وإيماناً مني بهذه الأهمية والأصالة لتحقيق نصوص السنة وعلومهاء اتجهيت
بعد الاستخارة. إلى تحقيق ما تيسر لي من هذا الكتاب؛ مع التعليق عليه
لها في الآني:
١ - إن هذا من شروح أحد الكتب الستة المشهورة. الني هي : الصحيحان
حيث إن كل المطبوع بين أيدينا رغم فائدته الكبرى - مصحح فقط
غير المختصّين» وكيراً مايضن الطابعون لتلك الشروح بذكر النسخة
أوالسخ الخطية التي اعتُمدَتُ في الطبع حتى يمكننا تحديد درجة الوثوق
بتلك الطبعة؛ ومراجعة أصلها عند الحاجة.
- إن مؤلف هذا الشرح معدود من حفاظ الحديث الذين يعول عليهم؛ كما
سيأتي في التعريف به» وقد صار كثير من آرائه التي أودعها في شرحه
مقدمته الثانية لهذا الشرح من المسائل والقواعد المتعلقة بمصطلح الحديث
وقواعده عند الترمذي وعند غيره؛ ويمكن التحقق من ذلك بمراجعة تلك
المقدمة مع تعليقي عليها.
© إن هذا الشرح يمثل في عمومه راس حلقة من حلقات شروح الترمذي
بين من تقدم وبين من تأخر من شراحه؛ كما سيأنٍ تفصيله؛ وتلك الحلقة
فلعل تحقيق ونشر ما وُجد من هذا الشرح ينبه أذهان المختصين بعلوم
السنة؛ والغيورين عليها إلى الشروع في تحقيق الموجود من تلك الحلقة؛
وإلى البحث الدائب عن المفقود منهاء ثم إحياء ما يوجد؛ بالتحقيق
وأيضاً فإن تحقيق هذا الشرح ونشره يبين عملياً الفارق العلمي الكبير بين
تحقيقن نصوص الشروح» وبين تصحيحها فقط دون توثيق أو تعليق.
وصلتي بهذا الشرح لابن سيد الناس. وبتكملته للحافظ زين الدين
العراقي (ت 809ه) وما يتعلق بها من بحوث؛ كل ذلك يرجع إلى أزيد
بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.. في موضوع (الحافظ العراقي وأثره
في علوم السنة)؛ فقد وقفت حينذاك على مجلد وحيد بدار الكتب المصرية
قرأت المجلد بأكمله» كما أن ظروف حرب مصر مع إسرائيل آنذاك قد
عدوان مفاجىء؛ وتُْع الاطلاع عليها لأجل غير مسمى» فاضطررت
خلال فترة الإنذار بالمنع إلى نسخ معظم هذا المجلد بيدي. واستكمال
نسخ الباقي بواسطة بعض إخواني الأفاضل» مع مراجعتي؛ وقد كان
ذلك مما نبهني إلى قيمة تكملة العراقي هذه بالنسبة إلى المتداول من
شروح الترمذي حالياً؛ ونبهني أيضاً إلى ضرورة البحث عن أول الشرح
الذي أنجزه ابن سيد الناس» قبل تكملة العراقي» وكذا البحث عن
باقي المجلدات الني لا توجد في القاهرة من تكملة العراقي -
وقد تبين لي بالبحث في فهارس المخطوطات أن أكبر قدر من نُسخ هذا
الشرح لابن سيد الناس» وتكملته للعراقي موجود في مكتبات تركيا والمكتبة
المحمودية بالمديئة المنورة؛ وبمعونة صادقة من بعض زملاثي الذي كان يعمل
بالسعودية. حصلت على صورة ميكروفيلمية للموجود بالمكتبة المحمودية؛
)١( مخطوط بدار الكتب المصرية برقم (1604) حديث.
وكذلك حصلت على صورة مماثلة للموجودبتركيا بمعونة كريمة من أحد الأساتذة
الذي التقيت به في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية» وأسأل الله تعال
له الرحمة الواسعة
وبقراءتي لمعظم الموجود في شرح ابن سيد الناس هذاء ولعدة مجلدات من
تكملة العراقي» لمست أهميتهماء مع أنهما غير كاملين. ووجدت أن غيرهما من
شروح الترمذي» السابق منها واللاحق حتى الآن» لا يغني عنيا.
ومن هنا اتجهت بعد الفراغ من مرحلة (الدكتوراه) إلى مواصلة العمل في
تحقيق ونشر الموجود من هذا الشرح وتكملته للعراقي .
وأحمد الله تعالى على توفيقي لذلك رغم تعدد الصوارف الضرورية -
قليل مث وحققته تمهيدا لنشره بعد هذا القسم في أقرب وقت بإذن الله .
والله الموفق.
زيف
خطة الدراسة والتحقيق والتعليق
هذا وقد جعلت خطة إخراج هذا القسم من شرح ابن سيد الناس»؛ بعد
القسم الأول: دراسة عن المؤلف وعن الكتاب وتشمل:
١ - التعريف بالمؤلف.
- دراسة الكتاب.
١ - بيان عملي في تحقيق الكتاب والتعليق عليه.
ثم الفهارس الفنية الي نر الاستفادة من الكتاب.
وما كان الفهرس التفصيلي لموضوعات أصل الكتاب والتعليق عليه
هوالفتاح لكل مشتملاتها» والوسيلة الُْسرة للوصول إلى صغير المحتويات
وكبيرها؛ لذاء فإني عُتِيتٌ بإنشاء عناوين هذا الفهرس وتفصيله؛ حتى إن
القارىء له يكاد يحصل على ختصر لأصل الكتاب والتعليق عليه.
