7 من قبل الرب كان هذاء وهو عجيب في أعيئنا.
+ وجاء في إنجيل متى 41/1١ ومرفس ١١ - ٠١/١١ ولوقا 17//8:
عجيب في أعيئنا.
لأمة تعمل أثماره.
وفي ترجمة دار الكتاب المقدس سنة 1480: لذلك أقول لكم:
وفي ترجمة دار الكتاب: نّم - ومن سقط هوعليه سحقه.
تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسئة؛ وتتضمن الأمر بالعدل والإحسان»
عليه»؛ وأن يرزقنا شكره على ذلك
أما بعد فإن الانتقال من دين إلى دين ليس بالأمر العادي في صعوبته.
والعاقل يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على تبديل دينه؛ ولا سيما إذا كان
قومه قد منذ الصغر على الاستعلاء والتعصب لعرّقه واحتقار الآخرين
ودياناتهم؛ بل عودوه على الحقد والكراهية لغير بلي جنسه الي قلع
غيرٌ مبال ولا هياب لأنه يريد أن ينقذ نفسه باتباع الحق؛ ليس في هذه
وكلابي مذ الارغيل التي ُُون دينهم لغرض دنيوي أو هوى أد
ومرضه» كما يفعل دعاة النصرانية اليوم» لا يوصف بأنه بدل ديئه؛ لأنه
فريسة؛ ولأن عملهم ضرب من التلصص الروحي . بل إنما ينصب كلامي
يخسرون من مادة ومكانة. ولا بما قد يصييهم من تحامل وضرر. فيُقدمون
فرحين على اعتناق الحق الذي رأوه» ثم نب
دين الله ويصبحون من الذادٌ
وكثير من مفكري أهل الكتاب دخلوا في دين الإسلام رغبة في اتباع
الحق بعد دراسة عميقة وتدبر لهذا الدين؛ انقشعت فيها الشبهات
وَذِكُرٌ أوصافه وأوصاف أمته من أكبر العوامل الداعية لهم للدخول في دين
الأسبانفي إنسلم تورميدا. فقد ترك التثليث وأقبل على التوحيد تاركاً المكانة
الدينية التي بلغها. سافر إلى تونس في القرن الثامن الهجري؛ وسمى نفسه
عبدالله» وأضيف إليه لقب الترجمان لاشتغاله بالترجمة. ألف كتاباً سما
(تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب) ذكر فيه سبب إسلامه والدوافع التي
وفي عصرنا الحاضر اعتنق الإسلام الطبيب والعالم الفرنسي موريس
بوكاي الذي درس الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة؛ واستطاع أن
يثبت بالأدلة العلمية أن القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الوحيد الذي خلا
من التحريف والتبديل» وقد تضمن حقائق علمية أتى الزمان مترجماً لها. ثم
صنف في ذلك كتاباً سماه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم) صدر
وكذلك العالم المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه جيرودي المعروف
الآيات والأحاديث مما يدل على الإيمان العميق والعلم والمعرفة.
والشاهد في ذلك أن هؤلاء وأمثالهم من مفكري الغرب وعلمائه. إنما
يعتنقون الإسلام رغبة في اتباع الحق؛ وهم من هم في بلادهم من العلم
والفكر والثقة.
أما اليهود الذين يصعب زحزحة أحدهم عن دينه لما أشرب منذ نعومة
أظفاره من نظريات عرة بة تجعله يتعالى على سائر بني البشر» فقد آمن
منهم في القديم وصَدَقَ بنبوة محمد قله عبدالله بن سلام ومُخيريق وكعب
الأحبار وغيرهم . وما زال علماء منهم يدخلون في دين الله على مرور الزمن.
ففي عهد السلطان (بيازيدخان) اعتنق خَبْرِ من أحبار اليهود الإسلام»
التوراة بالنبي الأمي - و8[ .
ومن اليهود السامريين الذين اعترفوا بنبوة محمد - و8 ولم يدخلوا في
دين الله الكاهن أبو الفتح بن أبي الحسن السامري الدنفي مؤلف كتاب
(التاريخ مما تقدم عن الآباء) فقد كتب فيه عن محمد - ؤي - ما هوحق
وعدل وإنصاف. ومن ذلك ما يلي : «ومحمد ما أساء إلى أحد من أصحاب
الشرائع . . . وأقام في المملكة عشر سنين. وكل العالم طائعون له. ومنه
غير أن أبا الفتح أخطأ النجعة. فإن محمداً ك8 ليس بملك؛ وإنما
هو نبي مجاهد مطاع في أصحابه. ثم إن الحكم من بعده لم ينتقل إلى بني
أمية. بل صار أولا إلى خلفائه الراشدين أبي بكر فعمر فعثمان فعلي - رضي
الله عنهم وهم كلهم من قريشء ليس فيهم أموياً سوى عثمان رضي الله
عنه وبعد مقتل علي - رضي الله عنه بايع الناس ابنه الحسن - رضي الله
)١( إظهار الحق ص 8718 طبعة قطر.
