دمعاء
على القوم الكافرين » [البقرة 85؟]
التقديم
الحمد لله رب العالمين + خالق السموات والأراضين» أحمده سبحانه وأستعين
كل عبده ورسوله وخيرته من خلقه؛ أرسله ربه ليخرج الناس من ظلمات الجهل
إلى نور اليقين فكان كَي خير رسول وأعظم بشير سلك بالبشرية طريق الهدى
والرشاد فكان الإيمان بعد الشرك والنور بعد الظلام والأمن والطمائيئه بعد
أمابعد
العرب قبل الإسلام بالفصاحة والبلاغة لدرجة عظيمة؛ حيث كانت الأسواق تقام
ويتبارى فيها الفصحاء والبلغاء والأدباء والشعراء كل يدلى يدلوه إما بالشعر وإما
بالخطب وإما بالنصائح وإما بالحكم والأمثال
رسول كريم ونبى أمى لا يقرأ ولا يكتب فتحداهم جميعا أن يأتوا بسورة من مثلة
فعجزوا وسيظل القرآن متحديا لهم إلى يوم الدين يحمل بين سطوره برهان كماله
إعجازه يقول الله عز وجل:
بلسان عَربي مين ه65 > [الشعراء 146:147]
هذا وقد جاء التحدى والإعجاز البلاغى فى القرآن الكريم فى مواضع كثيرة
أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
طهر ©
[سوزة الإسراء 48]
ين 632 [سورة البقرة 75:77]
[سورة هود 14:17]
[سورة الآثقال ]7١
هذا قول كفار قريش الذى حكاه تعالى عنهم وهذا كذب وافتراء ودعرىق
باطلة بلا ليل ولا برهان ولو كانوا صادقين لأتوا بما يعارضه بل إنهم يعلمون
كذب أنفسهم
قال الله عز وجل ردًا عليهم .
رح © [سورة الفرقان 7]
القرآن العظيم معجز من وجوه متعددة من حيث فصاحته وبلاغته ونظمه
وتراكيبه وأساليبه وما تضمنه من أخبار ماضية ومستقبلة وما اشتمل عليه من
أحكام جلية وقد تحدى ببلاغة الفاظه فصحاء العرب كما تحداهم بما اشتمل عليه
من معان صحيحة كاملة وهى أعظم فى التحدى عند كثير من العلماء؛ فأسلوب
كلام القرآن لا يشبه أسلوب كلام رسول الله كيهٍ كلام رسول الله الوارد فى
أحاديثه ال يفة لا يقدر أحد من الصحابة ولا من جاء بعدهم أن يتكلم بمثل
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله كي قال (ما من الأنبياء نبى إلا
القرآن الكريم ذلك الكتاب المعجز الذى يمنح الإنسانية من علومه ومعارفه ومن
وإيمانا منى بعظمة هذا الكتاب الخالد أردت أن أقدم للسادة القراء جانبًا واحدًا
من الجوانب العظيمة فى إعجاز القرآن الكريم وهو ما يسمى بعلم البلاغة ليقف
القارئ على الأسلوب الرائع ودقة التصوير الفنى فى هذا الكتاب ليكون ذلك
دليلا قويًا وبرهانًا ساطعًا على صدق الرسول الكريم فى رسالته وعظمة القرآن
الكريم وشموخه فى تحديه لأساطين البلاغة والفصاحة نعم إنه لقرآن كريم فى
كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين وقد استعنت فى كتابتى
وعملى هذا بأمهات الكتب الموثوق بها وبنفس تسلسل السور الكريمة فى
الصحف الشريف.
أسأل الله عز وجل التوفيق والسداد وأن يجعل هذا العمل الصالح شاهدا لنا
يوم القيامة.
اللهم آمين
الكاتب
(مكية وآياتها سبع بالإجماع]
فى رحاب السورة الكريمة
سورة عظيمة لها عدة أسماء اشتهر منها ما يلى
قال ابن جرير الطبرى سميت بفاتحة الكتاب لأنها يفتتح بكتابتها الصحف
الشريف ويقرأ بها فى الصلوات.
