1 كتاب منحة القريب انجيب
ولمأكان الله تعالى قد أ رسوله بإقامة الحجة على الكافرين
بطريق الجدال » وشرع ذلك فى السور المكية والمدنية حتى بعد فرض
القتال .كا قال تعال : ل أدع إلى سييل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ؛
وجادلمم بالنى هى أحسن إن ربك هو أعل بمن ضل عن سيل ؛ وهو
أعلم بالمهندين 6 وقال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى
هى أحسن » إلا الذين ظدوا منهم ؛ وقولوا : آمنا بالذى أنزل إلبناء وأثرل
اليك » وإللهنا وإللهكم واحد ونحن له مسلمون 6 وأصه بعد إقامة
ل ونسنا ونام وأفسنا وضع :ثم نيجل فجل
ف يدل صل الله عليه وسلم فى جدال الكفار على اختلاف ملهم»
وإنما جعل السيف ناصراً للحجة والبرهان ؛ مسبلا طريق البلاغ إلى
المكلفين بالسنة والقرآن » وأعدل السيوف سيف ينص رحج الله وبينانة »
ذلك رأيت الارجابة إلى الجواب أولى ؛ فاستعنت بالله قنع المعين +
دنم المولى» رجاء الدخول فى زمة المجاهدين , والاتظام فيسلك
أنصار الدين ٠
الفرض من تأليف هذا الكتاب ُْ
المقالة الأولى منهما تنقسم إلى قسمين : الأول : فى صحة الشربعة
المسيحية ؛ والثانى : فى إثبات صحة كتب العهد الجديد ؛ ينى الأناجيل التى
يعتمدها أهل النصرانة -
والمقالة الثانية : تنقسم أيضاً إلى قسمين : الأول : فى الرد على الهود
لمايرضيه ؛ هو الذى قصدنا الرد عليه فيه ؛ وأما ماقبله من الأقسام فهو
إما فى صحة رسالة المسيح ؛ وأن دينه دين صحيح ؛ وهذا متفق عليه بين
المسامين» قبل التبديل والنسخ بشريعة خاتم النبيين + وإما فى الرد على
اليهود فى كفرم بالاونجيل , وقولهم بالزور فى المسبح ابن البتول ؛ وهذا
أيضاآً على الخلة صحيح مقبول ؛ لكن تلك الأقسام قد ضنها النصرانق
وذلك القسم الذى نقضناه يشتمل على خمسة فصول من الكلام ؛ ُعلنا
وسميته “منحة القريب المجيب ؛ فى الرد على عباد الصليب” ومن الله
نستمد الإإعانة على ماأردناء , والتوفيق لإإصابة الغرض ما أوردناء ؛ فهو
الذى يهدى إلى سواء السبيل ؛ وحسبنا الله ونم الوكيل +
المقام الأول
قال النصرانى : فصل فى ابتداء ظهور دين الإإسلام : معلوم
8 كتاب منحة القريب المجيب
مشهور ء مما وجد مسطوراً في كتب التواريخ ؛ وأخبار أحوال الزمان
أن التقوى الصحيحة الخالصة النى شهرت أولا فى المسيحبين حين كانوا
مبتلين بأشد البلايا ؛ ومظلومين فى غاية الغ , قد أخذت أن تنقص أولا
ثم ذكر أن سبب ذلك هو الاختلاف والفتن بين الأساقفة من
أجل الرياسة وعلو المرتبة إذ قدموا الافتخار بالعم على تقوى الله »
وجعلوا الدين حيلة ؛ وأن ذلك صار سبب اختلاف الأقوال والآراء ؛
قال : وإذا رأى عامة الناس ذلك لم يدروا مابختارون الأنفسهم ؛ يلومون
النفس ؛ بل فى ظاهر الستن » كا صار فى الهودية » وفى حفظ الاشياءالتى
مقصودها تهذيب الأبدان أكثر من صلاح الأنفس بها ؛ وفى السعى
فى إثبات الدعاوى الى اختاروها ؛ والذى آل الأمم إليه أنه قد وجد
فى جميع البلاد عدة من المسيحيين اسماً » وأقل من القليل حقاً وفعلا +
ونقول؛ وبلله التوفيق : حقيقة ماذكره : هو الاعتراف بتبديل
النصارى دين المسيح عليه السلام + وتغييرم له » و تفرقهم فيه فى تلك
الأزمان القريبة من زمن المسيح عليه السلام ؛ فهو من الحجج على صحة
