ٍِ عون المعبود - مقدمة الإعتشاء
الدين كتاب مثله؛ وقد رزق القبول من كافة الناس وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم؛
وعليه معول أهل العراق ومصر وبلاد المغرب وكثير من أقطار الأرض؛ فكان تصنيف علماء
الحديث قبل أبي دواد الجوامع والمسانيد ونحوها » فيجمع تلك الكتب إلى ما فيها من السنن
والأحكام أخباراً وقصصاً ومواعظ وادباً؛ فاما السنن المحضة فلم يقصد أحد جمعها
واستيفاءها على حسب ما اتفق لأبي دواد. كذلك حل هذا الكتاب عند أئمة الحديث وعلماء
الأثر محلّ العجب فضربت فيه أكباد الإبل ودامت إليه الرحل. قال ابن الأعرابي: لو أن رجلاً
وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لم يعلم متقدما سبقه إليه ولا متأخرا لحقه فيه.
وقال النووي في القطعة التي كتبها من اشرح سنن أبي دواد»: ينبغي لمتشاغل بالفقه
وغيره الاعتبار باسئن أبي دواد» بمعرفته التامة فإن معظم أحاديث الأحكام التي يحتج بها فيه
مع سهولة تناوله وتلخيص أحاديثه وبراعة مصنفه واعتنائه بتهذييه.
وقال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو دواد كتاب «السنن» ألين لأبي دواد الحديث كما
ألين لدواد الحديد.
لان الحديث وعلمه بكماله
وقال في مدحه:
أولى كتاب لذي فقه وذي نظر
لا يستطيع عليه الطحعن مبتدع
نبي أهمل زمانه داود
ومن يكون من الأوزار في وز
تاليفسه فاتى ك_الضوء في القمر
ولو تقطع من ضغن ومن ضجر
أقوى من السسنة الغراء والأد
فول الصخابتة آمل الملسع وَالبِجر
عون المفيود - مقدمة الاعتتاء
يروي شن بثله ثقة ء بقل الأنجم الز؛
يدري الصحيح من الآثار يحفظه أن ومن ذكرٍ
والصدق للمرء في الدارين منقبة مافوقهاأبدأفخ لمفتخر
وقال الخطابي : كتاب أبي دواد جامع لنوعي الصحيح والحسن وأما السقيم فعلى
طبقات» شرها الموضوع ثم المقلوب ثم المجهول؛ وكتاب أبي دواد خلي منها ؛ بريء من
وقال أبو داود نفسه: كتبت عن رسول الله كي خمس مئة ألف خحديث انتخيت منهاما
ويقاربه ؛ ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث؛ أحدها: «إنما:الأعمال بالنيبات»؛
والثاني: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»؛ والثالث: «لا يكون المؤمن مؤْضاً حتى
الحديث . كذا في «مفاتيح الدجى شرح مصابيح الهدى».
قال الشاه عبدالعزيز الدهلوي في «بستان المحدثين» (ص4١١): ومعنى الكفاية أنه بعد
معرفة القواعد الكلية للشريعة ومشهوراتها لا تبقى حاجة إلى مجتهد ومرشد في جزئيات
الوقائع لأن الحديث الأول يكفي لتصحيح العبادات؛ والثاني لمحافظة أوقات العمر العزيز»
والثالث لمراعاة حقوق الجيران والأقارب وأهل التعارف والمعاملة؛ والرابع لدفع الشك
والتردد الذي يحصل باختلاف العلماء واختلاف الأدلة. فهذه الأحاديث الأربعة عند الرجل
العاقل كالشيخ والأسناد والله أعلم؛ انتهى.
قال ابن السبكي في «طبقاته»: وهي من دواوين الإسلام والفقهاء لا يتحاشون من إطلاق
الأحاديث التي في كتاب «السنن» أهي أصح ما عرفت في الباب؟ ووقفت على جميع ما
* عون المعيود - مقدمة الإعتشاء
صاحبه أقدم في الحفظ. فريما كتبت ذلك؛ وإذا أعدت الحديث في الباب من وجهين أو ثلاثة
مع زيادة كلام فيه وربما فيه كلمة زائدة على الأحاديث؛ وربما اختصرت الحديث الطويل
لأني لو كتبته بطوله لم يعلم بعض من سمعه ولا يفهم موضع الفقه منه فاختصرته لذلك.
