من دون الله تعالى » وقد تحقق له ذلك ولله الحمد والمنة +
نعم » كل ذلك صيانة للعقيدة الصحيحة » وحماية لهذه الأمة من الوقوع في
الشرك . فها هو البي الكريم و ييين لنا هديه ؛ ويرشدنا لأسمى الطرق "لاتشد
الرحال إلا إل ثلاثة مساجد ؛ المسجد الحرام ؛ والمسجد الأقصى » ومسجدي
هذا"”'" وفي لفظ "لا تشدوا الرحال"”'" بصيغة النهي . بل وحذرنا من الوقوع فيما
وقع به اليهود والنصارى ؛ ففي (الصحيحين) عن الني ف أنه قال في مرض موته
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما فعلوا ؛ قالت
إلا هالك .
ولكن وللأسف الشديد تبدلت المفاهيم وتغيرت الأحوال بعد القرون الثلاثة
المفضلة ؛ وأصاب الأمة ما أصابها من الانحراف في عقيدتهاا*" وسلوكها بسبب
)١( انظر : فتح البارى (9/7/اح1188) كتاب : فضل الصصلاة في مسحد مكة والمديئة » باب : فضل
الصلاة في مسجد مكة والمدينة . صحيح مسلم )٠١٠6/1( حديث رقم (174) كتاب : الحج + باب :
لا نشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساج +
(9) انظر : فتح الباري (/84/ح47١1) كتاب : فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة » باب مسجد بيت
القدس . وصحيح مسلم ( 877//4154875/1) كتاب : الحج » باب : سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره
©) انظر : فتح الباري (171/1ح435) كتاب: الصلاة ؛ باب : وذكر إستاد الحديث . صحيح مسلم
(/ لاح 214/14) كتاب : امساحد ومواضع الصلاة » باب : الشهي عن بناء المساجد على القبور
واتخاذ الصور فيها ..... إخ +
(4) وهذا لا يعي عدم وجود الطائفة المنصورة ؛ بل هي موجودة.
قيام الساعة
البعد عن كتاب الله ؛ وسنة رسوله 4 تارة » وبسبب المؤامرات الي يروج لا
المنافقون وأعداء الإسلام - من اليهود والنصارى والمشركين - تارة أخرى +
وبسبب تعريب الكتب الفلسفية اليونانية القبورية ؛ فعكف عليها كثير ممن تفلسفوا
في الإسلام » أمثال الفارابي (1*78ه) » وابن سينا (477ه) ومن نحا نحوهم +
دويلات صغيرة » كالدويلات الباطنية من عبيدية وإسماعيلية » ودولة الأدارسة في
بلاد المغرب » والطولونية في مصر » والفاطمية في مال إفريقيا » و الحمدانيون في
مال العراق وسوريا » والبويهية في بلاد الفرس ؛ وفي ظل تلك الدويلات نشأت
الفرق والملل والنحل الب ساعدت على نشر بدع المشاهد وتشييد القبور الي عبدت
من دون الله » فهي من أشد الناس تعظيماً للقبور والمشاهد ومن أبعد الناس عن
تعظيم بيوت الله ال ما بنيت إلا لأجله ولرفع ذكره ؛ ثم توالت السنون وعظم
الخطب ؛ فبنيت القباب وشيدت القبور ؛ بل وتفننت في تشييدها ؛ وشدت الرحال
إليها من أصقاع المعمورة لزيارتها والطواف بها ؛ بل والسجود على عتباتها
وطلب الغوث منها في قضاء الحوائج » ودعائها من دون الله تعالل +
للإسلام ؛ بل أصيب بهذا الداء العضال البعض من أهل العلم والفضل في القديم
والحديث » بل وصل الأمر ببعض من ينتسب للإسلام أنه يرى أن الحج إلى قبر
سيده أعظم من الحج إلى بيت الله ؛ وقد رأيت من يطوف ويسجد لمن يسمى ب
( السيد البدوي )!" » و( قبر الحسين )!" المزعوم » و( السيدة زيسب )!" »
(1) هو أبو العباس + وأبو الفتيان » وأبو اللشامين : أحمد ين علي بن ابراهيم الفاسي المغربي اللصري
الطنطاوي السطوحي (انظر : النحوم الزاهرة /367 » طبقات الشعراني 1410/1 » شذرات الذهب
وغيرهم كثير في كثير من بلاد الإسلام +
ولا يخفى بأن الله تعال قد أوجب للنبي و حقوقاً في حياته وبعد موته و4 +
كالإيمان به ومحبته وموالاته ونصره وطاعته واتباعه والصلاة عليه وسؤال الله تعال
الوسيلة له عند كل أذان ونحو ذلك من حقوقه المتعددة فهي" مشروعة في جميع
البقاع ليس منها شئ يختص بالقبر ولاعما هو قريب من القبر ء ولا شرع للداس أن
يكون قيامهم بهذه الحقوق أفضل عند القبر من قيامهم بها في بلادهم » بل المشروع
كما هو موجود في بعض الناس : يوجد من محبته وتعظيمه وثنائه ودعاثه للرسول
عند قبره أعظم ما يوجد في بلده وطريقه -فهذه حالة منقوصة غير محمودة +
وصاحبها مبخوس الحظ ناقص النصيب » وهو ناقص الدين والإيمان ؛ إما بترك
بالمدينة عند قبره أو أعظم » فهذه هي الحالة المحمودة المشروعة ؛ وهي حال الصحابة
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ ولا يعرف عن أحد منهم أنه كان يزيد حبه
3 ) . ألف الدكتور/ أحمد صبحي كنايا سماه ( السيد البدوي بين الحقيقة والخرافة) فيه عحائب
)١( هو : الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي المامي + الإسام
السيد » أبو عبدالله سبط رسول الله 8 » ولد بالمدينة في الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة
العراق بكربلاء ؛ حيث قتل في العاشر من امحرم مسنة 2ه . ( انظر : المسير ؟/380» شذرات الذهب
(1) كما هو الحال في سوريا » وفي مصر . والله أعلم .
