موقعية ترسم مجالات حركة اللجنة. كنت كمن عثر على أقية من غير ميعاد أو سبق
بحث. فمع أن هذا التقرير ماكان يعد من قبيل الآثار الكتابيَة النادرة إل أن إهتمامي"
بالحصول على نسخة منه زاد كثيراً بعد صدور كتاب الميجر (إدموندز) اكرد وترك
وعرب) فى ١5017 بفصليه الأخيرين اللذين إستعرض فيهما عمل تلك اللجنة موقعياً
الأغلبيّة الكردية في الولاية الذي خَسم النزاع بشكل قاطع وقاد اللجنة الدولية الى
إتخاذ القرار الصائب الذي تبنته عصبة الأمم فيما بعد
يفضح هذان الفصلان سر تسر الحكومة العراقية على هذا التقري ؛ بعدم ترجمته الى
اللغفة العربيّة رغم أنه واحد من أهم الوشائق الاريخية بل أهسها رآ بل مرجع
لابُستغنى عنه في دراسة تاريخ تكوين العراق الحديت. وكما تعمدت الحكومات
العراقية المتعاقبة تجاهل هذا الواجب. كذلك تجاهله الباحشون والمؤرخون العراقيون.
أحدهم الى التنويه به عرضاً لغرض معين بعيد جداً عن إبراز الدور الكردي الجسيم فيه
وليس أكثر من هذا
وبا مقابل لم يخطر ببال واحدٍ من الكتاب الوطنيين الكرد عمل ترجمة كردية للتقرير
الشعب. ولاأدري إن كان هناك ترجمة تركية له وهو بطبيعة الحال أُمر مستبعد
قبل صدور كتاب [إدموندز ] بقترة قصيرة على ما أتخطر . صدر في بغداد كتاب
عنوانه [ مشكلة الموصل: دراسة في الدبلوماسية العراقية الإنكليزية - التركية] . من
ليفضح مؤامرة الصمت على تقرير اللجنة الدوليَّة. إذ وعلى البداهة لاسبيل له بعد
فقد وجدتٌ أنه أشار إليه فحسب إشارة عارضة في حاشيتين أو ثلاث بتجِنٌ فاضح على
أسلوب البحث الحيادي. وما عليك إل أن تقوم بمقارنة بين محتويات التقرير النولي
وبين ماورد في الفصل الخامس من كتاب الدكتور فاضل حسين الذي صدره بعنوان
«قرار مجلس العصبة عن الموصل'' حتى في هذا الفصل ذي الصحائف الكثيرة؛
لاتجد من المؤلف إل إشارة عابرة واحدة الى التقرير في الحاشية, وبالطبع لاتجد نضا
لم أتعرف بالدكتور فاضل حسين لكن ذكروا لي أنه كان من أعضاء الحزب الوطني
به. فكيف بالمؤرخين والكتاب العرب القوميين؟
الخلاصة إِنّ نشر نصّ التقرير كان سيكشف عن الدور الكردي الحاسم في إبقاء ولاية
المتعاقبة ماكانت تريد أن بطلع الرأي العام على هذا الفضل.
واتقق أن كان وقوع النصّ بيدي بداية العام الأخير من الفترة الإنتقالية الثي حددها
بيان الحادي عشر من آذار -187. فوجدت من المصلحة انتهاز هذا التزامن لترجمة
التقرير ونشره. للتدليل بأن التسليم بمبدا الحكم الذاتي لكردستان العراق كما أثبته
بيان آذار إنّما هو حىّ قديم رد الى أهله بعد خمسة وأريعين عاماً
لم يكن بالإمكان إستعارة النسخة الأصلية من خزانة مكتبة الجامعة الخاصّة إلأ أن
أصدقائي الأساتذة عملوا لي نسخة مصورة بتسهيلات الجامعة التكنيّة. وحملت النص
النص الإنكليزي عن الفرنسي فإعتمدت هذا الأخير ولم أبال بسقوط عبارة أو عبارتين
في النص الإنكليزي إذ يظهر ان كاتبه سمح لنفسه ببعض الحرية في إسقاط هذه العبارة
أو تلك أو إختصارها . والنص الفرتسي هو موضع الإعتماد على كل حال دبلوماسياً.
