هؤلاء مؤْلّف يكشف القناع عما فيها من الجهل والتهم
وقد يكون فيها شيء من القسوة أو الشدة في الأسلوب في
على جهلهم وتهمتهم للأبرياء؛ متوهمين أن السكوت عنهم
هو من التسامح الذي قد يدخل في مثل قوله تعالئ : #وإذا
انفال؛ الآية 47
(؟) سورة الفرقان. الآية 7+
وأي إثم وعدوان أشد من اتهام المسلم بما ليس فيه بل
بخلاف ما هو عليه !ولو أن بعض هؤلاء المتظاهرين مما ذكرنا
أصابه من الاعتداء دون ما أصابنا لسارع إلئ الرد؛ ولسان
أقول على الرغم من ذلك: فإني لأرئ أن طبع الرسالة
لذلك كان لا بد من حذف بعض التعليقات» وتعديل قليل من
العبارات» مما يهذب من أسلوبها وبتناسب مع طبعتها الجديدة
ولا ينقص من قيمتها العلمية؛ وبحوثها المهمة .
وقد كنت ذكرت في مقدمة الطبعة الأولئ أن موضوع
الرسالة ينحصر في أمرين هامين جدا:
الأول: حكم بناء المساجد على القبور
الثاني حكم الصلاة في هذه المساجد.
وإني آثرت البحث فيهماء لأن بعض الناس خاضوا فيهما
بغير علم » وقالوا مالم يقله من قبلهم عالم » لا سيما وأكثر
الناس لا معرفة عندهم فيه مطلقًاء فهم في غفلة عنه ساهون
وللحق جاهلون»؛ ويدعمهم في ذلك سكوت العلماء عنهم -
إلا من شاء الله وقليل ما هم خوفًا من العامة؛ أو مداهنة لهم
في سبيل الحفاظ علئ منزلتهم في صدورهم؛ متناسين قول
الله تبارك وتعالئ : #إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات
والهدئ من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
ويلعنهم اللاعنون”'.
وقوله كلة: «من كتم علمًا الجمه الله يوم القيامة بلجام من
)١( حديث حن. أخرجه ابن حبان في اصحيحه؛ رقم(747):
وكان من نتيجة هذا السكوت وذلك الجهل .أن آل الأمر
إلى ارتكاب كثير من الناس ما حرم الله تعالئ ولعن فاعله؛
كما سيأتى بيانه؛ وليت الأمر وقف عند هذا الحد! بل صار
الخير وعمارة المساجد منهم؛ ينفق أموالاً طائلة ليقيم لله
وآخر مثال أعرفه علئ ذلك وعسئ أن يكون الأخير إن
شاء الله هذا المسجد الذي هو في رأس شارع بغداد من الجهة
الغربية بدمشق ؛ وهو المعروف ب: «"مسجد بعيرا» وفيه قبرة؛
وقد بلغنا أن الأوقاف مانعت في دفنه فيه أول الأمر؛ ثم لا
ندري الأسباب الحقيقية لتي حالت بينها وبين ما أرادت؛
<والحاكم )٠١7 /١( وصححه؛ ووافقه الذهبي
ومنذ أيام قليلة توفي أحد الممتين من الشافعية» فأراد ذووه
أن يدفنوه في مسجد من المساجد القديمة شرقي دمشق»
فمانعت الأوقاف أيضًا في ذلك؛ فلم يدفن فيه ؛ ونحن
نشكر الأوقاف على هذه المراقف الطيبة + وحرصها علئ منع
الدفن في المساجد» راجين الله تبارك وتعالئ» أن يكون
الحامل لها على هذا المنع هو رضاء الله عز وجل واتباع
غيرها
وأن يكون ذلك بداية طيبة منها في سبيل تطهير المساجد
من البدع والمنكرات المزدحمة فيها! لاسيما ووزير الأوقاف
فضيلة الشيخ الباقوري له نمواقف كريمة» في محاربة كثير من
هذه المنكرات وخصوصً بناء المساجد علئ القبور» وله في
هذا الموضوع كلام مفيد سيأتي نقله في المكان المناسب إن شاء
الله تعالى .
ومن المؤسف لكل مؤمن حقا أن كثيراً من المساجد في
ٌ البلاد السورية وغيرها لا تخلو من وجود قبر أو أكثر فيهاء
الأوقاف صنعًا لو حاولت بحكمتها تطهير هذه المساجد منها
ولست أشك أنه ليس من الحكمة في شيء مفاجأة الرأي
العام بذلك» بل لا بد من إعلامه قبل كل شيء أن القجر
وا مسجد لا يجتمعان في دين الإسلام؛ كما قال بعض
العلماء الأعلام ؛علئ ما سياتي» وأن اجتماعهما معًا ينافي
إخلاص التوحيد والعبادة لله تبارك وتعالئ. هذا الإخلاص
أعتقد أن بيانَ ذلك واجب لا مناص منه ؛ ولعلي أكون قد
الأحاديث المتواترة في النهي عن ذلك» وأتبعتها بذكر
مذاهب العلماء وأقوالهم المعتبرة؛ التي تدل علئ ذلك
وتشهد في الوقت نفسه على أن الأئمة رضي الله عنهم كانوا
أحرص الناس علئ اتباع السنة ودعوة الناس إلى اتباعهاء
والتحذير من مخالفتها » ولكن صدق الله العظيم القائل:
#فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
الفصل الأول في أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد
الفصل الثاني : في معنئ اتخاذ القبور مساجد
الفصل الثالث : في أن اتخاذ القبور مساجد من الكبائر
الفصل الرابع: شبهات وجوابها .
الفصل الخامس : في حكمة تحريم بناء المساجد علئ القبور
الفصل السادس : في كراهة الصلاة في المساجد المبنية على
)١( صورة مر آيقةة
الفصل السابع: في أن الحكم السابق يشمل جميع المساجد
إلا المسجد النبوي.
ولمعي الرستالة:
«تحذير الساجد ؛ من اتخاذ القبور مساجد) .
ذلك ما كنت كتبت في مقدمة الطبعة الأولى
وإني لأسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع المسلمين بهذه
الطبعة أكشر من سابقتهاء وأن يتقبلها مني وسائر عملي
دمشق فى 77 جمادئ الأولئ سنة 47 ١9
محمد ناصر الصين الألبلفى
الفصل الأول
أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد
العن الله اليهود والنصارئ ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
)0 أي : كشف قبره ي9؛ ولم يتخذ عليه الحائل ؛والمراد الدفن خارج
ذلك أنه خلاف الاصل. لان السنة الدفن في القابر + ولهذا قال ابن عروة في
«والدفن في مقابر المسلمين أعجب إلى أبي عبد الله(يعني : الإمام أحمد) من
الدفن في البيوت» لانه اقل ضررً علئ الاحياء من ورثتة؛ وأشبه بمساكن
الآخرة. وأكثر للدعاء له والترحم عليه؛ ولم يزل الصحابة والتابعون ومن