_يكن مسند غير المراسيل ولم يوجد المشند فالمرسل يحتج به وليس هو مثل المتضل في
الحديث» ولا يكاد يكون هذاء ولا أعلم شيئاً بعد القرآن ألزم للناس أن يتعلموا من هذا
انتهى ملخصاً.
الأدبية والفوائد الفقهية؛ قصد فيه مؤلفه إيضاح غريبه؛ وإعراب غامضه؛ وضبط نسب أو اسم
مع إيجاز العبارة والرمز بالإشارة؛ ومع ما له من قدر عظيم إلا أن مصنفه وقع في بعض
الأخطاء العقدية؛ وقد نبهت عليها بشيء من التفصيل في تعليقي على «شرح مسلم؟ للنووي
شروح سنن أبي داود:
عون المعيود - مقدمة الاعتتاء
شرح شهاب الدين أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي من أصحاب
وثلاثماثة وسماه «معالم السنن» لخصه الحافظ شهاب الدين أبو محمود أحمد بن محمد بن
إبراهيم المقدسي المتوفى سنة خمس وستين وسبعماثة وسماه اعجالة العالم من كتاب
وشرح قطعة منه العلامة محيى الدين يحبى بن يحيى الكؤوؤي؟
وشرح قطعة منها العلامة بدر الدين محمود بن احمد العيني الحتفي المتوفى سنة خمس
وشرحها أبو الحسن السندي وهو شرح لطيف سماه «فتح الودود على سن
وشرح الشيخ سراج الدين عمر بن علي بن الملقن الشافعي المتوفى سنة أربع وثمانمائة
وشرحها الشيخ شهاب الدين احمد بن الحسين الرملي المقدسي الشافعي ا
اربع وأربعين وثمانماثة.
وشرحها قطب الدين أبو بكر بن أحمد بن دعين اليمني الشافعي المتوفى سنة اثثتين
وشرحها أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي المتوفق:ستنة ست وعشرين وثمانمائة
كتب منه سبع مجلدات إلى أثناء سجود السهو وأطال فية.
(1) انظر اكشف الظنون» 04/70 )1٠8610 و«الحطة 041-7400
"1 عون المعبوه - مقدمة الإعتشاء
وذكر أن الشهاب ابن رسلان ترحها شرحا كاملاً.
وشرحها أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وسماه «غاية المقصود في سئن أبي
وشرحها السيوطي أيضاً وسماه «مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود».
وقد اختصرها الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المتذري المتوفى سنة ست
وله عليها حاشية أيضاً وهذبه محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي
المتوفى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
عملي في الكتاب:
أولا: قمت بإعادة تنضيد الكتاب؛ وأصلحت ما وقع فيه مما خالف الصواب؛ وقد جعلت
هذا النُفر الطويل في مجلد واحدء مراعيا يذلك حمل النفر الثقيل في السّفر الطويل. ولم
وقد روى الخطيب في «الجامع؛ (407/1): عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
أنه قال لكاتبه: أطل قلمك» وأسينها؛ وأيمن قطتك» وأسمعني طنين النون» وخرير
وقال الخطيب في «الجامع» (1/ 177): أن أبا سعيد السيرافي ذكر أن بعض كاب
أجناسه؛ أسرع إلى العيون بصوره؛ وإلى العقول بثمره؛ قدرت فصوله وأينعت وصوله؛ وبعد
عن حل الوراقين وعن تصنع المتصنعين كان حينئذ كما قلت في حسن الخط.
عون المعبود - مقدمة الاعتتاء 45
وقال أيضاً: لا ينبغي أن يكتب الطالب خطأً دقيقاً إلا في حال العذر مثل أن يكون فقيراً لا
في حاله الصفتان اللتان يقوم بهما له العذر في تدقيق الخط.
يكن القرطاس صافياً والحبر نامياً؛ والقلم مواتياً؛ والقلب خالياً؛ فلا عليك أن تكون عانياً
وورق ردي؛ وسراج ينطفي.
في «مختصر علوم الحديث» (74): إن الروايات لسنن أبي داود كثيرة جداً ؛ ويوجد في بعضها
من الكلام ؛ بل والأحاديث ما ليس في الأخرى . قالٍ السيوطي في «تدريب الراوي» (170/1)
وأتمها رواية أبي بكر بن داسة والمتصلة الآن بالسماع رواية ابي علي اللؤلؤي الثالثة.
