تقدم أو توسط أو تأخر في الكلمة العزد
حرف القاء وقل جر
أن يصب في الموصل أو بغداد؛
وإذا إستمر الوضع على هذا المنوال لن يبقى شيء إسمه كُردي في
زاخو قريب
- سيدناء هذا الذي تقوله له نصيب وافر من الصحة, ولكن المشكلة أكبر
من التعريب. إنها مشكلة لجوء كل الأطراف الى القوة لحل مشكلة
سو في الإدارة: همهم الكبير هو إرتياد النادي الوحيد الكائن على
الخابور يقضون فيه ساعات المساء الرتيبة بشرب العرق وبيرة فريدة.
وقبل أن ينهالوا على التكة والكباب والتشريب ترتفع صيحاتهم
وعربداتهم وفي اليام التي يحضر فيها القائمقام أو معاون شرطة
القضاء الى النادي يتصرف هؤلاء الى التملق وا
ودأنف الفيلء لكي يتعلموا
مقليد الأمور والاي يرفعون التقارير هذه عقليتهم وت
أساسهاء أنا معك فيما يخص النضج
- أنت لست تعالج المشكة من
السياسي. لكن الإشكال يكمن في سياسة الدولة وليس في التصرفات
إلتفت الخوري نحو المطبخ يطلب من الخادم سطيفو مزيداً من الشاي ثم
استرسل وهو يجر الحسرات؛
- في مجمع القشلة حيث القائمقامية ومعاونية الشرطة ودائرة الأمن كل
والمستوصفات وغيرها من دوائر الخدمة العامة كدائرة مأمور النفوس
فكلها معربة لايتكلم فيها الكردية الا الفقراء المراجعون فيما بينهم.
وسجن زاخو الرهيب الذي تطل توافذه الصغيرة على نهر الخابور ملي
يرسل الفائض منهم الى سجن الموصل المركزي. ويتعرض فيه البارتيون
جيش إحتلال. وإمعانا في السيطرة على الطريق الرئيسي أقام الفوج
الأول نقطة سيطرة الى جانب
كمواطنين وجتود هذا الممسكز ينزلون الى سوق الدينة للتبضع وشراء
العرق في محلة النصارى واذا ما تشاجروا مع أحد يتالبون عليه ظالاً
تناول جرعة من الشاي أعقبها بأخرى من سيكارته مردفاً؛
وباعة الأقمشة والحاجات المنزلية ومطاعم الكباب: ويشقه عند الوسط
سوق آخر من الجتوب الى الشمال ويُطلق على نقطة إلتقاء السوقين
«جار سوك» (الأسواق الأربعة). وينتهي هذا الأخير جنوياً بالخابور
الذي يقع في نهايته من الجانب الأيمن جامع حجي ابراهيم. فبينما أنت
في هذه الأسواق والأزقة يعترضك الإنضباط العسكري ومفارزه تتألف
من جنديين أو ثلاثة يحملون الرشاشات وبآيديهم الهراوات ويحققون
معك كأنك أجنبي في بلد محتل. وعن ظلم هؤلاء قال لي شاهد عيان أنه
طرق الباب جميل كاتب القائمقام واعتذر لما وجد الرجلين قد إحتدما في
اش سياسي على غير عادتهما. بينما تخيم فوقهما غمامة كثيفة من دخان
التعريب وإستشراء العنف. فبدأ جميل يشرح لهما أوضاع زاخوئ
فزاخو, بإستثناء كركوك. أكثر مدن
كُردستان العراق تجانساً وتمازجاً بين الأديان والأعراق. وهذا التجانس
جهاتها الأربع مياه نهر الخابور التي طالما هددتها بالفيضان أيام
بمرور الزمن وقيام حركة التجارة فيهاء وبإزدياد الهجرة إليها تلاصقت
هذه المجموعة من القرى لتشكّل مدينة صغيرة في مطلع القرن الماضي.
