ل يكن المسلم عندما فتح عينيه في عالم الاقتصاد » بعد أن نالته الصدمة
الاستعبارية ؛ سوى قن يخ لكل عمل يريده الاستعار » فينتج الطاط في
حقول الهند الصينية ( فيتنام ) » والفول السوداني في إفريقيا الاستوائية + والأرز
في بورما ٠ والتوابل والكاكاو في جاوه ( إتدونيسيا ) ؛ والخورفي الشيال
الإفريقي ٠
لم تكن له في هذه الأعمال صلة موضوعية بعالم الاقتصاد ؛ ولا تربطه بعمله
صلة ذات طابع مشروع ؛ لم يكن ( المنتج ) الذي يُرعى حقه ٠ ولا ( المستهلك )
الذي ترعى حاجته ؛ لقد كان أداة مل مستقر فقط ؛ فلم يتكون لديه ( وعي
اقتصادي ) ؛ ولا تجربة ولا خبرة في عالم اقتصاد غريب عليه بكل مفاهيه »
الاستعاري ؛ كان يجري عليه قانون التقليد يجري على كل كائن ؛ فقد صلته
( اوسائل ) لأنه فقد وعيه الحضاري أيضا ؛ فيصير في مرحلة أو مقلداً بقدر
استطاعته للحاجة التي أفرزتها حياة غيره » دون أن يفكر في صنع وسيلة
إشباعها ؛ ثم في مرحلة ثانية , إذا تحقق استقلال بلاده ؛ يصير إلى تقليد الحاجات
الواردة وتقليد الوسائل المستوردة كيف اتفق له » ولو على حساب سيادة البلاد +
وإذا ماتابعنا هذا الوضع في خطوات أخرى » نراه في انجال السياسي يتحول
الاقتصادي يتحول إلى قضية نظرية تحاول نخبة مثقفة معالجتها على أسس عل
اقتصاد » وضعت على تجارب وخبرات العالم الذي أنجب ( آدم سميث ) و ( كارل
فالإنسان الذي استسل للتقليد في العادات والأذواق . وبصورة عامة في
تقليد ما يكتظ به عالم أشياء شيّده غيره » يصبح في المجال النظري مقلداً للأفكار
الاقتصادي » نرى هذه النخبة تقف مجرد موقف اختيار بين ليبرالية ( آدم
يقدمها هذا أ ذاك ؛ دون وقوف وعبرة عند أسباب الفشل ؛ أو نصف النجاح
لخطط التغية التي طبقت على أساس الليبرالية أو المادية » في العالم الثالث ماعدا
الصين » بعد الحرب العالمية الثانية ٠
النجاح + سواء من ناحية الإمكانيات المادية في أغنى بلاد الله من حيث الثروة
الطبيعية والبشرية » أو من الناحية الفنية لأن واضع خطتها الدكتور
( شاخت ) ؛ الرجل الذي هض باقتصاد ألمانيا قبيل الحرب العالمية الشانية من
ولو وقفنا على الأقل متأملين أسباب هذا الفشل لاستفدنا منه درساً
المخططات الاقتصادية تتضمن شروطاً ضمنية أو شرطاً ضمنياً على الأقل ليس من
اختصاص واضعيها الالتفات إليه , فالدكتور ( شاخت ) كان بلا جدال . أجدر
حاب
لإندونيسيا فوضع ضمناً خطته ؛ على قاعدة ( معادلة اجتاعية ) خاصة بالشعب
والآن إذا عدنا للحديث عن مثقفينا في المجال الاقتصادي » نرى أنهم وقفوا
موقف اختيار وتفضيل بين ( آدم سميث ) و ( ماركس ) ؛ بينا كانت القضية ولا
زالت قضية تطعم ثقافي للمجتع الإسلامي ؛ يمكنه من استعمال إمكانياته الذهنية
تؤهله لإنجاح أي مخطط اقتصادي ٠
أو بعبارة أخرى فالديناميكية الاقتصادية ليست هي هذه النظرية أوتلك
الخاصة بعلم الاقتصاد » بل هي مرتبطة بجوهر اجتاعي عام قد نجده ؛ على حد
سواء ؛ في تجربة اليابان الرأسمالية أو تجربة الصين الشيوعية بعد 1444 ؛ خصوصاً
بعد أن عدلت ثورتها الثقافية بين 1437 - 1418 ؛ ( المعادلة الاجتاعية ) في الفرد
الصيني ذاته ٠
ثم إذا عدنا مرة أخرى إلى موقف مثقفينا من القضية الاقتصادية نرام
يصنفون صنفين » لاعلى أساس فني بل على أساس أخلاق ؛ صنف لايبالي
بعقيدته في انحيازه لنظرية اقتصادية معينة » ويلقّبٍ أو يلقب نفسه بالتقدمي
والإلحاد بجافز إسلامه .