قمت بتخريج أحاديث سنن أبي داود من بقية الكتب الستة.
رابعاً: قمت بإلحاق أحكام العلماء من صحيح وضعيف؛ وما كان منها غير معزو لأحد
خامساً: قمت بإعداد فهارس مجملة له. ل
وأخيراً أتقدم بالشكر الجزيل للأخ موسى يونس الذي قام على نشر هذا الكتاب؛ كما
وأتقدم بالشكر لكل من الأخوين زيد العصيري ومحمد ناصر لما بذلاه من جهد مشكور في
تصحيح تجارب هذا الكتاب والل أسال» وبأسمائه وصفاته أتوسل أن يجمل عملي هذا
١ وكب
رائد بن ضبري بن أبي علفة
عمان 2 الأردن
8 عون المعبود - مقدمة المتؤولف
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ وصلى الله تعالى على رسوله محمد الذي جعل
فيقول العبد الفقير إلى الله تعالى أبو عبدالرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف بن
أمير بن علي بن حيدر الصديقي العظيم آبادي؛ غفر الله لهم وستر عيوبهم؛ إن هذه الفوائد
المتفرقة والحواشي النافعة على أحاديث سنن الإمام المجتهد المطلق أبي داود سليمان بن
الأشعث السجستاني رضي الله تعالى عنه؛ جمعتها من كتب أثمة هذا الشأن رحمهم الله
عن الإطالة والتطويل إلا ما شاء الله تعالى؛ وسميتها ب اعون المعبود
على سنن أبي داود»ء تقبل الله مني؛ والمقصود من هذه الحاشية المباركة الوقوف على معنى
أحاديث الكتاب فقطء من غير بحث لترجيح الأحاديث بعضها على بعض إلا على سبيل
الإيجاز والاختصار» ومن غير ذكر أدلة المذاهب المتبوعة على وجه الاستيعاب؛ إلا في
المواضع التي دعت إليها الحاجة. أعان الله تعالى وتبارك على إتمام هذه الحواشي؛ ونفع بها
وأما الجامع لهذه المهسات المذكورة من الترجيح والتحقيق؛ وبيان أدلة المذاهب
والتحقيقات الشريفة؛ وغير ذلك من الفوائد الحديثية في المتون والأسانيد وعللها؛ الشرح
الكبير لأخينا العلامة الأعظم الأكرم أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي المسمى
شرح كبير جليل عظيم الشأن؛ وشارحه العلامة صرف همته إلى إتمامه والمشغول فيه بحسب
الإمكان» جزاه الله تبارك وتعالى وتقبل منه وجعله خير العقبى. وإني استفدت كثيراً من هذا
بعض العبارات»
عون المعبود - مقدمة المؤلف 0
الشرح المباركء وقد أعانني شارحه في هذه الحاشية في جل من المواضع وأمدّني بكثير من
المواقع فكيف يكفر شكره.
والباعث على تأليف هذه الحاشية المباركة أن أخانا الأعظم الأمجد أبا الطيب شارح
السنن ذكر غير مرة في مجلس العلم والذكر أن شرحي نغاية المقصود» يطول شرحه إلى غير
نهاية؛ لا أدري كم تطول المدة في إتمامه؛ والله يعينني. والآن لا نرضى بالاختصار» لكن
الحبيب المكرم الشفيق المعظم جامع الفضائل والكمالات؛ خادم سنن سيد الكونين الحاج
تلطف حسين العظيم آباذي مُصيرٌ على تأليف الشرح الصغير سوى غاية المقصود فكيف أرد
كلامه؛ فأمرني أخونا العلامة الأعظم الأكرم أبو الطيب أدام الله مجده لإبرام هذا المرام؛
العظيم»؛ أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه.
وأما إسناد هذا الكتاب المبارك مني إلى المؤلف الإمام المتقن فمذكور في «غاية
المقصود شرح سنن أبي داوده لا نعيد الكلام بذكره. غير أن الشيخ العلامة الرحالة السيد
محمد نذير حسين المحدث الدهلوي بروي عن أربعة من الأئمة سوى الشيخ العلامة محمد
إسحاق المحدث الدهلوي رحمهم الله كما هو مذكور في «المكتوب اللطيف إلى المحدث
الشريف» لأخينا الأكرم الأعظم أبي الطيب أدام الله مجده فأقول:
إني أروي «سنن أبي داود» وغير ذلك من كتب الحديث بن جماعة من الأثمة منهم
النيد العلامة محمد نذير حسين المحدث الدهلوي”'"؛ وهو يروي عن خمية من الأثمة.