عرفوا "أن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة "9 .
وقد أكرم الله - جل وعلا - هذه الأمة بأعلام كثر رفعوا راية الإسلام
ودافعوا عن عقيدتها باللسان والسنان » أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية » وتلميذه ابن
القيم ؛ ومحدد الدعوة في هذه البلاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - عليهم رحمة الله
- فقد نفع الله تعالى بهم كثيرا ٠
وقد صور شيخ الإسلام ابن تيمية هذه الحال وأرخ لها تأرينا لم يسبق إليه
أحد من أئمة السلف الصالح - رحمهم الله - في كتاب عظيم الفائدة يعد أصلا
لكل من كتب في هذا الموضوع ؛ وكل من كتب في هذه المسألة هم عالة عليه »
فقد جمع ما تفرق وأبدع في إنشائه ؛ وعالج ذلك السلوك المنحرف » وهو من أحل
من أجل ذلك عزمت بعد توكلي على الله وحده لاشريك له أن يكون
دفعي لدراسة هذا الكتاب أسباب منها :-
-١ أهمية كتب السلف في تقرير مسائل العقيدة والرد على المخالفين على
وجه الخصوص +
7- الإسهام في نشر بعض جوانب العقيدة الصحيحة الب أصبحت اليوم في
غربة في ديار المسلمين .
*- أنه بالرغم من أهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية ومنزلة مؤلفه فإنه لم
(ا) انظر باه )١ -
(1) انظر صحيح مسلم (/041)ح (8310/47) كتاب : الجمعة » بابزياب تخفيف الصلاة والخطبة +
يحقق تحقيقا علميا يليق به ؛ فقد طبع سنة 47 17ه بأمر الملك عبدالعزيز بن
عبدالرحمن آل سعود - الذي كان حريصا على نشر عقيدة أهل السنة والجماعة
بشتى الوسائل - تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته - بطباعة هذا
الكتاب » طبع بهامش كتاب ( الرد على البكري في الاستغاثة ) للمصنف نفسه »
كما قامت الرئاسة العامه لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد -
سابقا - بنشره بتحقيق الشيخ/عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني » ولكنها
كالطبعة السابقة لا تخلو من الأخطاء » بل ومن السقط أحيانا فضلا عن اعتماده
- أن هذا الكتاب من آخر كتب شيخ الإسلام تأليفا ؛ وقد ألفه بعد رحلة
طويلة من طلب العلم » وبعد موهبة علمية فريدة +
+ أن هذا الكتاب فيما أعلم من أوسع الكتب تحلية لهذه المسألة -٠
+ أن المعلمي - رحمه الله - لم يقدم للكتاب دراسة تليق يه -١
؟- أنه لم يعتمد على مخطوط ؛ بل اعتمد على مطبوع كما ذكر آثقا +
#- أنه يوجد سقط في الكتاب '"؛ ومثال ذلك (ص71) من طبعة الرئاسة
( الوجه السابع ) :- 'إنه إذا كان المراد بالمسافر إليه وزيارته هو السفر إلى مسجده
فهو سفر منتحب بالنص والإجماع - والنقط هو ( والسفر لزيارة القبور ليس
مستحبا بالنص والإجماع ) - وهذا المعترض ... الخ .
*- عثوري بحمد الله تعالى ومنته على أكثر من مخطوط .
- هذا مثال ضربته هنا وإلا فهناك سقط كير والحاشية شاهدة على ذلك )١(
الأسواق .
