3 الدرالثمين والمورد المعين
كثير ووجوده نادر عسير ؛ حتى استخرت الله في إسعافه وموافقته على ما طلب أو
صالح الدعاء من كل قارئ له وناظر معترفا أن ليس فيه إلا النسخ والترتيب » وإني
فيهما بين خوف التخطئة ورجاء التصويب طالبا من الله سبحانه وتعال الدخول في زمرة
( بالدر الثمين والمورد المعين » في شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين ) ©
نفع الله به النفع العميم ؛ وجعله خالصاً لوجهه العظيم إنه متفضل محسن كريم » ومن الله
أستمد العون والتوفيق » والهداية إلى أقوم طريق إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير +
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » قال رحمه الله تعالل:
الفتوى من الكتب التي جهل مؤلفوها ؛ ولم يعلم صحة ما فيها لا يجوز ؛ قال الإمام
شهاب الدين القرافي رحمه الله في كتاب الإحكام ؛ في تمييز الفتاوي عن الأحكام تحرم
الفتوى من الكتب الحديثة التصنيف إذا لم يشتهر إعزاء ما فيها من النقول إلى الكتب
فيها ؛ وكذا تحرم من حواشي الكتب لعدم الوثوق بما فيها ؛ قال ابن فرحون : مراده إذا
محله ؛ وهو بخط من يوثق به ؛ فلا فرق بينها وبين التصانيف ٠١ . ه.
وإذا تأكات من معرفة مؤلف الكتاب كما ذكر فلا بد من التعريف بالناظم وذكر نبذة
من أحواله رحمه الله فأقول : ناظم هذه القصيدة هو شيخنا الإمام العالم العلامة +
رقم (417) وفي مسند الشامين 244/140 4٠ ( والطراني في الكبير (644/14 رقم
من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه + ورواه الترمذي في العلم (1788) من )1130(
حديث ابن عباس رضي الله عنه » ورواه ابن ماجه في المقدمة (170) وابن عبد البر في جامع بيان
٠ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه )41١( العلم (77) والطبراني في الصغير
مقدمة المؤلف 7
المتفنن الحاج الأبر امجاهد سيدي أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاش ءٍ
ورعاً عابداً مفتياً في علوم شتى + + قرأ القرآن على الإمام الشههر الأستاذ المحقق ابي
العباس أحمد ابن الفقيه الأستاذ سيدي عثمان اللمطي وعلى غيره ؛ وأخذ قراءات الأثمة
السبعة على الأستاذ المحقق أبي العباس أحمد الكفيف » ثم عن العالم الشهير مفتي فاس
وخطيب حضرتها أبي عبد الله محمد الشريف المري التلمساني وغيرهما ؛ ولا شك أنه
فاق أشياخه في التفنن في التوجيهات والتعليلات رحم الله جميعهم - وأخذ النحو وغيره
من العلوم عن جماعة من الأئمة كالإمام العالم المتفنن مفتي فاس ؛ وخطيب حضرتها أبي
عبد الله محمد بن قاسم القصار القيسي ؛ وكالإمام النحوي الأستاذ أبي الفضل قاسم بن
أبي العافية الشهير بابن القاضي ؛ وكشيخنا الفقيه المحدث المسند الرواية الأديب الحاج
الأبر أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي العافية الشهير بان القاضي ابن عم أبي الفضل
المذكور قبله وكالإمام العالم المحقق قاضي الجماعة بفاس أبي الحسن علي بن عمران +
وكالإمام العالم مفتي فاس وخطيب حضرتها أبي عبد الله محمد الهواري » وكالشيخ
العامل الورع الزاهد أبي عبد الله محمد بن أحمد النجيي شهر بابن عزيز بفتح العين
