دور اهل التمة في إقصاء الشريعة الإسلامية.
كالمذاهب الوطنية والعلمانية وغيرهاء والتحلل من عقيدة الولاء
والبراء التي هي أوثق عرى الإيمان؛ إضافة إلى دعم واستثارة الأقليات
والفرق البدعية في البلاد الإسلامية.
.٠ ربط الشعوب بماضي ما قبل الإسلام من وثنيات أو خرافات تحت
اسم الاهتمام بما يسمى بعلم الآثار.
وقد ترتب على ذلك: تسهيل الغزو الفكري لأبناء المسلمين وتغريب
الثقافة بين أبنائهم وخاصة في مجال التعليم ووسائل الإعلام وتغريب المرأة
المسلمة والتغريب في اللباس والزي وفي مجال الأدب والفن وانتشار اللغة
وكانت النتيجة سقوط الدولة العثمانية وإلغاء تحكيم الشريعة الإسلامية في
البلاد الإسلامية التي كانت تحت يدها وإحلال القوانين الوضعية والمذاهب
العلمانية علها. -
ثم ليرجع القارئ البصر إلى ما هو جار في بلاد المسلمين اليوم فيتأكد عنذه
من أول وهلة أن التاريخ يعيد نفسه فما أشبه الليلة بالبارحة؛ فإن ما تم تطبيقه
بالأمس هو بعينه الجاري تطبيقه اليوم؛ مع فارق استثمار التقنيات العصرية في
هذه التطبيقات مع تخدير الأمة بالتفنن في إثارة الشهوات والشبهات عبر وسائل
الاتصال المختلفة.
والذي يخشاه الغيور على دينه وأمته أن تتكرر النتيجة المؤلة الي خصلت
للدولة العثمانية فيتقاسم الأعداء ما تبقى من بلاد المسلمين بعد الإجهاز عليها.
وإعذاراً؛ لكن الأمل معقود بعد الله تعالى في هذه الأمة رعاة ورعية في أن تتنبه
لهذا الخطر الداهم» وأن ترجع إلى سر قوتها وعنصر بقائهاء وعوامل التمكين لها
كما عليها أن تقطع الطريق على أعدائها قبل أن يتحقق مطلبهم وإلى
تدارك الأمر قبل فوات الأوان ذلك هو المؤمل وما ذلك على الله بعزين
وهو وحده المسؤول والمستعان؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»
«|عبدالله بن عمر الدميجي
قسم العقيدة جامعة أم القرى
دوراهل الذمة في إقصاء الشريعة الإسلامية 6
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وتعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهند ومن يضلل فلا هادي له » وأشهد أن
فقد مَنُ اللله على عباده بنعم كبيرة وأفضال وفيرة؛ وأعظمها نعمة الهداية
إلى هذا الدين الحق والتوفيق إلى منهج السلف الصالح؛ وجعل السبيل إلى هذه
النعمة من الهداية؛ سلوك طريق العلم» بل رتب على من سلكه أن سهل الله له
وحيث أن شرف العلم مقرون بشرف المعلوم » فإن أجل العلوم واصل
الأصول هو علم التوحيد الذي موضوعه معرفة الله تعالى بآياته وأسماثه
وصفاته و القيام بعبوديته وبجميع حقوقه تعالى على عباده.
فهو أشرف العلوم وافضلها باطلاق ومنه الرد على من انحرف عن أصل
البشرية فعبد غير الله أو أشرك في عبادة الله » أو حرف أسماء الله وصفاته
دوراهل الذمة في إقصاء الشريعة الإسلامية
بالتأويل وسلك مسلك التعطيل و التمثيل وهو ما تعارف عليه العلماء بعلم
أصول الدين أوالفقه الأكبر» أو علم السنة أو التوحيد أو العقيدة.
من أجل ذلك كان اختياري لقسم العقيدة لمواصلة تحصيلي العلمي +
فالعلم بالعقيدة من أعظم القربات وغايته من اسمى الغايات » وهي عمارة
القلوب وإحياؤها بالإيمان بالله تعالى ومعرفته ومحبته وتحقيق العبودية لله وحده
وتفريغها من كل محبوب أو مألوه أو مطاع غير الله تعالى؛ لأنه لاحياة للقلوب
كما أن العقيدة الصحيحة تجمع ولاتفرق وتوحد بين القلوب لَوْأُنفَقَتَ
ما فى آلأْض حَميعًا ما آَلفتَ بم قُُويِهِ » وهي تربط المسلم برسول الله 3#
لا بفلسفة الخلف وسفسطة المعاصرين» وكذلك فيها النجاة في الدارين للسلامة
من الخوض في ذات الله تعالى بلا علم.
