هؤلاء العلماء الأفذاذ الإمام » الفقيه الأصولي + المفسر النحوي ؛ شمس
الدين » أبي عبد الله محمدبن أبي بكر بن أيوب بن سعد لزعي
بمؤلفاته وآراءه - . وهو تلميذ شيخ الإسلام » الإمام الحافظ الفقيه المجتهد
المفسر » تقي الدين » أبي الَّباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
الحرني ؛ ثم الدمشقي » المعروف بابن تيميّة (131 -4لاهه) ٠
القارئ ميقع ويشفي العلة . . وقد بلغت مؤلّمات شيخ الإسلام ابن
قيم الجوزية ما يقرب من )٠٠١ مؤلّفاً ما بين رسالة صغيرة » وبضع
والحديث النبوي الشريف فقد سعى والدي الشيخ عبد اله بن عمر (* 177
-1401ه) - رحمه الله تعالى - لجمع فقه هذا الإمام من مؤلفاته +
ومقارنتها بأقوال الأئمة الآخرين في كتاب سَمَّاه ١ الفقه اليم من كت ابن
القيم .
إن المحأمل لهذه الدراسة التي جمعها والدي - رحمة الله تعالى -
كثيرة تتعلّق بهذا المذهب » فهو لم يكتف بالوقوف على آراء ابن القيم في
المسائل التي تطرق إليها » بل كان يُراجع أقواله ويقارنها بأقوال شيخ
الإسلام ابن تيميَّة » وأقوال أئمَّة الذهب المتقدمين منهم والمتأخرين بل
حتى شيوخه المعاصرين » فأضاف بذلك روافد علمية أغنت الفقه الحنبلي
بالمزيد من الآراء النافعة .
وكان والدي - رحمه الله تعالى - يروم الانتهاء من جمع « فقه ابن
القيم » رغم كثرة أشغاله ؛ ومسئولياته الجسيمة . . ولكن الآمال عريضة +
والاجال قصيرة . . فتوفي الوالد - رحمه الله تعالى - ولم يكمل مشروعه
صالحة تبقى صدقة جارية تثقل ميزان الحسنات - بفضل الله ومن - .
ولم أشأ أن أثقل الكتاب بالحواشي والتخريجات فاكتفيت بمراجعة
الكتاب وتنقيحه وعمل فهارس علمية للكتاب .
وفي الختام أسأل الله تعالى التوفيق والسداد في القول والعمل ٠ وأن
يتقبل عملي هذا ويجعله في ميزان حسناتي فوم لا نفع مال ولا بثو * إلا
مَن أتى اللَهُ بقلب سي وأن يغفر لي ولوالديًولجميع المسلمين .
الدكتورعبد لمك به عبد اللوبه دهي
مكة المكرمة
فاق
مقدمةالمؤلف :
الذي قَنَُّ سن أرادبه خير في الدين » وأشهد أن محمد عبده ورسوله خانم
النبيين والمرسلين » صلى الله عليه وعلى آ له وصحبه والتابعين ؛ وسلم
أمَّا بعد : فإن أبا العباس شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم
ابن عبد السلام بن تيمية الحراني » عالم علامة ؛ فهو - بلا ريب بحر العلوم
العقلية والنقلية » قد بين حقيقة الشريعة المطهرة على الوجه الصحيح +
وذلك بالحجج والبراهين » ووضح عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة
والجماعة في توحيد العبادة » وفي توحيد الأسماء والصفات ؛ وفي القدّر
وفي الإمان . بين ذلك رحمه الله أوضح بيان » ورد على الفرق الضالة
من أهل الكلام » وغيرهم » كما أنه ب
ومالك » والشافعي ؛ وأحمد بن حنبل » وأقوال أصحابهم » وذكروا له من
المصنفات أكثر من ستة آلاف مجلد » وقال الذهبي : لعل فتاويه في الفنون
تبلغ ثلاثماثة مجلد » بل أكثر من ستة آلاف مجلد . وانتشر علمه وفتاويه
مذاهب الأئمة الأربعة أبي حنيفة
