3 مقدمت نسخة الشيخ الفقي
ثم تشرفت في حج عام سنة 1100 ١7 ه) بدعوة للعشاء على مائدة حضرة
صاحب السمو الملكي الأمير منصور المعظم حفظه الله وزير الدفاع في
المملكة العربية السعودية؛ وكانت الدعوة خاصة بعلماء نجد علئ عادة سمو
الأمير المعظم كل عام وبعد أن فرغنا من تناول العشاء الفاخر» جلسنا لشرب
القهوة العربية الفاخرة» وأخذ الحديث مع سمو الأمير المعظم مجراه العلمي+؛
شيخ الإسلام ابن تيمية وآثاره القيمة في إيقاظ العقول من رقدتهاء وجهاده في
إنقاذ الناس من غفلة التقاليد الجاهلية التي أوقعتهم في حمةأة الوثنية
زمنه» ولو أنه .رحمه الله كان قد وجد ما وجد شيخ الإسلام محمدبن
عبدالوهاب رحمه الله من نصرة آل سعود» واضطلاعهم بدعوة التوحيد؛
ووضعهم أنفسهم وأموالهم وكل جهودهم لنصرة دعوة التوحيد- لكان شأن
المسلمين اليوم غير شأنهم» ولكانت مكانتهم من الحياة أعز كثيراً جد مماهم
مستمرة؛ يرجع المسلمون بها إلى المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله
َي ؛ وأقام لهم أعلامها : من كتاب الل وسنة رسوله الناصح الأمينء واللّه
المسئول أن يوفق القادة منهم إلئ السداد والرشاد. والعمل الدائب علئ إحياء
آثار السلف الصالح؛ وتجويد عرضها للناس في الثوب الجميل الذي يجذبهم
العصرية المضطربة بأمواج الفتن والأهواء المضلة»؛ وفيها الغناء كل الغناء
عماغزا المجتمع الإسلامي من نتاج الفرنجة في السياسة والاقتصاد
والآداب والأخلاق والاجتماع والقانون.
بارك الله فيه الفرصة» ونوٌَ بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واثرها
في الإصلاح» وشدة الحاجة إلئ نشرهاء وتيسير الانتفاع بهاء وبالاخص
«كتاب العقود»» والذي لم يطبع من قبل ذلك» والذي حصلت نسخته النادرة
السالفة الذكرئ لي» فبادر سمو الأمير المبجل منصور- أدام الله توفيقه؛
وأطال حياته في خير العمل ووجه القول إلي": إني مستعد أن أنفق على طبع
كتاب «العقود»» فإذا وصلت مصر بسلامة الله تعالى فاشرع في طبعه إن شاء
الله . فهتف الشيوخ بلسان واحد بالثناء على سمو الأمير المعظم؛ والدعاء له
بطول العمرء ودوام التوفيق .
وإن هذه المسارعة من سمو الأمير منصور حفظه اللّه- إلى نشر كتاب
علئ نشره من جلالة والده الملك عبد العزيز المعظم» أطال اللَّه حياته المباركة
مبرزء بل إنه أمد الله في حياته لخير الإسلام والمسلمين قام في نشر علم
السلف بما لم يقم به أحد من الملوك» فجزاه الله عن ذلك أحسن الجزاء»
وأثابه أفضل المشوبة؛ وجعل من أنجاله أصحاب السمو الأمراء قرة عين
لجلالته» ولكل العرب والمسلمين؛ وعلئ رأسهم صاحب السمو الملكي
ولي العهد المعظم الأمير سعود» فإنه بحق أمير العلماء وعالم الأمراء.
أدام الله على الجزيرة العربية ظل آل سعود الوارف» وأيدهم بروح من
عنده؛ وسددهم في سبيل الإصلاح» وهدانا وإياهم صراطه المستقيم .
فلما عدت إلى مصر من الأراضي المقدسة» بدات في إعداد النلسخة
للطبع فكلفت الأخوين سليمان رشاد محمد مراقب جماعة أنصار السئة؛
ومحمد رشدي خليل أمين صندوقها بنسخهاء ثم أخذت أبحث عن نسخة
الأرنؤوطي بدمشق أطلب إليه معاونتي في العثور على نسخة أخرئ» فكتب
لي أن عند آل الشطئ الأمجاد نسخة جيدة سليمة؛ فأرسلت إليه النسخة
بالطائرة؛ فراجعها مراجعة دقيقة؛ وكمل مواضع النقص فيهاء وعندئذ
اطمأننت إلى أني أستطيع أن أخرج الكتاب النفيس باسم ١ن ية العقد» علئى
وفي أثناء الطبع شرف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور- حفظه
فأخبرت سموه أني في عودته الميمونة إن شاء الله سأتشرف بتقديم الكتاب إلى
وها أنا أجلو هذه التحفة الثمينة» وأزفها إلى المعنيين بكتب شيخ الإسلام
نفعني الله وإياهم بما فيها وفي كتب شيخ الإسلام من العلوم النافعة» وهدانا
جميمًا صراطه المستقيم» وجزئ الله صاحب السمو الملكي الأمير منصوراً
المعظم أفضل الجزاء على مساهمته العظيمة في إخراج هذه التحفة» مقتفيًا في
ذلك آثار والده العظيم حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم عبد العزيز آل
سعود. أطال الله حياته لخير الإسلام والعروية» وأدام الله عليه نعمة العافية
مقدمة نسخة الشيخ الفقي 9
والتوفيق والتأييد والنصر والتسديد .