تتطلق منها في الربيع عند إرتفاع منسوب النهر محملة بالحبوب والجلود
والأخشاب والعفص والفحم والصوف الى الموصل شأنها شان دياريكر
وجزيرة والمدن الأخرى الواقعة على دجلة. قبل
قاطعه الخوري مبتسماً
إسترسل أبو أنور:
- حتى قبل سنوات قليلة من إنطلاقة الثورة الكردية كانت في المديئة محلة
كاملة لليهود وأخرى للنصارى من الكلدان والسريان وثالثة للأرمن
وينتشر في أطراف ريفها الشمالية والغربية ما لا يقل عن ثلاثين قرية
مسيحية عامرة, بعض سكانها أصلاء والبعض الآخر مهاجرون من
كردستان تركيا ليشملهم آل شمدين آغا بعطفهم وحمايتهم من المذابع
المروعة التي جرت في مناطق سيرت وسلوبي وجزيرة؛ وفي المدينة
وههكارى التركيتين شمالاً ومناطق دهوك جنوباً ويعد من وجهاء المدينة
نديم الأغوات وأشراف البلد ومستشار أجهزة الحكومة فيها
قدم له الخادم قدحاً من الشاي, وبينما يرشف جميل جرعته الأولى؛ سأله
- ماذا تعني بهذه المقدمة التاري ْ
- أبوناء دعني أكمل ما بدأت:
ففي هذه الأجواء الخائقة العاب
برائحة السياسة الآن يصطرع حزبان
سياسيان على سيطرة الشارع في زاخو: الشيوعي بعد تموز 1488
وإنفلات الأمور لصالح المنظمات الجماهيرية من طلبة ونساء وعمالء
وكان لزاخو موعد مع مهرجانات هذه المنظمات في كل مناسبة وطنية
يجويون شوارعها بمجموعات كبيرة تتوسطها السيارات المحملة فوق
طاقتها بأعضائها تصدح أبواقهم البرونزية ودفوفهم المجلجلة بالأغاني
سنمضي الى ما نريدء وطن حر وشعب سعيد..» و«ماكو زعيم إل
مشروع سحق الخونة مشروع عظيم..». ويتعالى الهتاف بحياة الزعيم
الاوحد والجمهورية الفتية ثلاث مرات ويختم بتصفيق الحاضرين ثم يعلن
عريف الحفل مقترحاً إرسال برقية عاجلة الى الزعيم الاوحد لإعلان ولاء
آهالي القضاء له وللجمهور؛ والحزب الشيوعي يستمد قوته من
الميليشيات المسلحة التي شكلتها الحكومة للدفاع عن الجمهورية وحراسة
الحدود وآطلق عليها آسم «المقاومة الشمبية؛ وإشتهر من بين قادتها
الملازم الأول عدنان في زاخو والملازم الثاني ستحاريب في قصبة
بيشخابور. وهذا الأخير إستُقدم لفرض التعبئة الجماهيرية من كركوك
ويؤيدهما القاثمقام السابق سالم عبدالرزاق, ويتدفق السلاح بإسم جبهة
الإتحاد الوطني من الموصل الى زاخو على المقاومة الشعبية التي تحتكر؛
وتحرم أعضاء اليارتي منه؛ ولدى مطالبة أعضائه يدهم بالسلاح
والعتاد أسوة بالمقاومة الشعبية يقال لهم «أنتم حزب الأغوات والإقطاع»!
آما الحزب الثاني فهو اليارتي الذي إنبرى هو الآخر ولكن بأعداد هائة
والزورنا عازفين الأغاني الفولكلورية والشورية الكردية «بزيت ثازادي.
نضال الشعب الكردي... فليعش.. فليعش.. فليعش..) يعقبها تصفيق
حاد. وبين الحين والحين ينبري شاعر يستنهض الهمم ليغني مؤالاً. لا
إلتفت الخوري الى المطران وقال مقبقهاً:
- إنه ما زال يتذكر شعاراتهم وهتافاتهم واهازيجهم!