في مشارق الأرض ومغاربها » ولولا الله ثم صبره في محنته ؛ ونصره
لمعتقد السلف ؛ لطغت شبهات الخلف سيما في الأسماء والصفات »
حيث كان لشيخ الإسلام تلامذة من خيرة العلماء الأعلام و في مقدمتهم
وعلى راسهم الحقق نمس الدين أب عبد اللذة محاند بن أبي بكربن
أيوب بن سعد الررعي الدمشقي + المحدث الفقيه الشهير بابن قيم الجوزية ؛
علم شيخه وهذّبه ونقّحه ؛ فإن وفاة شيخ الإسلام كانت سنة ثمان وعشرين
في القرن الثامن الهجري ؛ ووفاة ابن القيم كانت سنة ثمان وعشرين من
القرن الثامن » ولما كان الموجود من علم هذين الإمامين في الفقه أكثره مفرقًا
في كتبهما غير مبوب ولا مرتب » ولم نعثر لهما على كتاب في الفقه مرتبًا
من أول كتاب الطهارة إلى كتاب الإقرار سوى شرح «عمدة الفقه» للموفق
ابن قدامة » فإن شيخ الإسلام ابن تيمية قد شرح هذا الكتاب شرح كاملاً »
ويوجد منه عدة أجزاء في بعض المكاتب دون بعض » غير أن هذا الكتاب
الجليل لم يطبع بعد » وسوى اختيارات شيخ الإسلام التي جمعها ابن
اللحام . وقد قام الأخ فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم +
ومساعده ابنه محمد بجمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية » فبلغت خمسة
وثلاثين مجلدً ؛ وذلك بتوجيه شيخنا العلاّمة مفتي الديار السعودية +
الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن ابن حسن بن
الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب فسح الله لنا بحياته وقد من الله
العالم الجليل شيخ الإسلام ابن قم يت الخال مالذكرنا فقئد ريت أن
أجمع فقه الإمام المحقق شمس الدين » محمد بن أبي بكر » الشهير بابن قيم
وهي : «تهذيب مختصر المنذري لسنن أبي داود» ثمانية أجزاء » «وزاد المعاد
في هدي خير العباد » في أربعة أجزاء » و«إعلام الموقعين» أربعة أجزاء ؛ و«
إغاثة اللهفان » جزءان .
فجمعت ما تيسر لي جمعه من كتبه وعزمت أن أبوب ذلك وأرتبه
مبتدثًا من كتاب الطهارة إلى كتاب الإقرار إن شاء الله ليكون ذلك أسهل
للباحئين والمراجعين » وجعلته مسائل مقدما في كل باب ما وجدت من شرح
أحاديث الأحكام من تهذييه لبعض أحاديث «مختصر سنن أبي داود»
7716-1 ه) للحافظ المنذري ( 0981 - 103 ه) » فإن ابن القيم
رحمه الله قد بسط الكلام على مواضع جليلة من أحاديث الأحكام وغيرها
التعصب والحمية وجعل سنة رسول الله تابعة لآراء الرجال منزلة علييها
مسبوقة إليها ؛ وهذا شأن كل عالم منصف فهو وإن انتسب إلى مذهب إمام "
من الأئمة الأربعة في الفروع فإنه يجب ألا يكون متعصبًا لأقواله ولا مقلدً له
يدون دليل وحيث كان للمحقق ابن القيم في غضون كتبه مسائل كثيرة
على أبواب الفقه » فيعسر على من أراد الببحث في مسألة فقهية مراجعة جميع
كتبه » وقد لاتكون كتبه بأجمعها موجودة لديه . وسميت ما جمعته ورتبثه
«الفقه القيم من كتب ابن القيم » وإن جمعي وترتيبي بفضل الله ورحمته»
ولا حول ولا قوة إلا بالل وإياه أسأل التوفيق والسداد » وصلى الله على خير
ين إلى يوم المعاد » وسلم تسليمًا كيرا .
