مقاصده وأعظم مطاليه + أعنى بيان ما ينبغى اعتقاده ؛ لا معرفة « كيفية » الربه
أمر معلوم بالفطرة الوجدانية + يتصور - مع قيام هذا المقتضى الذى هو من
أقوى المقتضيات أن يتخلف عنه مقتضاه فى أولئك السادة فى مجموع عصورهم هذا
لا يكاد يقع فى أبلد الحلق ؛ وأشدهم إعراضاً عن الله » وأعظمهم انكباباً ١ على طلب
الدنيا والففلة عن ذكر الله » فكيف يقع فى أولئك ؟ وأماكونهم كانوا معتقدين فيه غير
الحى أو قائليه فهذا لا يعتقده مل ولا عاقل عرف حال القوم ٠
ثم الكلام فى هذا الباب عنهم أكثر من أن يمكن سطره فى هذه الفتوى وأضعافها ؟
+اللي حقيقة المعرفة المأمور بها » من أن طريقة السلف أسلم وطريقة العلف أعل وأحكم +
ن الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوه على طريقة الملف
من حيث ظنوا أن طريقة السلف هى مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من
غير فقه لذلك + ثزلة الأميين الذين قال الله فيهم [آل عمران 1108 : ومنهم أميوث
لا نعلمون الكتاب إلا أمانى وإن طريقة الخلف هى استخراج معانى النصوص المصروفة
عن حقالقها بأنواع المجازات » وغرائب اللغات ؛ فهذا الظن الفاسد أوجب تلك
المقالات الى مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر . وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا
فى تصويب طريقة الخلف . فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف فى الكذب عليهم © وبين
الجهل والضلال بتصويب طريقة الفاف . وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس فى نفس الأمر
* النصوص بالشبهات الفاسدة التى شاركوا فيها إ: من الكافرين +
اء الصفات فى نفس الأمر وكان مع ذلك لابد للنصوص من معى -
بقوا متر ددين بين الإيمان باللفظ وتفويض العنى ؛ وهى الى يسمونها طريقة السلف +
وبين صرف الفظ إلى معان بنوع تكلف + وهى الى يسمولها طريقة الخلف + فصار
)١( فى نسخة : إكبابا
(*) فى نسخة : المجازفات
لاج
وهى شبهات » والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه » فلا انبنى
أمرم على هاتين المقدمتين الكفريتين الكاذبتين كانت النتيجة استجهال السابقين الأولين
واستبلاههم ؛ واعتقاد أنهم كانوا قوماً أميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا
العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإشى » وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب
ثم هذا القول إذا تدبره الإنسان وجده فى غاية الجهالة + بل فى غاية الضلالة +
كيف يكون هؤلاء المتأخرين لاسرا والإشارة بالخلف إلى ضرب من المتكلمين الذين
كثر فى باب الدين اضطرابهم » وغلظ عن معرفة الله حجابهم » وأخبر الواقف على نهاية
لعمرى لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفى بين تلك المعالم
وأقروا على أنفسهم بما قالوا متمثلين به : أو منشئين له © فها صنفوه من كتبهم +
كقول بعض رؤسالهم 0 : ّ
نماية إقدام العقسول عقال | وأكثر سعى العلمين لال
وأرواحنا فى وحشة من جسومنا وغاية دتانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا . سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
غليلا » ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن + اقرأ فى الإثبات 1 طه * ] : (الرحمّن
على العرش ستوى4 » [ فاطر ٠١ ] : ؤإليه يصعد الكل الطيب 6 » واقرأ فى النثى
ومن جرب مثل تجربى عرف مثل معرفى .