)١( قال أخونا الأعظم أبو الطيب محمد شمس الح في كتابه الرسوخ في معجم الشبوخ*: تنو الإمام
العلامة الرحالة ملحق الأصاغر بالأكابر السيد محمد نذير حسين المححدث الذهلوي ابن السيد جواد
علي بن السيد عظمت الله وينتهي نسبه إلى الإمام زين العابدين علي بن الإمام نحستين بن الإمنام الهسام
أميز المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولد في وطنشه سورج كذه من مضافات البهارسنة
الثقات من كان علي نكر الذي [هو] متصل بسورج كده قال: إني رليت مكنوباً على بعض الدفاتر بخط
بعض القدماء أن ولادته غام عشرين بعد الألف والمائتين. وهكذا سمعنا من أفواه بعض أقاربنا. انتهى.<
1 عون المعبود - مقدمة المؤلف
أولهم: الشيخ المحدث محمد إسحاق الدهلوي"'" عن جده من جهة الأم؛ الشيخ العلامة
العلامة لما سالته عن عام ولادته أجابني اني لم أحفظه بالتعيين لكن أظن أني ولدت سنة خمس وعشرين
أو قبل ذلك بقليل؛ وهو من أجل تلامذة الشيخ العلامة محمد إسحاق المحدث الدهلوي؛ حصل له
الإجازة في شوال سنة ثمان وخمسين بعد الألف والمانتين» هو أحد من ملأ فيضه شرقاً وغرب؛ متعنا الله
تعالى بطول بقائه.
)١( هو الشيخ العلامة الورع الناسك الزاهد التقي المحدث أبو سليمان محمد بن إسحاق الدهلوي بن محمد
أفضل الفاروقي اللاهوري. ولد تقريباً عام النين وتسعين بعد الألف والمائة؛ وهو ابن بنت الكريمة
للشيخ عبدالعزيز الدهلوي؛ قرأ على أجداده: الشيخ عبدالقادر بن ولي الله الدهلوي؛ والشيخ رفيع الدين
القراءة والسماع من جده الشيخ عبدالعزيز.
المشرفة. وجده الشيخ عبدالعزيز رحمه الله يفرح به كثيراً ويتلو هذه الآية الكريصة: : الْحَنذ له الذي
لي عَلَى ال ِ ر إشتاعيل وَإسْحاق». ولا بد عليه أن يشكر بمثل هذه الأولاد فإن ابن بتنه محمد
إسحاق» وابن أيه العلامة الذي لم تر مثله العيون محمد إسماعيل الغازي الشهيد من آيات الله تبارك
وتعالى. وهذا كل ذلك ببركة العمل الصالح والنية الخالصة من جدهما الأعلى الشيخ ولي الله الدهلوي
خه العلامة عمر بن عبدالكريم المكي المتوفى سنة ١787 يشهد بكماله في علم الحديث ورجاله»؛
وكان يقول: قد حلت فيه بركة جده الشيخ عبدالعزيز الدهلوي. وقال الشيخ العلامة عبدالله السراج
المكي المتوفى سنة 1334 وقت غسل جنازته في حقه: والله إنه لو عاش وقرات عليه الحديث طول
توفي رجمه الله تغالى عام النين وستين بعد الألف والسائتين؛ ودفن بالمعلى عند قبر سيدتنا أم المؤضين
خديجة رضي الله عنهاء وله تلامذة لا يحصون في العرب والعجم منهم الشيخ الأجل السيد محمد نذير
حسين الدهلوي؛ والشيخ العلامة المحدث محمد الأنصاري السهارنفوري ثم المكي؛ والشيخ العلامة
محمد إبراهيم التكرنهوي العظيم آبادي؛ والشيخ محمد بن حمد الله الشهير بشيخ محمد تهانوي مظفر
نكرى؛ والمولوي سبحان بخش شكاربوري مظفر لكرى» والمولوي علي أحمد نزيل التونك؛ والشيخ
المحدث عبدالغني بن أبي سعيد المجددي الدهلوي ثم المدني المتوفى سنة /174» والشيخ الحافظ
أحمد علي السهارنفوري؛ والفاضل عالم علي المراد آبادي؛ والفاضل النواب قطب الدين خان الدهلوي <
وكان ث