- ألحان هذه الفئة دون سائر الفئات تطرين
ويستمر جميل في وصفه الأوضاع؛
الحزب الشيوعي فحسب. بل كوادر الأحزاب والتكتلات الأخرى بعد بدء
ثورة أيلول التي إلتهبت في المدينة وفي الريف كالنار في الهشيم
فأصبحت عاصفة هوجاء من أقصى كردستان الى أقصاهاء بفضل
التفييد الواسع الذي تمتع به اليارتي في أوساط الريف خاصة. ولهذا
كانوا قلياً وقالباً مع البارتي» وهذا ما يفسر كون معظم القيادات امحلية
للبارتي مطعمة برجال الدين الإسلامي. واما رجال الدين المسيحي
فبالرغم من الحظر الرسمي المفروض عليهم من رؤسائهم الروحانيين
بعدم التدخل في السياسة إلا آنهم يتعاطفون مع الثوار ويساعدونهم
وخير مثال على ذلك إعتقال الحكومة لرئيس الأديرة الكلدانية الأنيا
روفائيل شوريز في بداية الثورة بتهمة ايواء الثوار ومساعدتهم والحكم
وخارجية بلغت حد تدخل الفاتيكان.
أتذكر إني كنت لدى المطران يوماً. وإذا بموكب يتقدم من محلة كوندك
تخ مرك المدينة فإزتفجت ستدطلك الزورتا ترات العلبول تن إقتراب
تغرورقان بدموع الب
- هل تتذكر تلك الواق
- بإعتقادي لو لم تكن رجل دين لنزات الى المسيرة تهزج معهم!
اميل
وبينما النقاش يزداد حدة دخل عليهم القس كوريال وهو يستغرب إرتفاع
الإنهيار المفاجيء للنظام الإقطاعي ترك فراغاً لم تملؤه الحكومة أو
الأحزاب لأن الأسس الإجتماعية والإقتصادية لم تكن جاهزة لإقامة
الجماهير ولم يعد متنفس لطبقة الأغوات الأغنياء التي كادت أن تزول
على أثر صدور قانون الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية. ففقد
هؤلاء الأغوات نفونهم الواسع في الفترة ما بين ثورتي تموز العراقية
الموصل ويقداد وبلدان الخارج لاسيما بعد وقاة المرحوم حازم بك عشبق
مجلس الأعيان والوزير في كابينة توفيق السويدي في العهد الملكي.
» عبدالكريمي رشيد آغا لم تمهلهم الأحداث التي تلت 18 تموز
ليقفوا على أقدامهم كما كان والدهم يصول ويجول في زاخو بإستثناء
محسن آغا الذي يعقدون عليه الآمال الواسعة.
وفي أقصى غرب القضاء كان عزيز آغا الغني الذي بسط نفوذه المالي
وإشغل بهوايته الفضلة في شراء » القرى والاراضي الزراعية دون أن
1 شراء أو بيع في المنطقة بغير علمه. هاجر الى بغداد بعد
تهديدات المقاومة الشعبية له بإشهار الحبال في وجهه طالبين منه «اين
هويتك؟» لكن عزيز أغا الجريء أشيعهم سباباًء قضى تحبه بحادث
سيارة العام الماضي.
وفي الطرف الشمالي كان بشار آغا وإخوانه, ومنهم محمد آغاء الذين
رضم كونهم كثيري العند والعدة ويتمتعون بحصانة جبال منطقة المنتدي
الماشية والصفقات التجارية مع العشائر الكردية على الجانب التركي»
وكانوا قليلي الإختلاط بأوساط زاخو المترفة إذ أنهم ينتجعون صيفاً في
مرابع زوزان اا كوزي الجميلة على الحدود. ويهبطون شتاء الى
أطراف زاخو مع مواشيهم خوفاً من أن تتهمهم السلطة بالعصيان أو
التسلل عبر الحدود والتعاون مع «اعداء الجمهورية وعملاء حلف بغداد»»
تلك التهم الجاهزة آنذاك. مما لم يؤهلهم للعب دور حازم بك أو
عبدالكريمي رشيد آغا مثلاً
وآما الحاج صادقي برو كبير منطقة الكولي ف
الإنكليز العداء سابقاً وطبقت شهرته الآفاق فأصبحت بطولاته مادة
للأغاني الشعبية ومنها «كهلا شيباني» وتمتع بمنزلة ر؛
وإحتفظ بعلاقات ود وإحترام مع البارزاني عبر مسؤول البارتي في
زاخو الشاب النشط صالح يوسفي.
