّس ويصنف ويرد على الكفار وعلى المبتدعة الال
وعلى من أخطاً من المجتهدين » ويجاهد التتر » ويأمر بالمعروف + ويبى عن
المنكر » وله سهم في كل مجال ... رحمه الله
وهكذا ينبغي أن نكون كا قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: ( خذ من
كل غنيمة بسهم ) وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق كم ذكر ابن القم في مقدمة
المدارج ... لا يتقيدون باسم ولا برسم »؛ إنما يدورون مع الكتاب والسنة
حيث دارا ؛ فهم مع أهل العلم ومع أهل الدعوة والأمر والنبي ومع أهل
الإنفاق والصدقة ومع أهل الجهاد » وهم ممن يقوم الليل ؛ ومن الذاكرين الله
كثيرًا على السنة لا البدعة وهم من أهل الأخلاق الحسنة ؛ وباختصار هم
من أهل الإسلام كله لا بعضه كا قال تعال : يل ادخلوا في السلم كافة »
أي في جميع شرائع الإسلام كا قال ابن كثير وغيره .
وهذا وصف الصحابة رضي الله عنهم .
يحيون ليلهم بطاعة ريم
بتلاوة وتضرع وسؤال
في الليل رهبان وعند لقائهم
لعدوهم من أشجع الشجمان
في لحظات يسيرة وأنا أكتب هذه المقدمة كما طلبها مني بعض الإخوة الكرام »
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل - ما قدم ولف وصتّف وخطب وحاضر
ودرس وعلّم ونصح وبذل وجاهد - في ميزان حسناته وأن يغفر لنا وله
الزلات والسيغات وأن يعظم لنا وله الأجر والثواب وأن يجمعنا في الفردوس
الأعلى إنه سميع جوادً كريم .
وصل الله على محمد وعلى آله وسلم
كتيه
العبد الفقير
أبو مصعب رياض بن عبد الرحمن الحقيل
عضو الدعوة والإرشاد المتعاون بالدمام
وإمام وخطيب جامع ابن حجر بالثقبة
بسم الله الرحمن الرحيم
نا مقدمة لآ
إن الحمد لله نحمدة ونستعينه ونستغفره © ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ورسوله .
مسلمون 4 .
ليا أءا الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها
والأرحام إِنّ الله كان عليكم رقياً .
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً » .
أمّا بعد :
فبين يدينا كتاب لأحد علماء المسلمين الذين كانت لهم سابقة فى معرفة
أعداء الإسلام من الماسونيين والعلمانيين كشف فيه مخططاتهم وزيف فيه
آراءهم وأقوالهم فنقدم هذا الكتاب للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله
سائلين الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين .
الناشر
3 البرد 5
لا أريد في هذا الموقع أن أنصدّى لتاريخ اليهود بكامله ؛ فقد عَالَحتُ
السلام أو من غير أصوله » أو كانوا ممن َب بهم مومى عليه السلام البحر
كفر بنبوة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام » ونهج النهُج
العاكس .. ثم تطوّرت هذه الديانة فيما بعد وأصبحث تقوم على الدّنّ
والحقد والكراهية لبني البشر ممن سواهم .
عليهما السلام - فإن تلك الدولة لم تكن إلا عابرة في جزء بسيط من أرض
فسطين حلهم حال أي تجمّعم يغلب على جزءٍ من الأرض ثم تدرسه
السنون . ودعواهم بحقهم في أرض فلَسطين هي دعوى ساقطة تماماً من عدّة
وجوه وتؤراتهم تشهد على ذلك :
- فَفلسطين كانت أرضاً عربية لأبناء كنعان العرب قبل أن يُخلقَ
إيراهم ويعقوب وداوود وسليمان وموسى عليهم السلام » وتوراتهم تُقِرٌ بذلك
عندها وصفتها بأرض كنعان » وإلى ذلك أشار المؤرخ اليوناني ١ هيرودوت +
و من المؤرخين الثقات قبل المسيح وبعده .. حين فرروا أن فلسطين
كلاجثين إلى جوار شكم ١ نابلس » بحوالي - حاسنة - والكُشوف