قليل من المصلحين في اكثر الاقطار الاسلامية والعربية لعهدنا هذا ؛ فصاحوا
في الامة صيحتهم يدعولها للرجوع بالاسلام الى ما كان عليه في الصدر الاول
من حالته الفطزية اللي تشبه ماء الينابيع عذوبة وصفاء + كما دعوها الى التسلح
بمعارف أوروبا وصناعانها وأنظمتها ووسائلعمرانها لأن ذلكمن معدات القوة
اللىلا غنى لامة عنها في معترك الحياة الحاضرة .
والسيد جمال الدين القاسمي رحمه الله مصباح من مصابيح الاصلاح
الاسلامى الي ارتفعت فوق دياجير حياتنا الحاضرة المظلمة في الثلث الاول
من القرن الهجري الرابع عشر - فنفع الله الناس بعاءه وعمله ما شاء ان ينفعهم +
منه مكتبة قائلبالإصلاح في العالم الاسلامي. وها نحن نتقدم اليوم الى أهل الفضل
يكتاب من أجل كتبه شأنا وأجزها نفعاً وهو كتاب ( اصلاح المساجد من البادع
والعوائد ) ونظئه الكتاب الوحيد المعروف بالعربية في هذا الموضوع . وأ
في الله وطيد أن ينفع به المسلمين من أهل هذا اليل وفي كل جيل » والله الموفق
القاهرة : غرة رمضان 1741
محب الدين الحطيب
وااصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين » وامام المرسلين © وعلى
آله الطاهرين » واصحابه الطيبين
الاعظم في الدين ؛ والمهم” الذي ابتعث الله له النبيين . وجب على كل مستطيع
أن بقت الله سُبئله ؛ خشية” ان تعم” البدعة وتفشو الضلالة +
ويتسع الحرق وتشيع الحهالة : فتموت السثة وبندرس" الهنددذي النبوي +
ويمحى من الوجود معالما الصراط لسري » وما اضحت البدع الفواشي ©
كالسحب الغواشي ؛ يتعذّر على البصير حصرها ؛ وضبطٌ افرادها وستهرها +
في البدع والعوائد » الفاشية في كثير من المساجد؛ لاني ابتثليت كآباني
بإمامة بعض البوامع في دمشق الشام » وبالقيام بالتدريس العام ؛ فكنت
أرى من أهم الواجبات إعلام الناس ما أل بها من البدع والمنكرات + فان
مسئول عن رعيته !00 فاستعنت بالله تعالل في الشروع ؛وتوكلت عليه في
75 صحيح متفق عليه من حديث ابن عمرء وهو مخرج في #تخريجٍ الحلال والحرام»رقم/ا )١(
ما يروي البصائر والابصار » وعزّوت غالب فروعه لاصلها : رد"آ للأمانات
ثناءها لدي وبه المستعان » وعليه التكلان » في كل آن .
بيان الميزان
الذي يعرف به الاستقامة على الطربق والحور عنه
قال الله سبحانه وتعالى : ولقد كان لكم" في رسول الل أسلوة ست
الل فاتعُوي كلم اللخ وقال تعالى : فؤوات
السبل الحائرة . لكن الحور قد يكون جوراً عظيماً عن الصراط وقد يكو
يسيراً ؛ وبين ذلك مراتب لا بحصيها الا الله .
فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والحور عنه هو ما كان
رسول الله صلوات الله عليه وأصحابه عليه . والحائر عنه إما مفرط ظالم
أو مجتهد أو متأول أو مقلد أو جاهل © فمنهم المستحق العقوبة © ومنهم
المغفور له » ومنهم المأجور اجراً واحداً » بحب ثيانهم ومقاصدهم واجتهادهم
في طاعة الله تعالى ورسوله او تفريطهم . وباللحملة فمن اتبغ رسول الله جك
في قوله أو فعله فهو على صراط الله المستقيم © وهو ممن يحبه الله ويغفر له
ذنوبه . ومن خالفه في قوله أو فعله فهو ميتدع ؛ متبع لسبيل الشيطان ؛ غير
داخل فيمن وعد الله بالمحبة والمغفرة والاحسان .
(أفاده شمس الدين ابن القيم في الباب الثالث عشر في مكايد الشيطان
الترهيب من الابتداع
لا بخنى ان النبي عل واصحابه ومن تبعهم حذروا قومهم من البدع
ومحدثات الأمور + وامروهم بالاتباع الذي فيه النجاة منكل محذور. وجاء
في كتاب الله تعالى من الأمر بالاتباع بما لا يرتفع معه الشّرك + قال تعالى:
وقد روينا عن ابي الحجاج بن جبير المككي'"- وهو من كبار التابعين
وامام المفسرين - في قوله تعالى : ولا تتبعوا السبل» قال : البدع والشبهات .
وقال عز وجل وؤفان تنازعتمٌ في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنم
تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا» قال ميمون بن مهران -
وفي (صحيح مسلم) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول
1 ن نبي بعثه الله عز وجل في امة قبلي الا كان له من
+ هو الإمام سعيد بن جد )١(
بهديه © ويستنون بسنته - ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا
جاهدهم بقلبه فهو مؤمن » وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل 6 .
وفيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان الني عكر كان يقول
في خطبته: و خير الحديث كتاب الله ؛ وخير الهدي هدي محمد تلك ؛ وشر
ضلالة في النار م 099.
قال رسول الله عَِ: و من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد» وف رواية
« من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد #") اي مردود على فاعله .
وأخرج (الدارمي) ان ابا موسى الاشعري قال لابن مسعود : الي رأيت
في المسجد قوماً لقا جلوساً ينتظرون الصلاة يكل حلقة رجل وفي ايديهم
لهم أن لا يضيع من حسنالهم شيء ثم أتى حلقة من تلك الحلق فوقف
عليهم فقال : ما هذا الذي اراكم تصنعون ؟ قالوا يا ابا عبد الرحمن حصى
نعد” به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد . قال : فعدوا سيآنكم فانا ضامن
ان لا يضيع من حسناتكم شيء . وبحكم يا امة محمد ما أسرع هلكتكم »
نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد ؛ او مفتتحو باب ضلالة !
و ه الارواء 8 08+ - طيع المكتب الاسلامي +
() متفق عليه من حديث عائشة بالفظ الأول © وهو مخرج في «
للخير ان يصيبه ... الحديث 9
وعنه قال : القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة .
وعنه قال : تعلموا العلم قبل أ + وقبضه ذهاب أهله ألا واياكم
والتنطع والتعمق والبدع + وعليكم بالحيق .
وعن عمر قال : هدم الاسلام” زلة” العام » وجدال المنافق بالكتاب؛
وحكم الانمة المضلين .
وعنه قال : سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسن فان
صحاب السأن أعلم بكتاب الله تعالى .
وعن ابن عباس قال : عليك بتقوى الله تعالى والاستقامة . اتبع ولا
وعنه ان ابغض الامور الى الله تعالى البدع + وان من البدع الاعتكاف
في المساجد التي في الدور!" .
وفي سنن ابي داود عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : كل عبادة
مقالا . فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم !© .
وفي كلام عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالل: أوصيكم بتقوى الله
(©) إسناده صحيح .
(©) أغلب هذه الآثار © ضيفة الأسانيد » والمؤلف رحمه الله نقلها عن أبي شامة عن
تعال والاقتصاد في أمره واتباع اسنة رسول الله ع وترك ما أحدث
المحدثون بعد .
وعن محمد بن مسلم من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الاسلام
جعل الله في شيء منها مثقال ذرة من خير » ما هي الا نزعة من الشيطان +
وسأل عبد املك بن مروان (غضيف بن الحارث)عن القصص ورفع
الايدي على المنابر فقال غضيف : انهما لمن أمثل ما احدثم ؛ واني لا اجييك
اليهما لاني حدثت أن رسول الله مَك قال:1 ما من أمة تحدث في دينها
بدعة الا أضاعت مثلها من السنة».والتمسك بالسنة احب الي من ان احدث
بدعة 09
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كل بدعة ضلالة وان رآها
الناس حسنة ".
الدمشقي في كتاب و الباعث عن انكار البدع والحوادث 6 .
معنى البدعة
اصل هذه الكلمة من الاختراع ؛ وهو الشيء بحدث من غير اصل
سبق . ولا مثال احتذي ولا ألف مثله. ومن فوغم ابدع الله الخلق أي
خلقهم ابتداء ومنه قوله تعالى: ليع السموات والارض وقول : يؤل"
() ضعيف الاسناد
(") صحيح الاسناد
وهذا الاسم يدخل فيما تخترعه القلوب ؛ وفيما تنطق به الالمئة © وفيما
تفعله الحوارح . ثم غلب لفظ و البدعة » على الحدث المكروه في الدين ؛
فانه يقال ذلك في المدح والذم لان المراد انه شيء رع على غير مثال
سبق . وقال الجوهري:١ البديع المبتدع ؛ والبدعة الحدث في الدين بعد
الأاكمال » انتهى .
من قواعد شريعته الاذن فيه وعدم النكير عليه . وفي معنى ذلك ما كان
في عصر الصحابة رضي الله عنهم » مما اجمعوا عليه قولا او فعلا او تقريراً.
وكذلك ما اختلفوا فيه فان اختلافهم رحمة!١' مهما كان للاجتهاد والتردد
مساغ وليس لغيرهم الا الاتباع دون الابتداع .
وما احسن ما قاله ابراهيم النخعي رحمة الله عليه ما اعطاكم الله
الى ترك الغلو في الدين والى الاقتداء بالسلف الصالح .
وقد قال الله تعالى ويا أهل الكتاب لا تعلو في دينكم ولا تقولوا
فهو غال في دينه © مبتدع فيه ؛ قائل على الله غير الحق” بلسان مقاله او
لسان حاله . وروي ان رجلا قال لمالك بن انس : من أين أحرم؟ قال :
من حيث أحرم رسول الله تلك . قال الرجل ٠ فان احرمت من ابعد منه؟
قال : فلا تفعل » فاني اخاف عليك الفتنة . قال : واي فتنة في ازدياد
إذا كان عن اجتهاد وإخلاص ؛ وحديث اختلاف أمتي رحمة» وما في معناه ؛ لا يضح
رواية ولادراية ؛ كا حققته في, الأحاديث الضعيفة» (رقم /1ه-37) .