إلية لأنه يتجنب المادية
فهذا الصنف الأخير هو الذي يمنا بالذات ؛ لا لأنه مسلم فحسب ؛ بل لأنه
كان أخصب من الصنف الأول في الدراسات الاقتصادية ؛ كا يدل على ذلك عدد
)١( سنبين في أحد الفصول أثناء الدراسة مانمني بالممادلة الاجتاعية
طالب
الأطروحات ودسامتها , مثل الأطروحة التي قدمها آمام جامعة أميركية طالب
السنة المنصرمة .
فهذا الطالب ذُكر لي بإعجاب زملائه وبتقدير أساتذته لأنه تفوق في معالجة
موضوع ( الاستغار بلاريا ) .
وهذا الموضوع الشائك يستحق فعلاً كل الإعجاب والتقدير » وإغا يبقى لنا
ا أن تلاحظ أن هذا الاجتهاد الفذ قد انصرف ضناً إلى محاولة دفيق بين الإسلام
والرأممالية » ويا حبذا لو بذله صاحبه في اكتشاف طريق آخر ماعدا الاستشار
المالي ؛ لدفع عجلة الاقتصاد .
الليبرالي ؛ يريدون وضع المسحة الإسلامية عليه » لنرى الجهود الحيد:
بصورة عامة ؛ إلى دراسة النظم المالية في الاقتصاد ؛ كأنما هي الأمر الأساسي في
الاقتصاد .
بينا نرى أن هذه النظم 8400085 سواء أكانت متعاملة على أساس الربا أم
لا ؛ ليست إلا جانباً من عالم الاقتصاد الحديث ؛ لأنه لو فقد هذا الجانب أو
تضاءل مثاما يحدث الآر التوجيه الاقتصادي الصيني + فلأن النغشاط
الاقتصادي يتطيع مواصلة حركته الديناميكية , وسيبقى قاتًاً أو يعيد قيامه
بفضل مقدراته الأخرى , مثلما حدث في أمانيا بعد الحرب الثانية عندما انطلقت
تجربة المستشار ( إيرهارت ) في خطواتها الأولى بلا رصيد من ذهب أوفضة +
أعني بلا تدخل مالي قائم أو غير قانم على الربا +
بداءه مثل ألمانيا ٠ هي الظروف المواتية التي تقدم أصدق صورة عن الجوات
الأساسية في عالم الاقتصاد » قبل أن تم بناءاته المكتملة سواء في صورة اقتصاد
ليبرالي أوفي صورة اقتصاد ماركسي ٠.
الإضافية في المنطلق ؛ أو التنظهية التي تكتسبها القضية الاقتصادية في الطريق +
بصفتها وسائل إدارة أو إشراف ورقابة .
وهذه الدراسة بالذات هي مجرد محاولة تصفية لموضوع الاقتصاد في الأذهان
من الجوانب الإضافية التي تطرأ عليه سواء في صورة ضرورة فنية تنشاً في
الطريق » أو في صورة ضرورة سياسية تتسلط عليه لرقابة عمليتي الإنتاج
والتوزيع طبقاً لمبادئ ومسامات مذهبية معينة ٠
ذلك فلنا أجر من لفت النظر إلى ضرورة هذه التصفية » سواء بالنسبة للمفاهم أو
لبعض النظم الاقتصادية ؛ ويبقى أجران لمن يوفق فيها كل التوفيق ٠
ولا نخم هذه المقدمة دون أن نقول كامة (١ وربما هي تصفية في مجال آخر
بالاقتصاد ؛ يوجهون العتاب أواللوم إلى الفقهاء ويرمونم أحياناً بالجود
يدلوا على الحلول الاقتصادية سواء مستنبطة من القرآن والسنة أوغير ذلك » وإا
اختصاصهم أن يقولوا في شأن الحلول التي يقدمها أهل الاختصاص ؛ هل هي
تطابق أو لاتطابق الشريعة الإسلامية وعلى الله تتوكل وهو حسبنا .
بيروت في 1477/3/٠7 م بان
عموميات البحث
صورة العلاقات الاقتصادية الراهنة في العالم
الاقتصاد والاقتصادانية
حدود الاختيار الإسلامي بين المناهج الموجودة
صورة العلاقات الاقتصادية الراهنة في العالم
إن النظرية الماركسية التي تَرْدَ المشكلة الإنسانية كلها إلى العوامل
الاقتصادية . تفل بعض الأشياء الجوهرية في الظاهرة الاجماعية أو تفض من
شأنها ؛ ولكن هذه النظرية صادقة في الحدود التي يمكن أن تفسر فيها الظاهرة
وفي هذه الحدود الواسمة يعد ( الإطار الإنساني ) اممتند من طنجة إلى
جاكرتا شاشة من المباني والتكوينات الاقتصادية ؛ ويعد ( الموذج الاجتاعي )
الجائع العاري الذي نراه في شرق احور في كلكا وفي غرب احور في تونس
وعليه فن الممكن أن نتحدث في هذه الحدود عن حقية اقتصادية تضغط
بثقل قضائها على مصير الشعوب الإسلامية ؛ ولكن هذا القضاء لادخل فيه
للميتافيزيقا ؛ وهو ليس قضاء مطلقاً نهائياً . بل هو عارض طارئ من أعراض
التاريخ أو هو بمثابة الزمن الميت في الغو المادي لتلك الشعوب ؛ يتفق مع تلك
الأوضاع الشخصية الموروثة التي تتنافى مع الأوضاع الاقتصادية التي حددتها
وفرضتها الحضارة
المسلم في الأحبولة الاستعارية ؛ فأصبح العميل المستعبد المستغل للاقتصاد
ينتزع نفسه من تورطه ؛ وهكذا بدأ عصر الحتية الاقتصادية بالنسبة له مع بدء
العصر الاستعباري . ولم يخلصه تحرره السياسي بصفة عامة من التورط
الاقتصادي , فإن المشكلة أولاً ذات طابع نفي ؛ لأن العنى الاقتصادي ل يظفر
في ضير المالم الإسلامي بالنو نفسه الذي ظفر به في الغرب ؛ في ضير الرجل
المتحضر وفي حياته .
