القضاء ؛
منصب ديني من متعلقاته الشورى وكان في كل عاصمة ولاية قاضٍ
للجماعة في عهد الموحدين وهو يتولى اختيار ثوابه في مناصب القضاء
المحلية وكان الخليفة الموحدي يعين قضاة الجماعة دون تدخل الولاة في كل
من المغرب والأندلس وكان قضاة الأندلس أندلسيين في الغالب "
وكان القضاء يتعطل مع العدل وإنصاف الناس فقد مكث عمر بن
الخطاب على القضاء بطران حي إل اك امدق توك رس ولا لأ
رجلان © ولكن عادة الموحدين عندما كان ملكهم مبسوطأ على تونس أنهم
لا يولون القضاة أكثر من عامين عمل بوصية عمربن الخطاب نفسه 9 .
وذكر الأب في شرح مسلم أنه حين كانت قاعدة مملكة الموحدين مراكش
كان القضاة إنما يأتون لتونس منها © في حين كان قضاة المغرب يختارون
من سوس أيام السعديين ©» وخطة القضاء هي أعظم الخطط بالأندلس
لتعلقها بأمور الدين وكون السلطان نفسه لو توجه عليه حكم حضر بين
( البيان المعرب ى. 3 ص 129
( ابن الألبرج 2 ص :16
() (تاريخ الدولتين ص 44).
الأعلام للمراكشي (طبعة 1974)ج ١ ص 68د
(» تاريخ الدولة السعدية ص 25
يدي القاضي وذلك في المقصورة الكبيرة» أما في الصغرى فالحاكم الشرعي
فيها هو المسدد وقاضي القضاة كان يسمى أيضاً قاضي الجماعة "
وكان عدد القضاة نحواً من خمسة عشر في مجموع المغرب وكان في
كل من فاس ومراكش ثلاثة قضاة ول يكن في القبائل سوى نواب عن
القضاة أما في الجبال فإن العرف هو السائد عدا تحكيم الشرع أحياناً و
يكن اختصاصهم يتجاوز الأحوال الشخصية والالتزامات الناجمة عن
الجنايات الدموية مع رعاية أموال اليتامى ومراقبة العدول ورجال التود
والعلماء والأشراف ورجال الدين ووكلاء الغياب والمشرفين على المواريث
(بومواريث) ونظار الأحباس والمساجد وكان قاضي السماط بفاس يشرف
على جامعة القرويين وهيئة العلماء فكان للقاضي بذلك دور سياسي هام
لذلك كان تعيين القضاة بجاط بعناية خاصة ولم يكن حكم القاضي خاضعاً
لمراجعة محكمة استئنافية عدا رفع التظلم إلى السلطان بواسطة وزير
الشكايات لجمع العلماء والنظر في قيمة التظلم فقط دون إصدار حكم
جديد وكان القاضي يتسم في غالب الأحيان بالنزاهة والعدل بجرزه إيمانه
وقضاء الجماعة بالمغرب يوازي منصب قاضي القضاة بالمشرق © ول
يطلق المغرب وصف القضاة على غير الحكام الشرعيين في حين أطلق أحياناً
خارج المغرب على الكتاب !9 وعلى التجار ". ومنذ عصر المرابطين كانت
زعامة القضاء راجعة لقاضي الحضرة (أي مراكش) الذي كان عضراً في
مجلس الشورى والذي أصبحت له سلطة كبرى على قضاة الغرب
والأندلس وكانت هذه المشيخة تعطى أحياناً لقاضي سبتة وطنجة أو قرطبة
من ذلك تولية هذا المنصب قاضي طنجة مروان بن عبد الملك بن إبراهيم
ابن سحنون اللواتي . ِ
() (نفح الطيباج ١ ص 103)
© (نفح الطيباج ١ ص 338
(3) (صبح الأعشى ج 5 اص 431
(البرد الموشى) ص 7
(5) (مشيخة عياض)
ول أحداً من قضاته يعهد إليه أن لا يقطع أمرأ ولا بيت في أمر إلا
بمحضر أربعة من الفقهاء فبلغ الفقهاء في عهده مبلغاً عظييًا لم يبلغوا مثله
في الصدر الأول من فتح الأندلس
وأصدر المولى محمد بن عبد الله ظهيراً أمر فيه القضاة بكتابة
الأحكام في كل قضية في رسمين يأخذ المحكوم له رسيًا يبقى بيده حجة
عليه العدول فهو معزول!"» وكان المخزن يرسل إلى كل قبيلة من يقوم
باختبار قضاة البادية قبل تعييتهم حتى لا ينولى سياسة الرعية غير الأكفاء
وتسجل الامتحان في تقارير وبيانات ترفع إلى السلطان ليصدر أمره
بالتعيين من ذلك ظهير صدر عام 1877/1294 م اعتمد على تقييد لاختبار
عمال دكالة وقضاتهم وأشياخهم ©
وقد لاحظ المولى اسماعيل جهل الكثير من رجال القضاء فأمر
بحبس بعضهم ممن امتحنوا فتأكد جهلهم وسجنهم في مشور فاس الجديد
حتى تعلموا ضروريات الأحكام وعزل الكثير منهم» وقد أشار القادري في
(الأزهار الندية) إلى هذا الحادث الذي حصره العلامة اكنسوس في قضاة
البوادي © .
