شهد العالم في العقود الأخيرة مجموعة من التغيرات الجذرية على المستويين الاقتصادي والمالي؛
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
أيضا من خلال زيادة حدة المنافسة بين تلك المؤسسات والمصارف؛ الأمر الذي تطلب منها أن
تعمل على تحسين مستوى الخدمات الي توفرها لعملائها ودّعيها ممختلف الأساليب والتكنولوجيات
من جهة ثانية؛ فإنَّ توسع أنشطة الصناعة المالية والمصرفية؛ أدى إلى اتساع دائرة المخاطرة
وارتفاع تكاليفهاء ودفع تلك المؤسسات إلى البحث عن أدوات ات مالية مبتكرة لإدارة تلك
المخاط نيح لها دخول وعوائد تمكنها من البقاء والاستمرارية ومواجهة المنافسة القوية يي
المالبين بجالات استثمار مستحدثة وأساليب مبتكرة للتحوط من المخاطر المتعددة.
غير أن تلك المتتجات الي تم ابتكارها بالاعتماد على أسس وقواعد النظام الرأسمالي» الذي
تقوم جل معاملاته المالية على أساس الفائدة الريوية والمجازفات غير المضبوطة في السوف المالية؛ جعل
من منتجات المندسة المالية التقليدية أدوات تقود إل المخاطر بدل أن تكون أداة لإدارتها والتخفيف
إن تطور التعامل بهذا النوع من المتنجات أدى بالاقتصاد العالمي إلى الوقوع في سلسلة من
الكثير من الأسواق المالية في العا ل» إضافة إلى الإحلال باستقرار و توازنات الاقتصاد الكلي.
وهذاء فقد ازداد الاهتمام بالمبادئ الي يقوم عليها النظام المالي الإسلامي :
الين تحكمها ضوابط شرعية تراعي الجانب الأحلاقي والاجتماعي وترتبط متجاًا المالية بالاقتصاد
الحقيقي» فلجأت دول عدة إلى إنشاء البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والعمل على سن قوانين
خاصة اء
وخلال قرة زمنية لم تتجاوز العقد الرابع بعد؛ شهدت الصناعة المالية والمصرفية الإسلامية
لين تقوم على الضوابط والقواعد المالية المستمدة من الشريعة الإسلامية؛ بجموعة من التطورات
دائرة انتشارها الب امتدت حين للدول غير الإسلامية.
ولكن بالرغم من تلك التطورات فإنٌ الصناعة المالية الإسلامية تواجه جملة من التحديات»
من هذا المنطلق يتعين على الصناعة المالية الإسلامية أن تحرص على ابتكار متتجات وأدوات
مالية تُجسد خحصوصية الاقتصاد الإسلامي؛ في إطار ما اصطّلح على تسميته بالهندسة المالية الإسلامية
الب أنتجت مجموعة من الأدوات والصيغ الاستثمارية الخاصة بها والخاضعة لضوابط الاقتصاد
ب إلى صور القمار
أكثر منها إلى الاستثمار» وهو ما تستبعده الصناعة المالية الإسلامية تي 0“ أعمالها التمويلية لتحقيق
مصلحة جميع الأطراف المشاركة في العمليات الاستثمارية؛ وتحفظ التوازن بين دائرتي الاقتصاد المالي
والاقتصاد الحقيقي» ما يؤدي في الأخير إلى المحافظة على الاستقرار وتعقيق النمو الاقتصادي.
