التي نقل عنها وَرَجعت في ترجيح أقوال العلماء إلى قول أهل السنة والجماعة ©
وأهل العلم بالسنة من المحققين والمدققين من المتقدمين والمتأخرين ؛ هذا وقد
مال ولا بنون إلا من أ الله بقلب سلم » ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على
الاعتقاد الصحيح » والسبيل المستقيم » وأن يوفقنا لاتباع سنة رسول الله صلى
الكريم واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
دمشق ١7 ربيع الأول 1408 ه خادم السنة النبوية
الموافق 37 تشرين الأول 1448م عبهالتنادالأرناؤؤط
كلمة شكر وتقدير ...
يسم الله الرحلن الرحم
سنة المصطفى خير الأنام » والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله » سيدنا
محمد بن عبد الله ؛ وعلى آله وصحبه البررة الكرام » ما توالت الأيام وتتابعت
السنون والأعوام .
أن أوجه خالص شكري وتقديري وامتناني إلى صاحب الفضيلة المحدث الكبير »
والعالم السلفي الجليل » الشيخ عبد القادر الأرناؤوط على تفضله مشكوراً
بمراجعة أحاديث هذا الكتاب سنداً ومتناً ؛ وتدقيق معانيها وفقهها وأحكامها
فأفاض عليه من غزارة علمه ؛ وسعة اطلاعه » ما هو جدير بفضيلته وأهل
له » وكل تعليق ختم ب ( ع ) فهو لفضيلته .
جزاه الله عن الحديث وأهله خير الجزاء » ونفع به الإسلام والمسلمين .
ويطيب لي في هذه المناسبة السعيدة ؛ أن أنوه بالجهود الكبيرة التي يلها
الأستاذ الجليل السيد بشير محمد عيون صاحب دار البيان في خدمة هذا
الكتاب ؛ حيث قام بإعداده وطبعه وإخراجه » وأشرف عليه في جميع مراحله »
وعني كل العناية بتحقيق نصوصه وتدقيق ألفاظه وكلماته ؛ وراجعه مرات
وترقيمه جزيل الشكر وعاطر الثناء » وعميق التقدير » وأتمنى لمؤلاء السادة
الأفاضل كل نجاح وتوفيق فيما ييذلونه من نشاط واسع في خدمة الكتب الدينية
وإحياء التراث الإسلامي » وعلى الأخص ما يتعلق منه بالحديث النبوي الشريف
والسنة المحمدية المطهرة وعقيدة السلف الصالح .
المؤلف
دمشق ١١ ربيع الأول سنة 1468 ها
يسم الله الرحمن الرحم
مقدمة الكتاب
وسيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له + ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد
بالهدى ودين الحق على فترةٍ من الرسل » وقلةٍ من العلم » وضلالةٍ من الناس ِ
وبعد فإنّ أصدقٌ الحديث كتاب الله » وخير الهدي هدي محمد بن عبد
لله عله وأشرف العلوم علم السنة المحمدية » ودراسة أحاديث رسول الله
عله رواية ودراية » فقهاً وأحكاماً » فالكئاب والسنّة توأمان . وقد كان جزيل
ينزل بالسنّة كا ينزل بالقرآن . فهي وحي إفي منزل » وهي المرجع الأول في
تفسير القرآن الكريم » والمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي .
المرموقة بين العلماء . ويكفيم شرفاً أن النبي عَْل نه بشأنهم » ودعا لهم
بالوجاهة بين الناس » فقال عَهْثه م في حديث زيد بن ابت رضي الله عنه :
وقال حديث حسن .
وقد استجاب الله تعالل دعوة نبيه تَُلَهِ لأهل الحديث كا قال سفيان بن
لا يوجد أحد من طلاب الحديث إلا وقد منحه الله تعال نشاطاً وقوة في جسمه »
بهذه الدعوة المباركة » لأنه سعنى في تجديد سنة المصطفى » فكان جزاؤة من
قال بعض السلف : ويرجى لأهل الحديث أن يفوزوا بنضرة النعيم في الدار
الآخرة . ولا عجب فأهل الحديث هم خلفاء النبي ع على سنته .
وقد كانت أمنية عمري أن مِنّ الله علي بخدمة د صحيح البخاري » وما
فوتقني الله تعالى إلى تأليف هذا المختصر الذي لخصته من صحيح البخاري »
فيه أن يكون ملا للغرض » مشتملاً على ما لا بذ منه » من ترجمة بعض الرواة »
وشرح معنى الحديث » وبيان فقهه وأحكامه ؛ وتخريجه"» ومطابقته للترجمة .
