المسائل العقدية التي حكى فيها
إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يُذكر من إجماع غيرهم
وثرامهم ©
ثانا : لا تميز به شيخ الإسلام من رسوخ في العلم » وتضلع في الفهم ؛ وسعة
في الحفظ والاطلاع على أقوال أهل العلم وإجماعهم؛ فقد سبر مواطن الخلاف
والاتفاق واستقرأ موارد الإجماع وفي ذلك يقول : أستقرأنا موارد الإجماع فوجدناها
كلها منصوصة".
ويقول : الله يعلم أني قد بالغت في البحث عن مذاهب السلف فما علمت
أن أحداً منهم خالف في ذلك"!".
وقال أيضا عند تقريره لعلو الله على عرشه :وليس بينهم - أي السلف - في
ذلك خلاف ولا يقدر أحد أن ينقل عن أحد من سلف الأمة وأئمتها في القرون
ومن ثم يظهر لنا بوضوح دقة شيخ الإسلام وتحريه في نقل الإجاع مما يمل
لما ينقله من الإجماع أهميته ومكانته عند أهل العلم .
إن في هذا العمل إيضاح لمنهج السلف الصالح - رحمهم الله - في
أبواب الاعتقاد وتقريرٌ لطريقتهم في عرض المسائل العقدية والاستدلال لما وجمعٌ
يُرجف بها المرجفون من أهل الأهواء والبدع تجاه عَلَّم الأعلام ؛ شيخ الإسلام ابن
تشكيكاً منهم في صحة نقله الإجماع ؛ وطعناً فيما نقله عن السلف الصالح
.)34/13( انظر: مجموع الفتاوى )١(
)143/15( المصدر نفسه )1(
(©) المصدر نفسه(17/ 177
(4) نقض تأسيس الجهمية (40-14/1).
المسائل العقدية التي حكى' 2 ىم
حتى زعموا أن ما ذكره خلافاً لما عليه الرعيل الأول '".
ولهذه الأسباب وغيرها أردنا أن نتتبع ما حكاه شيخ الإسلام من إجماعات في
مسائل التوحيد ؛ ثم ننتبع ذلك بدراستها ؛ وتحقيق القول فيها دفاعاً عن العقيدة
السلفية الصحيحة وذبًا عن أهل العلم المخلصين » وإسهاما مني في إثراء هذا
المصدر الرئيس من مصادر التلقي والاستدلال عند أهل السنة والجماعة في أبواب
الاعتقاد .
من اعتنى بجمع هذه المسائل وأفردها بمصنف مستقل يجمع متفرقها ؛ ويلم شتاتهاء
ويقوم بدراستها وفق منهج علمي؛ إلا ما كان من الدكتور : عبد الله بن مبارك
البوصي؛ فقد جمع إجاعات شيخ الإسلام في المسائل الفقهية؛ وذلك في كتابه
الموسوم (مموسوعة الإجماع لشيخ الإسلام ابن تيمية) .
فكان عمله مجرد جمم فحسب ؛ ورتب ذلك حسب الأبواب الفقهية » ومع
ذلك فلم يستوف كتب شيخ الإسلام المطبوعة بل لم يقف على الشهير منها كالدرء
والجواب الصحيح وغيرها مما يتعلق بأبواب الاعتقاد لأنه إنما غُنِيَّ بالوقوف على
ما يتعلق بالأبواب الفقهية .
به إلى قسم العقيدة ؛ قام القسم مشكوراً بتقسيمه إلى ثلاث رسائل نصيب كل
* القسم الأول: ما يتعلق بالتوحيد وقام بدراسته الأخ خالد الجعيد. :
)١( انظر : ما قاله الدكتور عبد الستار أحمد نصار في رسالته : (المدرسة السلفية وموقف رجالاتها من المنطق
وعلم الكلام -عرض ونقد) » وانظر : رد الدكتور : علي بن محمد الفقيه عليه في مقدمة كتاب (الإيمان)
الأبن مثل .
