ولقد كان اليهود والنصارى يحملون لواء العداء للأمة المسلمة على مر العصور
الكيد والمؤامرات» وتارة يقومون بقذف الشبهات محاولين تشكيك المسلمين بعقيدتهم .
وكان من حراس العقيدة هؤلاء الإمام العلامة؛ الذي نقوم اليوم بتحقيق كتايه؛
شمس الدين ابن قيم الجوزية المتوفى سنة 51لاه. الذي عاش فترة كانت الأمة قد
والنصارى؛ ووضع كتابه هذا ليقوم بواجب الحراسة الملقى على عاتقه؛ وقد بين ذلك في
الصغير في حجمه القويّ في عباراته وأدائه لفت نظري وأنا أقوم بتحضير رسالة
الماجستير. حيث كانت بعنوان «التصرانية من التوحيد إلى التثليث»ء فرجعت إلى
يسهل الاطلاع عليه؛ ييرز عناوين لموضوعاته؛ ويزيل اللبس الذي لحتى بعض العبارات
من سقط بعض الكلمات. فقررت في نفسي أن أعمل مع هذا السفر الجليل وأقوم
وعندما عزمت على تسجيل رسالة الدكتوراة كان هذا الموضوع في ذهني إل أنني
كنت أفضل أن يكون عملا خاصاً؛ واستشرت أحد أساتذتي من الذين ناقشوني في رسالة '
الماجستيرء ليرشدني إلى موضوع أقدمه للدكتوراة. فاختار لي أن أقوم بتحقيق هذا
19 سورة البقرة: الآية 1٠8
أماكن وجرد مخطوطات الكتاب؛ فعملت خطة وكان أول عمل عليٍّ هو الحصول على
مخطوطات أربع تعرّفت على أمكنة وجودهاء من خلال الفهارس المختصّة. فأرسلت في
طلبها فكانت أول نسخة وصلت هي النسخة الأمريكية في جامعة برنستون؛ ثم تلتها
النسخة المصرية؛ وبعد حوالي سننين استطعت الحصول على النسختين التركيتين.
كما حصلت أثناء هذه المدة على النسخة المطبوعة بتحقيق الدكتور أحمد حجازي
السًّاء؛ ولكن اطلاعي عليها لم بشن من عزيمتي على مواصلة السير لتحقيق الكتاب+
والسبب واضح فيما سجلته على هذا التحقيق من ملاحظات.
وقد اشتمل بحلي على مايل :
بت فيها سبب اختياري الموضوع وخطة عملي فيه.
"- صلب الموضوع: واشتمل على قسمين:
الأول: قسم الدراسة
الثاني : قسم التحقيق .
-١ مقدمة
٠ خاتمة مو
؛- فهارس عامة.
هذا وقد اشتمل قسم الدراسة على أربعة أبواب:
* الباب الأول: (ترجمة ابن القيم):
واشتمل على خمسة فصول:
كان الفصل الأول مه عن عصر ابن القيم حيث تحدثت بإيجاز عن الحالات
العلماء ليه
دفي الفصل الثالث تحدثت عن شيوخه وتلاميذه؛ وقد ذكرت له اثلين وعشرين
شيحا ذكر تلميذه الصفدي ثمانية عشر منهاء والأربعة الباقون ذكرهم غير الصفديء بل
منهم من صرح ابن القيم بذكر أسمائهم في بعض كتبه. وقد اكتفى الصفدي وغيره بذكر
أسمائهم مع الإشارة عند قليل منهم لما أخذه ابن القيم عنهم» فرجعت إلى كتب التراجم
وقمت بضبط أسمائهم» وذكر تاريخ الوفاة لكل واحد. وما أخذه ابن القيم عن كل منهم
أما عن تلاميذه فقد ذكرت له أحد عشر تلميذاً» استطعت أن أتيقن بتلمذتهم على
المراجع الإسلامية
وفي الفصل الرابع من هذا الباب تعرّضت لمؤلفاته؛ وقبل أن أقوم بسردها تحدثت
شاملة لمختلف موضوعات الإسلام؛ وأشرت في نهاية هذا الفصل إلى الكتب التي
لم تثبت نسبتها إلى ابن القيم.
أما الفصل الخامس فقد خصصته للحديث عن ثقافة ابن القيم وشخصيته العلميّة
بينت فيه العوامل المؤثرة في تكوين شخصيتة العلمية ومدى تأثير هذه العوامل» وتخدثت
فيه عن معالم ثقافته من خلال الحديث عن دوره في التفسير والحديث والفقه واللغة
والعقيدة» ثم حاولت أن أبين منهجه العلمي المتميز في البحث والتأليف.
* الباب الثاني (كتاب هداية الحبارى في أجوية اليهود والنصارى)
واشتمل هذا الباب على خمسة فصول:
كان الفصل الأول في إثبات نسبة هذا الكتاب إلى ابن القيم» وقمت بإثبات ذلك
من إشارات ابن القيم لهذا الكتاب في مؤلفاته؛ ومما ذكره المترجمون لحياته
وتحدثت في الفصل الثاني عن موضوع الكتاب وأسلوبه وسبب تأليفه له كما ذكرافي
وخصصت الفصل الثالث للحديث عن المصادر التي اعتمد عليها ابن القيم في
ابن القيم عنها .
أما الفصل الرابع فكان في وصف مخطوطات الكتاب؛ وعدد صفحاتها ونوع
مخالفة المحقق لقواعد التحقيق واقتصاره في التحقيق على تخريج الآيات الكريمة»
ونصوص العهدين القديم والجديد؛ وبعض التعليقات منها الصحيح ومنها الخطاء كما
أشرت إلى الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها من حذف وتصحيف وزيادة.