ولا ريب إن هؤلاء الأغوات مارسوا أيام الملكية بعض السيطرة على
لا آنهم لعبوا دوراً هاساً في حماية المنطقة في العهد الملكي
فلاحيهم إلا 1
لاسيما فيما يخص الإدارة المحلية والنزاعات العشائرية بموجب النظام
الإقطاعي فأنقذوا الكثيرين من السجون وبطش الحكومة وما الى ذلك.
وبما أن مصالحهم كانت مرتبطة بالمدن الكبيرة كالموصل وبغداد لذا
كانت هذه المدن قبلة إنظارهم, فيها يقضون أوقاتهم السعيدة وفي
تصرفاتهم الهوجاء أحياناً
حتى قاجت الحكومة بإستدعائهم جميعاً لنصرتها عدا حازم ب وعزيز
بطانتهم أطلقت الحكومة عليهم في البداية إسم الموالين». ليعودوا ثانية
الى مسرح الأحداث بضراوة لا مثيل لها وقامت الحكومة بتسليحهم
لمحاربة الثورة وإرتموا في أحضان السلطة التي إضطهدتهم حتى
الأمس القريب ووضعوا آنفسهم في خانة الإرتزاق في العهد الجمهوردي
والزعيم الذي قلب ظهر المجن للأحزاب الوطنية. فعمت الفوضى وإنقلب
ساد صمت قصير قطعة الخوري بالإجابة:
-سيدناء المدن العراقية الكبرى لا تعلم أو لا تبالي بما يجري في
كردستان. إنها تنام وتصحو على أغاني أم كلثوم, فبغداد لا يهمها إذا
هو النزاع الدائر بين الشيوعيين والقوميين. كنت في بغداد قبل أسبوعين
السائد فيهاء ففي الموصل يعرف الناس أن هناك حركة تمرد وعصيان
شمالهاء ومن إرتفاع الإيجارات وأسعار البيوت لاسيما في أحياء النبي
في أسواقها يتبعهم بعض حراسهم المسلحين يرتدون الزي الكُردي
يتبضعون بكل جديد في أسواقها
إختتم الخوري كلامه قبل أن يولع سيكارة أخرى متسائلاً
- لا نعلم ما يجري في الجبل مؤخراً. إنه كالهدوء الذي يسبق الإعصار!
رد عليه القس كوريال بعد أن رشف ما تبقى في قدحه:
بوناء لا يغرّنكم هذا الهدوء فالإعصار قادم لا ريب. نحن في
وها قد مضت تسعة أشهر ثقيلة منذ إنطلاق الحركة الكردية في أيلول
الماضي, ثلاثة فصول إنقضت. خريف وشتاء وربيع ونحن بإنتظار
مايحمله الصيف الأول من عمرها. بعض مراكز الأقضية الكبيرة مثل
زاخو التي حررتها قوات الرعيل الأول من البيشميركه في الخريف
الماضي لفترة
الجو. بعض البيشميركه الذين إلتحقوا بالحركة من نوي الحماس
الثوري المؤقت والنفس القصير قد تركوا صفوفها وإشترتهم الحكومة
بها. وإنسحب المقائلون الى الريف والمعاقل الجبلية وحرروها من نقوذ
الحكومة بإستيلائهم على مخافر الشرطة والنقاط الحدودية وأصبح خط
الدفاع الأول المناطق الجبلية الواقعة خلف مركز ناحية شرانش شمالاً
وياتوفا شرقاً حتى ضفاف الخابور ومنها بإتجاه الشمال الشرقي منطقة
مدينة زاخو سقطت ومعها سقطت كل ناحية السليقاني وبعض مناطق
السندي والكولي, ولكن السفوح الشمالية فيها قرى
ما زالت تصول وتجول في مناطق السليقاني السهلية لتكديس الحنطة
لصنع الخبز والبرغل والعدس لتموء
قصيرة قد سقطت أمام زحف الدبابات وقصف سلاح
البارتي وهباتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وهي في الوقت
نفسه تجمع الكثير من المعلومات القيمة عن تحركات الحكومة والمرتزا
ولكن خوفهم المستديم هو قيام الحكومة بإحراق حقول الفلاحين بالمدق
سيما وأن موسم الحصاد على الأبواب في معظم مناطق كُردستان.