وحرصت أن يكون - قدر الإمكان - بأسلوب سهل ؛ وعبارة
واضحةٍ » قريبةٍ من القراء » وفي متناول مداركهم . وبذلت جهدي في
معدا عل أوثق امصادر الإسلامة . فإذ أصبت فيفضل من الله ف وما توفيقي
وسميته ( منار القاري شرح مختصر البخاري + أسأل الل رب العرش
العظيم » أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ؛ ويمنحه القبول » وينفع به القرّاء +
واي لأطمع أن يشماني قوله َه ١ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث »
صدقة جارية » أو علم ينتفع به ؛ أو ولد صالح يدعو له » اللهم أصلح لنا ديننا
التي إليها معادنا » واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ؛ واجعل الموت راحة
ولوالدي وللمؤمتين يوم يقوم الحساب 6 الهم ني أسألك أن ممنّ علينا وعلى
السميع العليم وصلّى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد
عصر البخاري :
ظهر البخاري في القرن الثالث الهجري الذي ازدهرت فيه العلوم
الإسلامية » وأصبح لها مراكز متعددة بالمدينة ومكة”» والبصرة والكوفة
وبغداد عاصمة الخلافة ومركز العلوم والحضارة » في ذلك العصر الذي ثمت
فيه امذاهب الفقهية وتطورت علوم القران من تفسير وغيره » وألفت الكتب
المتعددة في السيرة والتاريخ والطبقات » ووضعت علوم العربية لخدمة القرآن
الكريم .
أما علوم الحديث : فقد بلغت في هذا العصر م مجدها ؛ وظهر فيه أعلام
السنة وكبار المحدثين » منهم أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومُسْلم بن الحجاج
وازدهارة » أما بداية تدوينه فقد كانت في القرن الثاني الهجري ؛ عندما أمر
عمر بن عبد العزيز بجمع الحديث خشية ضياعه ؛ وكتب إلى واليه أي بكر
ابن محمد بن عمرو بن حزم كتاباً يأمره فيه أن ينظر ما كان من حديث رسول
+ الإمام البخاري للدكتور تقي الدين الندوي )١(
+ 7 ضحى الإسلام للأستاذ أحمد أمين ج )(
أل من اسعجاب لذه الدعوة إمام المحدثين في ذلك العصر محمد بن مسلم بن
شهاب الزهري ؛ فكتب فرائد في علم الحديث ؛ حتى عدّه بعضهم واضع
مصطلح الحديث . وكان أَوّل من جمع الأتحاديث والآثار .
تدوين الحديث وجمعه » ثم خطوا خطوة جديدة انتقلوا فيها من مرحلة التدوين
إلى مرحلة التنسيق والترتيب الفقهي ؛ فوزعوا الأحاديث على أبواب الفقه
وكان من الرؤّاد الأوائل في تنسيق الأحاديث وترتييها ابن جريج ومالك
وعبد الله بن المبارك وعبد الرزّاق» » ثم جاء من بعدهم النسانٌ وابن ماجة
وغيرهم ؛ وفي مقدمتهم الإمامان الجليلان محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم
ابن الحجاج القشيري .
البخاري هو حجة الإسلام وقدوة الأنام وأمير المحدثين الأعلام » أبوعبد الله
محمد بن إسماعيل بن المغيرة بن ١ برا © الجعفي » أسلم جده المغيرة على
يد ابن الجان الجعفي والي بخارى » ولذلك نسب إليه . وكان والده إسماعيل
من ثقات المحدثين » كا ترجم له ابن حبان » وذكر عنه البخاري أنه سمع من
مالك » وصحب ابن المبارك » وكان مدّثاً ورعاً صالاً تقياً . ولد البخاري
عند صلاة الجمعة من اليوم الثالث عشر من شوال سنة 4ه ببلدة بخارى
ًاضيأ الإمام البخاري للدكتور الندوي )١(
6 بردزية يفتح الباء وكسر الدال ومعناه « الفلاح أو المزارع باللغة الفارسية )1(
أمه إلى الكتاب » فحفظ فيه القرآن الكريم » وظهرت عليه آثار الك
عشرة حتى حفظ عددا كبيرا من كتب الأكمة وكيع وابن المبارك وغيرهم من
أعلام عصره .
رحلاته العلمية : كان البخاري واسع الطموح قوي الرغبة في طلب العلم »
سنا » وأقام بمكة زمناً , ثم طاف على معظم مراكز الحديث في العالم الإسلامي
ومع رمن مجاه في جراجات والحجاز ومصر والشام » ودخل المدينة المتّرة »
وصتّف في روضتها الغراء كتابه « التاريخ الكبير » وقال رحمه الله : قل اسم
في التاريخ إلا وله عندي قصة . ودخل بغداد ثماني مرات » وكان يجتمع فها
كل مرة بالإمام أحمد » فيحثه على الإقامة فيها .
كثرة شيوخه : لا شك أن هذه الرحلة الطويلة كانت سبباً في كثرة مشايخ
البخاري وكلهم من أعلام المحدثين ذوي الثقة والعدالة . قال رحمه الله تعالى :
« كتبت عن ألف وتمحانيْن نفساً » ليس منهم إلا صاحب حديث . وكان بعض
مشايخه رحمه الله من التابعين » وبعضهم من أتباع التابعين ؛ وهم الطبقة الوسطى
تلامذته : أخذ عن البخاري ومع منه خلق كثيرٌ حتى قال الفربري : سمع