كما رمت بعض اسماء المواقع التي لم تكن واضحة بسبب التهجتة ولم أجد حاجة
للإشارة اليها. وحاولت جهد الإمكان الإقتضاب في التعليق فقصرته تقريباً على
-١ الطبعة الثانية 18471 بغداد , الص ؟17 ر1778
التعريف بالمؤلفين والمؤرخين والجغرافيين والشخصيات التاريخية الذين نوه بهم التقرير
حيشما دعت الحاجة الى ذلك. ثم رأيت أن أقدم التقرير بتوطشة تاريخية للوقائع
والأحداث التي أدت الى النزاع على ولاية ا موصل (جنوب كردستان) بين تركيا وبين
الفاتح البريطاني. وكيف أدّى الأمر الى عرض النزاع على عصبة الأمم وهي أول َ
معاهدة لوزان )1977١(
في ذلك الحين وأنا في المنطقة المحررة. لم يكن بمتناول يدي المراجع الكافية لعمل
أن نشر النصٌّ بحدٌ ذاته وفي تلك الظروف يكفي لإراءة وجه الحىّ في المطالب الكردية
اللشروعة التي بلغت بها ثورة أيلول المرحلة الختتمة ببيان الحادي عشر من آثار
لَايصَمَها كتابٌ واحد بمدى علمي. فوقعت المقدمة في ثمان وأربعين صحيفة كبيرة. وبدا
كلّشيء جاهزاً للطبع في أواخر العام ٠8177 وفى نيتي أن ابعث بهما الى إحدى دور
النشر في بيروت على جناح السرعة؛ عندما وقع ماليس في الحسبان:
قبل إستتناف القتال بين قوى الشورة وبين حكومة بغداد؛ ريما ببضعة أسابيع. أقبل
السيد (عبدالرحمن قاسملو) من بغداد للقاء البارزاني. بمعيَّة الصديق المرحوم
غرفتى الْصاقبة مجلسه "0 ِ
التخطيط على ما أذكر . ولم أسأله طبعاً عن سبب قدومه. رغم إني أحسست بوجود
علاقة لزيارته بتأزم الوضع بين الثورة والسلطة. وما أذكر أنه سألني عن يستأثر وقتى
لمشروع قانون بالحكم الذاتي.
فإهتم وطلب أن يلقي عليه نظرة فدفعت بالمسودة البه وأظئه تناول قلماً وورقة وسجل
من المسودة نقاطأً. ثم وضعت بيده ترجمة تقرير عصبة الأمم في مسألة الحدود وولاية
من كتابة أو بحث فأعلمته بأني مشغول بوضع مسو
بمجيء السيد البارزاني وإستعداده لرؤية الزاثرين وترك (قاسملو) حقيبة سفره عندي
كما جاء المرحوم صابر البارزاني فخرجنا في جولة بعيداً عن ديلمان وعدت متأخراً وقد
تركنا (قاسملو) بعد مقابلة البارزاني.
