البخاري
شيخ الإسلام» وإمام الحفاظ» أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن
مولده في شوال سنة أربع وتسعين وماثة؛ وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين»
وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي» ونشأ يتيماً؛ ورحل مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين»
بعد أن سمع مرويات بلده من محمد بِنْ سلام والمسندي ومحمد بن يوسف البيكندي»
وسمع ببلخ من مكي بن إبراهيم» وببغداد من عفان» وبمكة من المقرئ» وبالبصرة من أبي
عاصم والأنصاري» وبالكوفة من عبيد الله بن موسى» وبالشام من أبي المغيرة والفريابي؛
وبعسقلان من آدم؛ وبحمص من أبي اليمان؛ وبدمشق من أبي مسهر؛ شدا وصنّف وحدث
حدث عنه: الترمذي» ومحمد بن نصر المروزي الفقيه؛ وصالح بن محمد جزرة؛ ومطين؛
وابن خزيمة» وأبو قريش محمد بن جمعة» وابن صاعد» وابن أبي داود» وأبو عبد الله الفربري»
وأبو حامد بن الشرقي» ومنصور بن محمد البزدوي» وأبو عبد الله المحاملي» وخلق كثير .
عشرة سنة جعلت أصنّف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى .
وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من ألف رجل .
ومن مناقبه : قال وراقه أبوجعفر محمد بن أبي حاتم البخاري : سمعت حاشد بن إسماعيل
كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث» فقرأها كلها عن ظهر قلب؛ حتى جعلنا نحكم
وقال محمد بن خميرويه: سمعت البخاري يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح +
وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح .
وقال ابن خزيمة: ماتحت أدم السماء أعلم بالحديث من البخاري.
مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية رضي الله عنه .
المربري
المحدّث الثقة العالم» أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري»
راوي «الجامع الصحيح» عن أبي عبد الله البّخاري .
ولد الفربري سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
وقد سمع «اصحيح البخاري» من البخاري مرة في سنة ثمان وأربعين وماثتين؛ ومرة
أخرى سنة اثنتين وخمسين ومائتين:
أحمد بن عبد الله النعيمي» وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي؛ وإسماعيل بن حاجب
وكانت رحلة المستملي إلى الفربري في سنة أربع
منه في سنة خمس عشرة» وقال أبو زيد المروزي : رحلت إلى الفربري سنة ثمان عشرة.
وقال الكشميهني : سمعت منه بفربر «الصحيح» في ربيع الأول سنة عشرين .
مات الفربري لعشر بقين من شال سنة عشرين وثلاث مائة؛ وقد أشرف على التسعين.
ثلاث ماثة؛ وسماع ابن حمويه
المروزي الكشميهني .
محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الداعوني» ومحمد بن أحمد بن عاصم» وإسماعيل بن
محمد الصفار» وغيرهم .
حدّث عنه: أبو ذر الهروي» وأبو عثمان سعيد بن محمد البجيري» وأبو الخير محمد
ابن أبي عمران الصفار» وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي» وكرية المروزية المجاورة»
مات في يوم عرفة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة .
المستملي
بالأندلس» والحافظ أحمد بن محمد بن العباس البلخي ٠
وكان سماعه للصحيح في سنة أربع عشرة وثلاث مائة.
توفي سنة ست وسبعين وثلاث مائة.
ابن أعين؛ خطيب سرخسء الحم بتشديد اميم المضمومة نسبة إلى جده حمُويه؛ وقد أكثر
الحافظ ابن حجر رحمه الله من ذكر روايته في الفتح بهذا الوصف وقال في
بتحرير المشتبه : الحسوبي بالتتقيل أبومحمد عبدلله بن أحمد بن حمُّويه السرخسي راوي
الصحيح» ثم قال الحافظ : قلت: النسبة إلى حمٌويه بفتح أوله وضم اميم الثقيلة بإشباع ثم
سمع في سنة ست عشرة وثلاث مائة «الصحيح؟» عبدالله الفربري»؛ وسمع
«المسند الكبير» و«التفسير» لعبد بن حميد من إبراهيم بن خزيم الشاشي؛ وسمع «مسند
ابه: تبصير المنتبه
حدث عنه: الحافظ أبو ذر الهروي» والحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب»
ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي؛ وعلي بن عبدالله الهروي؛ ومحمد بن أحمد بن
مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين .
وقال أبو يعقوب القراب : توفي لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وثلاث
أبو ذرالهروي
الإمام الحافظ» عبد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن غفير » الأنصاري» المالكي» ابن
سمع أبا الفضل بن خميرويه؛ وبشر بن محمد المزني؛ وعدة بهراة» وأا محمد بن
حمويه بهراة» وزاهر بن أحمد بسرخسء وأبا إسحاق المستملي ببلخ؛ وأبا الهيثم
الكشميهني بمرو وببلخ أيضاً» وأبا بكر هلال بن محمد بن محمد وشيبان بن محمد الضبعي
وعبدالوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق + وأبا مسلم الكاتب بمصر.
روى عنه : ولده عيسى» وعلي بن محمد بن أبي الهول» وموسى بن عيسى الصقلي »
وعبد الله بن الحسن التنيسي» وأبو صالح النيسابوري المؤذن» وعلي بن بكار الصوري»
وأحمد بن محمد القزويني» وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي» وأبو الحسين بن
المهتدي بالله؛ وأبو الوليد الباجي» وعبد الله بن سعيد الشنتجالي؛ وعبدالحق بن هارون
السهمي» وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيشي » وأبو شاكر أحمد بن علي العثماني» وخلائق .
و : أبو بكر الخطيب » وأبو عمر بن عبد البر» وأحمد بن عبد القادر اليوسفي»
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني .
ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة تقرياً.
قال الخطيب: قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب؛ فحدث بهاء وحج وجاورء ثم تزوج في
العرب وسكن السروات؛ فكان يحيكل عام ويحدث ويرجع ؛ وكان ثقة ضابطاً ديناً.
وقال أبو علي بن سكرة: توفي في عقب شوال سنة أربع وثلاثين وأربع ماثة.
قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة أبي ذر : «قال الخطيب البغدادي قال أبو
الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبي بكر الباقلاني : لقد أخبرني أبوذر - وكان
إليها الحافظ أبو محمد الباجي» وقال ابن عساكر : هو من باجة القيروان.
ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربع مائة.
وحمل عن يونس بن عبدالله القاضي» ومكي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل+
وأبي بكر محمد بن الحسن بن عبدالوارث» وارتحل سنة ست وعشرين فح ج وجاور ثلاثة
أعوام ملازماً لأبي ذر الحافظ» وكان يسافر معه إلى سراة بني شبابة ويخدمه.
ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران» وسمع أبا القاسم بن الطبيزء
وعلي بن موسى السمسار» والسكن بن جميع الصيداوي» وأبا طالب عمر بن إبراهيم
الزهري» وأبا طالب بن غيلان» وأبا القاسم عبيدالله الأزهري» ومحمد بن علي الصوري+
وطبقتهم .
الفضل بن عمروس المالكي؛ وأقام بال ملوصل سنة على أبي جعفر السمناني فأخذ عنه علم
ومضايقه» ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر عاماً بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف .
روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البرء وهما أكبر منه؛ وأبوعبدالله
وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد الزاهد؛ وأبو بكر الطرطوشي وأبو علي بن سهل
السبتي» وأبو بحر سفيان بن العاص» ومحمد بن أبي الخير القاضي؛ وخلق سواهم.
قال القاضي عياض : آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب» وكان لما رجع إلى
الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق؛ قال لي أصحابه: كان يخرج إلينا
وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم» ويقبل جوائزهم» ولي القضاء بمواضع من
الأندلس» وصنف كتاب «المنتقى في الفقه»؛ وكتاب «المعاني في شرح الموطأ»؛ جاء في
كتاب «الاستيفاء»؛ وله كتاب «الإيماء في الفقه» خمس مجلدات» وكتاب «السراج في
الخلاف» لم يتم وام 'مختصر المختصر في مسائل المدونة»؛ وله كتاب «اختلاف الموطآت»»
وكتاب «الجرح والتعديل»؛ وكتاب «التسديد إلى معرفة التوحيد»؛ وكتاب «الإشارة في
أصول الفقه»؛ وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الأصول»؛ وكتاب «الحدود»؛ وكتاب
«فرق الفقهاء»» وكتاب «التفسير» لم يتم؛ وكتاب «سنن المنهاج وترتيب الحجاج» .
أديب؛ شاعر» سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف - إلى أن قال : وكان جليلاً رفيع القدر .
قلت: نعمء فأقبل عليه.
قال القاضي عياض : كثرت القالة في أبي الوليد لمداخلته للرؤساء؛ ولي قضاء أماكن
وكان ابتدأ كتاب «الاستيفاء في الفقه» لم يصنع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات.
قال: ولما قدم الأندلس وجد لكلام ابن حزم طلاوة» إلا أنه كان خحارجاً عن المذهب»
على رأيه جماعة من أهل الجهل» وح ل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها؛ فلما قدم أبو
الوليد كلموه في ذلك فرحل إليه وناظره وشهر باطله؛ وله معه مجالس كثيرة.
ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي في «البخاري» قال بظاهر لفظه
فأنكر عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ ؛ وكفّره بإجازة الكتب على رسول الله كَيةٍالنبي الأمي»
عند العامة ما أتى به وتكلم به خطباؤهم في الجمع» وقال شاعرهم:
برئت ممن شرى دنيا بآخرة وقال إن رسول الله قد كتبا
وجماعة من الملوك قد أدمنوا في كتابة العلامة وهم أميون» والحكم للغلبة لا للصورة النادرة
فلم لا أكون ضتينابها وأجعلها في صلاح وطاعة
قال ابن سكرة: مات بالمرية في تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربع مائة؛ رحمة
الله عليه .
ابن سكرة
سمع القاضي أبا الوليد الباجي» وطائفة وببلنسية من أبي العباس بن دلهاث العذري»
وبالمرية محمد بن سعدون القروي» ثم حج سنة إحدى وثمانين وأربعمائة فدخل على أبي
إسحاق الحبال فأجاز له؛ ولم يقدر على السماع لمنع المصريين الخلفاء للحبال؛ وسمع
بالبصرة من عبد الملك بن شعبة وحفص بن محمد العباداني وعدة؛ وببغداد علي بن
الحسين ابن قريش؛ وعاصم بن الحسن» ومالك بن أحمد البانياسي» وأبا عبدالله
الحميدي» وبواسط أبا المعالي محمد بن عبدالسلام بن احمولة» وبالأنبار أبا الحسن بن
الأخضر الخطيب» وتفقه على أبي بكر الشاشي» وأخذ بدمشق عن الفقيه نصر المقدسي .
ورجع إلى الأندلس بعلم جم؛ فنزل مرسيَّة؛ وتصدّر للإفادة والإقراء بجامعهاء
ورحل الناس إليه؛ وكان عالماً بالقراءات» تلا على أصحاب الحمامي .
وله الباع الطويل في الرجال» والعلل» والأسماء» والجرح والتعديل . مليح الخط؛
متقن الضبط» حافظاً للمتن والإسناد؛ قائماً على إقراء «الصحيحين» و«جامع أبي
ولي قضاء مرسية؛ ثم استعفى منه» وأقبل على نشر العلم وتأليفه؛ وكان صالاً عاملاً
قال ابن بشكوال : هو أجلم كتب إليّبالإجازة.
قال القاضي عياض في أول المشيخة التي خرجها لأبي علي عن مائة وستين شيخاً: إن
أبا علي أكره على القضاء فوليه؛ ثم اختفى حتى أعفي عنه .
قال: وقرأ بروايات» فتلا لقالون على رزق الله التميمي» وقرأ بروايات علي أبي الفضل
ابن خيرون» وذكر أن الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي كتب عنه ثلاثة أحاديث.
وقد روى عنه : ابن صابر الدمشقي» وأخوه؛ وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشي»
والقاضي عياض فسمع منه عياض «صحيح مسلم» وقال: حدثنا به عن أبي العباس العذري
عن أحمد بن الحسن بن بدران الرازي . . . إلى أن قال: واستشهد أبو علي في وقعة قنندة
بشغر الأندلس لست بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمس مائة؛ وله نحو من
ستين سنة؛ وكان عيشه من كسب بضاعة مع ثقات إخوانه.
عيسى بن أبي ذرالهروي
هو أبو مكتوم» عيسى بن الحافظ الكبير أبي ذر عبد بن أحمد الأنصاري» الهروي» ثم
السّروي . تزوج والده الحافظ أبو ذر في سراة بني شبابة؛ وتحول إلى السراة من مكة» فولد له
عيسى في سنة خمس عشرة وأربعماثة؛ وسمع من أبيه شيئاً كثيراً وسمع من غير واحد .
وقد روى عنه: أبو التوفيق مسعود بن سعيد» وأبو عبيد نعمة الله بن زيادة الله الغفاري+
وعلي بن عمار المكي؛ وميمون بن ياسين المرابط» وابتاع منه اصحيح البخاري» أصل أبيه
أبي ذر وآخرون»؛ وتوفي سنة سبع وتسعين وأربعماثة رحمه الله.
ابن سعادة
هو أبو عبد الله؛ محمد بن يوسف بن سعادة؛ مولى سعيد بن نصرء مولى عبدالرحمن
قال صاحب نفح الطيب: سمع أبا علي الصدفي» واختص به وأخذعنه؛ وإليه
صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح ؛ لصهر كان بينهما أه.
وقد توفي ابن سعادة -رحمه الله- سنة خمسمائة وست وستين من الهجرة النبوية .