القائد العام الجديد أسعد خؤشهفي الذي أوفده البارزاني ليمثله في
بادينان وصل لتوه. وقد وضع البارزات
سوار يعاونه هاشم ميروزي لجبهة زاخو وعلي خليل لجبهة دهوك وحسق
خوه حاجي لجبهة تاكري و: يبقى أسعد
تنسيق العمليات وخطوط التموين وتوجيه الأوامر العسكرية لما يطلق
عليه الجيش الثوري الكردستاني (لعشكرى يهك). تم جمع القيادات
الحزبية المحلية وفيها برز ماموستا جميل وعثمان قاضي وشعبان حجي
سعيد وملا صالح بالقوسي وحجي رمضان جمزراقي وملا باسولا
تصرف عيسى سوار الذني أصدر تعليماته بتشكيل ثلاث وحدات أضنغزر
وحدات أصغر سميت «دمست». وبرز في هذه التشكيلات العسكرية كل
من علي هالو بوصلي وسليمان حاجي بدري (سندي) وأحمد طيار
وشريف موسى مجولي وأخيراً نافو بهرافي.
ذهل المطران لمعلومات القس. وأخذ يسأله:
- من أين لك هذا وهل من مزيد؟
وخف الولاء العشائري شيئاً ماء يتم تزويدهم بالوجبات الثلاث وأمواس
الحلاقة والتبغ وورق لف السكاير ًٌ
يخطط لضرية عسكرية
ستطال منابع نفط عينزالا ولكن مثل هذه العملية الجريئة صعبة التنفيذ
لأن عينزالا تقع في مناطق سهلية تبعد مسيرة يوم ونصف وبينها وبين
المناطق المحررة نهر دجلة الذي عليهم عبوره مرتين. آخرون يتحدثون عن
لخطة لتطويق:
قلة دوي للجيش أو :محاسترة فوج زا شو اذى إتستحابه
ج آخر وهوما يزال في مضيق زاخو ومثل هذه
الإستعدادات تتم في السرية التامة. الأوضاع سيثة. لكن المعنويات
عالية. اللقائلون بحاجة الى بنادق جديدة وعتاد يكفي لمعارك كثيرة خلال
الصيف القادم. ما زال البيشمركه يلبسون الشال والشهيك وهم
بحاجة الى زي موحد من الخاكي وأحذيتهم المطاطية التركية الصنع
والتي تسمى «جزرلويء أصبدت لا تطاق فكيف بها مع إشتداد حز
ركه الفقراء لا تساعدهم أحوالهم المادية على شرائها؛ فهم
ينسجون حوافها
بخيوط صوفية أو قطنية ملونة ويسمونها «كالك» وهي فعالة جداً لتسلق
الصخور في الجبال.