والحق أن الاقتصاد في الغرب قد صار منذ قرون خلت
أما في الشرق فقد ظل على العكس من ذلك في مرحلة الاقتصاد الطبيعي
غير المنظم ؛ حتى إن النظرية الوحيدة
تناولت تأثير العوامل الاقتصادية في
التاريخ وهي نظرية ابن خلدون قد ظلت حروفاً ميتة في الثقافة الإسلامية +
حتى نهاية القرن الأخير .
فلم يُقبل لمجقع الشرقي تحت تأثير احتياجاته الداخلية على أن يضع نظرية
اقتصادية ؟ حدث في المجتع الغربي ؛ حين وضع الرأممالية أو الشيوعية .
إنه لم يقبل على هذا بسبب ماانطوى عليه من نفسية خاصة منعقدة على
مثل كهذا ويصدر عنه ؛ لايمكنه بداهة أن يعبر بالدقة العامية نفسها عن فكرة
( المنفعة ) الخاصة بالرأسمالية ؛ أو عن فكرة ( الحاجة ) الخاصة بالنظرية
الماركسية ؛ فالزهد والمنفمة والحاجة ثلاث حقائق لايمكن أن تدخل في اطراد
اجتاعي واحد » وفي واقع اقتصادي واحد . فقد كان هناك إذن عنصر تنافر
أساسي بين الأوضاع الشخصية الموروثة في البلاد الإسلامية وبين التكوينات
الاقتصادية التي وضع أسسها العصر الاستعاري -
وهناك عنصر آخر يتتع بالطابع النفسي نفسه » ويجب أن نحسب له حسابه
في هذا التضافي , ذلك المنصر هو فكرة الزمن التي تعد أساسية جد في تنظ
العمل في العالم الحديث تبعاً لنظرية
على مفاهم المقدرة ١
الثواني تستخدم في الوقت نفسه في تسعير الإنتاج . وليس قولم ( الوقت عملة
7121510007 ) من قبيل اللعب بالكامات . بل هو تعبير دقيق عن الواقع
المادي في نظر الإنجليز . فجميع ألوان النشاط في لمجع الصناعي الحديث تنو في
حدود الزمن المادي ؛ وتتقؤم باعات عمل ؛ أما في البلدان المتخلفة فإنم لم
يجربوا هذه العملة الخاصة إذ تنو ألوان النشاط والعمل بصورة
حدود الزمن اليتافيزيقي أي في نطاق الأبدية ؛ لأنه لايهدف إلى صرح
( القوة ) » ولا يطبق مبادئها التنافية مع الأوضاع النفسية ؛ © نرى ذلك في
تاريخ الصين ؛ فقد ظلت الثقافة الصينية الكلاسيكية مثلاً تعلن احتقارها البالغ
زمناً طويلاً لقواد الحرب » أولئك ( الأدوات ) التقليدية ( للقوة ) +
وإذن فلقد كان التنافي بين هذه المباني الموروثة » وبين ألوان العمل المنظم
الموقت في المجتقع الحديث » كان هذا التنافي أمر محتوماً .
اجية . فساعة ( الكرونومتر ) التي تستخدم في حاب
وبذا نفهم من أول وهلة كيف تتبدد الأوهام أثناء محاولة بعض البلدان
الإسلامية تحقيق استقلالها الاقتصادي بعد أن حققت استقلالها السياسي ؛ فأخذت
تستشير لهذه الغاية بعض الحبراء الاقتصاديين + ولم تليث التجربة أن برهنت لهم
على أن ( الحالة ) في علم الأمراض الاقتصادية ليست يحدث في الطب من
مثل هذه الاستشارات ؛ ولقد كان بكل تأكيد خير من يقوم بهذه المهمة لما رشحه
به نجاحه في ( حالة ) سابقة ؛ وهو نجاحه الهائل في تخطيط الاقتصاد الذي تحمل
جهداً ضخاً لبلد دخل الحرب العامية الثانية » دون أن يكون لديه رصيد كبير
من الذهب .
لا المسلم في عالم الاقتصاد (؟)