(1) تقديم التوراة السامرية لأحمد حجازي ص ١14
عنه فتنازل لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وهو قرشي من بني
ومن اليهود الذين اعتنقوا الإسلام مؤلف كتابنا هذا الحكيم المحقق
السموءل بن يحيئ بن عباس المغربي الأندلسي المتوفى عام لاه ه-
6ع أبو نصر كان من أعاظم اليهود قبل إسلامه. وهو طبيب
سكن في بغداد مدة؛ ثم انتقل إلى أذربيجان في بلاد العجم؛ وأقام في
أتقن كثيراً من العلوم والفنون وتبحر فيهاء كالرياضيات والطب
والحكمة والتاريخ وغير ذلك وصنف في ذلك مصنفات منها ما يلي : المفيد
الأوسط في الطب» إعجاز المهندسين» المنبر في مساحة أجسام الجواهر
المختلفة لاستخراج مقدار مجهولهاء رسالة إلى أبي خدود في مسائل
حسابية» نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب وغير ذلك.
وكتابه هذا (بذل المجهود في إفحام اليهود) يدل على واسع علمه
وكثرة خبرته؛ فقد أظهر في أثناء مناقشاته لعقائد اليهود وتحليله لنصوص
التوراة أوهام الأحبار وضلالاتهم والأسرار التي تنطوي عليها نفوسهم؛ وكشف
في ذلك» فقد كان قبل إسلامه من أعاظم أحبار اليهود. ولذلك استطاع بما
وصل إليه من علم بالتوراة وسعة اطلاع على الكتب متوناً وشروحاً أن يفحم
قلنا. . . وهو يورد نصوص التوراة باللغة العبرية؛ ثم يفسرها بالعربية من غير
بعض الأحيان» فإنما يذكر السفر أو رقمه دون أن يحدد المكان.
ولذلك قمت بتخريج هذه النصوص من خلال الكتب التالية: الكتاب
المقدس الصادر عن دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط عام 1486 م6
والكتاب المقدس الصادر عن جمعيات الكتاب المقدس المتحددة عام
م وكلاهما من ترجمة البروتستانت» والكتاب المقدس الصادر عن
دار المشرق ببيروت عام 1487 م وهو من ترجمة الكاثوليك؛ وفي آخره
عليها الدكتور أحمد حجازي . وقد اعتمدت ترجمة البروتستانت» لأنهم إنما
يعترفون بالتوراة العبرانية دون الترجمة اللاتينية وغيرهاء ثم إنهم لم يغيروا
كانت توراتهم أقرب إلى توراة اليهود الذين نحن بصددهم» بخلاف غيرهم؛
فإنك تجد الفوارق الشاسعة في أمور حساسة بين طبعة وأخرئ. وقمت أيضاً
بالتعليق على النصوص والأفكار والبشارات التي يوردها موضحاً لها وزائداً
في أدلتها لتقوم الحجة وتكتمل الفكرة. ومما دفعني إلى ذلك أن الكتاب قد
أفاد منه واستشهد بنصوصه كثير من العلماء والباحثين الذين اشتغلوا بمناظرة
أهل الكتاب أو مقارنة الأديان قديماً وحديثاً؛ وعلى رأسهم ابن
الله في كتابه (هداية الحيارئٌ في أجوبة اليهود والنصارىئ). وقد أضفت إليه
بعض العناوين وجعلتها بين هاتين الإشارتين [ ]+
أبي كان يقال له: الرآب يهوذا بن آبون من مدينة فاس بأقصى المغرب.
والرآب لقب تفسيره: الخبْر. وكان أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة. وأقدرهم
على التوسع في ارتجال منظوم العبراني ومنثوره. وكان اسمه المدعوبه بين
متخصصيهم يكون له اسم عربي غير اسمه العبري أو مشتق منه. أما أمي
فأصلها من البصرةء وهي إحدى الأخوات الثلاث المنجبات في علوم
التوراة» وهن بنات إسحاق بن إبراهيم البصري الليوي - أعني سبط ليوي -
وهو مضبوط النسب؛ لأن منه كان موسى عليه السلام وكان اسم أمي باسم
أم شموائيل النبي _ عليه السلام - ومكثت أمي عند أبي مدة لا ترزق ولداً
أبا نصر. وشغلني بالكتابة بالقلم العبري» ثم بعلوم التوراة وتفاسيرها.
