افتتح كتابه بالبسملة (اقتداء) بالكتاب المجيد وعبلا (قول النبي)؛
صلى الله عليه وسلم « كل أمر ذي بال لايدافب باسم الله فهو أقطع» وفي
رواية « بالحمدلة » وفي رواية « كل كلام لا يبدا فيه بالحمد لله فهو
الله فهو أبتر » © ومعنى أجذم ؛ وأقطع » وأبتر : قليل البركة؛ غير معتد
به ٠ ولا تعارض بين روا اذ الابنداء حقيقي
واضا : فبالابتداء بالبسملة حصل الحقيقي » وبالابتداء بالحمدلة حصل
الاضافي ؛ أولأذ الابنداءأمرعرفي يعتبر ممتدامن حين الشروع في التأليف
الى حين الشروع في المقصود » وقدم البسملة عملا بالكتاب ؛ والإجماع+
والباء في البسملة للمصاحبة أو : الاستعانة » متعلقة بمحذوف » وتقديره
فعلا اولى ؛ لان الاصل في العمل للافعال » وخاصا لانه أمس بالمقام +
ومؤخرا لإفادة الاختصاص ؛ ولانه أوفق للوجود وأدخل في التعظيم +
وكسرت الباء وان كان حق الحروف المفردة الفتح للزومها يد
الحرفية والجر » ولتشابه حركتها عبلها +
وحذفت الالف من اسم الله لكثرة الاستعمال ؛ وعوض عنها تطويل
كتاب « إرواء الغليل تخربج احاديث مثار السبيل » لاستاذثا
الشيخ ناصر الدين الالباني فقد خرج فيه هذا الحديث وجل الاحاديث
الدائرة في كتب المذهب .
فائدة : اللفظ من همزة الوصل والسين والميم : عبارة عن اللفظ
المؤلف من الزاي والياء والدال » وذلك عبارة عن الشخص الموجود
في الاعيان + والاذهان وهو : المسمى والمعنى »واللفظ الدال عليه
مسمى من حيث كان لفظ الهمزة والسين والميم عبارة عنه » فقد بان لك
بأن الاسم في أصل الوضع ليس هو المسمى » ولهذا تقول : سميت هذا
الشخص بهذا الاسم » كما تقول حليته بهذه الحلية ؛ والحلية غير المحلى »
فكذلك الاسم غير المسسى ٠ وقد صرح بذلك سيبويه في مواضع من
كتابه » وقال : إن الاسم هو اللفظ الدال على المسمى 6 ومتى ذكر
الخفض أو النصب أو التنوين أو اللام » أو جميع ما يلحق الاسم من
زيادة ونقصان » وتصغير وتكسير » وإعراب وبناء : فذلك كله منعوارض
الاسم لا تعلق لشيء من ذلك بالمسمى أصلا ٠ وما قال نحوي ولا عربي:
أسماء » ولم يقل : خمس مسميات و « تسموا باسمي » وام يقل :
بسسمياتي ؛ « وله تسعة وتسعون اسنآ » ولا يصح أن يقال : تسعة
وتسعون مسمى » وإذا ظهر الفرق بين الاسم والمسمى فبقي ههنا التسمية؛
وهي التي اعتبرها من قال : باتحاد الاسم والمسمى ؛ والتسمية
فعل المسمى » ووضعية الاسم للمسمى ؛ كما أن التحلية
المحلى ؛ ووضعية الحلية على المحلى + فههنا ثلاث حقائق : اسم ؛ ومسمى»
وقسمية : كحلية ومحل » وتحلية ؛ ولا سبيل الى جمل لفظين منها
مترادفين على معنى واحد كسائر حقائقها ؛ وإذا جعلنا الاسم هو المسمى
قال باتحادها ليتم الدليل ؛ فإنكم أقمتم الدليل ؛ فعليكم الجواب عن
الاثبات الى أن يقولوا : الاسم هو المسمى + فيا عندكم في دفعه #
الجواب : أن منشا الغلط في هذا الباب من إطلاق ألفاظ مجملة محتملة