ومن حكمة الله عز وجل أن جعل في كل عصر وزمان بقية من أهل العلم
هم ورثة الأنبياء يدعون من ضل إلى الحدى » ويبصرون أهل العمى ؛ ويصبرون
منهم على الأذى
ولكن أولشك البقية يزيدون تارة فتقوى شوكتهم وتسمع كلمتهم؛
ولايسمع لمبتدع مع وجودهم و تارة ينقصون فيصبحون غرباء في مجتمعاتهم» بل
ومن أشد وأحلك الفترات التي زادت فيها هذه الغربة حتى أصبح المنكر
معروفاً والمعروف منكراً هي فترة إلغاء آخر خلافة حكمت باسم الإسلام
وهي الدولة العثمانية » فقد تسلط الصليبيون وبمساندة اليهود على رقاب
المسلمين » وقعد المخرفون من المبتدعة -أصحاب الكلمة ذلك الوقت -.عن
دور اهل الذمة في إقصاء الشريعة الإسلامية.
التصدي لهم ولما يثيرونه من شبه وسموم حتى تمكن الأعداء من السيطرة على
على أخطائها.
احتفت قرائن مع هذا الجو المزدحم ساعدت وسهلت على الأعداء
مهمتهم وأهمها انعدام الأساس الذي بي عليه المجتمع ل أم منْ أكسَ بُنيَمَمُ
دون الباطن وبالجسد دون الروح والغفلة عن أسس عظمة هذا الدين وأنه في
الوضعية فجاءت هذه العقيدة ثابتة شاملة.
ولايزال أنبياء الله منذ نوح عليه السلام يتعاقبون هذه الفطرة تصحيحاً
المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ثم ما لبثت الأمة أن حاد بعضها عن هذه المحجة البيضاء ودب فيها
ولايزال الصراع بين الحق والباطل على تلون أشكاله وتعدد سبله وهذه
سنة من سنن الله الكونية نتعرف عليها من خلال تتبع حوادث البشر وقراءة
هادفة لأخبار من غبر.
دوراهل الثمة في إقصاء الشريعة الإسلامية
بل لايمكننا التعرف على خط انحراف البشرية تفصيلا ومعرفة أسباب ذلك
شحن للأرقام والوفيات» ومهارة عرض الواقعات والحادثات» أو كما ذكر
(إن التاريخ للزمان مرآة وتراجم العالم للمشاركة في المشاهدة مرقاة»
وأخبار الماضين لمن عاصر الهموم ملهاة)!".
وإن كانت هذه سمة كتب التاريخ في القرون الثلاثة الأولى فعذرهم في
ذلك المنهج: سلامة الفهم عند السابقين وصحة العقيدة وإدراك مقتضياتها*
فيجب على المسلم أن تكون له نظرة خاصة في تاريخ الأمم و منطلقا ينطلق منه»
يتمثل بتحقيق الثمرات التالية:
٠ معرفة السئن الربانية ١
"_ معرفة الحقائق الهامة في حياة البشرية +
#7 أن دراسة التاريخ تعطي حصانة ضد الخرافات والبدع التي هي من
أسباب الهزيمة و الخذلان.
؛ المساعدة على فهم الحاضر وتحليله '".
ومن أهم ثمرات هذا المنهج من ربط للدراسة التاريخية بالثوابت العقدية ؛
أنه يوجه الطاقات إلى جذور القضايا وأمهات المسائل بشكل حاسم ويتضح
القضايا الكبرى للأمة وأن يعمل جهد القارئ فيما يؤدي إلى رقيها وتقدمها
ط دار طيبة - الرياض» . 7 - ١5 انظر : محمد صامل السلمي - منهج كتابة التاريخ الإسلامي ص )(
دورأهل الذمة في إقصاء الشريعة الإسلامية. 0
بحثه من باب الترف العلمي المجرد؛ الذي يستهدف إشباع غريزة حب الاستطلاع
أوحب الظهور أو مجرد الاستئناس بأخبار من مضى..
بل لابد لنا لمعرفة واقعنا وتشخيص أدوائه من استعراض لتاريخ أمتنا
المجيد من قرونها المفضلة إلى أن بلغت ما وصلت إليه الآن من حالة لا تحسد
وفي خلال هذه الفترة فالأمةلاتزال بين مد وجزر » بين عزة ورفعة ومهابة
في قلوب الأعداء حيث تتمسك بكتاب ربها وتلتزم بسنة نبيها # .
وتقوم بمقتضيات الخيرية والقوامة على أ. الأرض بأمرها بالعروف
ويزداد الانحراف و الانحطاط كلما ازداد الابتعاد والتهاون عن الشرع.