- إشكالية البحث:
الإسلامي؛ متجنبة المعاملات القائمة على الفائدة الربوية والمجازفات
في إطار التحديات البنٍ تُواجه الصناعة المالية الإسلامية؛ وخاصة ما تعلق بتطوير وابتكار
من خلال ما سبق؛ فإن الإشكالية تتمحور حول التساؤل الرئيسي التالي:
المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية؛
* هل تتوفر تشكيلة المنتجات المصرفية الإسلامية على متتجات تتميز بقدرتًا على إدارة
المخاطر الي تواجه عمل المؤسسات المصرفية الإسلامية؛
يقوم هذا البحث على ثلاث فرضيات أساسية هما:
* تتوفر تشكيلة متتجات المندسة المالية الإسلامية على متتجات تتميز بقدرتًا على إدارة
المخاطر الي تواجه عمل المؤسسات المصرفية الإسلامية؛
- أمية البحث وأهدافه:
تبرز أهمية هذا البحث من خلال ما أثير في الآونة الأخيرة من نقاشات حول مصداقية
الدول غير الإسلامية فكرة العمل وفى مبادئ النظام المالي الإسلامي» ومن ثُمّ اتساع
حجم النشاط المالي الإسلامي واشتداد المنافسة من المؤسسات المالية التقليدية.
خاصة بعاد
و يسعى هذا البحث إلى تعقيق الأهداف التالية:
التعرف على الضوابط و الأسس الي تقوم عليها الصناعة المصرفية الإسلامية؛
التعرف على الهندسة المالية والأسس الب تقوم عليهاء ومحاولة الإلمام جمختلف الجوانب المالية
والاقتصادية المرتبطة ممتتجات المهندسة المالية؛
* إبراز الدور الذي تلعبه الهندسة المالية الإسلامية في تطوير الخدمات المصرفية والاستثماريا
على مستوى المصارف الإسلامية؛
- منهج البحث:
سيُستخدم هذا البحث المنهج الوصفي من خلال عرض المفاهيم الأساسية للصناعة المصرفية
الإسلامية والهندسة المالية التقليدية والإسلامية؛ والجوانب المالية والاقتصادية المتعلقة بمنتجاتماء
بالإضافة إلى المنهج المقارن الذي سيُستعمل لإبراز محتلف الفروقات بين المندسة المالية التقليدية
"صناعة الهندسة لمالية: نظرات في المنهج الإسلامي" بحث لسامي بن إبراهيم السويلم؛ موك
البحوث. شركة الراجحي المصرفية للاستثمار سنة 2000؛ تناول فيه بعض المفاهيم المعلقة
بالهندسة المالية من تعريف وآثار» ثم تعرض لتحليل بعض المتتجات المالية من ناحية الكفاءة
"لهندسة المالية الإسلامية بين النظوية والتطبيق "؛ كتاب لعبد الكريم قندوز الصادر عن الرسالة
ناشرون سنة 2008 تناول فيه أسس المندسة المالية الإسلامية ومختلف منتجاتماء وتمارب
للقحوط من مخاطر تقلبات الأسعار» مع إدراج تقييم اء
"نحو منتجات مالية إسلامية مبتكرة" بحث لمحمد عمر جاسرء مؤتمر المصارف الإسلامية اليمنية: الواقع
..وتحديات المستقبل بصعاء في 03/21-20/ 2010؛ يناقش هذا البحث الأسس الي قاات عليها
طبيعة وجوهر العقود المالية الإسلامية؛ ثم واقع المتتجات المالية الإسلامية واستراتيجيات
تطويرهاء
سي تطوب الصتاعةالمصرقيةالإسلامية
"تطوير المنتجات الالية الإسلامية: المنهجية والآلية" ل : عر الدين خوجة؛ بحث في ملتقى الخرطوم
* "لمهندسة المالية كمدخل علمي لتطوير صناعة المنتجات للالية الإسلامية" بحث لمحمد كريم قروف»
الملتقى الدولي الأول حول الاقتصاد الإسلامي؛ الواقع..ورهانات المستقبل» بغرداية في 23-
4"حهت ف تناول فيها مختلف المفاهيم المرتبط بالهندسة المالية والبديل الإسلامي شاء مع
التركيز على أنواع الصكوك الإسلامية وأهمية عمليات التصكيك الإسلامي.