لمعنيين : حق وباطل » فلا ينفصل النزاع إلا بتقصير تلك المعاني » وتنزيل
إله واحد » له الاسماء الحسنى ؛ والصفات العلى وأسماؤه » وصفاته داخلة
في مسمى اسمه » وان كان لا يطلق على الصفة أنها إله يخلق ويرزق +
بالله » وكلما غاير الله مغايرة محضة بهذا الاعتبار : فلا يكون الا مخلوقآء
ويراد به مغايرة الصفة للذات إذا مرجت عنها ؛ فاذا قال : علم الله وكلام
الله غيره » بمعنى انه غير الذات المجردة عن العلم والكلام : كان المعنى
صحيحاً ؛ ولكن الإطلاق باطل » واذا أريد أن العلم والكلام مغاير لحقيقته
المختصة التي امتاز بها عن غيره : كان باطلا لفظآ ومعنى ٠ وبهذا أجاب
أهل السنة المعتزلة القائلين بخلق القرآن ؛ وقالوا : كلامه تعالى داخل
يتضمن لأسمائه الحسنى » ولا يقال : غير الله 6 فكيف ينا
بحمد الله وانحسم الإشكال ٠ وإن أسماءه الحسنى التي هي في القرآذ
اللذهب مخالف لمذهب المعتزلة الذين يقولون : أسماؤه تعالى غيره +
ولذهب من رد عليهم ممن يقول : اسمه نفس ذاته لا غيره ٠ وبالتفصيل
تزول الشبه » ويتبين الصواب » قاله في « بدائع الفوائد » وقال حجة
ثانية لهم » قالوا قال تعالى : (تبارك اسم ربك)!ا ( سبح اسم ربك ) !؟؟
وهذه الحجة عليهم في ١ لأن النبي ؛ صلى الله عليه وسلم » امتثل
هذا الأمر » وقال : « سبحان ربي الأعلى ؛ سبحان ربي العظيم » ولوكان
الأمر كما زعموا لقال : سبحان اسم ربي العظيم » ثم إن الأمة 9 كلهم
لا يجوز أحد منهم أن يقول : عبدت اسم ربي » ولا : سجدت لاسم
ربي » وبذا يدل على أن الاشياء متعلقة بالمسمى لا بالاسم ٠ وأما الجواب
عن تعلق الذكر والتسبيجالمأمور به بالاسم فالذكر الحقيقي محلهالقلب؛
لأنه ضد اللسان » والتسبيح نوع من الذكر » فلو أطلق الذكر والتسبيح
لما فهم منه الا ذلك دون اللفظ باللسان » والله تعالى أراد من عباده
الأمرين جميعاءولم قبل الإيما الإسلام إلا باقترانهماءواجتماعهما؛
فصار معنى الاثنين : سبح ك 4 ولسانك ؛ فاقحم الاسم تنبيهاً
على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان » لأن
ذكر القلب متعلقة المسبى المدلول عليه بالاسم دون ما سواه » والذكر
بالله متعلقه اللفظ مع مدلوله ؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه فلا يتوهم أحد
:إن بعض
» قدس روحه ؛ عن هذا المعنى بعبارة ب
فقال : المعنى : سبح ناطق باسم ربك » متكليآ به » وكذا : سبح اسم
ربك » المعنى : سبح ربك ذاكرآ اسمه ٠ وهذه الفائدة تساوي رحلة +
لكن لمن يعرف قدرها » وله الحمد +
فإن قيل ؛ فا الفائدة في دخول الباء في قوله « “فستبح” باسم
ربك العتظيم» !9 ولم تدخل في قوله «سبح اسم ربك الأعلى»!" قيل :
التسبيح يراد به التنزيه » والذكر المجرد ؛ دون معنى آخر ويراد به
ذلك مع الصلاة » وهو ذكر وتنزيه مع عمل » ولهذا تسمىالصلاة تسبيحآً؛
فإذا أريد التسبيح المجرد فلا معنى للباء ؛ لأنه لا يتعدى بحرف جر ؛
لا يقال : سبحت بالله ؛ واذا أريد المقرون بالعمل ؛ وهو الصلاة أدخلت
ناطق باسم ربك + انتهى +
والله : علم خاص لذات معين ؛ هو المعبود بالحق ؛ اذ لم يستعمل في
توحيدا ؛ أي : لا معبود بحق الا ذلك الواحد الحق ٠ وهو عربي عند
الأكثر » وزعم البلخي من المعنزلة أنه معرب عبري » أو سرياني » وأكثر
محققي النظار على عدم استحقاقه ؛ بل هو اسم مفرد مرتجل للحق جل
شأنه ؛ قال في « شرح المواقف » : وعلى تقدير كونه صفة؛ٍ فقد انقلبعلما
مشعرآ بصفات الكبال للاشتهار ٠ قال في « بدائع الفوائد » : زعم
السهيلي » وشيخه ابن العربي أن اسم الله غير مشتق ؛ لأن الاشتقاق
ما ولأسد
يستلزم مادة يشتق منها ؛ والله سبحانه قديم لا مادة له 6
+ ولا ريب إن آريد بالاشتقاق هذا المعنى فهو باطل ؛ ولكن من
اق لم يرد هذا المعنى » ولا ألم بقلبه ؛ واتما أراد أنه دال
على صفة له تعالى وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى : كالعليم والقديرء
فإنها مشتقة من مصادرها بلا ريب ؛ وهي قديبة ؛ والقديم لا مادة له :
فما كان جوابكم عن هذه الاسماء فهو جواب من قال بالا'
بالاشتقاق إلا أنها ملاقية
لمصادرها في اللفظ والمعنى ؛ لا أنها متولدة منها تولد الفرع من أصله +
تولد من الآخر ؛ وإنما هو باعتبار أن أحدهما متضمن للآخر وزيادة +
فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي ؛ وانما هو اشتقاق تلازم يسمى
المتضمن فيه بالكسر مشتقا ؛ والمتضمن بالفتح مشتقا منه» ولا
محذور في اشتقاق أسماء الله بهذا المعنى ؛ ات
وقدم كالمَلم من حيث أنه لا يوصف به غيره تعالى ؛ لان معناه المنعم
الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها » وذلك لا يصدق على غيره ٠ وقيل :
انه علم بالغلبة » أو لان الرحيم كالتتمة لدلالة الرحمن على جلائل النعم
واصولها ؛ فأردف بالرحيم ليتناول ما خرج منها » أو مراعاة للفواصل
في القرآن » ثم جاء الاستعمال عليه تأسيساآً به » قال في «بدائع الفوائد»
اسماء الرب تعالى هي اسماء ونعوت ؛ فانها دالة على صفات كباله +
يي القرآن غير تابع » بل ورود الاسم العلم » ولا كان هذا الاسم
على صفة الرحمة كاسم الله » فإنه دال على صفة الألوهية » ولم يجىء
قط تابعا لغيره © بخلاف العليم والقدير ونحوه » فلا يجيء مغردا بل
تابعا » فتأمل هذه النكتة البديعة يظهر لك بها أن الرحمن اسم وصفة
لا يناف أحدهما الآخر » وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعا ٠ وأما
الجمع بين الرحمن والرحيم : فالرحمن : دال على الصفة القائمة به سبحانه
والرحيم : دال على تعلقها بالمرحوم ؛ فكان الاول للوصف + والثاني
الموصوف بالرحمة » ورحيم : هو الراحم برحمته ٠ انتهى +
الوصف بالجميل ؛ وكل من صفاته تعالى جميل ؛ ورعاية جميعها
