ولما كان هذا العصر عصرٌ إنمان مطلق بالمحسوس » وإعراض - عند كشير
من الناس - عين الغيب ورسالات الرسل كدان من الواحب على المستللجيين
إبرازًٌ عظمة الإسلام » وأنه الدين الذي ارتضاه الخالق - سبحائه - لعياده +
وإظهارٌ عظمة كتابهم ومافيه من صنوف الإعجاز المبوهمن على أنه من عند عليم
خبير ؛ سبحانه وتعالى » فإذا ظهر للناس أن القرآن معجز وأنه من عند الله قامت
عليهم الححة » وظهرت لم الْحَجَة ؛ فدخل السعداء متهم في دين الله أفواجاً +
واطمأنت نفوسهم ذا الدين ؛ ومن هنا تظهر أهمية البحوث الموضوعة لإظهار
الإعحاز وبيان تفرد هذا الكتاب بالحفظ الي .
وأدلف من هنا إل بيان أهمية هذا الموضوع :
معرفة الإعجاز القرآني + وإدراك عظمة الكلام الرباني من أهم المعارف
وأشرفها » ومن أجل العلوم وأعظمها ؛ فسن نظر في إعجاز هذا الكتاب المبين
وتضلع من معانيه ظهر له قدره ؛ ووضحت عنده أهميمه وفضله » وقليا قيل :
شرف العلم يتعلق بشرف المعلوم » والمعلوم هنا هو كتاب الله - تعالى -
الذي لم يسمع بمثله بشر » ولايصل إلى عظمة تشريعه مذهب أو قانون .
فإظهار الإعجاز في هذا الكتاب العظيم وبيان العظمة في مبانيه ومعانيه من
الكتاب للبين + فيجملوه للداس لرعةٌ ومتهاحاً ) ودصوةوييافاً؛ اقلا تستطيع
مناهج الضلال المزخرفة أن تفتتهم عن هذا الح الذي يعلمون جلاله وعظمته »
ولعل هذا هو مايشير إليه قوله تعالى :
فليس كإيضاح الإعجاز للناس مثيلٌ في زيادة يقينهم بالله - تعالى - وبأن
هذا الكتابٌ لابد أن يكون من عنده ؛ سبحانه وتعالى ؛ وأشهد أني قد عرفت من
هذا الكتاب العظيم - في نفسي - بعد دراسي لبعض جوانب إعجازه شل هذا
الأثر الجليل + وفهمت لماذا اتشعرت لسماع آياته جلودٌُ الصحابة ثم لانت +
فبذلوا من أحله النفس والنفيس ؛ رضي الله عنهم أجمعين.
فتحن - اليوم - في حاجة إلى إظهار هذا الإعجاز للمسلمين وبيانيه ؛ حتى
انياً : إظهار إعحاز القرآن وبياُ أنه قطعاً كلام الله - تعالى - سببٌ عظيم من
أسباب هداية الكافرين وجذبهم لهذا الدين » والأمثلة على هذا - في عالمنا اليوم -
كثيرة ؛ خاصة في بحالات الإعجاز العلميّ و التشريعي"؟ .
الا : إظهار الإعحاز القرآني في جوانبه المختلفة - خاصة الإعجاز العلمي
174 سورة القوية : آي -١
ار - ملا القرآنية : الإعحاز العلمي والغييّ )) : للدكتور عمد حسن هينو ٠
وانظر - أيضاً - (( دراسة الكتب القدسة في ضوه للعارف الحدينة )) لموريس بوكاي » 114-8
- كتاب زز اا
الذين كانوا ضحية الفكر الوافد الكافر فردوا ماجاء به القرآن من شرائعٌ وحدود +
تحت دعاوى زائفةٍ لاحصر لا ء فإذا ظهرت لم أنوار الحق ؛ وأدركوا الفرق بيه
وبين ظلمات قوانين الغرب والشرق ؛ رجعوا إلى كتاب الله - تعال - مذعنين
راغبيين مصدقين
هذه بعض جوانب أهمية إظهار إعجاز القرآن الكريم في هذا الزمان +
وقد يقول قائل :
ما أهمية تناول الإعجاز البياني للقرآن الكريم » ودراسة كتب الأقدمين فيه والحال
إن غالب الناس اليوم لايتذوقون اللغة العربية الفصحسى ولا يفهمون مراميها
وأسرارها ؟
والجواب من ثلاثة جوانب :
أما الجانب الأول فهو أن هذا الموضوع ذو طبيعة تخصصية وعلمية منهجية ؛(قهر
بهم الباحثين بالدرحة الأولى ؛ إذ هم الحريصون على جمع شتات ومتفرقات
الموضوع المطروق في أزمنته المختلفة .
وأما الجانب الثاني من الجواب فصحيحٌ أن الناس في زماننا ققد ضعفت عندهم ملكة
تذوق الفصحى ضعفاً عظيماً ؛ وأصبحوا لايفهمون أسرار بلاغتها مرولا يدركون
جوانب جمالها - إلا القلة القليلة - لكن إذا عرف أبناء العصر أن أسلافهم +
معارضته » وأدرك أهل زماننا العجز النام الذي كان مستوليً على الأؤائل حيال
فيعظم يقينهم بهذا الكلام الإلحي يجيد فتصفو نفوسهم من الشبهات ؛ وترقاً
أفقدتهم ويعظم إمانهم وتصديقهم .
ولا ريب أن إظهار الإعجاز التشريعي والعلمي مما يناسب أهلّ زمائضا +
وهم أحوج إليهما من غيرهما ؛ ولكن مقصودي تعريفهم ما عجز عنه أسلاقهم
وأنهم هم أعجز إزاءه وأضعف + فيظهر للناس أن هذا الكتاب العظيم معجز في كل
عصر وليس في الزمان الماضي فقط .