- خطة البحث:
سيتم تناول هذا الموضوع من خلال ثلاثة فصول كما يلي:
الفص ل ألأول: مدخل التحريف بالصتاعة المصرفيةالإسلامية ومصادم واستخدامات أموالها
ويتناول الصناعة المصرفية الإسلامية ومختلف الأهداف والخصائص المميزة لهاء إضافة إل
الضوابط البنٍ تتكم عملهاء ونتتهي إلى التعرف على مختلف أساليب التمويل والاستثمار الي تعمل
وفقها والموافقة للشريعة الإسلامية.
ستخصصه للتحدث عن المندسة المالية التقليدية والأسس البنّ تقوم عليها والجوانب المالية
والمصرفية والاقتصادية لمتجاماء ثم التعرض للبديل الإسلامي لها وبعض المنتجات الي غيزها.
حيث ستعرض من خلاله لإبراز أهنية منتجات المهندسة المالية الإسلامية وعلى اختلاف
أنواعها وتطبيقاتها في المؤسسات المالية الإسلامية؛ مع تناول صكوك الإجارة وتطبيقاتًا في مصرف
الإمارات الإسلامي وتعديد أهميتها في إدارة المخاطر وتقييمها من الناحية الشرعية؛ إضافة إلى دراسة
منتج التورق المصرفي وتطبيقاته في مصرف إسلام ماليزياء وتقييمه من ناحية المصداقية الشرعية
والكفاءة الاقتصادية؛ ثم إيراز أهيته في إدارة السيولة لدى المصرف محل الدراسة.
- مصادر البحث:
تم الاعتماد على مجموعة من المصادر المخوافرة الب تتعلق بالجانين النظري والتطبيقي؛ وتشتمل
1- لمجاب النظري: وقد اعمد على:
ية والفرنسية؛ وتناولت ما يتعلق بالمصارف
ب- الدوريات ولمجلات: تم إصدارها من ملف الجامعات ومراكز البحوث في الجزائر»
والسعودية» وغيرهاء كمجلة الباحث» ومجلة جامعة الملك عبد العزيز: الاقتصاد الإسلامي.
2- جاب التطبيقي: وفيه تم الاعتماد على مجموعة التقارير السنوية لمصرف إسلام ماليزيا ببرهاد.
- صعوبات البحث:
النقاط التالية:
اء فترة الدراسة واجهنا عدد من الصعوبات الينٍ يمكن إدراجها في
أ- محدودية المراجع اليّ تتناول موضوع الدراسة بصفة خاصة.
ب-صعوية التطبيق في بنك البركة الجزائري» وهنا بسبب محدودية منتجات المندسة الالية
حوالي السنة؛ الأمر الذي حال دون الأخذ بالتجربة الجزائرية في مجال الهندسة المالية.
دوراً عير في تحقيق الوساطة الما
يعانون من عجز في الموارد المالية.
إلا أنه ومنذ حوالي أربعة عقود ظهرت مؤسسات أخرى تعمل جناً إلى جنب مع المؤسسات
المصرفية التقليدية؛ ذات طبيعة متميزة» وتقوم على أساس الالتزام يمبادئٌ وضوابط المعاملات المالية في
الاقتصاد الإسلامي ألا وهي المصارف الإسلامية.
تحرية طويلة في بحال العمل المصرقٍ
إن أول ما قامت عليه المصارف الإسلامية هو استبعاد التعامل على أساس الفائدة أخذا وإعطاءٌ
سواء في الأعمال الاسثمارية أو الخدمية؛ باعتبارها أحد العوامل الرئيسية لحدوث الأزمات» وتعتير
الأزمة المالية الي لحقت بالاقتصاد العالمي سنة 2008 خير دليل على ذلك.
ثم عمد الباحثون في المصارف الإسلامية إلى العمل على استحداث أساليب تمويلية واستثمارية
تراعي ضوابط المعاملات المالية» وتمكنها من للضي تدا في المجال المصرقي وما يضمن لا البقاء
فيها التنافسية بوجود البنوك التقليدية
والاستمرار في تعتبر رائدة في هذا لجال بسبب
ستحاول من خلال هذا الفصل التعرف على المصارف الإسلامية من خلال التطرق لخصائصها
وأهدافها وأسس عملها ومختلف الضوابط الي تحكم عملهاء ثم التعرض لمصادر الأموال واستخداماتا في
هذا النوع المتميز من المؤسسات.
