فهو لم يخلق نفسه؛ ولا يملك أن يتغلب على الموت» فالموت حق شئنا أم أبيناء
إذن فوجود الإنسان على هذا الكوكب الأرضي بدون رغبة منه» ويدعى إلى
ويمكثه أن يتجاهلهاء ولكن تجاهله لا يغير من الواقع شيا .
وعلى جواب هذه الأسئلة يتوقف تصور الحضارات ونشأتهاء وتطورهاء
وازدهارها وسقوطها. الفلاسفة في الشرق والغرب؛ والأديان كلها سماوية أو غير
الله جل وعلا هو خالق كل شيء.
الهدف من خلق الإنسان: عبادة الله سبحانه وتعالى .
والهدف من خلق الإنسان» هو عبادة الله سبحانه وتعالى وحده؛ قال الله
[الأنعام: 137] فلما كان الهدف من خلق البشر هو عبادة الله سبحانه وتعالى
سبحانه وتعالى» بل تفضل الله على عباده فأرسل إلى البشر كافة مبشرين ومنذرين
وكانت دعوة الرسل على مدار التاريخ البشر:
طاعة الناس لله باتباعهم الأنبياء والرسل:
وقد خلق الله سبحانه وتعالى البشرء وأرسل إليهم الأنبياء والرسل
ليعلموهم طريقة العبادة؛ ومن ثم أوجب على الأمم اتباع رسله وأنبيائه» ولذلك
نرى الأنبياء والرسل يطلبون من الأمم إطاعتهم +
وقال صالح عليه السلام : لطر لك عل أي © ما لل بلعم (9© >
وقال شعيب عليه السسلام : لي لك رَحْلُ أب ل تا أله لبعد 99>
إطاعة محمد كل
وقد رأينا من قبل أنه من طبيعة الرسالة الاتباع والإطاعة إطاعة كاملة للأنبياء
والرسل» ولقد أكد هذه الحقيقة القرآن الكريم لنبينا محمد قل مراراً وتكراراً»
وقال تعالى : مآ نكم الرلُ دوه تا تجنكم عند تْهماً [الحشر : ].
وهكذا اشترك محمد قَيِ مع سائر الأنبياء في وجوب الإطاعة لهم؛ ولكنه
قد قُدر له أن مجرى التاريخ في العالم بإخلاصه لله؛ وباتباع كتاب ربه؛
وسنة نبيه. وقد أمر رسول الله كَل بالهجرة إلى المديئة المنورة؛ وتبعه أصحابه
الميامين الذين هم منار الهدى؛ وبهم صان الله دينه ونشر رسالته.
وبهجرة رسول الله كَل تحولت يثرب إلى (المدينة المنورة)» فقد نزلت
وهذه مكرمة لا تدانيها ولا تقاربها أية مدينة في العالم» فهي مهاجَرٌ
رسوله؛ ومظهر دعائه؛ ومأوى حبيبه؛ ومثوى خاتم أنبيائه كَل.
كلامرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردَنُ يوم مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقد طلع لرسول الله كي جبل أحدء فقال: «هذا جبل يحبنا وتحبه؛ اللهم
إن إبراهيم حرم مكة؛ وأنا أحرم ما بين لابتيهاء!"".
+)١6 الموطاء رقم 7718 (المطبوع؛ الجامع )١(
وقال: «إنما المدينة كالكير تنفي خبثهاء ويتضع طيبهاء!".
وقد فتحت المدائن بالسيوف» وافتتحت المدينة بالقرآن.
الريف والخصب؟
فقال: وكيف لا أختاره؛ وما بالمدينة طريق إلا سلك عليها
رسول الله كي وجبريل عليه السلام ينزل عليه من عند رب العالمين في أقل
والمدينة المنورة هي أول بقعة شهدت تطبيق الأحكام الشرعية على كافة
شؤون الحياة؛ سواء ما كان يتعلق بالعبادات أم المعاملات؛ أم بالأخلاق
المدينة دار السئة ومركز تخريج الأئمة:
ومن مدرسة المدينة تخرج الفقهاء والمجتهدون. والساسة والمفكرون؛
وملؤوا أرجاء العالم» وهاجروا إليها للتبليغ والإرشادء وعلى الرغم من هجرة
الصحابة إلى الآفاق إما للغزو أو لنشر الإسلام وتثقيف المسلمين» فقد بقي عدد
كبير منهم في المدينة المنورة.
١ الموطاء رقم 7307 (المطبوع؛ الجامع .)١
() الموطاء رقم 7707 (المطبوع؛ الجامع 7).