«القسم الثاني : ما يتعلق بأبواب الإيمان بالله وملائكته وكتبه » وقام بدراسته
الأخ علي بن جابر العلياني ٠
#القسم الثالث : ما يتعلق بأبواب النبوات ؛ والقدر » واليوم الأآخر »
والإمامة والخلافة والفرق وقام بدراسته الأخ : ناصر بن حمدان الجهني.
أولاً: قمنا بدراسة أصولية عن الإجماع وما يتعلق به » أوضحنا خلالها:
تعريف الإجماع ؛ وحجيته ؛ وأقسامه ؛ وحكم منكره ؛ وما إلى ذلك .
ثم ذكرنا بعض المسائل المتعلقة بالإجماع مما لها صلة بالبحث ؛ فبينا حجية
الإجماع في أبواب الاعتقاد ومن يعتد بإجماعهم -
ثانياً : استقرأنا ما استطعنا الوقوف عليه من كتب شيخ الإسلام ومؤلفاته
ورسائله ؛ واستخرجت المسائل التي حكى فيها الإجماع في الأبواب السابقة الذكر.
وبعد الانتهاء من جمع هذه المسائل » قمنا بتصنيفها » وترتيبها حسب الأبواب
المناسية لحاء
ثالاً : عكفنا على كتب أهل العلم المتقدمين ممن سبق شيخ الإسلام المؤلفة في
أبواب التوحيد لتدوين أقوالهم . وتعز: ما حكاه شيخ الإسلام من الإجماع من
من مؤلفاتهم والتعرف على طرائقهم في التأليف والتصنيف ؛ ناهيك عما عثرنا
عليه من ضوابط وقواعد » وفوائد وفرائد » فلله الحمد والمنة . وما إن انتهينا من
استقرائها ؛ حتى شرعنا في تنظيمها وترتيبها في بطاقات يسهل الرجوع إليها عند
البدء في صياغة المسائل وتحريرها +
التالي :
المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تب
جماع
. ذكر عنوان لكل مسالة حكى فيها شيخ الإسلام الإجماع -١
؟- صياغة المسالة التي حكى فيها شيخ الإسلام الإجماع صياغة علمية ؛ مع
من تعريفات وتقسيمات وضوابط ؛ ولربما أشرنا إلى أقوال المخالفين لأهل الحق
*- ذكرنا نص كلام شيخ الإسلام في المسالة ؛ ولا بد أن يكون صرماً في نقل
الإجماع » وذلك يكون في العبارتين التاليتين وما تصرف منهما : الإجماع » الاتفاق.
ولربما ذكرنا نفيه للخلاف ووقوع النزاع ؛ ولكن من باب الاستثناس لا من
باب الاعتماد » وليتبين بذلك تحقق نقله الإجماع .
4- ذكر من حكى الإجاع ونقله من أهل العلم ممن سبق شيخ الإسلام
مراعين في ذلك الترتيب الزمني حسب الوفيات » وإذا لم نقف على التنصيص على
حكاية الإجماع » اعتمدنا على نقل بعض نصوصهم الدالة على موافقتهم في تقرير
المسالة ؛ إذ إن اتفاق كلمتهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وعدم وجود المخالف
وتباعد ما بينهم في الديار » وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار وجدناهم في
بيان الاعتقاد على وتبرة واحدة ؛ ونمط واحد » يجرون على طريقة لا يجيدون عنهاء
المسائل العقدية التي حكى فيها ا.
الحق دليل أبين من هذا!".