الملشاق وإنهم أصحاب قضية عادلة. فالشعب الكُردي تداس كرامته
ومدن كُردستان محتلة من جيش ويوليس لا رحمة له؛ وريفها يعيش في
العصور المظلمة وهو يكاد يطفو فوق بحر من الذهب الأسود تسرقهة
حكومة ظالمة. تدور الإشاعات حول مسعى الحكومة للتفاوض مع القيادة
ولكن من يثق بهاء فالزعيم يصرح دائماً بأن «الفتتة الرعناء» من صنع
السبت 1؟ أيار 1417
منذ البارحة إتضل آمر الفوج الأول عبدا مجيد السبع بسيادة القائمتقام
أحمد المفتي. لكيما يكلف سيادة المطران بالقيام بمهمة الوساطة؛ بعدها أشيع
عن تقديم الحاج صادقي برو الولاء والإخلاص للدولة
بعد القداس جلس المطران الشيخ وسكرتيره الخوري الشاب الوسيم ذو
اللحية القصيرة الكثة المائلة الى الحمرة والشعر المتموج المدهون دائماً؛ على
مائدة الفطور القشف الذي يتكون عادة من الخبز واللبن بالإضافة الي البيض
والشاي؛ وبينما الإثنان منهمكان بكسر قشرة البيض راح المطران يسأل
الخوري وعيناه الزرقاوان لا تفارقان البيضة والقشور فيضعها بإغتمام على
جانب الماعون:
- لم أسمع الأخبار منذ يومين. هل من جديد
- سيدناء لا جديد. راديو لندن كان هذا الصباح يتكلم عن الأوضاع في
العرا إنشغلت بإعداد موعظة الأحد لذا لم يتسنٌ لي التركيز على
- هل من أخبار جديدة عن الكُرد والحرب الدائرة؟
- الكلام يدور عن معارك ضارية وقعت في منطقة كلي علي بك بين الجيش
واليارتيينء هناك خبر آخر عن تبرع الزعيم بمبلغ كبير الثورة الجزائرية.
أن يصرف المبلغ على آب:
سياسية على حساب جمال عبدالناصر في موقف
من خراب ودمار. فالأخبار العالمية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل تستأثر
جل إهتمامها على حساب أخبار الوطن! لماذا هذا التكتم؟ ماذا لا
هو برقيات الولاء المزعوم من الأغوات والمخاتير الى الزعيم!
+ الحكومة يخيفها أن يعرف الناس ما يدور في البلد! ألم يعلن
الزعيم نهاية التمرد وعودة الأمور الى طبيعتها؟
فوج في زاخو ومدافعه موجهة نحو الجبال؟ ماذا ترابط
أو سوريا أو مما يسمونه بالإستعمار الأجنبي؟ اليس كل ذاك لمحاربة
الأخبار كلها عن القتل والتشريد والنهب والسلب وحرق الحقول
لخدمتها ولتمجيد الزعيم . قام الزعيم, وقعد الزعيما
من أجل السلام والصالح العام.
- نعم؛ ولكن الفقراء والمساكين هم الخاسرون دوماً وعلى رؤوسهم تقع
أود الإستطراد في الموضوع. ولكن ماذا يجري مؤخراً في المدينة؟
أسمع إن الجيش سيقوم بمناورات عسكرية. هل هناك خطورة؟
- الأفواج الثلاثة المعسكرة في قضاء زاخو بالإضافة الى الفوج المرابط في
دم قيد أنملة طوال الشتاء كما تعلم؛ قد تكون
سيد
إذا صدق قوله لماذا
الشتاء بإستثناء بعض المعارك في كلي سبي وأخرى موخراً في
- سيدناء اليارتيون في غنى عن السيطرة على المناطق إن ما لديهم يكفيهم
وإن مرور الوقت وبقاء الأوضاع على حالها هو في صالحهم. فالمبادرة
بيدهم, وبوسعهم المقاومة في هذه الجبال لآماد طويلة تنهك الجيش
من زاخو والمدن الأخرى نزلاء السجون!
أتعلم ما تكلفه هذه الحرب خزينة الدولة يومياً؟ العراق لا يصنع
المدافع والقتابل والطائرات والدبابات. كلها مستوردة. العراق ليس
أمريكا أو بريطانيا. الجيش كله في حالة إنذار وحركات ورواتب الجنود
والضباط مضاعفة. أتتصور مقدار السرقات والإختلاس والتلاعب
بموال الدولة في مثل هذه الظروف الإ لية؟ قال لي من
أحد مسؤولي الجيش دفع عشرة آلاف دينار للبارتيين لكي يخلوا له قمة
جبل ليحتلها فيتباهى أمام رؤسائه بأنه طهرها من العصاة! أتعرف ماذا
- سيدا
أعمال الحكرية, اللاتهم أن البلا تتزح تحت حك رسكني لتر
- يأخذني العجب كيف أن جيشاً قوامه الآلاف وسلاحه أحدث ما أنتجته
- وراء هذه العشائر يقف حزب مسلح بعقيدة ويقظة.