المهملة وكسر الزاي كان الناظم رحمه الله تعالى يذكر لنا عنه كرامات نفعنا الله به وكشيخنا
الإمام العالم المتفنن المفسر المسن قاضي الجماعة بفاس وخطيب حضرتها ومفتيها أبي
الفضل قاسم بن محمد أبي نعيم الغساني ؛ وغيرهم من الأثمة ؛ وأخذ الحديث على
بعض من تقدم من الشيوخ الفاسيين » كابن عزيز والقصار وشيخنا ابن القاضي وغيرهم
من المشارقة لما حج وذلك سنة ثمانية وألف » وهو الإمام المحدث المعمر صفي الدين
أبو عبد الله محمد بن يحبى العزي - بكسر العين المهملة وكسر الزاي المشددة الشافعي ؛
وقرأ موطأ الإمام مالك بن أنس على الفقيه العالم المسن سيدي أبي عبد الله محمد بن
الجنان » وشمائل الترمذي على شيخنا الإمام العالم امحدث سيدي أبي الحسن علي
البطيوي رحمة الله علينا وعليهم أجمعين » وكان الناظم رحمه الله ذا معرفةٍ بالقراءة
وتوجيهها » وبالنحو والتفسير ؛ والإعراب ؛ والرسم والضبط » وعلم الكلام . يحفظ
نظم ابن زكرى عن ظهر قلب » ويعلم الأصول والفقه والتوقيت والتعديل والحساب
والفرائض وعلم المنطق والبيان والعروض والطب وغير ذلك وحج وجاهد واعتكف +
وكان يقوم من الليل ما شاء الله ؛ تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته ؛ الف تآليف
عديدة ؛ منها هذه المنظومة العديمة المثال في الاختصار وكثرة الفوائد والتحقيق ومحاذاة
مختصر الشيخ خليل » والجمع بين أصول الدين وفروعه بحيث أن من قرأها وفهم
4 الدرالثمين والمورد المعين
مسائلها خرج قطعاً من ربقة التقليد والمختلف في صحة إيمان صاحبه » وأدى ما أوجب
الله عليه تعلمه من العلم الواجب على الأعيان » ولذا قال فيها الفقيه الأجل الأديب
النحوي اللغوي سيدي أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الأجل الولي الصالح المجاهد الرابط
بالثغور ذي الفتوحات العديدة والمآثر الحميدة : سيدي أبي عبد الله محمد بن أحمد
العياشي أبقى الله وجوده كهفاً للإسلام ؛ وجلاءٌ لغياهب الظلام وأعانه على ماهو
بصدده من إماد الكفرة ونصرة الإسلام ؛ وكبت أعدائه مجاه سيدنا محمد عليه أفضل
الصلاة وأزكى السلام ما نصه :
عليك إذارمت الهدى وطريقه. وبالدين للمولى الكريم تدين
بحفظلنظمكالجانفصوله وناهولامرشدوسين
كأن المعاني نحت ألفاظه وقد . بدت سليلاًبالرياض معين
وكيف وقد أبداه فكر ابن عاشر إسام هدى للمشكلات بين
تضلع من كل العلوم ماله شيبيهولافي المعلومات قرين
وأبرز ربات الحجال بقفهمه فهاهي أبكار لديه وعين
وأنبى إلى أقطابالوجودتحية عليناباكلالأمورنمون
ومنهما شرحه العجيب على مورد الظمآن في علم رسم القرآن » فقد أجاد فيه ما شاء
وليس الخبر كالعيان وقد كان شرحه ديثاً على العلماء الأعيان وادرج فيه تاليفاً آخر
سماه : الإعلان بتكميل مورد الظمآن في غير نافع من بقية السبعة في
ابن الحاجب ثم لفظ التوضيح وأضاف إلى ذلك فوائد عجيبة ونكتا غريبة كتب منه من
قوله في النكاح والكفاءة والدين الحال إلى باب السلم » الله اعلم » وله طرر عجيبة
مفيدةً على المختصر المذكور بعضها يتعلق بلفظ المختصر ؛ وبعضها بلفظ شارحه الإمام