وكان ثلاثة قضاة يتناوبون على الرباط لكل واحد ثلاثة أشهر وهم
الفقهاء محمد بن أحمد الغربي وعبد الله بناني ومحمد بن اليسع *ء وعندما
ترجم ابن القاضي في درة الحجال © لأحمد بن محمد الطرون الفاسي ذكر
أنه كان قاضياً بفاس وأنه لم يكن من أهل العلم وإنما ولي لأنهم كانوا
(1» (الأعلام للمراكشي ج 5 ص 023 (1 الطبعة الأول)
(2) (العز والصولة لابن زيدان ج 2 ص 8)
4 (اتحاف أعلام الناس ج 3 بعد ص 305).
يولون القضاء من يكون ملياً وإن لم يكن ذا علم لينكف بماله عن أموال
الناس وعن الرشا وقد توفي هذا القاضي المتمول سنة ١96ه/ 1533 م.
إبراهيم بن يحبى قاضي العساكر في عهد أي الحسن المريني كما كان
محمد بن أبي عامر قاضي القضاة في المغرب وناظر العسكر ". وقد عمل
قضاة مغاربة على التوالي بالغرب والأندلس من بينهم علي بن عبد الله بن
مراكش وحضر مجلس ابن القطان ثم استقضي بشريش وجيان وقرطبة
وسبتة وفاس ثم أغمات وريكة ثم تولى قضاء النساء بمراكش وعرض عن
ظهر قلب صحيح البخاري ©©. وقد استقضي الفقيه عمر بن عبد الله بن
محمد الأغماتي المحدث النحوي بفاس وهو ابن عشرين سنة وكذلك الفقيه
ابن عشرين سنة أيضاً ومحمد السعيد بن محمد بن عمر بن العياش قاضي
الجماعة بمراكش استقضاه المولى سليمان بسجلماسة وهو ابن خمس
وعشرين سنة 9
أما الاستيناف فقد كان في عهد الحماية نوعين: ابتدائي لأحكام
قضاة البوادي وما في حكمها من أحكام قضاة صغار المدن ويكون عند
قاضي المدينة بمنطقته المعينة في ظهير تنظيم «العدلية؛ خاصة في مكناس
والرباط والدار البيضاء أو عند أحد قضاتها إن تعدد كما في قضاة فاس
والنوع الثاني وهو النهائي تأسيس مجلس شرعي أعلى بالبلاط الملوكي
يتركب من رئيس وأربعة أعضاء من العلماء وثلاثة نواب وستة كتاب
وثلاثة خدمة وهو يتلقى استيناف أحكام قضاة قواعد المدن.
(0) (اين عذارى ج 2 ص 676
() (الأعلام للمراكشي ج 6 ص 2 (خ)
( (الأعلام للمراكشي ج 7 ص 5 - ط الرباط).
وكان القضاء يحظى بثقة الشعب لحسن الاحدوثة فقد تحدث (جان
موكي) في رحلته إلى المغرب (1601 - 1607) عن قضاة المغرب فوصف
سرعة وعدالة المسطرة القضائية عندهم ".
كما ذكر (لودفيك) أن كل فخذة من القبائل المغربية كانت تشتمل
على مكان يستخدم كمسجد ومكان آخر لتحفيظ القرآن وقاض يصدر
الأحكام .
(تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام) لابن فرحون
إبراهيم بن علي اليعمري (مكتبة تطوان (1405): ثلاث نسخ)
جمهرة من حكم بفاس وقضى ف الدولة العلوية وجرى به القضا)
(رجز في 300 بيت) لأبي القاسم الزياني (نسخة بالخزانة الفاسية والمكتبة
الأحمدية السودية بفاس وخم 2348).