أرض الوطن الى بلاد المنفى. وكان عل" أن اختار القليل مما سأحمله معي بطابع العجلة
وغاب تقرير اللجنة الدولية عن ذهني قاماً. وكلّ إعتقادي إني حملته معي ولم أشعر
راح ظني في أول الأمر الى انيّ إستودعته الصديق «صالح محمود البارزاتي». وهو
علم به سابق - فنفى إعارتي إيَاه وتَذكُّر لي أنه كان يعقبٌ مراحل الترجمة وإقترح أن
إدريس وللسيد مسعود نجل البارزاني. ففعلت فنفيا أن يكون
من عادتي إن أبد بإتهام نفسي أولًاً في إهمال وتقصير أو نسيان فلا أعزوه لأحر
غيري. وعلى هذا الأساس رحت أحاول إقناع نفسي بالتفسير الوحيد الميسور؛ أعني
بالتدريج أعمل على إخراجه من داثرة تفكيري وإدراجه في قائمة الضائع وحكم المفقود
وسُحب عن حق اللجوء السياس وأمرت بمغادرة البلاد فعرضت الحكومة السويدية
قبولها لي لاجناً سياسياً وهات لي أسباب الرحيل فتركت إيران في 4؟ من نيسان
١88 وإخترت مدينة كاترينهولم مسكناً بناء على تصيحة الإخوان الكرد اللاجتين
ذات يوم ولم عِرْ علي غير بضعة عشر شهراً. حمل الي السيد مؤيد هذا النبأ الغريب:
حق اللجوء السياس'. وإنّه كان مطارداً من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني وهو من
وعدت بذاكرتي الى واقعة معينة كان لي فيها دور قبل تركي إيران ببضعة أشهر
كان لي كما أذكر موعدٌ مع الدكتور الصديق فؤاد معصوم عضو المكتب السياسي
للإنحاد الوطني في أحد فنادق العاصمة. فإنتهزت الفرصة قبلها لاستبضع حاجات من
سوق في طهران عرف ب«كوجه عرب» , إذ كان يشغل معظم دكاكينه ومحلاته التجارية
مقهى السيد سامي باقر للعروف ب(سامي الفيلي) وهو من أعضاء الحزب الديمقراطي
الكردستاني العام يجمع عليها تواقيع. وتدور حول المطالبة بإخلاء سبيل (ملا بختيار)
جاءت تستجير خشيةٌ على حياته فرأينا أن نكتب هذه المذكرة لتقديها الى الإتحاد
الوطني قبل تنفيذ حكم اموت به
لم أكن أعرف ملابختيار لابالصورة ولابالشهرة ولا بالأسباب التي دعت الى
مع الدكتور فؤاد معصوم فتعال معي لنرى ما أمر هذا المعنقل وسأسعى بدوري لأكون
لاأذكر تفاصيل الأسباب التي علل بها الدكتور معصوم الإجراءات المتخدة بحق ملا
تيور له أنبات الراعة ريسل زيارة ذوية له
هذا كل ماعلق بذهني حول حامل المخطوطة. إلا أني بقيت في حيرة لافكرة لي أبدأ
وجاء السيد بختيار وقدم نفسه باسمه الحقيقي (حكمت محمد كريم) ليضع بيدي
ترجمة تقرير عصبة الأمم حول النزاع على الحنود بمحفظتيه الأصليتين. كاملا غير
خَلٌ في مهاباد ضيفاً على أسرة (قاسملو) وبالضبط في دار شقيق المغدور السيد
فأجابه بالإيجاب. فطلب منه إيصال هذه المخطوطة الي وكان قد وجدها بين مخلفات
فهر ليس بين الأحياء وأنا شخصياً لاأستطيع أن أعزو لنفسي نزولي طوعاً عن
مخطوط لاأملك منه نسخة أخرى لإنسان كعبدالرحمن لاتربطني به معرفة وثيقة تسمو
الى إستتمانه على مخطوطة معدة للنشر خلال لقاء عَرَضي لي به في ١ديلمان) وهي
المخطوط كان فوق مكتبي عندما تركت الغرفة مع المرحوم صابر البارزاني. وإن
المؤلف مع السيد حكمت محمد كم
في غمرة الفرح بعودة "الإبن الضّال". إقترح الحاضرون إلتقاط صورة لي ولحامل
المخطوط السيد حكمت محمد كريم. وهي الصورة التي تجدها هنا وقد وعدته في حينه
أن تظهر مع التقرير عند تشره وهو أقل الممكن من الجزاء إعترافاً بالجميل.
