ولكن ليعلم أن هذه الكلمة ليست تنفع قائلها إن كان قَاهُا بدون إخلاص
وصدق ويقين وبدون استكمال لشروطها المهمة الواردة في الكتاب والسنة .
وثالثها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه - في ذكر دعاء كان يدعوبه رسول
من وعثاء السفر وكابة المنقلب.
ورابعها: حديث عائشة رضي الله عنها في بيان عظيم خطر التصاوير
حيث أخبرت أن الرسول صل الله عليه وسلم دخل عليها وهي بقرام
فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه؛ ثم قال: إن من أشد الناس
عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله تعالى .
وخامسها: حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - في بيان فضل
المؤمن وأنه يعطى يوم القيامة اليهودي والنصراني ويقال له : افد بهذا نفسك
وسادسها: حديث ابن أبي أوفى في تعليم الني - صل الله عليه وسلم -
للرجل الذي لا بحسن أن يأخذ شيئاً من القرآن الكريم أن يقول بدل ذلك :
ذلك يجزيه؛ وفي هذا أعظم بيان ليسر الدين وسماحته وأن الله ما جعل على أحد
في الدين من حرج .
وسابعها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه - في الأمر بالإكثار من شهادة
أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بين الإنسان وقوفاء وكذلك في الأمر بتلقينها
للموتى لتكون آخر كلامهم, ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
وثامنها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه في ذكر خب رجل من أهلٍ البادية
جاء إلى النبي - صل الله عليه وسلم - يشكو امرأته بأنها ولدت غلاماً أسود
فقال له النبي صل الله عليه وسلم هل لك إبل؟ قال: نعم فسأله عن لونها
عليه وسلم ليبايعه على الإسلام وأن النبي - صل الله عليه وسلم سأله: ما
حاجتك يا جرير فقال: جئت لأسلم على يديك» فألقى إليه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم كريم قوم
وعاشرها: حديث حواء جدة عمرو بن معاذ الأنصاري - رضي الله عنها -
في إجابة السائل بها تيسر ولو بظلف محرق.
والحادي عشر: حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه - في بيان فضل
الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وأن النبي - صل الله
عليه وسلم دعا له بقوله: «اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه
ثم انطلق ممليه من هذا الحديث إلى بيان ما لمعاويه - رضي الله عنه - من
مكانة رفيعة ودرجة عالية بين سلف الأمة وخيارها من صحابة وتابعين فذكر
بعض من روى عنه من وجوه الصحابة مع الإشارة إلى الأحاديث التي رووها
عنه ثم قال: «وروى عنه رصي الله عنه وجوه التابعين أهل المدينة ومكة
والكوفة والبصرة والشام وهذه منزلة عظيمة ودرجة شريفة» ويقصد من ذلك
بيان فضل معاوية رضي الله عنه وأرضاه .
ثم ختم المجلس بأثر لطيف عن علي بن الفضيل قال: قلت لأبي ما أحلى
كلام أصحاب محمد صل الله عليه وسلم فقال يا بني : وتدري لم حلا؛ قال
لا. قال: لأنهم أرادوا به الله تبارك وتعالى» وفي هذا بيان أهمية الإخلاص
وعظيم شأنه؛ ولعل ممليه أراد بإيراده بيان فضل الصحابة بعموم بعد أن بين
فضل معاوية رضي الله عنه بخصوص؛ إضافة إلى الختم بالإخلاص
والتأكيد على أهميته وعظم شأنه.
وقد تميز هذا الجزء بأمور عديدة منها:-
تخفى على طالب الحديث.
() أن ليه يتبع أغلب الأحاديث بتعليقات لطيفة حول درجة إسناد الحديث
والإشارة إلى طرقه إن كان له طريق أخرى عنده وإلا فيشير إلى من تفرد به من رواته
الله عنه حيث ذكر جملة من الأحاديث التي رواها بعض الصحابة عنه - رضي
وأما عن عملي في هذا الجزء فيمكن أن أجله في النقاط التالية:
)١( قمت بتخريج جميع أحاديثه من كتب السنة مع بيان درجة الحديث وذلك
بالنقل عن أهل الشأن والاختصاص في هذا الفن .
() ترجمت لجميع الأعلام الوارد ذكرهم في هذا الجزء خلا الصحابة - رفي
الله عنهم وقد اقتصرت في التراجم على كلام الحافظ في التقريب إن كانوا من
(©) قابلت بين نسخ الجزء الخطية مع إثبات الفروق والاختلاف في الهامش .
حديشاً» بالإضافة إلى أثر واحد» وقد جعلت هذا الترقيم الذي أضفته بين
معكوفتين هكذا[ ].
