مقدمة
قبل التاريخ ٠
لقد أثبت المصريون فى كل زمان أنهم يدركون قدر أنفسهم ويدركون
وسيرى قارئ هذا الكتاب قصة تاريخ هذا الشعب منذ أقدم عصوره وسيدرك
من تلقاء نفسه أن مصر لم تخضع يوما من الأيام لغزو أو إستعمار اجنبى
الزعيم الوطنى المخلص الذى يدعوه إلى العمل ويتقدم الصفوف فتلبى دعوته
وتبدا عهدا من عهودها الزاهره ٠
وقد فضلت فى عرض قصة حضارة مصر فى هذا الكتاب أن أوجز فى
القارئ » ومن يريد المزيد من المعرفة والبحث والاطلاع زودته فى كل نقطة
قدر الأمكان والتخفيف بالمراجع المتخصصة فى كل موضوع .
إن مصر مهما تقلبت عليها الأحداث ؛ وتعرضت لخحلو الايام ومرها » فقد
حقا أن الأمم المتحضره تقهر قاهريها » يقهرونها بسلاح الحرب + وتقهرهم
بأصالة الحضارة .
والله ولى التوفيق
د.سمير أديب
الباب الاول
(#مكاسمسسمر
فى العصور الفرعونية
الفصل الاؤل
عصور ما قبل التاريغ
الفصل الاول
عصور ما قبل التاريغ
العصر من التعبير عن نفسه كتابة ؛ ليسجل ما يعنيه من أمور وأحداث +
فالتدوين فى مصر أى الأثار المكتوبه التتى تتميز بعلاماتها الهيروغليفية
بدات تظهر فى مصر فى نهاية الألف الرابع أو الألف الثالث قبل الميلاد +
وعلى ذلك فيمكن تعريف عصور ما قبل التاريخ بأنها العصور التى لم
كتابه ليسجل ما يهمه من أمور ويترجم بها مالديه من أفكار ؛ فالكتابه
فى الواقع تعتبر الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ + وبين العصر
أدوات + وأسلحه وأوانى مختلفة ؛ وما أبقاه لنا الزمن من أطلال منازل وبقايا
مقابر وما شابه .
وتتقسم عصور ما قبل التاريخ إلى ثلاثة عصور هامة تنتسب إلى كلمة من
أصل أغريقى هى كلمة 016!!أنآ بمعنى حجرى »+ وذلك إشارة إلى تغلب الأدوات
الباب الأول : مصر فى العصور الفرعونية
-١ العصر الحجرى القديم #تطانامعة02 من 00000 إلى ٠١ قاام
©؟- العصر الحجرى الحديث 06010516 من << 8.0 إلى ١٠٠لاقام
ونبدأ الأن بالحديث عن :
العصر الحجرى القديم :
ويرمز هذا العصر لأطول وأقسى مرحلة عرفها الأنسان » فقد كان عليه من
الحيرانات فكر فى إستغلال جلودها وفراءها كملبس يقيه قسوة الطبيعة + ثم
الأستقرار والملكية وتكوين الأسرة » فالجماعة ؛ فالقبيلة . وكان للشعور
الغريزى بالخوف من المجهول أكبر الأثر فى دفع إنسان هذا العصر إلى المعتقدات
المختلفة التى إصطلح على تسميتها بالدين .
وقد ظهر الإنسان الأول فى الزمن الرابع من تاريخ القشرة الأرضية
طويل للغاية إختلف العلماء على توقيته » فمنهم من يقدره بعشرات الالآف من
العصر الحجرى القديم بأقسامه: الأسفل والأوسط والأعلى .
