فإنهّ أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي
هدي محمد َي وشرّ الأمور محدثائهاء وكلَّ محدثة
وقفة قبل ضياع العمر
من أين نبدأ ونحن تريد أن نتكلم عن موضرع
الساحة وزادت معاناة الكثير بسبب هذا الداء العضال»
والموضوع قبل كل شيء يحتاج إلى قلبٍ واع وأذنٍ
بصدد الحديث عنهاء ويتفكر في أسبابها ويستخلص
من هذه الأسباب حلولاً مناسبة ليصل إلى المرفاً
الأمن قبل ضياع العمر. .
ولذلك. . فإنًا نريد أن نتكلم عن تلك الأشجار
التي انحنت وهاجمتها رياح الخريف فتساقطت
وبعضها الآخر الذي شارف على حافات الذبول
فتحتاج إلى من يسقيها الماء من الينابيع الصافية التي
تعيد إليها النضارة بيد حانية مشفقة» وحتى لا يبدو
الكلام غريباً فإننا تكلم عن أمر ملموس من واقع
العمر ولم يزلن بغير زواج فأصبحن كالأشجار
المنحنية وكالزهور الذابلة؛ وهذه القضية التي ثريد
الإسهاب فيها هي «قضية العنوسة» أو «تأخير الزواج
إلى سن كبيرة» ونحاول الإلمام بأكثر الأسباب شيوعاً
وأكثرها تأثيراً لعلنا نصل إلى حل لكثير من المشاكل
المعروضة وأسبابها الرئيسة؛ وقد قال النبي فية: «من
وتحذيراً من مغبة وعاقبة الأمر الذي تؤول إليه هذه
المشكلة المستعصية التي أخذ الكثيرون يساهمون في
وكنانستطب إذامرضنا
فصار هلاكنا يد الطيب
وقبل أن أشرع وأسترسل في ذكر الأسباب
المؤدية إلى تلك الفاجعة لا يفوتني أن أُذكّر الأخوات
اللاتي يعانين من هذه الآثار يأمر عظيم ومطلب مهم
الصبر من أشق الأمور على النفس في حال وقوع
المصائب فقد أجزل الله جل وعلا المثوبة لمن تحلى
ححا ل »4 ؛ وقال النبي كَية: (عجباً لأمر
إياكي أن تستطيلي زمان البلاء وتضجري مما
حل بك فالحق: «أن الزمان لا ينبت على حال كما
أصلاً واحداً على كل حال وهو تقوى الله عزّ وجل فإنه
جميع الأشياء تزول وتتغير والتقوى أصل السلامة
حارس لا ينام يأخذ باليد عند العثرة ويوافق عند
(1) ملم 1444
() صيد الخاطر لابن الجوزي ص 17١
طال ليل البلاء فلا بد أن ينجلي ولا بد لرياح الخريف
أن ترتحل ولا بدّ لغيوم الحزن أن تنقشع وتظهر شمس
ورب نازلة يضيق بها الفتى
أنه عندما كثرت هذه المشكلة بشكل ملفت
للنظر كان من الواجب التصدي لها. . وتذكير الناس
بالأمر الفطري الذي هو من قوام الحياة الهانئة وهو
الزواج. . الذي فيه الاستقرار والطمأنينة والحياة الأمنة
() سورة يوسف: الآية 3
ِتَكُرُونَ ©" فجمل الله المرأة مادى للرجل»
يأوي إليها بعد العناء والمشقة؛ وجعل بينهم الألفة
والمحبة والرأفة في ظل حياة شريفة هائئة. .
وقال النبي : «الدنيا متاع وخير متاعها
المرأة الصالحة»""" » فالزواج تلبية لنداء الفطرة التي
جعلها الله في قلوب عباده وسبباً في الاستقرار العائلي
وترابط وثيق بين الزوج والزوجة ليعين أحدهما الآخر
على تيسير سبل الراحة له. وهو موضوع حريٌ أن
بالأسباب التي تحول دون الوصول إلى هذه الغاية
النبيلة حتى تحذر هذه الأسباب ويتبه لها. . وتبذل
(1) سورة الروم: الآية 7١
() ملم ححا
الخطوات التي تمنع من الوقوع في العواقب
من أسباب العنوسة. .
أو تأخير الزواج إلى السن الحرجة