() شرحت بعض الكلمات القرية الواردة فيه
(8) وضعت في آخر الجزء ثلاثة فهارس للأعلام المترجم لمء والمراجع »+
والموضوعات ولم أفهرس الأحاديث لكونها معدودة.
هذا وإني لأسال الرب الكريم أن يجعل عملي هذا وسائر أعمالي خالصة
لوجهه مطابقة لسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم -.
وكتب: عبدالر زاق بن عبدالمحسن العباد البدر
في المدينة النبوية
أولاً: ترجمة المؤلف
هو مزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكناني» ولد كما أخبر
بذلك في شهر شعبان من سنة خمس وسبعين ومائتين .
لقد كان أول سماع الكناني رحمه الله للحديث سنة خمس وتسعين ومائتين
بمصر وعمره 70 سنة. وبدأ الرحلة في طلب الحديث وأكثر التطوف بعد
الثلاثماثة. فرحل الى الشام والعراق سنة خمس وثلاثيائة.
قال ابن زولاق: حدثي الحافظ - يعني الكناني قال رحلت سنة خمس
عرفتك بمصر لملات ركاثبك ذهباً؛ فيقال: أعطاه مائتي دينار ترحل بها إلى
بالحجاز والعراقيين.
وذكر الذهبي في ترجمته للكناني أنه رحل وطوف وأكثر التطوف.
لقد روى الكناني رحمه الله عن عدد كبير من أهل العلم من الأئمة
المشهورين وغيرهم من علماء بلده وغيرهم من لقيهم في رحلاته.
قال ان عساكر: (حدث عن جماعة من أهل بلده ومن الغرباء)
١ أبو علي الحسن بن أحمد بن سليان بن الصقيل المصري .
أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد الطبيب.
٠# محمد بن إسماعيل البغدادي .
4 محمد بن سعيد بن عثمان بن عبدالسلام السراج .
لاد
© - سعيد بن عثمان الحراني.
+ أبو محمد عبدالله بن أحمد العسكري ؛ عبدان.
١ أبو عبدالله محمد بن داود بن عثمان بن سعيد الصدفي.
8 - أبوبكر أحمد بن محمد بن نافع المصري الطحاوي .
أبو علي عبدالسلام بن سهل السكري البغدادي .
٠ أبو عبدالله محمد بن أحمد العريني .
١١ - أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ٠
١" - أبو الحسن محمد بن عون الكوفي.
له ترجمة منهم في موضعها من الجزء» ثم إليك بعض شيوخ الكناني الذين لم يرد
عنهم في هذا الجزء وعدهم أهل العلم من شيوخهة» ول أقتصر في ذلك على
ماذكر في ترجمته فقط» بل استعرضت بعض كتب التراجم حسب الظان
٠ أبو سعيد محمد.بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي ت 2٠١ ه ء له
ترجمة في السير للذهبي (170/14).
٠ - أبو الأزهر جاهر بن محمد بن أحمد بن مزة الغساني ت 1*17ه له ترجمة
في السير ١)4095/16(
١٠ - أبو الوليد عبدالملك بن محمود بن سميع الدمشقي » له ترجمة في تاريخ
دمشق لابن عساكر .)901/1١(
٠ - أبو عبدالله محمد بن المعافا الصيداوي» له ترجمة في تاريخ دمشق
١ - أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي» الإمام صاحب السنن ت
:جه له ترجة في السير (176/16) +
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي» له ترجمة في السير
- أبو شيبة داود بن إبراهيم بن يزيد البغدادي ت ١٠8©1ه؛ له ترجة في
السير .)1554/١6(
٠ - أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ت 06© هء له ترجمة في السير
١ - أبو بكر عبدالسلام بن أحمد بن سهيل بن مالك البصري؛ ت 148ه
اريخ الإسلام (وفيات سنة 144ه ص 145).
أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات البغدادي المعروف بابن خنزابة
ات 41“«ه, قال الذهبي : «وقد روى عنه حمزة بن محمد الكناني مع تقدمه؛
له ترجمة في السير (484/15).
1٠ أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة الذهلي ت 00550*ه؛ له
ترجمة في تاريخ الإسلام (وفيات اسنة 00*٠ه ص 148).
8 - يحبى بن محمد بن عمران الحلبي البالسي» له ترجمة في تاريخ الإسلام
(وفيات سنة» ص .)١74
- أبو عجيبة الحسين بن موسى بن عيسى الحضرمي مولاهم؛ المصري ت
7ه + له ترجمة في تاريخ الإسلام (وفيات سنة 145ه» ص .)١١١7
١ - أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصات ١7“ه
قال الذهبي : «وهو من الشيوخ النوازل عند حمزة. .» له ترجمة في السير
8 - أبو بكر عبدالله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري ت
4 هله ترجمة في السير (ك16/1).
