الاسلام والاقتصاد
تقديم الآخرة على الدنياء والموازنة بين الآ.
الدنيا دلالة على عظم الوزن النسبي للآخرة؛ وفي ذلك يقول الله تعالى:
ولا يعني هذا المنهج عدم جواز الأخذ عن غير المسلمين. ذلك أن الإسلام
أطلق سلطان العقل من كل ما يقيده. وخلصه من كل تقليد للآباء والأجدادء
والوقوف عند شريعته.
ولا يمكن والحال كذلك اتهام أي حركات تجديد -في تلك الحدود بتهمة
استيراد الأفكار والنظريات, فتلك تهمة قديمة حديثة. سبق أن وجهت إلى
رسول الله كل. وقد قال الله تعالى في ذلك: «وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل
الله قالوا بل تتبع ما الفينا عليه آباءنا ...». وهنا يرد عليهم القرآن الكريم
بأن الفيصل هو صلاحية الفكر وصدقه ونفمه. لا معرفة آبائهم وأجدادهم؛
ومن ناحية أخرى, مغ أن الإسلام دين ودولة. عقيدة وشريعة, إلا أنه
يحض على الاستفادة من الأفكار الأخرى التي لا تتعارض مع أصوله المقررة.
ومع تعدد الكتب والمذاهب الفقهية. وغزارة الفقه أل إسلامي: فان
يطرا من مشاكل, الأمر الذي يتمين معه أن نولى قضية الاجتهاد في حدود
إن التزاوج بين ما هو كامن في النفس؛ وما صادقت عليه الشريعة
الإسلامية من تقدير للحرية والتتصت المماصرة. يفجر الطاقات الكامتة
في ميادين الاقتصاد والمعارف والعلوم والفنون. ومن ثم فليس هناك ما
يمنع من الاقتداء به في تلك الحدود .
ورغم أن كتابات عديدة سبق أن تناولت الخطوط المريضة للاقتصاد
الوقت لا يزال مبكرا للاقتصار على قضية مميدة بذاتها والغوص في المفهوم
تقديم
للاقتصاد الإسلامي منهجا وفكرا وأسلوباء وهو أمر لا يزال بعيدا عن كثير
من المتخصصين في العلوم الاقتصادية أنفسهم.
وعلى هذا الأساس. فان موضوع هذه الدراسة سيكون محاولة طرح
المنظور الإسلامي لأبرز القضايا الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السب
الكويت تومير 982ام.
عبد الهادي علي النجار
الاسلام والاقتصاد
170 سورة البقرة الآية. )3(
مقدمة عامة
ليس للفكر الاقتصادي في الإسلام وجود
مستقل عن غيره من الأفكار المكونة للتصور
الاسلامي العام. وقد كان الأمر كذلك في العالم
المسيحي في أوربا في العصور الوسطى "". حيث
كانت الأفكار الاقتصادية مختلطة بالدين والتاريخغ
وقد كانت الكنيسة تحتل في هذه الفترة مكانة
بارزة في حياة الفرد العادي. حيث كانت تطاول
الملوك والأمراء في سلطاتهم الزمنية, ولذلك كانت
أنه حينما اتسع نطاق الأسواق؛ ونمت التجارة:
وخاصة في أواخر تلك الفترة, أصبح الفكر الكنسي
الاتفصال بين قواعد الدين وقواعد السلوك
الاقتصادي وغيره من أنواغ السلوك الأخرى. بحيث
أصبحت الكنيسة تختص بأمور الدين دون الدنيالة'.
ويرجع اختلاط الفكر الاقتصادي بغيره من
الأفكار في اليهودية والمسيحية؛ أساساء إلى أن
اليهود والتصارى كانوا يأخذون دينهم عن الأحبار
والرهبان. فضلا عن الأفكار الاقتصادية
والاجتماعية وغيرها؛ وذلك دون الرجوع إلى أصل
هؤلاء الأحبار والرهبان حجة عليهم؛ كانهم
اعتبروهم أربابا من دون الله
الاسلام والاقتصاد
وفي هذا يقول الله تعالى: «اتخنوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون
مما يَشَركون
وتظرا لأن كثيرا من هؤلاء الأحبار والرهبان انحرفوا عن جادة الطريق
فقد صح قول الله تعالى فيهم ؛... إن كثيرا من الأحباروالرهبان ليأكلون
أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله..,!"".
وهنا يختلف الأمر عما هو في الإسلام؛ حيث نجد أن ارتباط الأفكار
الاقتصادية والاجتماعية بالدين ثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم؛
فضلا عن اجتهاد المجتهدين بالأرتكاز على الكتاب والسنة.
وإذا كان الله قد تكفل بحفظ كتابه الكريم كما جاء في قوله تعالى: (انا
الإسلامي كمفهوم ديني فقط: و إنما يعني حفظه كمقيدة وشريمة في إطار
القرآن الكريم يسترشد بها المسلمون في حياتهم؛ ويطبقونها في دتياهم.