يقول الآخر منهم © : لقد خضت البحر الحضم ؛ وتركت أهل الإسلام وعلومهم
وخضت فى الذى الهونى عنه » والان إن لم يتداركى ربى برحمته فالويل لفلان +
)١( هوالشهرستاذ فى كتاب العقل والنقل
(©) هو الفخر الرازى فى كتابه و أقسام الذات » الذى صنق فى آرعبره
ويقول الآخر منهم : أكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام +
ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف إذا حقق عليهم الأمر لم يوجد عندهم من
حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خير + ولا وقعوا من ذلك على عين ولا أثر :
كيف يكون هؤلاء الحجوبون المفضولون المسبوقون الحيارى الموكون أعلم بالله وأسمائه »
وأحكم ى باب ذاته وآياته ؛ من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وال
بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهمدى ومصابيح الدجئ الذين بهم
من اق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غير هم إليها لاستحيا من يطلب
المقابلة ؟
مكيف يكون خير قرون الأمة أنقص فى العلم والحكمة لا سيا العلم بالله وأحكام
أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إلييم © أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتبلع
الهند واليونات وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والتصارى والصابئين وأشكام
وأشباههم أعلم باللهمن ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإمان ؟
وإنما قدمت هذه المقدمة لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى
أبن هو فى هذا الباب وغيره . وعلم أن الضلال والتبوك نما استولى على كثير من المتأخرين
والهدى » وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين » والقاسهم علم
ثم عامة كلام الصحابة والتابعين + ثم كلام سائر الأثمة » مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر
أن الله سبحانه وتعالى هو العلى الأعلى » وهو فو قكل شى ء ؛ وهو عال على كل شى +
وأنه فوق العرش » وأنه فوق السماء مثل قوله تعالى [ فاطر ٠ ] : ل إليه يصعد الكل
الطيب » والعمل الصالح برفعه ) » [آل عمران #8 ] : إلى متوفيك وراقعك إل ) +
[ الملك 16-1٠ ] : ل “أمتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تحور 6
أم متم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصيا + [النساء 168] : بل رفعه الله إليه 4
[المعارج 4] : فل تعرج الملائكة والروح إليه » [ السجدة 8 ] ؛ لإ يدب الأمر من السياء
الرعد ؟ » الفرقان 4ه » السجدة 4 ؛ الحديد 4 ] : ثم استوى على العرش ) فى خسة
مواضع + [اطه ا ] : ( الرحمن على العرش استوى © © [ غافر 7-7 ] :
يا هامان ابن لى صرحا لعل أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله مومى
وإتى لأظنه كاذباً) © [ فصت 9 ] : ( ايل من حكيم حميد » [الأنعام 116] :
الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة ؛ مثل قصة معراج الرسول إلى ربه ؛ ونزولة
وهار + فيعرج الذين بانوا فيكم إلى ريهم © فيسألم وهو أعلم بهم © وى الصحيح فى
حديث الحوارج « ألا تأمنوق وأنا أمين من فى السياء يأتينى خبر السماء صباحاً ومساء +
وفى حديث الرقية الذى رواه أبو داود وغيره « ربنا الله الذى فى السماء تقدس اسمك +
الله الذى فى السياء » وذكره . وقوله فى حديث الأوعال ه والعرش فوق ذلك +
فى الحديث الصحيح لجارية ؛ أبن الله ؟ قالت : فى السماء . قال : من أنا الت : أنت
رسول الله . قال : أعتقها فإنها مؤمنة » وقوله فى الحديث الصحيح « إن الله لما خلق
الفلق كتب فى كتاب موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتى سبقت غضى 6+
وقوله فى حديث قبض الروح « حتى يعرج به إلى السماء التى فيها الله » +
وقول عبد الله بن رواحة الذى أنشده الى صل الله عليه وسلم وأقره عليه :
وأن العرش فوق الماء طاف . وفوق العرش رب العالمينا
وقول أمية بن أبى الصلت الثقنى الذى أنشد للنى صل الله عليه وسلم هو وغيره
)١( فى و أضى المطالب » : رواء العطيب + وهو ضعيف
بالبناء الأعلى الذى سبق النا سن وسوى فوق السياء مريرا
وقوله فى الحديث الذى فى المسند 99) « إن الله حى كريم ؛ يستحى من عبده إذا
والمعنوية اللى تورث علماً يقيناً من أبلغ العلوم الضرورية أن الرسول المبلغ عن الله ألتى
جميع الأم عربهم وعجمهم فى الجاهلية والإسلام » إلا من اجتالته الشياطين عن
فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله صل الله عليه وسلم ولا عن واحد من سلف الأمة لا من
الصحابة ولا من التابعين هم بإحسان ولا عن الأثمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف
السماء » ولا إنه ليس على العرش » ولا نه بذاته فى كل مكان » ولا إن جميع الأمكنة
بالنسبة إليه سواء » ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه » ولا متصل ولا منفصل +
ولا إنه لا تجو: الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها » بل قد ثبت فى الصحيح 49
عن جابر بن عبد الله أن النى صل الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات
فى أعظم مجمع حضره الرسول صل الله عليه وسلم جعل يقول « ألا هل بلغت ؟ فيقولو:
نم . فيرفع إصبعه إلى المهاء ويتكبها إليهم ويقول : اللهم اشبد » غير مرة » وأمثال
ذلك كثير .