أبلغ في التعظيم المراد بقوله : أحمد ؛ لان هذه الصيفة تدل على ايجاد
الحمد الذي هو الثناء على الله بجميع المحامد 4 لا الإعلام بذلك +
الحاء فهو محبوب * والمراد بالمحبة في حقه تعالى : غايتها من إرادة
الثواب » فتكون صفة ذات » أو الاثابة » فتكون صفة فمل ٠ وهي في
وأحمد : اسم لنبينا ؛ صلى الله عليه وسلم » مشتق من اسمه تعالى
بكر بن العربي + في « شرح الترمذي » : أما أسماء الله تعالى : فهذا العدد
فيها ؛ وأما أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فلم أحصها إلا من :
جهة الورود الظاهر بصيغة الاسماء البينة ؛ فوعيت منها أربعة وستين
أنسمآء ثم ذكرها مفصلة مشروحة ٠ ( فاطفاً نار الشرك وأخمد ) أي : أزال
لهبه وحرارته بالكلية ( وأعلى ) أي : رفع ( منار ) دين ( الإسلام ) وجدد
أي : رفع شأنه وعظمه حتى فاق على ساثر الاديان ( وبين شرائع ) : جمع
شريعة وهي : السنة والطريقة ( الاحكام ) : جمع حكم ؛ وهو في اللغة :
القضاء والحكمة » وفي الاصطلاح : خطاب الله المفيد فائدة شرعية +
( وحدد ) أي : جعل لها حدودا لا تجوز مجاوزتها ؛ والحد : النهاية التي
اذا بلغ المحدود له وقف غندها ٠ ( وقارب ) أي : ترك الغلو فيما أمر
وقضد التقريب ؛ ليحصل للمقصر في العمل أوفر نصيب ٠ ( وسدد ) أي:
( سهل ) أي : يسر ( وما شدد ) ٠ ولا يخفى ما في جدد وحدد ؛ وسدد
وشدد ؛ من الجناس المصحف ( أتى بكتاب ) أي : قرآن ( محكم )
الله من الاحكام ( ميد ) بالمعجزات الظاهرة ( ودين ) وهو دين الاسلام
قيم لا اعوجاج فيه ؛ ( وحكم ) ؛ أي قضاء ( مؤبد ) أي : مستمر على
الدوام لا يعتريه نقص ؛ ولا انصرام ( وتفقه ) أي : تفهم ( عليه ) أي :
منه » وتعلدّي تفقه بعلى لتضمنه معنى قرأ ؛ أو على بمعنى عن كقول
الشاعر :
( في الاحكام ) وتقدم معناها » ( كل موفق ) أي مطيع له تعالىء
ممتثل لأوامره ؛ مجتنب لنواهيه ؛ مسدد أي : ناهج منهج الصواب +
ومن غيرهم : التضرع والدعاء بخير + هذا هو المشهور ؛ والجاري على
السنة الجمهور ؛ ولم برتضه اتمة المحققين ابن القيم في كتابه « بدائع
الفوائد » ورده من وجوة أحدها :
أن الله تعالى غاير بينهما فيقوله (عليهمصلوات من ربهم ورحمة) +
الثاني : أن سؤال الرحمة يشرع لكل مسلم » والصلاة تختص بابي
الصلاة على معين غيره ؛ يعني : وعلى غير سائر الانبياء والملائكة + ولم
يمنع أحد من الترحم على معين من المسلمين +
الثالث : أن رحمة الله عامة وسعت كل شيء ؛ وصلاته خاصة لخواص
عباده » وقولهم : الصلاة من العباد ؛ بمعتى الدعاء : مشكل أيضآ من
وجوه +
أحدها : أن الدعاء يكون بالخير والشر ؛ والصلاة لا تكون إلا
بالخير +
الثاني : أن دعوت يتعدى باللام ؛ وصليت لا يتعدى الا بعلى ؛ ودعا
الدعاء ٠
الثالث أن فعل الدعاء مدعوآ ومدعوا له ؛ تقول : دعوت الله
+ وتتمة البيت : لعمر الله اعجبئي رضاها )١(
+ ١فال/ةرقبلا (؟)
جروج