وضي هذا لا يستطيع أي حاكم ان يحكم بهواه. وتلك ضمانة كبرى ليس
وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى:«فاحكم بينهم بما أنزل الله؛ ولا تتبع
ونخلص من ذلك. إلى أنه إذا كان الفكر الاقتصادي الأوربي قد تجرد
من الصبغة الدينية. فان دراسة الفكر الاقتصادي الإسلامي لا تتم بمعزل
عن مقيدة الإسلام ولتتزيمته.
مفهوم الاقتصاد في الإسلام:
وتتضح هذه النتيجة على صورة أكبر إذا المحنا إلى مفهوم الاقتصاد في
الفكر المعاصر وفي الإسلام.
إن المراد بالاقتصاد في الفكر المماصر هو ذلك العلم الذي يحكم العلاقات
الاقتصادية والاجتماعية التي تنشاً بين أفراد المجتمع من خلال إنتاج السلع
وتوزيمها وتقديم الخدمات. إشباعا لحاجات الإنسان»
وعلى هذا يكون إشباع حاجات الإنسان المادية هو هدف الاقتصاد
مقدمة عامة
ورغم إن الإسلام قد اشتمل على معالجة شئون الحياة ومنها الملساثل
الاقتصادية بالمفهوم الذي تقدمت الإشارة إليه؛ فانه قد عنى بها كوسيلة
للحياة الكريمة التي ترعى القيم؛ وتتمي خصائص الإنسان العلياء وتزكي
ثواب الله في الآخرة؛ بمعنى أن اهتمامه دنيوي وأخروي. ولهذا يقول الله
يجوز عقلا أن يخلو هذا الدين من المسائل الاقتصادية مع شموله. وكماله.
وكفاه أن الله سبحانه وتعالى قرر ذلك في قوله جل شأنه ,اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتي؛ ورضيت لكم الإسلام دينا
ومع أنه لا ينقصناء والحمد لله. الإيمان بعظمة الإسلام كعقيدة وشريعة.
وباهمية الفكر الاقتصادي الإسلامي, فانه ينقصنا بيان الأصول والمبادئ
الاقتصادية في الإسلام بلغة العصرء وأسلوب زبطها بما يجري في هنه
إن هذه المهمة بشقيها يعزف عنها معظم الاقتصاديين لأنهم تعوزهم.
الدراسة الإسلامية العميقة. كما لا يتعرض لها علماء الدين لأنه ليس من
يتصدى لمثل تلك الموضوعات أن تكون لديه المعرفة بالثقافتين الإسلامية
والاقتصادية مما .
وتحن نرجو في هذه العجالة أن نكشف عن بعض المسائل الاقتصادية
في الإسلام مع العناية بما يلي:
أولا: طبيعة النشاط الاقتصادي والمشكلة الاقتصادية في الإسلام.
ثانيا: مكانة العمل في الإسلام.
ثالثا: الملكية الفردية وملكية الدولة في الإسلام.
رابعا: التتمية الاقتصادية وتوزيع الدخل في الإسلام.
سادسا: نظام السوق أو الأثمان في الإسلام
سابعا: التفوذ في الإسلام والفكر الإسلامي.
الاسلام والاقتصاد
ثامنا: الزكاة وعلاج الفقر في الإسلام.
تاسما: المنظور الإسلامي للتخطيط الاقتصادي
عاشرا: نظرة الإسلام إلى تلوث البي
وسنشير إلى كل من هذه المسائل في فصل مستقل على التوالي.
مقدمة عامة
(1) يطلق لفظ العصور الوسطى عادة على الفترة التي
الفريبة على يد القبائل الجرمانية في القرن الخامس الميلادي والتي استمرت حتى سقوط
القسطتطينية في يد الأتراك في حوالي متتصف القرن الخامس عشر.
الإسلامية. على آثر ظهور الإسلام وتكوين الدولة الإسلامية.
(2) انظر في تفضيل ذلك:
(3) سورة التوبة. الآية رقم 31
رقم 34
(4) سورة التوبة, من !!
(5) سورة الحجر. الآية رقم 9
(0) سورة المائدة؛ الآية رقم 48.
طبيعة النشاط الاقتصادي
والمشكلة الاقتصادية
أينا أن دراسة الفكر الاقتصادي الإسلامي لا
تتم منفصلة عن عقيدة الإسلام وشريعته. ومن ثم
فهي ترتبط بالإسلام ككل, ولهذا كان لا بد أن يكون
للنشاط الاقتصادي في الإسلام طابع تعبدي. وأن
تكون الرقابة على ممارسة هذا النشاط رقابة ذاتية.
في الأصل 09
-١ الطابع التعبدى للنشاط الاقتصادى
بر الطابع التمبدي للنشاط الاقتصادي في
الإسلام تطبيقا لمبدا عام؛ وهو أن عمل المسلم
اقتصاديا كان أو غير ذلك. يمكن أن يصير عبادة
يئاب عليها المسلم إذا قصد بعمله وجه الله وابتقى
مرضاته: وفي هنذا يقول سيدنا رسول الله 385
في امرأتك...» من حديث طويل متفق عليه
وفضلا عن ذلك فإن النشاط الاقتصادي في
الإسلام لا يهدف إلى تفع مادي فقط كاي نشاط