لاشتمالها على المقاصد الأساسية للكتاب العزيز ففيها الثناء على الله عز وجل
وفيها إثبات الربوبية وفيها التعبد بأمر الله سبحانه وتعالى وفيها طلب الهداية
والثبات على الإيمان» فهى كالام بالنسبة لبقية السور الكريمة والعرب تسمى كل
أمر جامع أما فتقول لمكة المكرمة (أم القرى) لأن غيرها تبع لهاء
لأنها سبع آيات تثنى فى كل صلاة قال تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من
المثانى.....» فالمراد بالسبع المثانى (سورة الفاتحة) لأنها سبع آيات بإجماع القراء
ذكر الإمام القرطبى رضى الله عنه فى تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) أن لهذه
)١( جامع البيان للطبرى الجزء الأول
(1) الجامع لاحكام القرآن للقرطبى الجزء الأول صفحة 117
فضل السورة الكريمة:
أولاء
روى البخارى فى صحيحه عن أبى سعيد بن المعلى رضى الله عنه أنه قال
قال: لأعلمنّك سورة هى أعظم السور فى القرآن الكريم قبل أن تخرج من
المسجدء ثم أخذ بيدى فلما أراد أن يخرج؛ قلت: له يا رسول الله ألم تقل
السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته(١) .
روى الإمام أحمد فى مسنده أن (أبى بن كعب) قرأ على النبى كَل أم القرآن
فقال كَةٍ (والذى نفسى بيده ما أنزل فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور
ولا فى الفرقان مثلهاء هى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيته)().
عليه السلام قاعد عند النبى كَهةٍ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه
() رواه احمد والترمذى وقال التهذى حديث حسن صحيح.
(©) رواء مسلم والنسائى. . . . . أنظر القرطبى الجزه الأول صفحة 113 +
من ألوان البلاغة فى السورة الكريمة
جاء فى البحر المحيط أن فى السورة الكريمة من أنواع البلاغة والفصاحة ما
أولا: حسن الافتتاح وبراعة المطلع.
ثانيا: المبالغة فى الثناء وذلك لعموم (ال) فى الحمد المفيد للاستغراق
ثالثا: تلوين الخطاب فى قوله الحمد لله إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أى قولوا
الحمد لله.
به تعالى إذ هو مستحق لها جل وعلاء :
خامسا: الحذف وذلك بحذف كلمة صراط من قوله تعالى « غير المغضوب
ثامنا: الاتفات وذلك فى قوله تعالى ل يك تعد وإ تين د اهنا
تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم » إى ثبتنا عليه.
عاشرا: السجع المتوارى وهو اتفاق الكلمتين الأ
فى الزمن والروى
وذلك فى قوله تعالى الرحمن الرحيم؛ الصراط المستقيم وقوله نستعين ولا
فى رحاب السورة الكريمة
أواثل ما نزل بالمدينة المنورة» تعنى بجانب التشريع شأنها شأن السور المدنية؛ التى
تعالج النظم والقوانين التشريعية التى يحتاجها المسلمون فى حياتهم الدنيوية
اشتملت السورة الكريمة على معظم الأحكام الشرعية فى العقائد والعبادات
والمعاملات والأخلاق والزواج والطلاق والعدة وغيرها من الأحكام الشرعية.
وحقيقة الكفر والنفاق» ثم تحدثت عن بدء الخليقة فذكرت قصة آدم عليه
السلام؛ ثم تناولت بإسهاب أهل الكتاب وبخاصة بنى إسراثيل لأنهم كانوا
مجاورين للمسلمين فى المدينة المنورة فنبهت السورة المؤمنين من خبثهم ومكرهم
تكوين دولتهم الإسلامية وهم فى حاجة ماسة إلى التشريع السمإوى الذى
يسيرون عليه؛ كالعبادات والجهاد وجريمة الربا والمرابين وأنهم سيلقون يوم رهيها
فيه توفى كل نفس بما كسبت دون ظلم» وختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين
إلى التوية والإنابة والتضرع إلى الله عز وجل وسميت السوزة الكريمة بسورة
البقرة حيث ورد بها ذكر المعجزة الباهرة التى حدثت فى زمن سيدنا موسى عليه
السلام حيث قتل شخص ولم يعرف قاتله فعرضوا الأمر على سيدنا موسى عليه
السلام لعله يعرف القاتل فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة وأن يضربوا
نبي