مصادس الأموال سيد المصأمرف الإسلامية
خدامات الأموال يه المصاء
الفصل الأولة مدخل تعر بالصتاعةالمصسرفية الإسلامية ومصادس واستخدامات أموال
سيتم تتاول هذا للبحث من خلال النقاط التالية:
- أهداف المصامرف الإسلامية؟
- ضوابط عمل المصامرف الإسلامية.
المطلب الأول: مفهوم المتصأمرفالإسلامية وأسس عملها
لقد حطت المصارف الإسلامية خطوة كبيرة في مجال العمل المصرقي» ويظهر ذلك جلياً من
خلال الانتشار الواسع لها في مختلف الدول» حيث أصبحت منافساً للبنوك التقليدية رغم ما تنميز به
من احتلاف في طبيعة العمل والأسس البيّ تقوم عليها؛ وكذا الأهداف الينّ ترمي إلى تحقيقها.
وللتعرف على هذا النوع المتميز من المؤسسات المصرفية؛ سيتم التطرق من خلال هذا المطلب
الفصل لول مدخل لتعري ف بالصتاعة الممسرفيةالإسلامية ومصادم واستخدامات أموالحاً
بعد حوالي الأربعة عقود من الزمن» أصبحت المصارف الإسلامية جز من المنظومة المصرفية
العالمية» وفيما بلي سيتم التعرف على هذا النوع من المؤسسات المالية:
1- تحرف المصارف الإسلامية
الصرف الإسلامي هو: "ذلك البنك أو المؤسسة الي ينص قانون إنشائها ونظامها الأساسي
صراحة على الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية» وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذًا وعطاء".1
المصرف الإسلامي هو: "مؤسسة مالية إسلامية تقوم بأداء الخدمات المصوفية والمالية كما تباشر
أعمال التمويل والاستثمار في المجالات المختلفة في ضوء قواعد وأحكام الشريعة الإسلامية كدف
المساهمة في غرس القيم والمقل والحلتى الإسلامية في محال المعاملات والمساعدة في تحقيق العمية
الاجتماعية والاقتصادية من تشغيل الأموال بقصد المساهمة في تعقيق الحياة الطبية والكرعة للأمة
المصرف الإسلامي هو "مؤسسة مالية مصرفية تقوم بتجميع الموارد المالية و توظيفها في مجالات
تخدم الاقتصاد الوطين وفق ضوابط المشروعية؛ بمدف تتقيق الربح» لا رسالة إنسانية ذات بعد تنموي
المصرف الإسلامي هو " مؤسسة مالية تقوم بالأعمال والخدمات المالية والمصرفية وجذب الموارد
النقدية وتوظيفها توظيفاً فعالاً يكفل نموها وتعقين أقصى عائد منها وما يق أهداف التنمية
الاقتصادية والاجتماعية في إطار أحكام الشريعة الإسلامية السمسة".*
من خلال التعاريف السابقة يُمكن القول أن المصارف الإسلامية عبارة عن مؤسسات مالية
مصرفية؛ واقتصادية؛ واجتماعية؛ وتنموية» تقوم على تلتّي الأموال من تتلف المتعاملين للقيام
بالوظائف والأنشطة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية؛ وترمي من خلال ذلك إلى تتقيق بجموعة من
الأهداف الب تخدم الفرد والمجتمع والاقتصاد ككل.
* عادل عبد الفضيل عبدء الربج و الخسارة في معافلات المصارف الإسلامية: دراسة مقارثة دار الفكر المادمي» الإسكندرية» ط1» 2007 ص
3 إبراهيم عبد الخليم عبادة؛ مؤشرات الأداء في البنوك الإسلامية؛ دار التفائس» عمان» ط1ء 2008» ص27