وقد تفضل حضرة صاحب السمو الملكي الأمير الكريم» الشهم الهمام
منصور المعظم» تعميمًا للنفع بهذا الكتاب وغيره» فأذن لي حفظه الله وأطال
بقاءه في صالح الأعمال أن أطبع نسح للبيع بتكاليف الطبع للذين لايتيسرلهم
فآسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في حضرة صاحب السمو الملكي»
وأن يديم توفيقه لكل عمل صالح» وأن يبارك في جلالة والده المعظم وفي آل
سعود الأمجاد» وأن يجعلهم قرة لعيون المسلمين.
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلئ آله أجمعين .
محمد حامد الفقي
شوال سنة (17718ه)
أغسطس سنة (1444م)
مقدمة فضيدة الشيخ مصطلفى بن العدوي "
مقدمة فضيلة الشيخ أبي عبد الله
مصطفى بن العدوي
الحمد لله والصلاة والسلام علئ رسول الله؛ وبعد:
فهذا كتاب من أفضل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معروف بالسداد والتوفيق في جُلءٌ
عن الإسلام والمسلمين خيراً .
هذاء وقد قام أخي الشيخ نشأت حفظه الله تعالئ بتحقيق أحاديثه
به وما يقوم به من خدمة الكتب والمخطوطات» فاللة أسألٌ أن يوفقه لمزيد من
ين مقدمت فضيلتٌ الشيخ مصطفى بن العدوي
طلب العلم» والاجتهاد فيه؛ وإخراج النافع للمسلمين» وأن يبارك فيه؛ وفي
أبوعبد الله
مصطفى بن العدوي
مقدمت التخريج والتعليق 7
مقدمة
التخريج والتعليق
إله إلا هو له الحمد في الأولئ والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون.
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
وأستعينه استعانة مخلص في توكله عليه؛ صادق في توجهه إليه؛ موقن
بالعرض بين يديه» مؤمن بأن الخير أجمع لديه.
وأستهديه إلى صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من صفوة عبيده.
وأستخفره استغفار من يعلم أن لا ملجا من اللَّه إلا إليه في صدوره
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مقرّبان الدّين عند الله
0 مقدمة التخريج والتعليق
وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد الأنام الداعي إلى دار السلام صلئ الله
عليه وعلئ آله وصحبه الكرام وسلم تسليمًا دائمًا بدوام الملك العلام .
فإن خير الكلام كلام الله تعالى؛ وخير الهذي هذي محمد قِية؛ وشر
* فهذا كتاب «العقود» للإمام الهمام علم الأعلام الشجاع المقدام شيخ
الإسلام «أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام» رحمه اللَّه وطيّبٍ ثراه وجعل
الفردوس مأواه .
فبعد أن من الله تعالىئ بالانتهاء من كتابه النفيس «القواعد النورانية
نشره الشيخ محمد حامد الفقي. رحمه الله وقد طبع باسم كتاب «العقودا؛ -
كما طبع باسم «نظرية العقد» كما قال الشيخ الإمام المحدث محمد ناصر الدين
الألباني رحمه الله في «السلسلة الصحيحة» (4/1 47).
وسمّاه البعض «قاعدة العقد» كما في مقدمة الدكتور العطيشان لكتاب
شيخ الإسلام «شرح العمدة في الفقه» (1/ 77
* ويعدُكتاب «العقود» لشيخ الإسلام من أروع ماكتبه في الفقه لاسيما
قسم المعاملات: من بيوع ونكاح وطلاق » وكذا في أبواب الأيمان والتذور
() وقد نشرته الرشد بالرياض» وقدم له وراجعه شيخنا أبو عبد الله مصطفئ بن العدوي
مقدمرّ التخريج والتعليق ٠.
وما يتعلق بها.
وقد سلك شيخ الإسلام في كتابه هذا مسلكه المعروف في سائر ما كتب
وألّف» فقد ذكر أهم مسائل التكاح والطلاق والأيمان واللذور وبين خلاف
الأئمة في هذه المسائل» وخ ص مذهب أحمد بالذكر» وأيِّد ما اختاره بالدليل
من الكتاب والسنة ورأي الصحابة والتابعين -
ولم لا؟! وهذا هو المنهج الحق والصراط المستقيم» ولذا كان ذلك سمة
من سمات شيخ الإسلام» فقد سعئ رحمه الله سعي المجهود في التمسك
بالكتاب والسنة حتئى جعل ذلك أصلاً من الأصول التي يقوم عليها الإسلام .
* وقد حرص رحمه الله أن تكون استدلالاته بالصحيح الثابت من السنة
والأثر. قدر استطاعته .على خلاف بين أهل الحديث في بعض ما رجحه شيخ
الإسلام في بعض الأحاديث كما سيأتي في موضعه من هذا الكتاب الناقع
المبارك إن شاء الله تعالئ .
* وقد توسط رحمه الله في عموم ما ذهب إليه واختاره» فهو دائمًا
يحب التوسط بين المغالي الذي يترتب علئ غلوه من الآصار والأغلال
والحرج الكثير والكثير» والمفرظ المتساهل صاحب الحيل التي يترتب عليها
«مجموع الفتاوئ» (147-151/71)» وقد نقلته ههنا لنغاسته» إذهو الأصل
أو القاعدة التي ينطلق منها شيخ الإسلام في تقرير وتأسيس مختلف المسائل»
فهو كثير ما يقول: الناس في هذه المسألة طرفان ووسط » فيذكر مذاهبهم .
فقال كما في الموضع السابق: