ما لا ينفع في الآخرة ؛ والورع : ترك ما تخاف ضرره في الآخرة .
وقال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا قصر الأمل » ليس بأكل الغليظ +
ولا لبس العباء .
وقال ابن الجلاء : الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال © فتصغر في
عينك » فيسهل عليك الإعراض عنها .
وسثل أحمد بن حنبل عن الرجل يكون معه ألف دينار : هل يكون
زاهداً؟ فقال : نعم ؛ على شريطة ألا يفرح إذا زادت » ولا يحزن إذا
وقال الإمام أحمد أيضاً : الزهد على ثلاثة أوجه : الأول : ترك
الحرام » وهو زهد العوام . والثاني : ترك الفضول من الحلال ؛ وهو زهد
الخواص . والثالث : ترك ما يشغل عن الله » وهو زهد العارفين
وهذا القول من أجمع ما قيل في الزهد .
ومن أحسن ما قيل أنا ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال
ولا إضاعة المال ؛ ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك +
وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها - أرغب منك فيها لو لم
ومن طبيعة الإنسان الافتتان بالدنيا وزهرتها وحب الشهوات وإيثار
قال ابن قدامة : ( مختصر منهاج القاصدين 7٠١ ) : قد سمع خلق كثير
للمنافع » فأعرضوا عما يصلحهم من المطاعم والثياب . وقد وضع الله في
هو الزهد المراد » وجهلاً بحقوق النفس ؛ وعلى هذا أكثر المتزهدين . وإنما
فعلوا ذلك لقلة العلم » ونحن نصدع بالحتى من غير محاباة » فنقول :
اعلم أن الدنيا عبارة عن أعيان موجودة للإنسان فيها حظ + وهي الأرض
وما عليها ؛ فإن الأرض مسكن الادمي » وما عليها ملبس ومطعم ومشرب
تناول منها ما يصلحه على الوجه المأمور به مُدح ؛ ومن أخذ منها فوق
الحاجة يكتنفه الشره » وقع في الذم ؛ فإنَُ ليس للشره في تناول الدنيا وجه ؛
لأنه يخرج عن النفع إلى الأذى » ويشغل عن طلب الأخرى + فيفوت
المقصود » ويصير بمثابة من أقبل يعلف الناقة » ويرد لها الماء ؛ ويغيّر عليها
ألوان الثياب » وينسى أن الرفقة قد سارت ؛ فإنه يبقى في البادية فريسة
للسباع هو وناقته -
ولا وجه أيضاً للتقصير في تناول الحاجة ؛ لأن الناقة لا تقوى على السير
إلا بتناول ما يصلحها » فالطريق السليم هي الوسطى ؛ وهي أن يؤخذ من
الدنيا قدر ما يحتاج إليه من الزاد للسلوك » وإن كان مشتهى ؛ فإن إعطاء
النفس ما تشتهيه عون لها ؛ وقضاء لحقها .
وقد كان سفيان الثوري يأكل في أوقات من طيب الطعام ؛ ويحمل معه
في السفر الفالوفج +
وكان إبراهيم بن أدهم يأكل من الطيبات في بعض الأوقات + ويقول
إذا وجدنا أكلنا أكل الرجال » وإذا فقدنا صبرنا صبر الرجال ٠
كثر التأليف في الزهد وبيان مكانته في الإسلام ؛ ودُون ما ورد في ذلك
من الآيات والأحاديث والآثار والأخبار والأشعار وأفرد أصحاب السنن
لأبواب الزهد والرقائق مكاناً خاصاً في مصنفاتهم . ( انظر كشف الظئون
وكتابنا واحد من أوائل ما ألف في الزهد وذم الدنيا ؛ سبقه عدد من
المؤلفات 6 ساق فيه ابن أي الدنيا عشرات الأحاديث والآثار والأخبار +
وكثيراً من الأشعار في الحث على الزهد بالدنيا والعمل للآخرة » فكان سفراً
ومن خير ما نختم به مقدمتنا ما كان يقوله الزاهد عبد الله بن المبارك إذا
وقول أبي العتاهية :
7 ربيع الأول /614١ه
دمشق البرامكة في
١ تموز /حخحام
المؤلف
هو عبدالله بن محمد بن عُبَيْد بن سفيان بن قيس ؛ القرشي +
البغدادي » أبو بكر » مولى بني أمية » شهر بابن أبي الدنيااا" . مؤذّب أولاد
الخلفاء ؛ وصاحب التصانيف الكثيرة المفيدة في الرقائق +
ولد في بغداد ؛ حاضرة الخلافة ومركز النشاط الفكري المزدهر 6 سئة
ثمان ومثتين ؛ لأب كان له اهتمام بالحديث والأخبار وروايتهما ؛ فوجه ابنه
نحو مجالس العلم على اختلافها فسمع من شيوخ كبار : كأبي عبيد
القاسم بن سلام البغدادي المتوفى سنة 114ه ؛ والحافظ المعمّر سعيد بن
سليمان سَعْدُويه المتوفى سنة 170ه » وخالد بن خداش البصري المتوفى
سنة 177ه » وعليّ بن الجَّعْد المتوفى سنة ٠8 17ه » وعبد الله بن خَيْران
صاحب المسعودي ؛ وطبقتهم -
+ ترجم في « الجرح والتعديل » 157/8 وفهرست ابن النديم : المقالة الخامصسة )١(
147/1 » وه طبقات الحتابلة 43/٠١ الفن الخامس و« الأنساب » للسمعاني
741//17 ود المنتظم » 148/5 ود تهذيب الكمال 8 17/13 و3 سير أعلام النبلاء ؟
* وه فوات_الوفيات 71/1١ » ود تذكرة الحفاظ 6 377/7 وه البداية والنهاية
الحفاظ » 384 وبروكلمان ( الترجمة العربية ) 174/7 وه أسماء مصنفات ابن
أبي الدنيا » مخطوط في المكتبة الظاهرية ( مجموع 47 ) و« جزء فيه حال ابن
أبي الدنيا وما وقع عالياً من حديث » : مخطوط في الظاهرية من تأليف أبي موسى
المديني المتوفى سنة 981ه و« فهرس مجاميع المدرسة العمرية بدار الكتب
وإلى جانب هؤلاء الشيوخ الكبار الذين أكّنوا له إسناداً عالياً سمع ابن
أبي الدنيا من أبيه محمد بن عبيد ؛ ومن محمد بن الحسين البُرْجُلاني المتوفى
سنة 178ه » وقد أكثر من الرواية عنه ؛ وهو أيضاً صاحب مصنفات في
الرقائق ؛ ومن أحمد بن إبراهيم بن كثير الذّورقي المتوفى سنة 147ه ؛
وزهير بن حرب بن شداد » أبي خيثمة ؛ المتوفى سنة 174ه ؛ وخلف بن
هشام بن ثعلب البزّار أيحناً القراء العشرة ؛ المتوفى سنة 776ه؛
وإبراهيم بن المنذر بن عبد الله القرشي » الأسدي » الحزامي » المتوفى سئة
1ه ؛ وسعيد بن محمد بن سعيد الجَرْمي المتوفى اسنة 770ه؛
ومحمود بن الحسن الوراق 6 شاعر أكثر شعره في المواعظ والحكم + روى
عنه ابن أبي الدنيا كثيراً من شعره © توفي سئة 176ه .
مرتبين على حروف المعجم في كتابه ١ تهذيب الكمال » (177/13) + وتبعه
على الاختصار الذهبي في « سير أعلام النبلاء » )747//17(
نقد الذهبي رواية ابن أبي الدنيا لأنه ١ روى عن خلق كثير لا يعرفون +
وأبي حاتم الرازي » ومحمد بن إسماعيل الترمذي ؛ وعبّاس الدوري ؛ لأنه
كان قليل الرحلة » فيتعذر عليه رواية الشيء » فيكتبه نازلا وكيف ١
أحمد بن سليمان » شيخ العراق في عصره ؛ وهو راوي كتاب « الشكر »
للمؤلف + توفي سنة 48 7ه + بي عل الراتر اكب النصاه
ومنها « الجرح والتعديل 4 © توفي سنة 117ه ؛ ومحمد
أبو بكر الآجري » علامة إخباري » عالم بالأدب » له عدة
٠ه + والحسين بن صفوان البرْدّعي صاحب ابن أبي الدنيا وراوي
كتبه + توفي سنة 766ه ؛ ومحمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع +
صاحب كتاب « أخبار القضاة وتواريخهم » ويعرف بطبقات القضاة + توفي
سنة 703ه ؛ وأبو بكر الشافعي محمد بن عبد الله البزار ؛ محدّث العراق
وصاحب « الغيلانيات » + توفي سنة 4ه + وأحمد بن محمد بن عمر
الأصبهاني الثاني » ارتحل فسمع كثيراً من ابن أبي الديا ؛ وسمع المسند
كله من ابن الإمام أحمد 6 توفي سنة 777ه ؛ وغيرهم كثير ٠
عرف فضل ابن أبي الدنيا ؛ ووصف بالحافظ الإمام ؛ روى عنه ابن
فقال : بغدادي صدوق . وقال الخطيب : كان يوذب غير واحد من أولاد
واحد ؛ لتوسّعه في العلم والأخبار . وقال ابن النديم : كان ورعاً زاهداً
عالماً بالأخبار والروايات . ووصفه ابن تغري بردي : بأنه كان عالماً زاهداً
ورعاً عابداً ؛ وله التصانيف الحسان » والناس بعده عيال عليه في الفنون التي
مصتنفاته : ويظهر أكثر ما يظهر فضل ابن أبي الدنيا وشهرته فيما تركه من
مؤلفات أربت على المثتين » ووصفه الخطيب البغدادي بصاحب الكتب
المصنفة في الزهد والرقائق . وقال عنه ابن كثير : « المشهور بالتصانيف
الشائعة الزائعة في الرقاق وغيرها » . وقال الحافظ المِزي : ١ صاحب
التصانيف المشهورة المفيدة » . وابن تغري بردي : « وله التصانيف
الحسان » والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها » ٠
فقال ابن الجوزي : ١ صنف أكثر من مثة مصنف في الزهد » . وقال ابن
شاكر الكتبي : ١ وهو أحد المصنفين للأخبار والسير وله كتب كثيرة تزيد على
. وقال ابن كثير : ١ هي تزيد على مثة مصنف » وقيل : إنها نحو
الثلائمئة مصنف » وقيل أكثر + وقيل أقل »
مثة كتاب
وقد اطلع الذهبي ( سير أعلام النبلاء 401/17 ) على عشرين كتاباً من
مصنفاته ذكرها بأسمائها + ثم سرد لنا مؤلفاته مرتبة على حروف المعجم
فبلغت مئة وأربعة وستين كتاباً
ونذكر فيما يلي أسماء مصنفاته المعروفة لدينا مطبوعة أو مخطوطة :
-١ الأحاديث الأربعين . منه نسخة مخطوطة في مكتبة مدرسة نور
أحمدية بعكا
7 الإخلاص والنيّة . طبع في دار البشائر بدمشق +
الإخوان والمعاطف . طبع في بيروت والقاهرة .