4 - أبو علي وصيف بن عبدالله الرومي الأنطاكي الأشروستي حدث في سنة
١٠*ه له ترجمة في السير (445/16).
روى عن الكناني رحمه الله خلق كثير من أهل العلم منهم:
الإمام أبو الحسن الدارقطني (ت 86*ه) .
طلا
وأبو عبدالله شعيب بن عبدالله ابن المنبال (ت 4 47ه).
وتمام بن محمد الرازي (ت 414ه).
وعبدالرحمن بن عمر بن نصر الشيباني (ت ١٠41ه).
وإسماعيل بن عبدالرحمن البزار المعروف بابن النحاس (ت 4176ه).
وأحمد بن فتح القرطبي ابن الرسان (ت 401ه).
وأبو الحسن علي بن محمد القابسي (ت 407ه).
وأبو محمد عبدا ن سعيد الأزدي (ت 404ه).
وأحمد بن الحاج الإشبيلي (ت 416ه).
وعلي بن عمر بن حمصة الحراني تفرد برواية هذا الحزء ء عن مزة؛ وهو آخر
من حدث عنه.
وغير هؤلاء خلق رووا عنه رحمه الله تعالى .
ومن ذلك ما رواه ابن عبدالبر قال سمعت عبدالله بن محمد بن أسلدء
وسلم - من نحو مائني طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل وأعجبت
مائتي طريق فسكت ساعة ثم قال: أخشى أن تدخل هذه تحت (لحاكم
ولا أدل من هذا على إكثار الكناني رمه الله من الرواية والعناية بطرق
)١( ذكر الشاطبي في الموافقات (81/1) أن الأختفال في ستتخراع: الحاديث بن طرقاً
كثيرة لاعلى قصد طلب تواتره؛ يعد من الاشتغال بالملح لامن صلب العلم» وأورد
قصة الكناني هذه فلبراجع .
وقال أبو هد الله بن مندة: سمعت جزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب
وسلم في الما فقال لي : أما تختم الصلاة علي في كتابك.
تأله وتعبد) وقال في تاريخ الإسلام: (ورحل وطوف وجمع وصنف) .
لكن لم أقف على شيء من تصانيفه غير هذا الجزء الذي بين يديك . ول يذكر
له في ترجمته غيره.
ثناء العلماء عله :
١ - قال أبو الوليد الباجي : (مزة بن محمد أحد الحفاظ ١
7 - وقال أبو بدالله محمد بن علي الصوري : (وكان حاذ
7 وقال أبوعبدالله الحاكم : (مزة المصري كان على تقدمه في معرفة الحديث
أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة).
؛ وقال السمعاني : (حافظ ديار مصر في عصره).
٠ وقال الذهبي في السير (الإمام الحافظ القدوة محدث الديار المصري » وقال
قٍِ يخ الإسلام : (وكان حافظ ديار مصر بعد أبي سعيد بن يونس وكان ثقة
ثبتا صالخا دين .
+ وقال ابن العماد: (الحافظ أحد أئمة هذا الشأن) .
قال الذهبي في السير (أنبأنا الخضر بن حمويه؛ عن القاسم بن علي؛ حدثنا
سمعث خزة بن محمد الحافظ وجاءه غريب» فقال: إن عسكر أبي تميم «يعني
قلت: هؤلاء عسكر المعز العبيدي الاسماعيلية. تملكوا مصر في هذا الوقت
دولتهم أزيد من مثتي عام ؛ حتى أبادهم السلطان صلاح الدين» ونسبهم إلى
علي رضي الله عنه غير صحيح .
مات جمزة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاث ماثة؛ عن بضع وثمانين
سنةء قاله المحدث يحيى بن علي بن الطحان). اه.
١ تاريخ دمشق لابن عساكر (ه/؟7*).
7 الأنساب للسمعاني (ف/48).
٠ تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لابن زبر (17/ 845 39/1).
ّ - تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 61 .)٠
* سير أعلام النبلاء للذهبي (174/176).
+ - العبر للذهبي -)٠٠١/7(
رة الحفاظ للذهبي .)١46/7(
8 دول الإسلام للذهبي .)17١/١(
شذرات الذهب لابن العماد (/17).
٠ - النجوم الزاهرة لابن تغري بردي .)7٠١/4(
١١ حسن المحاضرة للسيوطي .)*01/١(
١ طبقات الحفاظ للسيوطي (ص7/ا3).