فإن كان الح فيا يقول هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى الكتاب والسنة
فكيف يجوز على الله ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائمً بما هو نص
: السان (*) رواء مسل والترمذى من-حديث طويل لأف هريرة
أو ظاهر فى خلاف الحق ؟ ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون
عليه لا نصاً ولا ظاهراً » حتى يجىء أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى
بوالفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة الى يجب على كل مكلف - أو كل فاضل
أن يعتقدها ؟ لثن كان ما يقوله هؤلاء امتكلمون المكلفون هو الاعتقاد الواجب م
ما دل عليه الكتاب والسئة نصاً ظاهراً ؛ لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى
لم وانفع على هذا التقدير ؛ بل كان وجود الكتاب والسنة ضرراً محضاً فى أصل الدين +
إن بقة الأمر على ما يقوله هؤلاء : إنكم يا معش العباد لا تطلبوا معرفة الله عزوجل
الأمة » ولكن انظروا أن ها وجدتموه مستحقاً له من الصفات فصفوه به سواء كان
ثم هم ههنا فريقان : أكثرهم يقولون مالم تثبته عقولكم فانفوه © ومنهم من يقول
جل توقفوا فيه » وما نفاه قياس عقولكم الذى أن فيه مختلفون ومضطربون اختلافا أكثر
عن أى اختلاف على وجه الأرض فانفوه » وإليه عند التنازع فارجعوا » فإنه الحق
الذى تعبدتكم به »+ وماكان مذكوراً فى الكتاب والسنة مما يخالف قاسم هذا ويثبت
لتأخذوا الهدى منه » لكن لتجتبدوا فى تخريجه على شواذ اللغة ووحثى الألفاظ وغرائب
0 الأمر على رأى هؤلاء المتكلمين . وهذا الكلام قد رأيته صرح بمعناه طائفة
ل أل ت :يال ال بزمون أنهم آمنوا با أنزل إليك وما أنزل من 3 1
إنا قصدنا الإحمان علماً وعملا بهذه الطريق الى سبلكناها » والتوفيق بين الدلائل العقلية
والنقلية .