جاء الخادم بالغلاية الفرفورية للشاي وصب كوياً جديداً لكل من المطران
والخوري ورفع الصحون الزائدة من على المائدة بينما أخرج الخوري علبة
سيكائر «الجمهورية» وآولع سيكارته الأولى بعد الفطور وإلتهم ما إستطاع من
كنت أدخنهاء إنما غيروا إسمها الى
«الجمهورية». كان العهد الجمهوري هو الذي صنعها
ثم إلتهم الخوري جرعة أخرى من الدخان أثناها بجرعة من الشاي وهو
- تجري إتصالات مكثفة هذه الأيام بين سيادة القائممقام وآمر الفوج.
إلتفت الخوري الى الوراء
بصوت خا
الفوج تلقيا معلومات موثوقة عن نية الحاج صادقي برو كبير منطقة
الكولي بتسليم نفسه وإعلان الولاء للحكومة.
اليوم مع الحكومة وغداً مع البارتيين. إن حاسة الشم لديهم أقوى
- سيدنا أبلغني جميل أنهما يبحثان عن شخص موثوق به ليقوم بزيارة
ولائه. ومثل هذه المبادرة. كما تعلم لا تثتي من آمر فوج أو قائمقام لا
ب وأنها صادرة من المقامات العليا كالمتصرف أو رئيس أركان الجيش»
جي آغا ومحسن بعرواري وغيرهما
ك منزلتك الإجتماعية ومحبوب بين المسلمين والمسيحيين
اء المنطقة وتجيد الكردية وتحسن التعامل مع
اللسيح طويى لفاعلي السلام! لكن قلبي سيتفطر إذا رأيت خلال سفري
ترغب القيام بذاك عن قناعة تامة.
حدث شيء لم تحسب له الحساء
تقدمها لقضاء زانشو بل طواث
بالتجوال في المناطق التي تحت سيطرتهم؟
- أبوناء نحن رجال دين مسالمون لا علاقة للبارتيين بجولاتنا التفقدية بين
الطويل الطيب صالح اليوسفي وملا حمدي وشعبان حجي سعيد وعلي
هالو وسلمان سندي وعثمان قاضي وشفيق محو سعدالله ورؤوف ملا
قبل أكثر من عشر ستوات عندما تجول في كل قرى الأبرشية.
تبادل الرجلان النظرات ثم أخفض الخوري طرقه مردفاً.
بعد الفطور إفترق الرجلان وآخذ المطران يخطو في الحديقة جِيئَةٌ وتماباً
مطأطأً الرأس كمن يفكر في إيجاد مخرج من مشكلة عويصة. وشرع يقول
آره قطء كيف تراه يستقيلني؟ أسيفرح بمقدم رجل ديني ملي الى معقله
بشكل علني آم آنه يتوقع أحد عناصر الحكومة الإتصال به سرا دون أن
تراقبه عيون البيشمعركه الساهرة على دخول الغرباء الى معاقل الثورة؟ كيف
ستبادره بالمهمة دون أن يتسرب الخبر الى أعوانه وأهل بيته؟ وماذا لو
الثوار بما يجري؟ بعد كل خطوة خطاها كانت هواجس السفر تلاحقه
المخاوف من فشل المهمة. فكر برهة في العودة الى الخوري ليعتذر عن عدم
مقدرته السفر أو أن الأجدر به أن ينيط الأمر به فهو شاب بمقدوره السفر
على ظهور البغال ويتقاعس هو متذرعاً
مخرج له من هذا المأزق
مرت نصف ساعة وهو يتخطى بحركة غير طبيعية مفكراً دون أن يجد حلاً
المسيحي من التدخل في السياسة خلال السونهادوس الأخير الذي إنعقد في
المجمع الفاتيكاني الثاذ
مرت نصف سا
«أتصور أن المنطقة قد تفقدها
بر سنة لكنه شعر أنه قد وعده ولا
رى وهو ما زال يخاطب نفسه ويذرع الحد؛
النهبي الكبير يتدلى من عنقه يضاعف من الثقل الكبير الذي ينوء تحت كاهله»