البشرية مهما كانت؛ وعجزها مهما أوتيت من فصاحة القول وبلاغته؛ عن الكفف
والإيضاح والإظهار الكلي الشمولي لما وراء الكلمة؛ لا حصراً فيما يتعلق بالاتفمال
النفسي أو الدهش الذوقي أو الشعور الداخلي» بأمر ما معحب أو ممتع أو مدهش بجيء
الكلمة للتعبير عنه أصدق تعبير. .وإنما فيما يتعلق بالإحاطة الفكرية بالذي يراد كشفه
وإيانته» وما ذاك إلاّ لأ سعي المتكلم إلى الإبانة الصادقة الدقيقة المطابقة تماماً ما يريد
بيانه أو كشفه؛ تعي ما تعي تضحيته بشطر الحسن والجمال الذي لابدّ للكلمة البليغة
من الاتصاف به.. فإذا حرص المتكلم على إظهار شطر الحُسن والجمال في كلامه»
ضحى مجهة البيان والكشف والإيضاح والمطابقة والمقاددة لما أراد بيانه...
على التبوة... لقد فائهم جميعاً أن الكلمة القرآنية ليست تياناً ما في النفوس الإنسانية
حسب»؛ وإنما هي تبيان لما في الأشياء جميعاً سماءٌ وأرضاً وما يتعلق بجما.. وهل تمقدور
تبيان لكل شيء. .. وما يبدو على ظهر هذه الأرض أو من على صفحة السماء غير
أولتك الواهمين وهم يخضعون لآلية الإدراك الجزئي المحدود؛ أن الاختلاف المظهري سنة
وكتلة؛ لوناً وهيئة... ولكن الاختلاف نابع من صلب الوسط الكوني المشترك الذي
وما زالت تبين وتكشف عن ذلك الوسط الكوني الذي يجمع الشيء على الشيء ويقرن
الشيء بالشيء»ودونما تضحية بشطر الجمال والحسن البادي من على الكلمة القرآنية؛
والذي هو مطابق للحسن أو الزينة البادية من على سطح الأرض وصفحة السماء...
المقدّمات سيكون خافياً مُضمراً منسرباً في النتائج»وإن الأصل بالنسبة إلى المترتب عليه
سيكون مُدخلاً ليس للمترتب من رجاحة يبان وبلوغ إبانة إلا بالتدليل عليه (غلى
اللدخل. فماامترتب إلا ظاهر الباطن» وما المدخل إل الباطن الذي سيلحاً إليه المتوتب
في كل مر من مرّات كشفه وإبانته وإظهاره. فالمترتب نابت في صلب الأصل وعالق
متداخلة باطناً وعمقاً التداخل الذي يقرن بعضها ببعض ويلبس بعضها بعضاً فيكف
بعضها عن بعض. فكل مترتب كاشف عن نفسه وعن غيره من جهة ومنكشف
بنفسه وبغيره من جهة أخرى؛ فالمترتبات تخليط ألوان عدّة في لون واحد» وعن لون
واحد هو لون الأصل...
ترى ما الحكمة الكائنة الكامنة وراء جعل معجزة آخر الأنبياء وخاتمهم
معجزة قول أو معجزة كلمة؟ ثم لماذا تتخذ المعجزة من اللسان العربي مَعيرا لإعجازما
المطلق والشامل؟ ثم وبتخليط آخر للون الأصل» واستنباتاً للسؤال في السؤال... ترى
هل نقدر أن يجعل من الظاهرة القرآنية بوصفها معجحزة لسانية؛ مدخلاً لقراءة الكون
في الآفاق وفي الأنفس» أي بتعبير آخرء هل نقدر أن يجعل من البلاغة القرآنية؛ بلإفة
(أحسن الحديث) مدخلاً لقراءة بلاغة السماء وبلاغة الأرض وبلاغة الزرع والطير
والبحر.. بجملة القول هل نقدر أن نجعل من الفكر البلاغي العربي الذي سلك القرآن
الفعل الإشي؛ فعل الخلق» وذلك بعد توسيع كفاءة ذلك الفكر ثم إسقاطه على
أبواب أو مداخل, الإجابة عنه» إجابة تنحو بصاحبها منحى علمياً قدر المستطاع...
