محدثة بلعة » وكل بدعة ضلالة » ثم أما بعد ...
فإن كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير قد لقي قبولا قديما
وحديثا ولدى الخاص والعام » وخاصة المجلد الأول منه + إذ انتزع
منه الجزء الخاص بقصص الأنبياء الذى يبدأ بقصة آدم - عليه السلام -
حتى آخر قصة عيسى - عليه السلام - وجعل كتابا مستقلا ؛ اشتهر
بعد ذلك في طبعاته المتعددة باسم : قصص الأنبياء للحافظ ابن كثير»
ولقد وقفت على مخطوط نفيس بخط الحافظ ابن حجر - رحمه الله
تعالى - يختصر فيه هذا المجلد ؛ وقد ذكر في مقدمته لهذا اللختصر
النبوية العطرة وأخبار الخلفاء فمن بعدهم » لكثرة التصانيف فيهم +
وقد راعى في مختصره أن يشمل على الفائدة التي من أجلها وضع
الكتاب وحذف ما اشتمل عليه من التطويل والإعادة .
الحافظ من درر وفوائد » وقيد عليه تعليقات هامة في ترجيح أو
تضعيف الكشير من المسائل أو تصحيح أو تضعيف لكشير من
الأحاديث التي أوردها الحافظ ابن كثير في المجلد الأول من كتابه.
ولقد عرضت هذا الكتاب على الأخ الفاضل الأستاذ : عبد الغفار
الجيزاوى - حفظه الله تعالى - وصاحب مكتبة الصحابة بجدة +
لوجهه الكريم ٠
وأما بشأن عملي في الكتاب ؛ فهو كالتالي :
. قمت سخ المخطوط ثم قابلته عليه مرة أخرى - ١
؟ - واستعنت في ضبطه بكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير -
رحمه الله تصالى - إذ هو أصل التخشاب » ومنه لقره الحافظ ابن
حجر .
* - نسقت بين جمل الكتاب مع وضع علامات الترقيم المناسبة.
؛ - قمت بالضبط بالشكل ما يشتبه من الكلمات » وشرحت ما
جاء فيه من غريب من غير إسهاب ٠
5 - قيدت بعض التعليقات الهامة للحافظ ابن كثير خاصة في
التصحيح والتضعيف . ِ
- وضعت مقدمة للكتاب ترجمة فيها للحافظين ابن كثير » وابن
عليها ٠ وصنعت فهرس لأطراف الاحاديث » وفهرس للموضوعات
فى آخر الكتاب .
وختاما أسأله - سبحانه وتعالى - أن يجعل عملنا هذا خالصا
لوجهه الكريم » وأن يجزل لنا الأجر والمثوبة يوم الدين » وأن يغفر
والقادر عليه » إنه على كل شيء قدير .
بدار المشكاة للبحث العلمي
ترجمة
الإمام الحافظ ابن كثير
رحمه الله تعالى
هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع
عماد الدين أبو الفداء القرشي البصروي الدمشقي الشافعي الحافظ
المفسر المؤرخ ٠
في قرية مجدل من أعمال بصرى . مات أبوه وهو في الرابعة » فرباه
أخوه كمال الدين عبد الوهاب ؛ وبه تفقه في مبدأ أمرة © ثم لازم
الاشتغال » وداب وحصل وكتب ؛ وبرع في الفقه والتفسير
بدأ رحمه الله الاشتغال بالعلم على يد أخيه عبد الوهاب كما تقدم»
وحفظ القرآن وختم حفظه سنة إحدى عشر وسبعماثة واجتهد في
تحصيل العلوم واللغة على كبار العلماء في عصره كابن غيلان شيخه
في القرآن » واللباد محمد بن جعفر شيخه في القراءات » وضياء
الدين عبد الله الزربندي النحوي شيخه في النحو » وسمع من عيسى
المطعم » وأحمد بن الشيخة ؛ والقاسم بن عساكر ؛ وابن الشيرازي +
وإسحاق الآمدي » ومحمد بن الزراد ؛ وأجاز له من مصر أبو الفتح
الدبوسي ' وعلي بن عمر الواني 6 ويوسف الختني :' ولازم الحافظ
جمال الدين المزي كثيرًً » وبه انتفع وتزوج بابنته » وقرأ أيضا على
ابن تيمية » الحافظ شمس الدين الذهبي وغيرهم + وجمع وصنف
ودرس وحدث وألف + وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير
والفقه والعربية وغير ذلك .
شهرته وأقوال أهل العلم فيه :
يعد ابن كثير أحد رواة الحديث من الحفاظ المحدثين ؛ قال عنه
شيخه الذهبي في المعجم المختص : الإمام الفقيه الحدث البارع فقيه
متقن ؛ محدث متقن » مفسر نقاد ؛ له حفظ ومعرفة .
وقال عنه الحافظ ابن حجر : كان كثير الاستحضار ؛ حسن
المفاكهة؛ سارت تصائيفه في البلاد في حياته ؛ وانتفع بها الناس بعد
ثماته .