وقد نجمع بين تصريحهم بالإجماع وتنصيصهم على المسألة ؛ إشراء للمادة
العلمية ؛ وزيادة في التوضيح والفاشئدة مراعيا في ذلك الترتيب الزمني حسب
وريما ذكرنا في تعزيز الإجماع وتقرير تحققه ؛ شيئاً من أقوال أهل الكلام
وغيرهم ممن لم يكن على منهج السلف ؛ وذلك لأن الحق يُقبلل من كل من تكلم
من نُظّار طريقته ومذهبه ؛ وإلى هذا المسلك اشار شيخ الإسلام بقوله : وليعلم
السائل أن الغرض من هذا الجواب ذكر الفاظ بعض الأثمة الذين نقلوا مذهب
السلف في هذا الباب ؛ وليس كل من ذكرنا شيئا - من أقواله من المتكلمين
وقيرعم يقرل مي ع مالترلري هَتا الباب وغيره ؛ ولكن الحق يقبل من كل من
انيب
- ذكر مستند الإجماع في المسالة من الكتاب أو السنة أو من أحدهما ؛
وذلك أنه لا إجماع إلا بمستند من كلام الله أو كلام رسوله » كما قمنا بالتعليق على
الأدلة بما يناسب وجه الاستدلال منها إن لم يكن ظاهراً ٠
- قدمنا بين يدي البحث تعريفاً موجزاً بشيخ الإسلام ابن تيمية ولم لتوسع
في ترجمته نظراً لأن شهرته تُغني عن الإفاضة في الحديث عنه ؛ إضافة إلى وجود
-١7 ختمنا - بحمد الله وتوفيقه - مخاتمه ذكرنا فيها أهم نتائج البحث
8- عزونا الآيات الكريمة لسورها من القرآن الكريم مع بيان أرقامها ٠
| الانتصار لأصحاب )١(
1١٠/6 مجموع الفتاوى )1(
بي المظفر السمعاني ص 07-40
المسائل العقدية التي حكى فيها جماع ل
4- خرجنا الأحاديث والآثار من مصادرها » واكتفينا إذا كان الحديث في
رواه من كتب الحديث الأخرى » وربما ذكرنا الحديث من حيث الصحة والضعف
من كلام المتقدمين .
-٠ ترجنا للأعلام الذين استندت على اقوالهم في تعزيز ما حكاه شيخ
الإسلام من الإجماع حيث اكتفينا بترجمة العلم عند أول ذكر له دون الإشارة إليها
-١ غَرَفنا ببعض الفرق الوارد ذكرها في البحث تعريفاً موجزاً عند الحاجة
-١ وضعنا فهارس للآيات والأحاديث والآثار والأعلام المترجم لهم
والفرق والمصادر والمراجع وأخيرا فهرسا للموضوعات مع العلم أثنا اختصرنا
هذه الفهارس إلى مصادر ومراجع فقط حتى لا يكبر حجم الكتاب.
وأما عن خطة البحث فتتضمن ما يلي :
وفيها بينا أهمية الموضوع وأسباب اختيارنا له ومنهجنا في البحث ٠
- وتمهيدا وجعلناه في التعريف بشيخ الإسلام وتناولت فيه ما يلي :
الباب الأول : دراسة عن الإجماع وما يتعلق به وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول: تعريف الإجماع وإمكان وقوعه وأنواعه وفيه أربعة مباحث:
الفصل الثاني : حجية الإجماع وما يتعلق به وفيه أربعة مباحث .
الفصل الثالث : مستند الإجماع ومرتبته بين الأدلة . وفيه مبحثان
الباب الثاني : توحيد الألوهية والربوبية وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : حقيقة التوحيد الذي دعت إليه الرسل وما يُنافيه من الشرك
الأكبر» وفيه ستة مباحث :
الفصل الثاني : ما ينافي كمال التوحيد من الأقوال والأفعال : وفيه خمسة
مباحث :
الفصل الثالث : توحيد الربوبية وفيه أربعة مباحث :
الباب الثالث : توحيد الأسماء والصفات وفيه فصلان :
الفصل الأول : منهج السلف في باب الأسماء والصفات + وفيه ثلالة
الفصل الثانن : صفات الله تعالى » وفيه خمسة مباحث :
المبحث الثاني: العلو وما يتعلق به وفيه خمسة مطالب.