إذا كان هدف العلم هو إحراز تقدّم ما في فهم الأشياء من حولنا وفي أنفسنا
عن طريق تقدم الحلول المناسبة لما كان يُشكل تساؤلاً أو قضية مشكلة حى لحظة تحقق
الجامعة للعلم بكلّ شي والداعية إلى تعلم ذلك العلم. فالقرآن الكريم سوال كوي
كبير وإجابة معرفية شاملة في وقت واحد؛ ولا بدّ لنشاطنا المعرني من التعشق أو العلوق
الكريم وفي عقولنا الجامعة؛ وإلاً فإن العقل البشري لا ُقدّم حلولاً. إنه بين الحلول
المعرفية؛ على أن التوقف عند السطح لاب أن يُحيلنا ويرجع بنا إلى العمق الذي بست
الذي يواجهنا من على سطح تلك المادة المعرفية هو الكلمة القرآنية الي هي تبيان للفعل
الإلهي الخلاّق. تلك الكلمة المسطورة بين دفي الكتاب على وفق نظام تركيي واضح
المعالم» لم يجئ كذلك إلا ومّة وراء بحيئه حكمة بالغة... فالكلمة القرآنية المختارة
وتنظيمها أو ترتييها وتكرارها أو تنرّعهاءومخالفتها العرف اللغوي البشري السائد قبل
لشيء دون شيء» ولا هو كمثل قول الذين "يقولون ما لا يفعلون".. القرآن قول إلهيّ؛
وبلاغة القول الإلهي فعلهُ؛ فعل الخلق. فالقول تبيان لما تكرّن به وظهر وبان وكشسف
أي من مظاهر الفعل الإلحي الخلّق» فعلينا العود إلى نظام النبيان وبلاغته»؛ فالبلإفة
هاهنا بلاغة ال "هناك" مع فارق الظهور» فالكلمة القرآنية؛ بين دفي الكتاب مظهر
صوتّ؛ والكلمة القرآنية بين دقفي عالم الشّهود (السماء السابعة والأرض السابعة)»
مظهر بصري» والمظهر الصوتي أوف في الإبانة وأجع في تقدم الحلول والإجابات المعرفية
الكليّة من المظهر البصري.
ومموجب بلاغة التوقف والتأني عند الكلمة القرآنية الكاشفة عن كل شسيء»
لابد من الخلوص إلى عدم الفصل بين المظهر والظاهرة؛ أو بين السطح والعمق؛ ولق د
كان السطح البليغ للكلمة القرآنية مدخلنا إلى قراءة العمق المشترك الكائن والكامن
وراء السطح والمكوّن لحركيّته؛ باعتبار أن تنرّع الطرائق واختلافها سمة الكلام البليغ
وهو يبين المعى الواحد؛ كما يعرف أهل البلاغة... وترتب على ذلك عدم الفصل بين
البلاغتين, ثم داخلنا بين البلاغة القرآنية الظاهرة بين دفي الكتاب وبين البلاغة القرآنية
في الآفاق والأنفس...