حتى إذا أحكمت علم ذلك عند كمال الثالثة عشر من مولدي شغلي
حينئذ بتعلم الحساب الهندي وحل الزيجات عند الأستاذ العالم أبي الحسن
الدسكري. وقرأت علم الطب على الفيلسوف أبي البركات هبة الله بن علي +
والتأمل في علاج الأمراض ومشاهدة ما ينفق من الأعمال الصناعية في الطب
والزيج فإني حملت علمهما في أقل من سنة؛ حين كمل لي أربع عشرة
سنة؛ ثم قرات الحساب الديواني وعلم المساحة على العالم أبي 1
الشهرزوري» وقرأت الجبر والمقابلة عليه وعلى الكاتب ابن أبي تراب»
وترددت إلى الأستاذ أبي الحسن بن الدسكري وأبي الحسن ابن النقاش لقراءة
خلال ذلك متشاغل بالطب. وبقي بعض كتاب الواسطي في الحساب
والكتاب السابع في الجبر والمقابلة للكرخي لا أجد من يعرف منه شيا وغير
ذلك من العلوم الرياضية مثل كتاب شجاع بن أسلم في الجبر والمقابلة
وغيره. وكان لي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم
الكتب وشرحتهاء ورددت على من أخطأ فيهاء وأظهرت أغلاط مُصنْفيها. كل
وقح الله علي كثيراً مما أرتج على من سبقني من الحكماء المتدربين»
بضاعة الطب. وكان لي منها أوفر حظ. إذ أعطاني الله من التأييد فيها ما
عرفت به كل مر العلاج من الأمراض التي لا علاج لها. فالحمد لله
على جزيل مننه وعظيم فضله ونعمه.
وقد كنت قبل اشتغالي بهذه العلوم وذلك في السنة الثانية عشرة
والثالثة معتنيا بالأخبار والحكايات» شُديدٌ الحرص على الاطلاع على
ما كان في الزمن القديم» فاطلعت على التصانيف المؤلفة في الحكايات
والنوادر على اختلاف فنونها. وطلبت الأخبار الصحيحة؛ فمالت نفسي إلى
تاريخ الطبري وغيرهما من التواريخ. وكانت تمر بي في هذه التواريخ أخبار
النبي - ف - وغزواته وما أظهر الله تعالى له من المعجزات» وحباه به من
النصر والتأييد في غزوة بدر وغزوة خيبر وغيرهماء وقصة منشئه في اليتم
والضعف» ومعاداة أهله له» وإقامته فيما بين أعداثه يجاهدهم بإنكار دينهم
يسيوف أوليائه ببدر وغيرهاء وظهور الآية ١ في هزيمة الفرس؛ ورستم
الجبار معهم في ألوف كثيرة؛ في غاية من الحشد والقوة؛ بين يدي أصحاب
سعد بن أبي وقاص _ رضي الله عنه - وهم يسير على حالة شديدة من
الضعف» وانكسار الروم وهلاك عساكرهم على يدي أبي عبيدة عامر بن
الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما ثم سياسة أبي بكر الصديق وعمر
بن الخطاب رضي الله عنهما وعَذلهما وزهدهما.
ومع ذلك فإني شغفي بأخبار الوزراء والكتاب قد اكتسبت
مطالعتي لحكاياتهم وأخبارهم وكلامهم قوة في البلاغة ومعرفة بالفصاحة.
المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن العظيم» فعلمت صحة
بت خاطري بالعلوم الرياضيةء ولاسيما الهندسة
وبراهينهاء راجعت نفسي في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب؛ فعلمت
أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل؛ لما صدقناهم في سائر ما نقلنا عنهم.
وعلمت أنه إذا كان أصل التمسك بالمذاهب الموروثة عن السلف. وأاصل
اتباع الأنبياء مما أدى إليه العقل» فإن تحكيم العقل على كليات جميع ذلك
واجب'). وإذا نحن حكمنا العقل على ما نقلناه عن الآباء والأجداد علمنا
أن النقل عن السلف ليس يوجبٌ العقل قبوله من غير امتحان لصحته؛ بل
لمجرد كونه مأخوذاً عن السلف»ء لكن من اجل أن يكون أمراً ذا حقيقة في
لو كانت حجة لكانت أيضاً حجة لساثر الخصوم الكفار كالتصارى؛ فإنهم
تقليد الآباء والأسلاف يدل على صحة ما يُنقل عنهم؛ فإن ذلك يلزم منه
الإقرار بصحة مقالة المجوس"). وإن كان هذا التقليد لأسلاف اليهود خاصة
)١( لا شك في أن ما ينزل به الوحي على الأنبياء يتفق مع العقل السليم
تُحار فيه. لكن من يضمن لنا سلامة العقل وصفاء الفطرة وعدم تأثرهما