المبحث الثالث: الصفات الفعلية الاختيارية وما يتعلق بها وفيه ستة
المبحث الرابع: صفة الكلام وما يتعلق بها وفيه خمسة مطالب:
المبحث الخامس: رؤية الله وما يتعلى بها وفيه ثلاثة مطالب.
الباب الرابع: مسائل الإيمان والإسلام؛ وفيه فصلان:
الفصل الأول: مسائل الإيمان» وفيه خمسة مباحث.
الباب الخامس: أحكام مرتكب الكبيرة وأحكام البدع والنفاق وفيه فصلان:
الفصل الأول: أحكام مرتكب الكبيرة؛ وفيه تمهيد وثمائية مباحث:
الفصل الثانن: أحكام البدع والنفاق» وفيه مبحثان.
الباب السادس: الإيمان بالملائكة والكتب ؛ وفيه صلان.
الفصل الأول: الإيمان بالملائكة : وفيه تمهيد وخمسة مباحث:
الفصل الثاني: الإيمان باكلتب» وفيه تمهيد وعشرة مباحث:
الفصل الأول: المسائل المتعلقة بجميع الأنبياء؛ ويه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: فضل الأنبياء ومكانتهم» وفيه ثلاثة مطالب.
المبحث الثاني: عصمة الأنبياء » وفيه مطلبنان.
المبحث الثالث: حماية جناب الأنبياء وشرائعهم» وفيه مطلبان.
الفصل الثاني: المسائل المتعلقة بنبينا محمد كي وفيه ثلاثة مباحث.
المبحث الأول: ما قبل البعثة.
المبحث الثاني: ما بعد البعثة» وفيه أربعة مطالب.
المبحث الثالث: حماية جناب الني في وشريعته؛ وفيه ثلاثة مطالب.
الفصل الثالث: ما يتعلق بعيسى عليه السلام؛ وفيه مبحث واحد.
الباب الثامن: القدر» وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: الإيمان بالقدر» وفيه مبحثان.
الفصل الثان: مراتب الإيمان بالقدر؛ وهي أربع مراتبء
المرتبة الأولى: العلم.
المرتبة الثانية: الكتابة؛ وهي نوعان.
المرتبة الثالثة: المشيئة.
الفصل الثالث: مسائل متنوعة متعلقة بالقدر» وفيه أربعة مباحث.
0 المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الجماعٍ
الباب التاسع: اليوم الآخر ؛ وفيه حسة فصول.
الفصل الثاني: القبر وأحواله ؛ وفيه مبحثان.
الفصل الثالث: الشفاعة؛ وهي خمسة أنواع.
الفصل الرابع: مسائل متنوعة متعلقة باليوم الآخر.
الفصل الخامس: أبدية الجنة والنار» وفيه مبحثان.
الباب العاشر: الإمامة والخلافة؛ وفيه فصلان:
الباب الحادي عشر: الفرق؛ وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: عدم تكفير جميع الفرق (الثئتين والسبعين) المشار إليها في
الفصل الثان: أحكام قتال بعض الفرق وفيه ثلاثة مباحث.
الفصل الثالث: أحكام بعض الفرق» وفيه مبحثان.
ولا يفوتتا قبل أن نطوي أوراق هذه المقدمة ؛ أن تُسدي جزيل الشكر
وعظيم الامتنان إلى كل من أعاننا على كتابة هذا البحث من أول وهلة إلى آخر
لحظة؛ كما نشكر القائمين على قسم العقيدة بجامعة أم القرى على إتاحتهم الفرصة
لنا في تسجيل هذه الرسائل » وعلى راسهم فضيلة الشيخ الدكتور ؛عبد الله بين
إفادتنا من علمه وتوجيهاته التي كان لها الأثر البالغ في أنفسنا وعلى معالم بحثنا على