بعد ذلك شرعت في التسجيل ثم البحث عن مخطوطات الكتاب فقد رحلت
أن جميع المخطوطات ضمت إلى مكتبة الأسد وبعد البحث المضي لم أجد شيئاً من
ذلك ) ثم بحت فهارس المكتبات فوحدت نسخة لدى مكتبة دارة املك
عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ثم دللت على مخطوظة أخرى في المعهد العلمي
بحائل » وأثناء العمل وحدت نسخة لدى مكتبة جامعة الملك سعود - يرحمه الله -
قسم المخطوطات ؛ ولكن وللأسف وجدت جميع هذه المخوطات متفقة في نقص
المقدمة ما اضطرني إلى إكمالمها وربط المقدمة ببداية الكلام من أحد كتب شيخ
الإسلام نفسه +
وكان عملي في الكتاب على النحو التالي : -
قسمت البحث الى قسمين رئيسين :
القسم الأول للدراسة - والقسم الثاني للتحقيق
وبيانهما كالآتي : -
القسم الأول :
الدراسة . وقد قسمته إلى با
الباب الأول : [التعريث 8ف , وفيه فصول : -
الفسل الأول : حياة وترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية وفيه مباحث : -
البجث الأول : عصره وفيه مطالب : -
اللطلب الأول : الحالة السياسية +
المطلب الثاني : الحالة الاجتماعية .
المطلب الثالث : الحالة العلمية +
المبحث الثاني : ترجمة شيخ الإسلام -
الفصل الثانيي : ترجمة الإخنائي وموقفه من شيخ الإسلام . وفيه مبحثان :-
المبحث الأول : ترجمة الإخنائي .
اللبحث الثاني : موقفه من شيخ الإسلام +
الفصل الفالك : دراسة مسائل الكتاب ؛ وفيه مباحث .
المبحث الأول : حقيقة الزيارة وتأريخها .
المبحث الثاني : تحرير مناط الخلاف في مسألة الزيارة +
المبحث الثالث : الزيارة الشرعية والزيارة البدعية -
المبحث الرابع : تاريخ توسعة المسجد النبوي » وحكم الصلاة فيها +
الباب الثاني : الكتاب قيمته ومكانته العلمية وفيه فصول :
الفصل الأول : تحقيق عنوان الكتاب .
الفسصل القافيي : نسبة الكتاب الى مؤلفه » وبيان سبب تأليقه .
الفسل الثالك : تاريخ تأليف الكتاب .
الفسل الرابع : موارد المؤلف .
الفسل الخامس : منهج المؤلف في الكتاب .
الفصل المادس : تقويم الكتاب وأثره فيما ألف بعده .
الباب الأول : التحريث بانشفوطاة ومتمع اتحشيجٌ وفيه فصول :
الغسل الأول ؛ وصف النسخ الخطية .
الفسل الفافيي : نماذج من المحطوطات .
الفصل الثاله ؛ منهج التحقيق .
الباب الثاني : تحشيخ افشس .
وبعد : إن أحمد الله تعالى وأشكره - وهو المستحق للحمد دائماً - الذي
أعانني على إتمام قراءة هذا الكتاب ودراسته ؛ كما لا يسع إلا أن أخص بالشكر
الأثر في توجيهي ومتابعي طوال دراسي الجامعية » وكذلك الدراسات العليا +
فأدعو الله - جل وعلا - له بطول العمر على طاعة الله ؛ وأن يصلح له ذريته +
ثم أقدم وافر الشكر والعرفان لكل من ساهم في هذه الرسالة ؛ وأخص منهم
بالذكر سعادة الدكتور/ رزق يوسف علي الشامي » الذي تكرم وتفضل بالإشراف
على هذه الرسالة » فكان خير معين في إبداء التوجيهات السديدة والنصائح الغالية +
وعمله وأن يلهمنا الرشد والسداد في القول والعمل +
ثم أشكر الأستاذ الدكتور / عبد العزيز سيف النصر على تفضله وتكرمه
بقبول مناقشة هذه الرسالة على كثرة مشاغله » كما أشكر سعادة الأستاذ الدكتور/
محمد طلعت أبو صير على تكرمه بقبول هذه المناقشة ؛ فلهما مي وافر الشكر
والعرفان .
وأشكر كل من ساهم وشارك في هذه الرسالة » وأدعو الله تبارك وتعالى أن
هذا وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا الجهد المتواضع ؛ وأن يجعل العمل
خالصاً لوجهه الكريم .
هذا جهد المقل فإن أصبت فبتوفيق الله - عز وجل - وإن كان غير ذلك فم
شاء الله تعالى - على العنوان التالي :
المملكة العربية السعودية الرياض
ص.ب ( 17741 ) الرمز البريدي ( ١17641 ) +
وأرنا الباطل باطلا ووفقتا لاجتنابه ؛ اللهم آمين ؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين .
الرياض