وما كان هدفي من ذلك الطعن ويعلم الله ولكنني أردت أن أثبت أن الكتاب
بعد تحقيق الدكتور السقا بقي بحاجة إلى تحقيق ودراسة.
وفي الفصل الأخير» من هذا الباب بينت أهمية هذا الكتاب من نواح مختلفة.
من حيث أسلوبه المتميز في الرد والنقاش .
الصحيح لابن تيمية؛ والرد الجميل للغزالي» وشفاء الغليل للجويني؛ وتبين من خلال
عن قراءتها الباحث في هذا الموضوع+ وقد بينت خلال البحث ما أخذه ابن القيم عن
البعض ممن لم يطلعوا إلا على عنوان الكتابين» وهي أن كتاب هداية الحيارى ما هو إلا
ملخص لكتاب الجواب الصحيح محاولين بذلك التقليل من شأن الكتاب .
لان كل كتاب بحث الموضوع من زاوية
* الباب الثالث (أصول العقيدة عند اليهود والنصارى):
وقد اشتمل هذا الباب على فصلين:
اتفقت عليها طوائف النصارى» وقد بحثت مسألة التثليث بد
من التفصيل بينما كان
الثاني : أصول عقيدة اليهود. وقد قصرت الحديث عن موضوعين من موضوعات.
مسألة العزير وبنوته له وأبرزت ما قاله ابن القيم في المسألة مرجحاً ما ذهب إليه من أنه
أما في قسم التحقيق فقد اشتمل عملي فيه على ما يلي :
١ - المقابلة بين نسخ المخطوط حيث قابلت بين أربع نسخء نسخة دار الكتب
(ب)ء ونسخة مكتبة بني جامع بتركيا ورمزت لها بالحرف (ج)؛ ونسخة مكتبة أيا
صوفيا ورمزت لها بالحرف (ص).
- وضع العناوين المناسبة للموضوعات ال والفرعية في الكتاب . وقد وضعتها
بين حاصرتين بهذا الشكل [ ] تسهيلاً للقارىء وخدمة للكتاب.
بة الواردة في الكتاب.
؛ تخريج الأحاديث النبوية والآثار الواردة.
٠ - تخريج نصوص العهدين القديم والجديد الواردة في الكتاب
+ - ترجمة للأعلام الذين ورد ذكرهم» علماً بأنني لم أترجم للأنبياء عليهم السلام»
ولا للمشهورين جداً من الصحابة؛ كالخلفاء الراشدين» ولا للأسماء الغريبة من
غير المسلمين من الرومان أو اليهود الذين لم يتم إسلامهم» ولا لكثير ممن وردوا
٠ تخريج الآيات اله
- ترجمة للبلدان والأماكن الواردة.
8 - توضيح معاني الكلمات الغريية الواردة بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية
4 - التعليق على بعض إلمسائل التي تحتاج إلى توضيح +
-٠ الرجوع بالأقوال التي استشهد بها الكتاب إلى أصحابها وإلى مظانّها الأصلية.
أما القسم الثالث من عملي وهو الفهارس العامة فقد قمت بعمل فهارس شاملة
للآيات القرآنية والأحاديث النبوية ونصوص الكتاب المقدس. والأعلام؛ والأماكن
والبلدان؛ والامم والقبائل والفرق؛ كما أثبت قائمة بالمراجع وفهرساً للموضوعات.
هذا هو جهدي الذي قدمته لهذا الكتاب الجليل» أسأل الله تبارك وتعالى أن أكون
قد وفقت في خدمته؛ وأن يكتب لي على عملي الأجر والثواب» ويغفر لي ما جانبت فيه
الصواب. وأردد ما قاله ابن القيم رحمه الله «والمنصف يهب خطأ المخطىء لإضابته
الباب الأوّل
ترجمة ابن القيِّم
الفصل الأول (عصر ابن القيّم):
)١( الحالة السياسية
() الحالة الاجتماعية
(©) الحالة العلمية
الفصل الثاني (حياة ابن القهّم):
(3) ثناء العلماء عليه
الفصل الثالث (شيوخه وتلاميذه):
الفصل الرابع (مؤلفاته):
)١( في علوم القرآن
() في السنة الشريفة
(8) في النحو واللقة
(0) في موضوعات متفرقة
() كتب لم نثبت نسبتها إليه
(4) كتب تمنى المؤلف إخراجها
)١( العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته
() معالم ثقافته
الفصل الأوّل
عصر ابن القيّم
يلد شمس الدين ابن قيم الجوزية سنة 141ه وعاش النصف الأول من القرن
الثامن الهجري؛ وكانت إقامته في دمشق .
منهما كفيلة بالقضاء على الأمة الإسلامية حضارة ووجوداً لولا عناية الله تعالى .
المحنة الأولى محنة الحملات الصليبية الأوروبية على العالم الإسلامي» والمحنة
الثانية هي الهجمات المغوليّة
لكن ابن القيم رحمه الله شهد الأمة وقد أعادت اعتبارها لنفسهاء وخرجت من
معركة حطين» وتم استرداد بيت المقدس من أيديهم سئة 87ده. وكسرت شوكة المغول
في عين جالوت سنة 168ه.
على مختلف نواحي الحياة.
وفيما بلي عرض موجز للحالات السياسية والاجتماعية والعلميّة في بلاد الشام لذلك