-(تكميل قضاة فاس على ما في جذوة الاقتباس) الخزانة
الملكية - خم 4792).
جواب في الفرق بين خطة القضاء وخطة الولاية وخطة الحسبة
باعتبار عرف زماننا لأحمد بن خالد الناصري الخزانة العامة بالرباط (خع)
(آفاق الشموس وأعلاق النفوس في الأقضية النبوية) لأحمد بن عبد
الصمد الخزرجي الفاسي
(الأحكام من آي خبر الانام) للحسن بن علي بن القطان. جمعه
بأمر السلطان عمر المرتضى الموحدي
خزانة القرويين (خق) ل 292/40
(منظومة في أدب القضاة وبيان صنعة القضاء) (272 بيتا) اسمها
(حديقة القضاة) (خم 1862 د) (م ١» - 6) للعربي بن عبد الله المستاري
رئيس البحر في عهد سيدي محمد بن عبد الله.
(» الوثائق الغميسة في تاريخ المغرب (دوكاستر - س ١ - السعديون ج 2 مص 400).
( في كنايه «المغرب المعاصر امبراطورية تنهاره (ص 114).
(قضاء ركب الحجيج) قلد يوسف المريني الفقيه محمد بن زغبوش
قضاء ركب الحجيج عام 703 ه/1303 0
(المهذب الرائق في تدبير الناشىء من القضاة وأهل الوثائق)
المتحف البريطاني (عدد 242)
- (قلادة التسجيلات والعقود وتصرف القاضي والشهود) كلاهما
- إصلاح القضاء بالمغرب أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الله
«حصول المسرة والأنس في بيان مدارك الفصول الخمس» خع 330د
دراسات مغربية: عن تاريخ القضاء بالمغرب (عبد الله الجراري).
مجلة دعوة الحق - عدد ١ (1965).
تاريخ القضاء بشمال المغرب على عهد الحماية (الحسن بن عبد
الوهاب). مجلة البحث العلمي - عدد 9 (1966)
القضاة والعدول بالمغرب (تاريخ تطوان ج ١ ص 4137
٠. 459) 1948 .جأسز عل كك نتمم
القضاء في جنوب المغرب 1924 .1010016208 .1
الفتوى
ظهرت خطة المفتي بالغرب في عهد محمد الشيخ السعدي اقتباساً
من الأتراك وقد تقلد منصب الفتوى بفاس في عهد محمد الشيخ محمد بن
عبد الرحمن بن جلال المغراوي التلمساني نزيل فاس كما تقلدها بمراكش
أيام عبد الله الغالب محمد شقرون بن هبة الله الوجديدي التلمساي
(الدوحة ص 90 و 86) وكان يعتبر من أسمى الوظائف لا يرخص فيه إلا
لذوي المروءة والدين ومن «طرأ عليه أو ظهر منه ما يخالف ذلك يعزل
ويضرب عل يده وربما عوقب ونكل به:.
(1) (تاريخ ابن خلدون ج 7 ص 226).