(© ترتيب المدازك 64:1
مشاهير الصحابة في المديئة:
ولقد ذكر ابن حبان في كتابه اللطيف «مشاهير علماء الأمصارة: من مشاهير
الصحابة بالمدينة المنورة 187 صحابياً مشهوراً» وبمكة المكرمة 7+١ صحابياً
وإذا جمعنا مشاهيرهم من الشام ومصر واليمن وخراسان فيكون عددهم في
هذه البلدان بالمجموع 48 صحابياً مشهوراً حسبما ذكره ابن حبان في كتابه
وإذا نظرنا إلى التابعين الكبار المشهورين»؛ نجد المشاهير من التابعين
بالمدينة المنورة ١78 تابعياً. وبمكة المكرمة 8١ تابعياً؛ والبصرة 47 تابعياً؛ وبالكوفة
8 تابعياً؛ وبسائر الأمصار: الشام ومصر واليمن وخراسان ١١ تابعيا
وفي عصر أتباع التابعين نجد المشاهير من أتباع التابعين بالمدينة 177+
وبالبصرة »٠١7 وبالكوفة 00104
الإحصائية العلمية في ضوء كتابات ابن حبان رحمه الله تعطي للمدينة
المنورة سهم الأسد في مجال العلم والعلماء من عهد النبي َيه إلى المنتصف
الثاني من القرن الثاني +
في «الإحكام في أصول الأحكام» حيث قال:
«المكثرون من الصحابة رضي الله عنهم فيما روي عنهم من الفتيا:
- عمر بن الخطاب [المدينة].
٠ ابنه عبد الله [المدينة].
114 - ١67ص مشاهير علماء الأمصار )١(
؛ علي بن أبي طالب [المدينة؛ ما عدا الخمس سنوات الأخيرة تقريياً].
٠ عبد الله بن العباس [المديئة؛ مكة؛ الطائف].
+ عبد الله بن مسعود [المديئة؛ الكوفة].
١ زيد بن
فهم سبعة؛ يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر صخمٌ؛ وقد جمع
أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا عبد الله بن
عباس في عشرين كتاباء وأبو بكر المذكور أحد أئمة الإسلام في العلم
١ - أم سلمة أم المؤمئين.
؟ - أنس بن مالك.
© أبو سعيد الخدري.
9 - عثمان بن عفان.
+ عبد الله بن عمرو بن العاص.
١ عبد الله بن الزبيرء
- سعد بن أبي وقاص.
١ - جابر بن عبد الله.
١ - معاذ بن جبل.
فهم ثلاثة عشر فقط؛ يمكن أن يجمع من فتيا كل أمرئ منهم جزه صغير
طن ارين أي سفيان»
والباقون منهم رضي الله عنهم مقلون في الفتياء لا يروي الواحد منهم إلا
جميعهم جزء صغير فقط بعد التقصي والبحث!".
فإذا قرأنا ما كتبه ابن حبان في ضوء تفصيل ابن حزم نرى أنه رغم تفرّق
الصحابة في الأمصار بقي أربعة من السبعة بالمديئة من المكثرين من أصحاب
أعمارهم بالمدينة مثل: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس+؛
وعبد الله بن مسعود.
وبما أن حظ المدينة من أصحاب رسول الله كَةِ كان كبيراً؛ فقد كان له أثر في
إيجاد حركة علمية؛ وإخراج عدد كبير من التابعين الذين نشروا الشريعة وثبّتوا الدين.
مشاهير التابعين بالمدينة:
وكان من أبرز التابعين الذين كانوا قد تتلمذوا على الصحابة بالمدينة المنورة:
- القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (38 - 5١٠ه).
- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (77 - 44ه)ء
)١( الإحكام لابن حزم ص874. والعبارة ما بين المعكوفتين إضافة مني لبيان أماكن وجودهم.
٠-سليمان بن يسار الهلالي مولى أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها (74-٠٠٠ه).
- سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي (18 - 14ه).
٠-عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل الهذلي ٠00 -18ه).
1 - عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي 170 - 44ه).
لا - خارجة بن زيد بن ثابت 700 ١٠٠ه)ء
8 أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي المدني.
- سالم بن عبد الله بن عمر (0 - 105ه).
٠ عبيد الله بن عبد الله بن عمر (+ - 106ه).
١١ - عبد الله بن عمر بن ربيعة ٠١ - 84ه تقرياً).
١١ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (77 - 14ه).
هؤلاء بعض كبار التابعين من الفقهاء والمفتين بالمدينة المنورة في القرن
الأول والذين كانوا يشكلون مجالس علمية تسمى بالفقهاء الاثني عشرء أو
العشرة؛ أو الفقهاء السبعة» وهذه التسمية الأخيرة أكثر شهرة.
وقد ألف أحد تلامذة هؤلاء السبعة أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان القر:
المدني (14 - 176ه) ما سمي فيما بعد ذلك «كتاب السبعة؟؛ وقد روى عنه ابنه
عبد الرحمن بن أبي الزناد المتوفى سنة 174ه هذا الكتاب9".
ويحى بن سعيد؛ وأبي الزناد؛ وبكير بن عبد الله الأشج'
قال ابن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من الزهري
وكان أبوالزناد كاتب بني أمية!".
وكان فقيهاً صاحب كتاب.
كتاب السبعة؛ انظر تاريخ بغداد »730:1١ وتهذيب التهذيب 177:5
الميزان 414:7
الميزان 414:7
تهذيب التهذيب 107:0