يصدون
مثل فلان وفلان أو عمن قال كقولم لتشابه قلوبهم » قال الله تعالى [ النساء : 66 ]
فلا وربك لا يؤمنون حتى يكوك فيا شجرييتهم ء ثم لا يجدوا فى أنفنهم حرجا
7 ويسلموا تسلا 4 [ البقرة : 117 ] ؤ كان الناس أمة وا. فبعث الله
لنبيين مبشرين ومنذرين » وأنزل معهم الكتاب بالحى ليحكم بين لناس فيا امخلفواً
فيه » وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءنهم البينات 4 ؛ ولازم هذه
المقالة أن لا يكون الكتاب هدى للناس » ولا بياناً ولا شفاء لم فى الصدور ؛ ولا نوراً ُ
ولا مرداً عند نازع . لأنا نعلم بالاضطرار أن ما يقول هؤلاء المتكلفون أنه الحق
أن تج هذا من قوله [ فى سورة الإخلاص ] : (ولم يكن له كفواً أحد ) © د[ مريم
ن6 : هل تم له سيا وبالاضطرار يعم كل عاقل أن من دل الخلق عل أن الله
ليس على العرش » ولا فوق السماوات ونحو ذلك بقوله ف هل تعلم له سمياً لقد أبعد
النجعة » وهو إما ملغز وإما مدلس ؛ لم يخاطبهم بلسان عربى مبين » ولازم هذه المقالة
أن يكون ترك الناس بلا رسالة خير لمم فى أصل دينهم + لأن مردهم قبل الرسالة وبعدها
واحد ؛ وإنما الرسالة زادنهم عمى وضلالة +
)١( أى بحالى من ذكرم الله فى قوله . الغ
يا سبحان الله كيف لم يقل الرسول يوماً من الدهر - ولا أحد من سلف الأمة -
ثم رسول الله صل اللدعليه وسلم قد أخبر بأن أمته ستفتر ق على ثلاث وسبعين فرقة »
فقد علم ما سيكون » ثم قال ى تارك فيكم ما إن نمسكمّ به لن تضلوا : كتاب الله »
وأحابى » فهلا قال : من تمسك بالقرآن أو بدلالة القرآن أو بمفهوم القرآن أو بظاهر
فى أواخر عصر التابعين +
ثم أصل هذه المقالة التعطيل الصفات إنما هو مأخوذ من تلامذة اليبود
والمشركين » وضلال الصا" فإن أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة فى
الإسلام أعنى أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإتما استوى بمعنى
استولى ونحو ذلك أول ما ظهرت هذه المقالة من جع بن درهم + وأخذها عنه الجهم
ابن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه » وقد قيل : إن الجعد أخذ مقالته
عن أبان بن سمعان ؛ وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم + وأخذها
عطالوت من لبيد بن الأعصم والهودى الساحر الذى بحر البى صل الله عليه وسلم + وكان
الجعد بن درهم هذا - فيا قيل - من أرض حران + وكان فيهم خلق كثير من الصابثة
والفلاصفة بقايا دين أهل نمرود والكتعانيين الذين صنف بعض التأخرين فى حرم »
و نمرود هو ملك الصابئة الكلدانية المشركين » كا أن كسرى ملك الفرس والمجوس +
وفرعون ملك مصر + والنجاشى ملك الحبشة النصارى + فهذا اسم جئس لا اسم علم »
فكانت الصابئة ل م ا وا
[البقرة 67] : ل إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم
واليوم الآخر وعمل صالخا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لكن كثيرا منهم أو أكثرهم
ن الكواكب ويبنون لها الهياكل .
آو مركبة منها + وهم الذين بعث إبراهم الخليل صلى الله عليه وسلم إليهم » فيكون الجعاد
قد أخذها عن الصابثة والفلاسفة وكذلك أبو نصر الفارابى دخل حران وأخذ عن
فلاسفة الصابئين تمام فلسفته ؛ وأخذها الجهم أيضاً - فيا ذكره الإمام أحمد وغيره
لما ناظر السمنية بعض فلاسفة الهند وهر الذين يجحدون من العلوم ما سوى الحسيات.-
فهذه أسانيد جهم ترجع إلى اليهود والصابئين والمشركين » والفلاسفة الضالون هم
ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية فى حدود المائة الثانية زاد البلاء © مع
ما ألتى الشيطان فى قلوب الضلال ابتداء من جنس ما ألقاه فى قلوب أشباههم . ولماكانة
بشر بن غياث المريسى وطبقته + وكلام الأنمة مثل مالك وسفيان بن عبينة وان
المبارك وأبى يوسف والشافعى وأحمد وإسحاق والفضيل بن عياض وبشر الحاق
وغيرهم كثير فى ذمهم وتضليلهم +
وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدى الناس مثل أكثر التأويلات الى ذكرها
أبو بكر بن فورك فى «كتاب التأويلات » » وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازى.
فى كتابه الذى سماه « تأسيس التقديس » 6 ويوجد كثير منها فى كلام خلق كثير غير
هؤلاء مثل أبى على الجبانى وعبد الجبار بن أحمد الهمدانى وأبى الحسين البصرى
أيضاً ولم كلام حسن فى أشياء . فإئما بينت أن عين تأويلانهم هى عين تأويلات