(راجع نصوص ظهائر في الموضوع في (العز والصولة) لابن زيدان ج
2 ص 55 حيث أمر المولى عبد الرحمن مثلا برفع يد المفتين عن الفتوى
بطنجة نظراً لفساد الأحكام والتلبيس على والعوام وذلك في 25 رمضان 1274ه)
وكان (مجلس المفتين) بالمغرب يعمل تارة كمحكمة عليا لللقض
والإبرام وأخرى كهيئة ١ وهذا المجلس بجمعه السلطان عند الحاجة
للنظر في قضية فقهية قبل إحالتها على محكمة جديدة. وكان السلطان
يصدر الأحكام مرة في الشهر ويتلقى طلبات الاستيناف ويتقاضى أمامه
الأجانب أكثر من رعاياه وأول قاض بعد السلطان هو المفتي الذي يتلقى
وقد شملت عناية ملوكنا العلويين الأماجد رجالات الافتاء في كافة أنحاء
العالم الإسلامي وخاصة في الحرمين الشريفين فقد حبس السلطان سيدي
محمد بن عبد الله أموالاً طائلة على مفتي المذاهب الأربعة وطلبتهم بالدينة
لمنورة كما حبس مال عظيباً على قراء (الفتوحات الإلية) والجامع الصحيح
من أهل المذاهب الأربعة بالمدينة المنورة!". وكان المفتي يتلقى الأسئلة
والاستفسارات والاستيضاحات في القضايا الفقهية من مجموع البلاد مثال
ذلك الفقيه محمد بن إبراهيم السباعي الحاجي رئيس قلم الفتوى بمراكش
الذي كانت ترد عليه الأسثلة من كافة أنحاء المغرب فيجيب عنا بما يبهر
العقول بدون تسويد لكثرة تحصيله واستحضاره ولا يبقى عنده منها نسخة
ولو جمعت فتاويه لأربت على (نوازل المعيار) كان يقول (نحن رجال وهم
رجال © . ولمحمد الأغلالي (القواعد التي بجب على المفتي العمل بمقتضاها)
النابغة الشنجيطي (المطبعة الملكية بفاس عام (1282 ه/ 1865 م) ومن
تصدر للإفتاء باللغرب العلماء:
() (س. أ. السعديون - 1935 ص 2 ص 397) بالنسبة لعام 1609
الإعلام للمراكشي ج 7 ص 193. الرباطء
إبراهيم بن عبد الملك الضرير السوسي كان خرازاً 1316ه/
مفتي سجلماسة إبراهيم بن هلال علي الصتهاجي المشترائي
أبو بكر بن مسعود المراكشي شيخ الملكية بدمشق (1032ه/
ابن علي أبو القاسم الحساني الحبطي المفتي 956ه/ 1549 م)
(الجذوة ص 319).
أحمد بن الحاج العباس الشرايبي (1329 ه/ 1911 م)
أحمد بن أبي مالك عبد الواحد بن أحمد السجلماسي مفتي مراكش
(الاعلام للمراكشي ج 2ص 44)
أحمد بن علي السالمي مفتي مراكش (أحمد بن محمد بن علي حسب
أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن القباب قاضي جبل طارق
ومشاور الدولة (779 ه/ 1377 م) له (فتاو مدونة في معيار الونشريسي).
أحمد بن القاضي التلمساني شاعر الرباط ومفتيه (توفي حوالى
0ه/ 1766 م). (الاغتباط ج ١ ص 20).
مفتي فاس أحمد بن محمد بن أحمد بن يحبى المقري نزيل فاس
صاحب (المعيار).
(المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل افريقية والأندلس والغرب)
ط. على الحجر بفاس عام 1315. خع 400د (5 مجلدات) وتجدد طبعه
ببيروت عام 1982.
الحسن بن أحمد بن عبد الرمن الزميري .
(1) هذا التاريخ الواقع بين سطرين برمز إلى تاريخ الوفدة.
الحسن بن عثمان الونشريسي شيخ ابن الخطيب.
حمادي جيرو أبو الفضل صاحب (معيار التحقيق في مبنى
الفتاوى والتوثيق) ط. بالدار البيضاء.
مفتي مراكش سعيد بن محمد بن أحمد حيمي السوسي (1313 ه/
مفتي مراكش ابن عمير الطيب الشرقي قيم خزانة الحسن الأول.
مفتي فاس عبد الرحمن بن جعفر بن إدريس الكتاني 1334١ه/
تحفة الفتاوى لعبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي (خع 1136 ).
ابن العجوز عبد الرحيم بن أحمد الكتامي السبتي الأصيلي الفامي
الفتيا (413 ه/ 1022 م) لازم ابن أبي زيد القيرواني.
عبد السلام بن عمر بن إبراهيم مفتي وقاضي الرباط (1356ه/
المفني المشاور عبد العزيز بن عبد الله بن حزمون.
مفني فاس عبد العزيز بن موسى الخطيب.
مفتي فاس عبد العزيز الورياجلي.
عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن الطالب بن سودة له (عمدة
الراوي في جمع ما من به المولى من الفتاوي) (خم 024
ابن خلوف عبد الله بن أحمد السبتي دفين أغمات (35ه/
2م. أحد حفاظ المذهب بسبتة نزل ببني عشرة بسلا ثم أغمات
حيث أصبح مفياً.
عبد الله بن عبد الواحد الورياجلي المتوفى بدرعة (927ه/
مفتي أهل سبتة عبد الله بن غالب الحمداني النكوري
مفتي فاس عبد الله العبدوسي .
عبد الله الوانغيلي الحافظ .
مفتي فاس وقاضيها عبد الواحد بن أحمد الحميدي.