إن سعينا إلى الإمساك بالعميق والكلّي والأصل الذي لابدّ للمظاهر من أن تود
لأصله الجامع» أصل رتق السموات والأرض.فالتبيان هو الصورة أو الحقيقة المجرّدة من
لحقيقة واحدة» مع فارق أن الوجه القرآني للكون وحه صو ثم وجه موجز وأو
وجه عميق كلّي وشحولي يسجّل ما جرى للكون وما يجري فيه من حيث ركسائزه
الكونية المشتركة؛ أي من حيث سنّنه الداخلية؛ والذي علينا هو أن نتوقف كثراً عند
أما الوجه الكونّ الخارجي للقرآن؛ فهو وجه بصري متنوّع وتختلف ومتعدد ومظهري
ُفرّق في الكائنات جميعاً؛ فالوجه الكون هو تسن الأشياء على وفق السسّة القرآنية
وركائزهاء فهو أي هذا الوجه» هو المتن أو الشرح أو العرض بالنسبة إلى الخلاصة؛ فهو
كمثل المادة المصنوعة بالنّسبة إلى ١١ (كتالوج)...
وبالجمع بين الوجهين؛ نصل إلى امتلاك أنموذجنا القرآتٍ التكامل» شرط
الإخلاص لموضوعية التبيان ونظامه اللساني وبلاغته الكونية الي #تُحيلنا دوماً إلى
الأصل البلاغي ل (كل شي مثا بالقرآن مرّة؛ وبالكلمة الأولى» كلمة التكوين»
وهي كلمة "اقرأ".. والذي يترتب على الأصل (الشيء الجامع ال"كل شيء")
التكرّن» بينما يترتب على الأصل القرائي "قرأ" التعرّو أي التجمّع والتضام و١
ومن عند الأصل الأخير أصل التتام يسلك الأنموذج القرائي مسالكه المعرئية
يجمع بين بلاغة القول وبلاغة الأشياء فيزياءً وكيمياء وأحياء ورياضة؛ ثم يجمع بين
بوصفها مجمع العلم الوراثي المسطور في الإنسان...
ثم يجمع بين بلاغة الخلق الإنساي» بوصف الإنسان مركز الكون الشسيئني
وبلاغة الخلق الكوبيٌ» فيُحكُم الأنموذج الإنساني في قراءة الكون» مختلفاً في ذلك عن
الأنموذج المعرني الغربي الذي يُحكّم الأنموذج الشيئي الفيزيائي في قراءة الإنسان... وهو
الاختلاف إلا مظهر من مظاهر التنّع الغائب في صلب الوحدة.فليس م جهلٌ مطلق
في ضوء البلاغة الكونية إلا حينما يكون الإنسان متكراً لوجود الله سبحانه» وما عدا
ذلك تبقى الأمور نسبية» والنسبية تخليط للألوان المعرفية» ولا بد من وحود اللون
الأبيض خلف المظهر التخليطي للألوان ولو بقدرء والذي يعنينا هو (القدر) لا غيره...
العلوم الطبيعية جميعاً الجمع الذي تنحيه من باع الأنموذج الفيزيائي الغربي» فالأنموذج
الفيزيائي الغربي الذي صارٌ نظرية تفرض نفسها على العلوم الأخرى ثم على وعي
الإنسان بالكون والكائنات ليس بشيء لدى الأنموذج البلاغي القرآني إل بقدر عُلوقه
حينما لا تتقاطع مع الرؤية السمعية ويختلف معها وينحيها حينما تختلف مع الرؤية
المضمون التصوري للحقيقة الفيزيائية؛ منها ما يتعلق بالنظرية النسبية» ومنها ما يتعلق
واللايقين.. وعلى الطرف الآخر» ما يتعلّق بثبات السرعة القصوى للضوء» والجييات
الوراثية.... الخ. وهو أي الأنموذج البلاغي» يتَخذ في ذلك كله من الكلمة القرآنية
الأولى كلمة "كن فيكون" كلمة الإقراء والإبانة؛ مدخلاً معرفياً متكاملاً؛ يحرص على
الإخلاص لموضوعية التبيان القرآني وبلاغته بلاغة "أحسن الحديث" ودوغا تدخل في
تغيير أو تبديل أو تأويل للكلمة القرآنية الي هي طباق الحقيقة الفيزيائية والكيميائية
أو معنزلة أو متصوفة؛ أو متفلسفة أو معنيين بالأحكام الفقهية أو معنيين بإعراب القرآن
الذي يسعى إليه الأنموذج البلاغي» هو أن لا يتعامل مع الكلمة القرآنية
بوصفها محتوى حسب دون الاعتبار ببلاغتهاء فالتعامل معها على وفق هذه الكيفية
وإن حقق للمتبيّن تبياناً ماء تعامل قاصر» القصور الذي من مظاهره تأخرنا العرفي -
نحن المسلمين- مقارنة بغيرنا في الوقت الذي نتوفر فيه نحن على خلاصة الكشضف
والإيضاح والإظهار لما في الآفاق وما في الأنفس مثا باتبيان القرآي... وكما حرص
هذا الأنموذج على عدم التعامل مع الكلمة القرآنية على أنما محتوى حسب فإنه حرص
على عدم التعامل معها على أنما شكل مُلذٌ ومدهش نفسياً أو جمالياً حسب. فالتعامل
معها على هذا النحو؛ لا يراعي فيها كونيتها ثم كونية حسنهاء باعتبار الحسن ماخلا
قرائياًمعرفيا؛ وليس الشأن في المدخل التوقف عنده؛ بل الولوج به ومن خلاله إلى ما
إنه يجمع بين الشكل والمضمون والسطح والعمق والحسن والبيان؛ الجمع الذي
يُحقق له التعامل مع الكلمة القرآنية تعامل عالم الفيزياء مع المظاهر الكونية وتعامل عل
الكيمياء مع التركيبة الداخلية لتلك المظاهر» وتعامل عالم الأحياء أو (البيولوجيا) مع
الدفق الحيوي للتراكيب ومظاهرهاء وتعامل عالم الرياضيات مع المنطق الرياضيّ الذي
يحكم التراكيب ومظاهرها وحيواتها... ومن قبل» فإنه يتعامل مع الكلمة تعامل الطفل
المندهش بالأشياء من حول»» ويحلق في آفاقها تحليق الباحث الجمالي في عوالم من
الخيال الخلّق أمام منظر من مناظر الطبيعة» وينحذب إليها انجذاب الفراش إلى راج
إن التعامل مع الكلمة القرآنية على وفق هذه النظرة البليغة معرفياً؛ ثم استنطاقها
وتيّن ما وراء (خريطتها) من جبال ووديان وأهار وأشجار... كفيل بتحقيق الرجاحة
هي قائمة على الحدوس اليّة والتكهنات.. فنحن مع الأنموذج البلاغي لا نححكم إلى
ما هو غير موجود؛ بل إلى ما هو موجود وواضح سواء في القرآن أم خارجه؛ ولكن
من حيث أن الموجود كلمة ذات وجهين صوتي أول وبصري ثان» فإذا أوصلنا الوحه
العلمانيون من خلال الوجه البصري بالتجربة والمشاهدة الحسية؛ تحقّق لا كسبنا
ذلك الذي وراء العلم الكائن والمكنون في الكتاب؟ فإذا دللنا على تابعية الأنموذج
على الأقل ازداد إيماننا برجاحة أنموذجناء لأننا على يقين أنهم لا يرضون عن أموذجنا
حتّى بع ملتهم» فهم يربأون على الاعتراف لنا بشيء من معرفة؛ فكيف بلمعرفة
ومظاهر» أصول ومترتبات» فثلاثة ألوان قرائية متداخلة» أما الباب الأول فعى بالتبيان
فالتيّن مترتب على التبيان أو البيان. فالتبيان هو الأصل المتبوع المفروغ من صدقه؛ وهو
العلم الكليّ الشمولي الذي ينصبٌ على الكشف عن الأصل الجامع للأشياء جميماً ألا
عن بعض أو تعدد أو اختلف.. فال "كل شيء" هو المرتكز الكوني ثم المعرقي العميق