تقديم الأمانة العامة
الحمد لله رب العالمين» والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه
فإِن الأمانة العامة مجمع املك فهد لطباعة الصحف الشريف
العلمية المتصلة بإعجاز القرآن الكريم» ضميمة جديدة تختص بالقراءات؛
وما يُستخلص منها في جانب البلاغة والبيان. وهذه الدراسة هي:
«الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة» للأستاذ الدكتور
أحمد بن محمد الخراط. وقد الُصفت هذه الدراسة بالتوثيق العلمي
لفصولها؛ وربط هذه الفصول بجهود السلف رحمهم الله
ومجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لن يدُخر الجهد في إثراء
اللسيرة العلمية التي نهض للوفاء بها لخدمة علوم القرآن. فَلمجمّع هو
توجيهات معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير
الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؛ المشرف العام على المجمّع»
الذي يتابع إنجازاته» ويُعينه على أداء رسالته في خدمة كتاب الله عز وجل
وما يتصل به من علوم أصيلة نافعة؛ وقد عكف على إعداد مصنفات قيمة
نسأل الله عز وجل أن يحفظ للملكة العربية السعودية سؤددها وأمْنهاء
بهاء وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز» وولي
عهده الأمين» سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز» حفظهما الله جميعاً»
الأمين العام
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
أ.د. محمد سالم بن شديد العوفي
الحمد لله رب العالمين؛ أنزل على رسوله الكتاب بلسان عربي مبين؛
أعجز الخلق عن الإتيان بمثله؛ ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً. والصلاة
فهذه دراسة علمية تتناول جوانب من أسرار الإعجاز البياني؛ كانت
مباحث إعجاز القرآن الكرم» وتُدلي بدلاء جديدة؛ تنهض في إرساء دعائم
لون طريف من هذه المباحث» التي وردت مادتها منشورة في بطون كتب
التفسير والبلاغة والتوجيه واللغة. والحق أن معالجة هذه المباحث تستحق
التأمل والنظر» والجمع والتنسيق؛ لأنَّها تضيف إلى دراسات إعجاز القرآن
الكريم لبنات جديرة بالوقوف على دلائلها ومقاصدها.
موقع هذا التعريف يناسب أن يسبقه تمهيد؛ يسلط الأضواء على حقيقة
في الوقوف على أسرار الكتاب العزيز والإفادة من جوانب إعجازه في
الدعوة إلى الله .
الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة
وقد اشتملت هذه الدراسة على إحدى وثمانين آية من الذكر الحكيم.
ونسأل الله عر وجل أن يجعلنا من خدم كتابه» وتَشَرّف بالنهل من
أدلي بدلوي للكشف عن أغواره.
وبطيب لي أن أشكر الاستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي؛
الأمين العام مجمع الملك فهد لطباعة الملصحف الشريف؛ الذي شّجْني على
متابعة الكتابة في هذا البحث»؛ بعد أن كان في أصله محاضرة ألقيتها في
قاعة مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة. والحمد لله الذي بنعمته تتم
التمهيد
المبحث الأول:
حقيقة الاختلاف بين القراءات المتواترة وفائدته.
المبحث الثاني:
أنواع الإعجاز القرآني» والتعريف بهذه الدراسة.
الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة
المبحث الأول
حقيقة الاختلاف بين القراءات المتواترة وفائدته
أدرك السلف -رحمهم الله أن ثمة اختلافاً ظاهراً في المعنى قد يقع بين
قراءتين تجريان على لفظ واحد من الفاظ الآية من القرآن الكريم» وقرر
السلف صحة المعنيين كليهما» وتدور عباراتهم على أن التنزيل الحكيم قد
معنياهما فكلُ واحد من معنييه صحيح . فإن قال: أكان التنزيل بإحداهما
أو بكلتيهما؟ قيل : التنزيل بكلتيهما. فإن قال: كيف يكون
أنزل مرة؛ ولكنه أمر تل أن يقرا
. 47/1 جامع البياذ ) ١(
انظر: السبعة ص 6417
الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة
مُنَزلَ من عند الله إذ كل قراءة منها مع الأخرى بمنزلة ية مع الآيةء
ويجب الإيمان بهاء واتباع ما تَضَمَتَتْهِ من المعنى علماً وعملاً ولا يجوز
حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤهاء وكان رسول الله كن
أحرف فاقرؤوا منه ما تيسْر». فلا تشريب على المسلم أن يقرا بأيٌ
كتاب الحصومات ( 4 ) باب: كلام الخصوم بعضهم في بعض؛ برقم ( 1414 ): فتح )1(
الباري /في.
اني في ضوء القراءات القرآنية المتوا
القراءتين؛ لآن التنزيل ورد بهماء وقد يترتب على اختلاف
يتعدى الأداء اللفظي؛ وسوف يمر بنا في ثنايا هذه الدراسة أمثلة كثيرة
تمثل الجانبين.
وقد تعرّض الشيخ ابن عاشورا' » في مقدمة تفسيره: 8 التحرير والتنوير»
لمسألة الاختلاف بين القراءات المتواترة وجزم ب الوحي قد نزل بالوجهين
مأثورة عن النبي تله ولا مانع أن يكون مجيء الفاظ القرآن على ما
ذلك المعاني؛ فيكون وجود الوجهين فاكثر في مختلف القراءات مُجْرِنَا عن
آيتين فأكثر» وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن؛ ولذلك فإن اختلاف القراء
حَمَلُ إحدى القراءتين على الأخرى ًّ
وقد درس علماء القراءات اختلاف القراء في حروفهم؛ فوجدوه اختلاف
يقول الإمام ابن الجزري!": « وقد ت
يخلو من ثلاثة أحوال:
تناقض» فإن هذا مُحال في كلام الله.
اختلاف القراءات كلها فوجدتاه لا
288/1 التحرير والتثوير )١(
الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة
أحدها: اختلاف اللفظ» والمعنى واحد .
وقد مَثَل ابن الجزري للحال الأول بالاخت لاف في «العصراط )"©
في القراءتين هوالله تعالى؛ لانه مالك يوم الدين ومَلكُّه. وكذا
فضمن الله تعالى المعنيين في القراءتين.
. أي: اختلاف القراءات في اللفظ والمعنى ) ١
(1) أي: اجتماع القراءات.
ية ؟ من سورة الفاتحة» وانظر: النشر 71/1/1١ +
4 ) الآية من سورة الفاتحة» وانظر: النشر 7771/1 +
٠ل من سورة آل عمران» وانظر: السبعة ص ؛ 709+
انظر: السبعة ص: ١74
() الآية 4 من سورة القاتحة؛ وانظر: السبعة ص؛: +1٠4
(«) الآية 384 من سورة البقرة؛ وانظر: السبعة ص: 188+