وقد دعاني إلى ذلك أن التقسيم الموضوعي لأصل الكتاب مجمل جداًء
الباب المتعلق بموضوعه ليحصل على مطلوبه.
وفي التعريف بالمؤلف»ء لم أشأ التوسع في دراسة شخصيته من غتلف
جوانبها؛ لأن ذلك لس مقصودي الأصليء وفي نفس الوقت لم أجعلها ترجمة
تقليدية قاصرةء بل خَرَضْتُ مع الإيجاز على بيان العناصر المتكاملة لشخصيته
العلمية ومكانتهاء مع إبراز الجانب الحديثي الذي غلب عليه وعُرف به؛ وظهر
لله تعالى لتحقيق هذا القسم منه؛ مع التعليق عليه.
جمع له بين مسؤولية الأاب» وبين الأستاذية له.
ثم غَرلْتُ بشيوخه بإجمال عام لتوضيح كثرتهم» وبيان مظاهر تأثيرهم
العام على تكوينه الحديثي؛ ونتاجه العلبي» وأتبعته بتعريف موجز بشخصين
وبتموذّجين منهم بالتحديد؛ وبيان تأثير المؤلف فيهم» ثم غَرفتُ بما و
من مؤلفاته؛ مع بيان المخطوط منها والمطبوع» أو المتضمن في غيره؛ أو السوب
أما الدراسة عن الكتاب فتشمل الآني:
- إثبات نسبته إلى المؤلف» وإسناده إليه.
* تحقيق القول فيا أنجزه المؤلف من هذا الشرح» وبيان الموجود منه حاليا .
؛ مكانة الكتاب بين أهم شروح الترمذي.
- منبج المؤلف في الشرح؛ وموازنته جملا بمناهج أهم الشروح لجامع
- أثر الكتاب فيا بعده من شروح جامع الترمذي وغيره.
8 - أما عملي في تحقيق الكتاب والتعليق عليه؛ فبينت فيه الآني:
زا التعريف بنسخ الكتاب الخطية؛ وبيان المعتمد عليه منها.
(ب) خطوات تحقيق النص والتعليق عليه.
(د) عمل الفهارس الفنا
طول افتقاده وقدمتُ به نموذجاً لتحقيق شروح كتب السنة تحقيقاً علمياً لاثقًء
يجعل ثمارها دانية لطلابهاء إن شاء الله.
القسم الأول
أولاً: التعريف بالمؤلف.
التعريف بالمؤلف
اتفقت مصادر ترجة المؤلف على اسمه وسياق نسبه. وأطول نسب له»
محمدبن أحمدبن عبدالله بن محمد بن يحيى بن محمد بن أبي القاسم بن
محمد بن عبد الله بن عبد العزيزبن سيد الناس» بن أبي الوليد بن منذربن
عبد الجبار بن سليمان!".
)١( الدرر الكامنة لابن حجر 730/4» ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي /350 والوافي
بالوفيات للصفدي 784/1١ وفوات الوفيات لابن شاكر 187/7 والبداية والنهاية
لابن كشير 147/14 وفيات سنة 774اهء طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين
ابن السبكي 168/4 ولابن قاضي شهبة 340/7 ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني
إنها نسبة إلى ربيعة بن نزار وقلما يستعمل ذلك؛ لأن ربيعة بن نزار شعب
إلى ربيعة الأزد؛ وغير ذلك / انظر الأنساب للسمعاني
14-0 أصل وهامش» وفي الوافي قال : (اليعمري الربعي) وأنظر المصادر السابقة.
باعتبار الموطن؛ فأصله من الأندلس» وبلدهم منها إشبيلية؛ فنسب إلى العام
بالقاهرة. حيث وُلِد المؤلف باا*». وقيل له (الشافعي) نسبة إلى مذهب الإمام
لقب المؤلف ب (فتح الدين). وله ألقاب أخرى علمية
ذكرها في
)١( بفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتهاء وسكون العين المهملة. وفتح الميم» وفي آخرها
الراء المهملة؛ نسبة إلى يُعمَر؛ وهوبطن من كنانة / الأنساب 814/17 وذكر السخاري
اليم أيضاً / فتح المفيث للسخاوي 76/1؛ وقال الشيخ زكريا الأنصاري: إنها نسبة
إلى يعمربن شداخ بفتح المعجمة وتشديد المهملة وآخره معجمة. من بني ليث / فتح
الباقي شرح الفية العراقي» المسماة بالتبصرة والتذكرة مع شرحها للعراقي 48/1
() عنوان الدراية للغبريني /741+ 2
(©) انظر الدرر الكامنة 330/4 وعنوان الدراية للغبريني /141 +
(8) الدرر الكامنة 730/4 وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2740/7
(ه) طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي 118/4 ولابن قاضي شهبة 340/7
وللإسنوي 510/7» وفتح المغيث للسخاري ١/ولا لال
(9. انظر عمدة القاري للعيني» كتاب الوضوء باب مايقع من النجاسات في السمن
*/54 والفية العراقي في المصطلح مع شرحها للعراقي؛ 48/١ وللسخاري
() الدرر الكامنة 770/4 والوافي بالوفيات 7848/١ 2096 وفوات الوفيات 781/7
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 34/7 وغيرها من مصادر الترجمة التي تقدمت.