التتائي في شرحه الصغير » وله رسالة عجيبة في عمل لربع المجيب في نحو مائةٍ وثلا؛ بيتا
من الرجز » وله تقاييد على العقيدة الكبرى : للإمام السنوسي » وله طرر على
شرح الإمام أبي عبد الله محمد التنسي لذيل مورد الظمآن في الضبط ؛ وله مقطعات في
جمع نظائر ومسائل مهمة من الفقه والنحو وغيرهما ؛ ومن نظمه رحمه الله وكان يكثر من
كيفية رسم قراء؛
مقدمةالمؤلف 9
يرهدن في الفقه أي لا أرى . بسائل عنه غير صنفين في الورى
ومنه في مدح مختصر ابن الحاجب وشرحه التوضيح ؛
وآليت آلوه شرحالفامض . من الوديرضاه خليل وحاجبه
ومنه في الكتاب على طريق اللغز:
لله في خلقه من صنعه عجب . حقائق كادت في الوجود تقلب
أصيب بالداء المسمى على لسان العامة بالنقطة ضحى يوم الخميس الث ذي الحجة
الحرام من عام أربعين وألف ؛ ومات عند الاصفرار من ذلك اليوم رحمه الله ونفع به +
وإلى سنة وفاته شرت بالشين والميم بحساب الجملة من قولنا في جملة أبيات في تواريخ
وفاة جلة من شيوخنا » والإشارة إلى بعض صفاتهم:
وعاشر المبرور غزوًا وحجة . إمام التقى والعلم شم قرنفل
فهي في موضع مفعول » والمحكي به هنا قوله : « الحمد لله » إلى آخر النظم ؛ وابن عاشر
بالرفع نعت لعبدٍ ؛ ويكتب ابن هنا بغير ألف الوصل على قاعدة كتبه إذا وقع بين
علمين ؛ لكن قال بعضهم : ما لم يكن أول سطر فيكتب بالألف » وكذا إن أعرب
كزيد بن عمرو ومبتدثا حال مقدرة من عبد الواحد » وما كان نظم الكتاب وتاليقه أمراً
ذا بال - أي شأن يهتم به وكل ما هو كذلك يطلب فيه البداءة بالبسملة لقوله 8 :
« كل أمر ذي بال لا يبدا فيه ببسم الله فهو أبتر *"'' بدأ الناظم بها فقال : ٠ مبتدثا باسم
)١( رواه ابن ماجه في التكاح (1844) بلفظ :« كل أمر ذي بال لا يبدا فيه بالحمد أقطع » وأحمد
( 06 بلفظ : ٠ كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر وأبو داود في <
1 الدرالثمين والمورد المعين
الإله » وإ والاستعانة بذكر اسمه تعالى +
وقيل : للفرق بين بين اليمين الذي هو القسم والتيمن وهو التبرك (والقادر) من له القدرة
وهو صفة الإله و(الحمد) لغة الؤصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل » وإن شئت
قلت : هو الوصف بجميل اختياري أو قديم على جهة التعظيم والتبجيل ؛ والمراد
بالورصف الذكر باللسان دون غيره من سائر الأركان . وإطلاق الحمد على ماليس
باللسان إنما هو باعتبار تعبير اللسان عنه وشمل قوله الجميل أي الحسن ما كان في مقابلة
إنعام وما ليس في مقابلته كما شمل أيضاً على التعريف الأول » وهو مصرح به في الثاني
ما كان اختيارياً أو قدياً » والمراد بالاختياري ما فيه اختيار ولو بوجه ماء فيدخل فيه
الطبائع الغريزية المحمودة كالشجاعة والكرم ؛ وشمل القديم جميع أوصافه تعالى إذ كل
منها جميل » فخرج الوصف بغير الجميل ويجميل لا اختيار فيه كحمرة الخد" ورشاقة القد
أي حسنه - ومجميل اختيناري أو قديم لا على جهة التعظيم بل على جهة التهكم
والسخرية » فليست بحمد والوصف بجميل لا اختيار فيه يسمى مدحاً لا حميداً والحمد
مدخ ؛ فين الحمد والمذح عموم وخصوص مطلق » إذكل حمد مدح ولا عكس .
١ كز غم ويف صر التعز : وهو لغة فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه
منعما ؛ والمراد بالفعل الحدث ؛ فيدخل فيه ما كان باللسان وبغيره من سائر الأركان »
فلا يختص باللسان كالحمد وخرج بقوهم : ينبئ عن تعظيم المنعم ما لا ينبئ تعظيمه
وخرج بقوطم : بسبب كونه منعماً ما ينبئ عن تعظيمه لا في مقابلة إنعام فإنه حمد لا شكرء
وإذا فهمت هذا علمت أن بين الحمد والشكر عموماً وخصوصاً من وجه يصِدقان على
الوصف اللساني بالجميل في مقابلة الإحسان ؛ وينفرد الحمد بصدقه على الوصف
اللساني بالجميل لا في مقابلة إحسان وينفرد الشكر بصدقه على ما ليس باللسان من
الفعل المنبئ عن التعظيم إن كان في مقابلة إحسان » وأما الحمد والشكر الشرعيان فقال
في شرح المطالع :2 قى ماهيتهما أن الحمد ليس عبارة عن قول القائل : الحمد لله بل
هو فعل يشعر بتعظيم المنعم يسيب كونه منعماً ؛ وذلك الفعل إما فعل القلب أعني اعتقاد
- الأدب (+ )بلفظ ٠: كل كلام لا يبدا فيه بالحمد لله فهو أجذم *» وابن حبان (1701
إحسان ) بلفظ « كل أمر ذي بال لآ يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع » كلهم من
رضي الله عنه + ولفظ المصنف عزاه السيوطي في الجامع الصغير (3784) لعبد الا يف
أرصينه قلت : ال الإمام الدووي في شرح م صحيح مسلم بشرح الدووي (48/1) :
مقدمرّالمؤلف 11
اتصافه بصشات الكمال والجلال » أوفصل اللسان أعني ذكر مايدل عليه أوفعل الجوارح
وهو الاتيان بأفعال دالة على ذلك » والشكر كذلك ليس قول القائل : والشكر لله بل هو
صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق له وأعطاه
والاجتئاب عن منهياته وعلى هذا يكون الحمد أعم من الشكر مطلقا لعموم النعمة
الواصلة إلى الحامد وغيره ؛ واختصاص الشكر بما يصل إلى الشاكر | . ه . قال اللسيد :
وذلك لأن المنعم المذكور في تعريف الحمد العرفي مطلق لم يقيد بكونه منعماً على الحامد
أو غيره فيتناولها بخلاف الشكر إذ قد اعتبر فيه منعم تخصوص وهو الله سبحانه ؛ ونعمة
واصلة إلى عبده الشاكر ؛ ولكون الحمد أعم من الشكر وجه ثان وهو أن فعل القلب
واللسان وحده مثلاً قد يكون حمد ولين بشكر أصلا إذا قد اعتبر فيه شمول الآلات +
ووجه ثالث وهو أن الشكر بهذا المعنى لا يعلق بغيره تعالى يخلاف الحمد اه . وعبارة
الشيخ خالد الأزهري في شرح التوضيح : فالشكر أاخص مطلقاً لاختصاص تعلقه
بالباري تعالى » ولتقييده بكون المنعم منعماً على الشاكر ولوجوب شمول الآلات فيه
يخلاف الحمد . اها ء
وقال : الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء : إن عمل الشكر يتعلق بالقلب واللسان
والجوارح » فاستعمال نعم الله تعالى في طاعته والتوقى من الاستعانة بها على معصيته +
يسمعه فيدخل هذا في جملة شكر نعمة هذه الأعضاء » والشكر باللسان إظهار الرضا عن
الله تعالى وما هو مآمور به . اه""'". والله الموفق +
والله : قال البيضاوي أصله إله فحذفت الهمزة وعوض عنها حرف التعريف ثم جعل
علماً على الذات الواجب الوجود الخالق للعالم » وإنما لم يقل : الحمد للخالق أو للرازةٌ
وقدم الحمد على اسم الجلالة لاقتضاء المقام مزيد اهتمام به » وإن كان ذكر الله أهم في
نفسه : ومعنى جملة الحمد الخبر عن الله تعالل باستحقاقه الاتصاف بكل جميل ؛ فهو مد
في المعنى وزادت بمزية التصريح نبلفظ الحسد مع التعسيم في أوصافه تحال وإفادة
اختصاصه به » ولفظها خبر ومعناها الإنشاء قال الإمام الطبري في تفسير : الفاتحة الحمد
)117/8( ذكره الإمام الغزالي في الإحياء )١(
" الدرالثمين والمورد المعين
0 ثناءً أثنى به تعالى على نفسه » وفي ضمئه أمر عبيده أن يثنوا به عليه ؛ فكأنه قال :
قولوا : الحمد لله اهما" وهل الألف واللام في الحمد لاستغراق الجنس ؟ قال الإمام
القلشاني : وهو أظهر أو للعهد قولان :
وجه الأول : أن الحمد لما كان قديماً وحادثاً فالقديم حمده تعالى لنفسه ولمن شاء من
فالحمد كله لله فثبت كون آل للاستغراق ؛ وأيضاً لما كانت أصول النعم وفروعها منه
تعالى استحق جيع ا محامد .
ووجه الثاني : ماقاله الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه : أن الله تعالى لما علم من
محمدة . أها.
ولاشتماها على ماذكر بدأ بها الناظم كغيره مع الاقتداء بالكتاب العزيز والعمل
بمقتضى قوله كي : ١ كل أمرذي بال لا يبدا فيه بالحمد لله - وفي رواية بحمد الله - فهو
أجذم » وني رواية : ٠ أقطع *"' وفي رواية بزيادة : « والصلاة علىّ فهو أقطع أبتر بمحوق
من كل بركة ». وقد جع الناظم في الابتداء بين البسملة والحمدلة وعليه فيقال : اللقصود
من الحمد هنا حصول البداءة به لتحصيل بركته كما مر في الحديث وقد فات ذلك
بالبداءة بالبسملة ؛ وبقوله : يقول عبد الواحد بن عاشر : والجواب عن تقديم البسملة
وصفه تعال بالجميل » والبسملة لا سيما مع إضافة الوصف بالقادر صادقة بذلك فذكر
الحمد بلفظه بعدها تأكيد فقط » وأيضاً فإن البداءة إما حقيقية وهي ذكر الشيء أولا على
الاطلاق ؛ وعليها حمل الأمر بالبداءة بالبسملة وإما إضا وهي ذكره اولاً بالإضافة إلى
شيء دون شيء آخر ؛ وعليهم حمل الأمر بالإبتداء بالحمدلة وهي صادقة بذكر الحمد
قبل : المقصود بالذات ؛ وأما تقديم يقول عبد الواحد بن عاشر عليها فلا محذور فيه ؛ إذ
المأمور به ابتداء التأليف بالثناء على الله تعالى . وذلك حاصل لا يم الثناء على القول
المحكي به التأليف » وهذا امحل قابل لأكثر من هذا الكلام وفيما ذكرناه كفاية إذ المطلوب
إمام .
)58 /1( ذكره ابن جرير في تفسيره (49/1) © وابن كثير في تفسيره )١(
سبق تخريحه في الحديث السابق )(
مقدمةالمؤلف "
مفعول ثان لعلم ؛ والذي كلفنا به من العلوم هو العلم الواجب على الأعيان أي على
كل مكلف وهو علم المكلف ما لا يتاتى له تآدية ما وجب عليه إلا به » وذلك مثل كيفية
الوضوء والصلاة والصيام والزكاة إن كان له مال والحج إن كان مستطيعا ؛ وكذا ما
يتعلق بالمعتقدات في حقه تعالى وفي حق رسله عليهم الصلاة والسلام ؛ وهل يكفي ف
ذلك التقليد وهو اتباع الغير من غير دليل أو لا يكفي إلا العلم وهو الجزم المطابق عن
دليل في ذلك خلاف يأاتي إن شاء الله تعالى ؛ وكذا حكم البيع لمن يتعاطاه والقراض
والشركة والإجارة ونحوها لمن يتعاطى ذلك ؛ فيجب على كل أحد تعلم حكم ما يريد أن
يفعله من ذلك للإجاع أنه لاييوز لأحد أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه لكن
يكفيه في غير العبادات تعلم الحكم بوجه إجمالي فييرئه من الجهل بأصل حكمه على قدر
وسعه وكذا علم أمراض القلوب كالكبر + والحسد » والحقد ونحوها » فقد قال الإمام أبو
حامد الغزالي : إن معرفة حدودها وأسبابها وعلاجها فرض عين ؛ وقال غيره : إن رزق
الإنسان قلباً سليماً من هذه الأمراض المحرمة كفاه ؛ ولا يلزمه تعلم دوائها وماعدا ما
ذكر فهو فرض كفاية يجمله من قام به قال في الرسالة وكذلك طلب العلم فريضة عامة
يجملها من قام بها إلا مايلزم الرجل في خاصة نفسه » أي فهو فرض عين وانظر شرح
الجزولي في هذا المحل فقد أجاد فيه على عادته » وانظر شرح القلشاني قبل قوله : وقد
جاء أن يؤمروا بالصلاة لسبع سنين”'" ويأتي الكلام في ذلك عند قوله في التصوف»
ويوقف الأمور حتى يعلا ماللهفيهنبهقدحكا
وعلى العلم الواجب على الأعيان حمل خبر : 8 طلب العلم فريضة على كل مسلمٍ ؟
قال الإمام محبي الدين النووي : هذا الحديث إن لم يكن ثابتاً فمعناء صحيح » ويجتمل
أن يريد الناظم الذي كلفنا من العلوم العلم الواجب على الأعيان والكفاية معاً » فإن
علم الكفاية يخاطب به أيضاً كل أحد على خلاف ياتي ذكره إلا أنه يسقط بقيام البعض
به » والناظم رحمه الله ممن علمه الله علم الكفاية وعلم الأعيان » وسياتي الكلام على
الواجب علماً او عملاً وتقسيمه إلى كفاية وعين » والسر في ذلك عند كلام الناظم عليه
إن شاء الله قوله صلى وسلم البيت ؛ فاعل صلى وسلم يعود على الله تعالى ؛ ولفظه وإن
في الصلاة 4010 وأ )من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه
(7) رواه ابن ماجه في المقدمة (170) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ؛ وصححه الألباني في
سنن ابن ماجه
س الدرالثمين والمورد المعين
كان خبراً فالمراد الطلب أي اللهم صل وسلم » وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن مرزوق
في قول الشيخ خليل : والصلاة والسلام على محمد يحتمل أن يريد صلاة الله وسلامه أو
الصلاة والسلام من الله على محمد وهومن الخبر المراد به الإنشاء + أي أسال الله أن
له صلوات لله وسلامه ؛ ويحتمل أن يريد صلاته هو وسلامه أي إنشاء الدعاء لمحمد
بالرحمة والأمان » والفرق بين الاحتمال أنه طلب في الأول صلاة الله وسلامه » وفي
الأول نفس الرحمة والثاني دعاء بها » وعلى كلا التقديرين فهو دعاء من المصنف للني
صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه طلب في الأول أن يتولى الله تعالى الصلاة والسلام
عليه ؛ وفي الثاني صلى هو بنفسه » والفرق بينهما كالفرق بين الصلاتين في قوله صلى
الأول هو المتعين في كلام الناظم الله أعلم وإنما بجملته لما اشتمل عليه من الفوائد
ما قرره صاحب المغنى في الباب الخامس العطف قال : ثم العطفب بالنسبة إلى الله تعالى
الرحمة » وإلى الملائكة استغفار » وإلى الآدميين دعاء بعضهم لبعض + وشرح العقيدة
الصغرى لمؤلفها نفعنا الله به والصلاة من الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
زيادة تكرمه إنعام وسلامه عليه زيادة تامين له وطيب تحية وإعظام اه
فائدة : قال الرصاع ناقلاً عن الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن عبد السلام : لا يتوهم
زيادة رفعته وبلوغ أمنيته » فإن مثلنا لايشفع لعظيم القدر عند ربه ولكن الله سبحانه أمرنا
بمكافأة من احسن إلينا وانعم علينا + ولما أحسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سيد المرسلين وحبيب رب العالمين أمرنا ربنا سبحانه أن نرغب إليه بأن يصلي هو عليه لتكون
فرع : قال الإمام أبو عبد الله الأبي في شرح مسلم : وما يستعمل من لفظ السيد
والنسائي في السهو (1743) ؛ وأحمد 1/1/1 - 3979 » من حديث أبي هريرة رضي الله عنه