الجانب الهالث : قد بقيت في الأمة بقية تمسكت بلغتهاء واطلعت
الباحث اللغوية البيانية » ولج صدرّها كل بحث يكشف عن عظمة القرآن وسمو
إعجازه ؛ وهولاء ينقلون إلى الناس ما استشعروه من جلال البيان القرآني ؛ تأليفا
وحدياً ومحاضرة وتدريساً » فيشيع في الناس علمهم » ويتتفعون بآثارهم » كما
رأينا من بعض الدعاة المعاصرين الآن
هذا وهناك حوانب أخرى في بيان أهمية تناول هذا الموضوع ستأتي في الفقرة
التالية : سبب اختيار الموضوع :
أولهما متعلق بي » والآخر متعلق بالموضوع وبالكتاب الذي أدرسة :
أما الأول : فقد منّ الله - تبارك وتعالى - علي بحفظ القرآن ؛ ودراسة قراءاته
العشر ء ومنّ علي - سبحانه - بأن يسر لي الالتحاق بقسم الكتاب والسنة في
الدراسات العليا لأنهل من معين القرآن العظيم ؛ ولما كانت رسالي في
( الماجستير ) متعلقة بالقرآن العظيم وقراءاته - أحجبت أن تكون رسال في
( الدكتوراه ) متصلة بالقرآن الكريم أيضاً ؛ لأزداد معرفة به وفهما له ؛ ورجاء أن
أفوز بالخيرية الي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( خيركم من تعلم القرآن و علمه ))!" .
أما السبب الآخر : فهو متعلق بالموضوع وبالكتاب » فلأهمية الموضوع -
أولا : لم يارس هذا الكتاب : (( معنزك الأقران في إعحاز القرآن ))
دراسة علمية تبين منهج الإمام السيوطيٌ في طرق موضوع الإعحاز ؛ إذ اشتهرت
عدد أهل العلم مناهج التقدسين بمن ألف في الإعحاز كالب الاي والإأماني
والجْرحاني + وغيرهم ؛ رحمهم الله تعالى ؛ لكن لم يتضح - عند الكثيرين -
منهج التأخرين في تأليفهم في الإعجاز » فأردت توضيح ذلك حتى تظهر جهود
المتأخرين في دراسة إعجاز كتاب الله تبارك وتعالل
ثانلياً: كتاب (( معزك الأقران )) كتابٌ جامع مبسوط » أحاط فيه الإمام
السيوطي - تقرياً - مما وصل إليه علم المسلمين في إعجاز القرآن حنى زمانه »
فصار من المهم دراسة مثل هذا الكتاب الحاوي لمناهج كثير من المتقدمين
وامتأخرين .
ثالفاً: الكتاب نملوء بالأحاديث والآثار مما يعطيه أهمية خاصة بين تب
الإعحاز وبثري مباحثه .
رابعاً : ذل السيوطيّ - رحمنه الله تعال - على إعجاز القرآن بأمور لم
تطرق من قبل إلا قليلا ؛ أو طرقت بإيجاز واقتنضاب فتوسع فيها وأبرزها جلية
خامساً : أتى السيوطيّ - رحمه الله تعال - بعدة وجوه للإعحاز اعتلف في
عدّها معجزاً عددٌ من العلماء » وأتى بوجوه ليست من الإعجاز قطعاً ؛ قلما صنع
ذلك صار ار من المهم أن تُدرس تا تلك الأوجه كلها ؛ ويظهر تعلقها بالإعجاز القرآني
لهذه الأسباب بجتمعة اختزت هذا الموضوع وهذا الكتاب للبحث
والدراسة ؛ راجيا اللة أن أثال به الثوابّ والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة بفضله
خطة البحث وعملي فيه
وقد قسمت البحث فيه إلى : مقدمة وأربعة أبواب وخائمة :
أما المقدمة فتحوي :
.١ أهمية الموضوع .
سبب امتياره .
+ خطة البحث .
4. عملي في هذا البحث .
و أما الأبواب فقد قسمتها إلى فصول تتفرع منها مباحث ومطالب ؛ وذلك
على النحو الآتي :
الباب الأول :
الإعجاز القرآني
وأوجه دراسته عند العلماء قبل الإمام السيوطي .
وفيه فصلان :
الفصل الأول
وفيه ثلالة مباحث :
البحث الأول
البحث الثاني
اللبحث الثالث
الفصل الثاني
البحث الأول
أ. كتب التفسير
ب. كتب علوم القرآث .
ج. كتب العقائد .
: الإعجاز القرآني مفهوماً وتارياً
: معنى مصطلح الإعجاز القرآني .
أ علم الإعجاز وتدوينه وجهود العلماء في دراسته .
: طرائق التدوين في الإعجاز القرآني
: التدوين المبثوث في الكتب :
.. كتب السيرة الشريفة +
البحث الثاني : التدوين في الكتب المستقلة بالإعجاز
أ. (( النكت في إعجاز القرآن )») للشيخ أبي الحسن الرماني
ب. (( إعجاز القرآن )) للقاضي الباقلاني +
ج. (( نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز )) لفخر الدين الرازي +
د. (( الطراز القضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعحاز )) للسيد يحيى بن حمزة
العلوي .
الباب الثاني 8
الإمام السيوطي ودراسة كتابه
(( معتزك الأقران في إعجاز القرآن ))
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : الإمام السيوطي : حياته وآثارة
وفيه تمهيد و مباحث :
المبحث الثالث : آثاره العلمية في الإعجاز .