© الإشراف على منازل الأشراف . طبع في الرياض والقاهرة وبيروت
والدوحة .
9 اصطناع المعروف . منه نسخة في لاللي باستانبول 14/3734 .
+ إصلاح المال . طبع في مصر وبيروت .
. الاعتبار في أعقاب السرور والأحزان طبع في بيروت ١
8 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . منه نسخة في رامبور بالهند
2081 » وقطعة كبيرة في الظاهرية بدمشق رقم 81/8 .
الأهوال ( أو أهوال يوم القيامة ) ٠ طبع في مصر .
6 1478 الأولياء . طبع مع رسائل أخرى للمؤلف في مصر سنة - ٠
١١ - التقوى . منه نسخة في رامبور بالهند 771/١ باسم « منتقى كتاب
التقوى » .
+ ) 177 التهجد وقيام الليل . منه نسخة في الظاهرية ( مجموع - ١١
وعنها مصورة في معهد + 1١/3634 ونسخة في لاللي باستانبول
+ التوكل على الله . طبع في القاهرة ودمشق ١“
6 - الجوع . منه نسخة في الظاهرية يدمشق وأخرى في بغداد .
حسن الظن بالله . طبع في القاهرة والرياض وبيروت
- الحلم . طبع في القاهرة وبيروت .
8 - الخمول والتواضع . منه نسخة في مكتبة الدراسات العليا بآداب
بغداد رقم 9/1147 .
4 ذم البغي . طبع في القاهرة +
٠ ذم الغيبة والنميمة . طبع أكثر من مرة في القاهرة ؛ وطبع في
دمشق وبيروت .
. ذم المسكر . طبع في القاهرة ودمشق وبيروت 7١
7 ذم الملاهي طبع في القاهرة
الرّضا عن الله ( والصبر على قضائه ) . طبع في القاهرة وبيروت .
- ال والبكاء . طبع في الرياض +
الؤهبان . نشر ١ المنتقى من كتاب البرهان » في مجلة الدراسات
الشرقية بالقاهرة
٠ - الشكر لله عزّ وجل . طبع في دمشق والقاهرة وبيروت والكويت
4 - الصبر والثواب . منه نسخة في الظاهرية بدمشق وأخرى في
4 صفة الجنة وما أعدٌّ الله لأهلها من النعم . طبع في القاهرة ٠
. الصمت وآداب اللسان . طبع عدة طبعات في بيروت والقاهرة 7١
7 العزلة والانفراد . منه نسخة في لاللي باستانبول وأخرى في رامبور
بالهند ٠
٠# العظمة . منه نسخ خطية في جامعة برنستن واستانبول وفينا وبريل
وكرافت .
؟- العقل وفضله . طبع في القاهرة وبيروت وبغداد .
70 العقوبات . منه نسخة في الظاهرية بدمشق رقم 7/877 (ق 17-
1 العمر والشيب والشباب . طبع في مكتبة الرشد بالرياض +
7 العيال . طبع في الدمّام بالسعودية » وطبع في القاهرة +
8 العيدين . منه نسخة في دار الكتب المصرية (41/ا مجاميع ) +
وعنها مصورة في معهد المخطوطات .
4 الفرج بعد الشدّة . طبع عدة طبعات في دمشق والقاهرة وبيروت ٠
- فضائل عشر ذي الحجة . منه نسخة في برلين وأخرى في دار
الكتب المصرية وفي ليدن ولاندبرج - بريل +
17/3134 فضائل رمضان . منه نسخة في لاللي باستانبول - ١
7 - قرى الضيف . منه نسخة في لاندبرج - بريل 84 +
© - قصر الأمل . طبع في بيروت . وذكره بروكلمان باسم « قصر
العمل © .
4 - قضاء الحوائج . طبع عدة طبعات في القاهرة وبيروت .
0 _ القناعة والتعفف . طبع في القاهرة وبيروت .