الغرض من تأليف هذا الكتاب ٠
الرسل عند خفاء الحق ؛ وظهور الضلال » إعذاراً + وإنذاراً لتلا يكون
للناس على الله حجة بعد الرسل ؛ وكان الله عزيزاً حكما © فأرسل تبارك
وتعال الرسل فى بنى آدم جيلا بعد جيل ؛ وقرناً بعد قرن + كايا درست
رسالة رسول وخفيت آثارها . بعث رسولا بتجديد الرسالة » وإقامة
الحجة ؛ إلى أن وصلت النبوة إلى بنى إسرائيل ؛ فبعث الله فهم عبده
ورسوله الكريم » ونجيه المقرب الكل ؛ موسى بن عمران عليه الصلاة
والتسليم ٠ وأنزل عليه التوراة فا هدى ونور ؛ بحم با النبيون الذين
بسياسة النبوة ؛ وشرع لمرشرائع الدين » وحد لهم حدوده؛ ثم كانت فهم
الأنياء بعده تسوسهم بأحكام النورأة وشريعة موسى ؛ ثم حدثت فهم
الاحداث » وتفرقوا فى الدين » واتبعوا الأهواء ؛ وتقطعوا أمريم بيهم
أنبياءء ؛ فسلط عليهم الأعداء مرة بعد أخرى , خاسوا خلال ديارم »
وتبروا ماعلواتييراً . و ىكلذلك يبعث الله فهم الأنبياء , يحددون لحم
مادرس من الدين » ويقيمون ماغيروا ؛ إلى أنكان آخر أنيائهم عبد اله
ورسوله ؛ وكبته عيسى ابن مريم عليهما الملام ؛ لخد لحم الدينء وبكّن
معاله ؛ ودعام إلى عبادة الله وحده . والتبرى من الاحداث والآراء
إن شاء الله تعالى +
1 كتاب منحة القريب المجيب
فليا رفع تفرق أتباعه بعده شيا » فتهم من آمن ما يعثه الله يهء
وأنه عبد الله ورسوله وان أمته ؛ ومنهم من غلا فيه ؛ وتجاوز به حد
العبودية إلى منزلة الربوبية والإزللهية ؛ وقد حك الله عنهم فى كتابه ثلاث
مقالات من الكفر , فقال تعالى ؛ ل لقد كفر النين قالوا : إن الله هو
المسبح ابن يم 6 وقال تعالى : ل لقد كفر النين قالوا : إن اله ثالث
ثلا2 ) وقال تعالى : ل وقالك النصارى المسيح ابن الله وقد اختلف
العلماء فى هذه المقالات الثلاث التى ذكرها الله عن النصارى ٠ هل هى
مقالات لثلاث طوائف منهم ؛ أو أنها مقالة جميعهم » أعنى كفرت
النصارى على قولين » والتحقيق الثانى.كا سيق إيضاحه إن شاء لله
و اعم أن النصارى من أجهل الناس بالعلم الصحيح » وأضلهم
أهواء قوم قد ضلوا من قبل ؛ وأضلوا كثيراً ؛ وضلوا عن سواء السبيل +
وسنذكر بعون الله ماذكر علاؤنا الذين ثم أهل العم الصحيح +
والعقل الرجيح ؛ والتييزبين صحيح النقل وسقيمه ؛ ومقبوله ومردوده +
مانقل إلهم من أ هذه الامة الضالة فى ابتداء أمرها ووصل إليهم علنه
من ثقات المخبرين من مؤرخى أهل الكتاب وغيرهم ؛ ممن له تمام المعرفة
قول علماء الإإسلام فى ابتداء أس الامة النصرانية ١١
قال الايمام الحافظ عبد الرحمن بن أبى عاتم الرازى : حدثا
إحاق بن أبى حمزة أبو يعقوب الرازى ؛ قال : حدثنا السرى بن عبدربه
حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ؛ قال : قال لى رسول الله صل الله
عليه وسلم : « يا ابن مسعود ؛ قلت : لبيك بارسول الله ؛ قال : علبت أن
قامت بين المموك والبابرة بعد عيسى ابن مريم عليه السلام » قدعت إلى
ونحت ؛ ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لما قوة بالقتال , فقامت بين الملوك
بالمناشير , وحرقت بالنيران ؛ فصبرت ؛ ونحت ؛ ثم قامت طائفة أخرى
وترهبت ؛ وم الذين ذكرم الله عز وجل بقوله : لإ ورهبانية ابتدعوها
ماكتبناها عليهم » ورواه ابن جرير + وأبو يعل من طريق أخرى .