وقال ابن حبيب - فيما نقله ابن العماد في شذرات الذهب - عنه:
إمام ذوي التسبيح والتهليل » وزعيم أرباب التأويل » سمع وجمع +
وصنف وأطرب الأسماع بأقواله ؛ وشنف وحدث واأفاد ؛ وطارت
العلم في التاريخ والحديث والتفسير ٠
وقال تلميذه شهاب الدين : كان أحفظ من أدركناه لمتون
الأحاديث» وأعرفهم بتخريجها ؛ ورجالها وصحيحها وسقيمها +
وكان أقرانه يعترفون بذلك » وكان يستحضر كثيرً من التفسير
والتاريخ» قليل النسيان + وكان فقيها جيد الفهم صحيح الذهن ِ
وقال عنه الحسينى في ذيل تذكرة الحفاظ : هو الشيخ الإمام العالم
الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن
ضوء بن كثير بن ذرع البصروي الأصل الدمشقي الشافعي.
وقال عنه الإمام السيوطي في ذيل تذكرة الحفاظ : هو الإمام
المحدث الحافظ ذو الفضائل عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر
ابن كثير بن ضوء بن كثير القيسي البصروي +
وتاريخية » وقد غلب طابع التحديث عليها ؛ فمن مؤلفاته في القرآن
وعلومه : تفسير القرآن العظيم » فضائل القرآن » قاعدة ابن كثير في
القراءات ؛ مقدمة في قراءة ابن كثير . أما في علوم الحديث فقد
صنف الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث + مسند الفاروق أمير
المؤمنين فيئئه وأقواله على أبواب العلم ؛ أحاديث التوحيد والرد على
الشرك » التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء
والمجاهيل ؛ جامع المسانيد والسئن الهادى لأقوم سئن.
والنهاية . وله مصنفات كثيرة سوى ما ذكرنا.
توفي رحمه الله في يوم الخميس سادس وعشرين من شعبان سنة
أربع وسبعين وسبعماثة بلمشق .
المصادر . ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص لاد -8ه) ذيل
تذكرة الحفاظ للسيوطي (ص ©1١ - 17 ؛ شذرات الذهب (6/
١ - 77 لمنهل الصافي (7/ 14 -11).
ترجمة الحافظ ابن حجر
رحمه الله تعالى
هو الإمام الحافظ العلامة إمام الأئمة » وعمدة المحققين + سيد
الحفاظ شيخ الإسلام شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن
محمد بن محمد بن علي الكناني العسقلاني المصري ثم القاهري
افعي » ويعرف بابن حجر وهو لقب لبعض آبائه!"".
)١( ترجم له تلميذه السخاوي ترجمة رائعة في كتابه القيم «الجواهر والدرر» ويقع في
جزءين » وهو مخطوط بدار الكتب المصرية ؛ سيكروفيلم رقم : 1747 ؛ وقد
وقد ترجم لنفسه - رحمه الله - في «رقع الإصر » وفي «اتباع الأثر في رحلة ابن
حجر»؛ وذكر شيوخه في كتاب «المعجم المفهرس» + وهو في مجلدين © وذكر فيه
ستماثة شيخ عدا من تحمل عنه من الأقرات»
() مصادر الترجمة :
رفع الإصهر عن قفساة مصر (80 -.88) » والضوء اللامع لاهل القرن الشاسع
(/+7 - 40) ؛ والمنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي (7/ ١١7 - 77 وتوضيح
المشتبه لابن ناصر (©/ 174) » وذيل التقييد للفاسي المكي /1١( 747 - 87 ©) وذيل
تذكرة الحفاظ لابن فهد (77*-243)» وذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي (380)+
وحسن الحاضرة /١( 777 -213) ؛ وشذرات الذحب (10/ 176 - 1177 +
والرسالة المستطرفة (ص 167) والبدر الطالع (1/ 837 - 47) ؛ وفهرس الفهارس.
والأثبات للكتاني 13١ 787 »781 /١( إلى آخر الترجمة)» وفيه ترجمة حافلة <
ولد في الثاني عشر من شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعماثة بمصر
العتيقة ونشأ بها يتيمًا في كنف أحد أوصيائه ؛ فحفظ القرآن وهو ابن
تسع مستين وحبب إليه العلم ؛ وتولع بالنظم + وبرع فيه ٠ ونظم
الشعر الكثير الملليح ودرس الفقه والعربية » والقراءات وغيرها من
العلوم على أفذاذ عصره » وجَدّ في الفنون حتى بلغ الغاية + وحبب
ولزم الزين العراقي سنة 743 ه فعكف عليه وتخرج به وانتقع
وتحقيقًا ؛ والكثير من الكتب الكبار ؛ والأجزاء القصار » وحمل عنه
وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية » وأكثر جدا من
المسموع والشيوخ » فسمع العالي والنازل » وأخذ عن الشيوخ
والأقران فمن دونهم » واجتمع له من الشيوخ المشار إليهم والمعول في
المشكلات عليهم مالم يجتمع لاحد من أهل عصره ؛ لآن كل واحد
التنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها » والعراقي في معرفة
- للحافظ - رحمة الله - والاعلام للزركلي /١( 174) ؛ وهداية العارفين /١( 178