العباد محمد وآله وصحبه والتاء
سحلاب
كتاب الطهارة
باب ما ينجس المياه
وفيه اثنى عشرة مسألة
كتاب الطهارة
باب ما ينجس المياه
وفيه اثنى عشرة مسألة
المسألة الأولى : إذا بلغ اماء قلتينَ ما حكمه وهل صح الحديث ؟
قال المحقق شمس الدين ابن القيم في «تهذيب مختصرسن
أبي داود» على قول الحافظ المنذري : باب ما يُتّجّس الماء » وذكر حديث
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما- قال : سئل النبي عه عن الماء ؛ وما
ينوبه من الدواب والسباع ؛ فقال نه : « إذا كان الماء قلتين لم يحمل
"الخبث» . قال ابن القيم رحمه الله ورواه الحاكم في «المستدرك» وقال :
عن محمد ابن جعفر بن الزبير » عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر » عن
الحميدي » عن أبي أسامة » حدثنا الوليد ؛ عن محمد بن عباد بن جعفر +
عن عبيد الله بن عبد الله » عن أبيه . فهذان وجهان . قال الدارقطني في
لما اختلف عن أبي أسامة اخترنا أن نعلم من أتى
بالصواب » فنظرنا في ذلك » فإذا شعيب بن أيوب قد روى عن أبي
هاتين الروايتين
يُحدّث به عن الوليد بن كثير ؛ عن محمد بن جعفر بن الزيير» ومرةً يحدث
به عن الوليد » عن محمد بن عباد بن جعفر . ورواه محمد بن إسحاق عن
محمد بن جعفر بن ا لزبير » عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر » عن أبيه ٠
ورواه جماعة عن ابن إسحاق » وكذلك رواه حماد بن سلمة ؛ عن عاصم
بن المنذر » عن عبيد الله بن عبد الله » عن أبيه . وفيه تقوية لحديث ابن
إسحاق . فهذه أربعة أوجه . ووجه خامس : محمد بن كثير الصيصي +
عن زائدة » عن ليث ؛ عن مجاهد ؛ عن ابن عمر قوله . قال البيهقي :
وهو الصواب ؛ يعني حديث مجاهد . ووجه سابع : بالشك في فلتين
ثلاث» ذكرها يزيد بن هارون » وكامل بن طلحة ؛ وإبراهيم بن الحجاج +
وهُذبة بن خالد » عن حماد بن سلمة » عن عاصم بن المنذر بن الزبير ©
قال: «دخلت مع عبيد الله بن عبد الله بن عمر بستانًا فيه مقراة ماء فيه جلد+
حجاج » قال ابن جريج : أخبرني لوط » عن ابن إسحاق » عن مجاهد +
وروى أبن أحمد ابن عدي من حديث القاسم العمري ؛ عن محمد بن
المنكدر » عن جابر قال: قال رسول الله قة : « إذا بلغ الماء أربعين قل ؛ لا
يحمل الخبث» . تفرد به القاسم العمري هكذا ؛ وهو ضعيف ؛ وقد نسب
إلى الغلط فيه » وقد ضف ا لقامنم » وأحما والبخاري » ويحبى بن
معين وغيرهم . قال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أيا
علي الحافظ يقول : حديث محمد بن المتكدر » عن جابر » عن النبي # :
« إذا بلغ الماء أربعين قُلة ؛ خطأ ؛ والصحيح عن محمد بن المنكدر ؛ عن عبد
الله بن عمرو ؛ قوله .
قلت : كذلك رواه عبد الرزاق : أخيرنا الوري » وَمَعْمَرٌ؛ عن
محمد بن المنكدر » عن عبد الله بن عمرو بن العاص + قوله . وروى ابن
لهيعة ؛ عن يزيد بن أبي حبيب » عن سليمان ؛ عن عبد الرحمن بن أبي
هريرة ؛ عن أبيه قال : * إذا كان الماء أربعين قُله ؛ لم يحمل خبئنًا » .
وخالفه غير واحد ؛ فرووه عن أبي هريرة » فقالوا : ٠ أربعين غريًا »©
ومنهم من قال : « دلو » قاله الدارقطني ٠
والاحتجاج بحديث القْلتين مبنيعلى ثبوت عدة مقامات :
الأول : صحة سنده . الثاني: ثبوت وصله » وأن إرساله غير قادح
فيه . الثالث : ثبوت رفعه » وأن من وقفه ليس بعلة . الرابع : أن الاضطراب
الساكس: أن قلال هجر متساوية المقدار » ليس فيها كبار وصغار . السابع:
أن القْلَّهُ مقدرة بقربتين حجا
المفهوم حجة . التاسج : أنه مقدم على العموم . العاشر : أنه مقدم على
القياس الجلي . الحادي عشر: أن المفهوم عام في سائر صور المسكوت عنه ٠
بن » وأن قرب الحجار لا تتفاوت . الثامن: أن