ولعل من الأمثلة الحية و الواقعية لهذه الحقيقة ما طرأ للدولة العثمانية
مقارنا ذلك ببادئ أمرها وقوتها ومنعتها ثم بآخرعهدها وانحطاطها وتكالب
الأعداء عليها.
ولقد كثرت السهام من الداخل و الخارج القاضية عليها و الحاكمة بزوالهاء
وأعرض هنا إجالاً لهم أسباب الإنحطاط ومن ثم إلغاء الدولة العثمانية؛ تلك
الدولة التي ظلت عدة قرون تحمي بيضة هذه الدين و تنشر الدعوة في أماكن
وأقطار لم يدخلها إلا في عهدهاءو قوة وشوكة للمسلمين لم يبلغوا مبلغها إلا في
يعرف أي انفصال من إقليم مسلم عن جسد الدولة؛ واستطاع السلاطين
0 4 دوراهل الذمة في! الشريعة الإسلامية.
كل العداوات ترجى براءمًا إلا عداوة من عاداك في الدين
محاربة الدولة العثمانية محاولة منها في القضاء عليها فنجد البرتغاليين الصليبيين
يتحدون مع الصفويين الرافضة على حرب الدولة وكذلك سائر القوميات
فمكانة هذه الدولة العظيمة من تاريخنا الإسلامي مكانة علية وهي غرة في
جبين الأمة ولايجحد فضائلها إلا مكابر حاقد على الإسلام » أو جاهل بحقيقة
الدور الذي قامت به الدولة. حتى أن أعداء الإسلام أيقنوا أن لا قائمة لمم مع
وساعد في إنجاح مخططات الأعداء في القضاء على هذه الدولة عدة أسباب
إن الدولة لم تؤسّس في بداية أمرها على أساس متين من العقيدة الصحيحة
الصافية» وهذا من باب الإنصاف وعدم الانجراف وراء العاطفة نحو هذه الدولة.
بل ولم يكن لها جهود تذكر في نشرالعقيدة الصحيحة والذب عما يخالفها ؛
على القبور ونشر للبدع متمثلة بالطرق الصوفية وغيرها من الخرافات ومحدثاث
)١( و إن كان من عذر يلتمس للدولة في هذا الانحراف في التصور و أنها لم تولي الجانب العقدي حقه
من الأهمية ولم ترب جيشها وشعبها على هذا الأساس المتين الذي هو سر قوة المسلمين . <
وهذا التقصير الظاهر من الدولة في الجانب العقدي أدى بهذا البناء
الشامخ إلى الانحدار السريع الذي لم يعرف له مثيل في تاريخ الدول وزوالمها..
فلم تكن هزيمة الدولة العثمانية أو سقوطها مقارنة بين عصر قوة وضعف
بل كان الرهان عليها من أعدائها رهان وجود وعدم .
بل تحولت من دولة تحمي الاسلام وأهله» إلى أن خرج لنا من بين أنقاض
ما انهدم من ذلك البناء الشامخ من هو حرب على الإسلام وأهله!!
وهذه الفاجعة هي الأولى في تاريخ المسلمين منذ بعثة المصطفى 8؛ حتى
فقد ترتب على سقوط هذه الدولة.؛ إلغاء الخلافة من حياة المسلمين
وكذلك - وهو الأصل - إلغاء شرع الله من أن يحكم في بلاد المسلمين» بل وسلّ
السيوف في وجه من يطالب بالشرع؟!
هذه الحوادث المتلاحقة والفواجع التي ألت بالمسلمين عقب سقوط الدولة
العثمانية » كانت دافعا للبحث عن أسباب المزيمة؛ وخطوات الانحدار» التي أدت
بالمسلمين إلى إلغاء شرع الله من أن يحكم في الأرض» و إحلال القوانين
المستوردة مكان الأحكام الشرعية المستفادة من وحي الله تعالى .
وذلك على أيدي رجال انطلقوا من قلب سقيم وحقد على الإسلام
اختلف في عثمان الأول المؤسس هل كان مسلماً اصلاً أو دخل في الإسلام بعد انتصاراته على
القبائل من حوله فدخلت الدولة على العالم الإسلامي في وقت كانت هذه البدع و الخرافات هي
السمة الظاهرة لأغلب اقطار المسلمين منذ القرن السابع الهجري بل وللأاسف سمة علمائها
ودعاتها و مفتيها وبالتالي لم يكن لبني عثمان حديثي العهد بالإسلام أن يغيروا شيئا من هذا
الواقع بل اختاروا المذهب الحنفي لبقضى به بين العباد و من باب العاطفة الإسلامية التي كانت
سمتهم خدموا التصوف الذي كان يمثل المظهر الإسلامي في تلك الفترة -