في الفترة التي أعقبت وصول المخطوط. كانت أزمة الكويت تجمع حولها وتحتها
وفوقها غيوم صدام مسلّح. وإنصرف إهتمامي الى تعقيب مسرى الأحدات المتسارعة,
لتحملني بالتالي على التفكير في كتاب حول المغامرة السياسية الخطيرة وإعداد العدة
حينه عن التفكير فيما عداه
بوادر الإنهيار في بيان آذار - ٠97 لأتقدم للرأي العام العربي والكردي بوثيقة هامة
في تاريخ الكرد السياسي إصطلحت الأغراض السياسية والتعصب القومي على إبقائها
بعيداً عن المتناول الشعبي. إذ لم يكن ينتظر هذا من حكومات وأقلام دأبت على إنكار
في الواقع إل صدى بعيداً للآراء التي توصلت إليها تلك اللجنة الدولية بخصوص
مستقبل جنوب كردستان السياسي في الدولة الحديثة التي أقامها البربطانيون وضرورة
المسلحّة المتعاقبة وهي بجوهرها المطالبة بتحقيق المقترحات التي تبنتها اللجنة الدولية
وقدمتها الى عصبة الأمم
بعد العام ١98١ وعلى ضوء السبطرة الكرديّة الحقيقية على الجزء الأكبر من جنوب
التي كتبتها للتقرير ليست مناسبة ولا تفي بالمرام وإن من الضروري أن تتقدمه دراسة
تاريخية مفصلة. وهكذا ولدت فكرة هذا الكتاب. ليغدو التقرير فرعاً والكتاب أصلاً
وكان الأمر يختلف عن الوضع في العام ١8977 حيث كنت أفتقر الى المراجع والمضان
اللازمة لمشروع كهذا. والآن وخلال تسع سنوات من البحث الجاد بين المراجع والمصادر
يتمناها الكاتب لنشر آراء مستجدة.
ثم وجدت من المناسب أن ألحق بالكتاب كل مايمكنني الوقوف عليه من مذكرات
الأشخاص المشاركين في تلك اللجنة أو من ساهم في نشاطها موقعيًاً. وإهتديت الى
أربعة. أولها لنائب رئيس مجلس العصبة الذي شارك في تأليف اللجنة السرف. ب
وعرب) الذي نشره في العام ١801 وقمت بترجمته ونشره في العام ١8١ وقد عمل
في ذكريات السيد عبدالعزيز القصاب متصرف (محافظ) الموصل في حينه. وقد تعذّر
عل الحصول على كتابه. فأنجدني به الصديق الباحث المعروف الأستاذ (نجدت فتحي
بالصور التاريخية النادرة التي إلتقطها بالمناسبة. أسعفني بترجمته الأديب والشاعر
"مؤيد طيب" وله مني الشكر
العضو الثاني في اللجنة وهو البلجيكي العقيد (ياولس) وكانت عبارة غامضة لاتمكنّك
ياولس. وبعدها فكرت في أن تكون مجرد مخطوطة مودعة في دا
الأمم في جنيف وإمتد بحثي الى هناك دون جنوى وبدا لي أن أقنع نفسي بأن
مذكرات العقيد ياولس لم تطبع وأوقفتٌ البحث
الحلفاء في حرب الكويت حمايتهم على كردستان العراقية من غائلة طيران حكومة
القراء كما بُخرج الحاوي أرنباً من قبعته. ثم إن مقتضيات تعقيب وتأمين المراجع
والوثائق التي أحتاجها كانت ترغمني على الإفضاء بالأمر الى أوسع دائرة من
الأصدقاء المتعاوتين. لذلك لم يدركني عجب حين ذات يوم مكالمة تلفونية من
مدينة (جنيف) . وقدم المتكلم نفسه الي بأسم (كيلار ) قائلاً إنه حصل على عنواني
ورقم تلفوني من معارف في لندن يعملون للقضية الكردية في العراق وإنه مكلف
بالعمل مع فردق منهم وقد علم بقرب إصداري كتاباً عن النزاع حول ولاية الموصل وهو
والفريق الذي يعمل لهم كخبير ومررج (لوبي) يرغبون في التعاون معي
جانب الحكومة في مواجهة قوات الأنصار (البشمركه) وشكلوا ماعرف في حينه
"بالأفواج الخفيفة” وجدوا أنفسهم بعد أن لحقت الهزيمة بالجيش العراقي وفقنوا وسيلة
إرتزاقهم أن يدخلوا المعترك السباسي في كردستان كواحد من مراكز القوى هناك
بقيامهم بتأليف عصبة أطلقت على نفسها إسم "حزب المحافظين" وهو بزعامة زعيم
وثائق عصبة