أربعة نفرء أخرج كل قوم عالمهم ؛ فامتروا فى عيى حين رفع ؛ فقال
بعضهم : هو الله هبط إلى الارض فأحيا من أحيا ؛ وأمات من أمات»
فقال الرابع : كذيت ؛ هوعيد الله ورسوله ؛ وروحه ؛ وكلبئه ؛ وثم
المسلدون . فكان لكل رجل أنباع على ماقالوا ؛ فاقتتلوا ؛ فظهروا على
المسلين وذلك قوله تعالى : لو يقتلون الذي نيأمرون بالقسط مزالناس
قال قنادة : وم الذين قال الله فيهم : ل فاختلف الاحزاب من ينهم +
قال : اختلفوا فيه فصاروا أحزاباً » ودوى عن ابن عباس ؛ وعن عروة
ابن الزبير عن بعض أهل العلم قريب من ذلك » قال ابن كثير ؛ بعد أن
فهم ملك من ملوك اليونان يقال له : قسطنطين , فدخل فى دين النصرانية ؛
المسيح وحرفه ٠ وزاد فيه » ونقص + ووضعت له القوانين والأمانة
الكبيرة »ب لهىالخيانة الحقيرة وصلواله إلى المشرق ؛ وصور حم الصور »
ونى لحم الكنائس والمعابد والصوامع ؛ وزاد فى صيامهم عشرة أيام من
أجل ذنب ارتكبه ؛ فيها يزعمون ؛ وصار دين المسيح دين قسطنطين؛ لان
بنى لحم من الكنائس والمعابد والصوامع والديادات + مايديد على اتى
عشر ألف معبد » وبى المدينة المنسوبة إليه ؛ وتبعه طائفة الملكية منهم ٠
رض الله عنهما ؛ قال : كانت ملوك بعد عيسى عليه السلام بدلوا التوراة
والإإنحيل » وكان بينهم مؤمنون يقرأون التوراة والإإنجيل ؛ فقيل
أول من حرف الدين المسيحى 1
عليهمالقتل » أو يتركوا قراءة التوراةواللإنجيل , إلامابدلوا فهاء فقالوا :
وقالك طائفة منهم : دعونا نسيح فى الأرض + وهم ؛ ونشربكا يشرب
دور فى الفياى ؛ ونحتفر الآبار ؛ ونحترث البقول ؛ ولائرد علي ء
ولانمر بكم ؛ وليس أحد من القبائل إلا وله نهم حميم . ففعلوا ذلك »
فأنزل الله لإ ورهبانية ابتدعوها ما كتيناها عليهم , إلا ابتغاء رضوان الله»
بعث النى صل الله عليه وسلم + ولم يبق منهم إلا القليل انحط رجل من
صومعته ؛ وجاء رجل من سياحته ؛ وصاحب الدير من ديره » فأمنوا به
ينوتكم كفلين من رحته 6 بينى أجرين بإيمانهم بعيى ؛ وبالتوراة
والاونجيل » و انهم بمحمد صل الله عليه وسلم + وتصديقهم ف( ويجعل
لكم نوراً تمدون به القرآن واتباعهم الى صلى الله عليه وسلم + قال:
اثلا يعم أهل الكتاب م الذين يقشبهون بكم أن لايقدرون على
ذو الفضل العظيم 6 + ٠
4 كتاب منحة القريب المجيب
وقد ذكر الإمام العلامة أبر عبد الله مد ين أبى بكر بن القيم طرفا
من شرح هذه ابفة + وأن دين المبيح تاميع واضحل + قال : ول يق
بأيدى النصارى منه شىء » بل ركبا ديناًبين دين المسيح ؛ ودين الفلاسفة
فتقلوهم من عبادة الاصنام المجسدة , إلى الصور التى لا أصل لحاء ونقاوم
من السجود الشمس إلى السجود إلى جهة المشرق ؛ ونقلوهم من القولباتحاد
العاقل والمعقول والعقل , إلى القول باتحاد الآب والابن وروح القدس +
هذاء ومعهم بقايا من دين المسيح ؛ كالخان ؛ والاغتسال من الجابة»
وتعظيم السبت » وتحريم الخندير . وتحريم ماحرمته التوراة» إلا ما أحل
وأحلوا السبت ؛ وعوضوا منه يوم الأحد ء وتركوا الحان » والاغتسال
من الجنابة » وكان المسيح يصلى إلى بيت المقدس فصلا مم إلى المشرق+
وكان المسيح في غاية الطهارة والطيب والنظافة ؛ وأبعد الخلق عن
النجاسة ؛ فقصدوا بذلك تغيير دين اليهود + وصراغتهم + فغيروا دين
المسيح ؛ وتقربوا إلى الفلاسفة عباد الأصنام » بأن وافقوم فى بعض