الفصل الأول : عصور ما قبل الثاربى
والعصر الحجرى القديم يتميز بالالآت الحجرية الخشنة التى لم تشذب
يعد ؛ ومن الناحية الاقتصادية إعتمد إنسان هذا العصر على الصيد والجمع +
يسلك جمع كل ما يستطيع جمعه من الطبيعة المحيطة به ولكنه لم يتوصل بعد
وأدوات العصر الحجرى القديم تعتبر 'حتياجات الانسان الأول بمعلى
أنه شكلها لهدف معين ورغبة مخلصه فى الدفاع عن نفسه وصيد ما أمكنه من
الحيوانات وإقتلاع ما يطيب له من الجذور النباتية . وكانت الفأس اليدوية
الرغبة » وهى عبارة عن قطعة من الحجر الذى يتوفر فى البية ذات قاعدة
مستديرة ونهاية مدبيه +
أما إنسان العصر الحجرى القديم الذى إستعمل هذه الأداة فى وادى
النيل فقد عشر على عظام له فى منطقة حوض كوم إمبو وهى ترجع إلى
العصر القديم الأعلى وهى تشبه فى تكرينها عناصر إنسان بداية المعادن . وقد
تميز إنسان هذا العصر بالوجه وقوه الفك وبروز عظام الحاجب واعتدال
العصر الحجرى الوسيط:
وهو يعتبر فترة إنتقال بين العصرين الحجرين القديم والحديث + إهتم فيه
الباب الأول : مصر فى العصور الفرعونية
العصر الحجرى الحديث :
وينقسم إلى مرحلتين :
المعادن وهذه المرحلة تسمى العصر الحجرى الحديث الصرف .
الغانية : بدأ فيها الانسان يستخدم المعادن وعلى وجه الخصوص النحاس +
ولذلك تسمى العصر النحاسى الحجرى » أو عصر بداية المعادن ٠
١( العصر الحجرى الحديث الصرف :
الدلتا والعمرى عند رأس الدلتا لاشمال حلوان ) » والفيوم «أ» . والثلاثة
يمثلون حضارة الشمال . أما الجنوب فتمشله دير تاسا ( مركز البدارى فى
أسيوط) . . وتتميز حضارات العصر الحجرى الحديث بخصائص عامة أهمها :
-١ إستغناس الحيوان .
7- الأهتداء إلى الزراعة » وترتب عليها الحياة المستقرة ٠
*- صقل الأدوات الحجرية وتعدد أنواعها .
#- معرفة صناعة الفخار وجدل السلال ونسج الكتان ٠
وستأخذ الآن مرمده بنى سلامه كمثل لحضارات الشمال » ودير تاسا
كمثل لحضارات الجنوب .
مرمدة بتى سلامه :
تقع على نحو ١ كم شمال غرب القاهرة + وهى قرية نيوليشيه حجمها ما
سسسب الفصل الأول : عصور ما قبل التاريخ
يقرب من 300 4003 متر . شيد أهلها اكواخهم المبنية بالطين على جانى
طريق رئيسى مستقيم وربما أن هذا أقدم تخطيط للقرية ؛ ودليل على وجود
سلطة شرعية شرعت التنظيم وأمرت بتنفيذه .
ووجدت بالمسطقة آثار نوعين من المساكن نوع بنى بالطين ويعتمد أساسا
للمبيت وخاصة فى ليالى الشتاء ؛ وهى مساكن بيضاويه الشكل تبنى فى حفره
متسعه بحيث يكون جزء من المسكن تحت سطح الأرض لحمايته ؛ ويترادح
الصغرى ربما كانت مساكن فردية والكبرى مساكن جماعية!'" .
فى بعضها أجزاء من البوص ؛ وتكون كل مجموعة منها شكلا شبه بيضادى
شهور الصيف ٠
وقد عرف أهل مرمده الزراعة وكانوا متعاونين فيما بينهم وبخزنون
غلالهم + وكانت لديهم قطان من الماشيه والخنازير والماعز والخراف *
وإستعمل السكان مناجل من الظران ليقطعوا بها أعواد القمح كما كانت لديهم
سكاكين من الظران وفؤوس للقتال واستعملوا أيضا السهام ودبابيس القتال ٠
,مدور ,1932 ,1930 ,1929 بمع/اا ,6ملمجنمة 146110106-8
الباب الأول + مصر فى العصور الفرعونية
أما فخار أل مرمده فهو أسود خشن بسيط فى أشكاله يتناسب مع مطالب
الحياة » ويتميز بوجود الآنية لحمله منها وتحليتها » أو ثقوبا فى جوانبها لتعليقها
منها . كما إهتم سكان مرمذده بالكماليات بدليل استخدام نسائهنم عقردا من
البحار وأستان الخنزير البرى وحلقان من العاج +
وكان أهل مرمده يغزلون الكتان ويصنعون منه ملابسهم + ويدفنون موتاهم
بين مساكتهم وليست فى جبانه مستقله ؛ وكان القبر عبارة عن حفرة بسيطة
الأيمن ومتجه بوجهه نحو الشرق .
دير تاسا ء
وتقع على الجانب الشرقى للنيل على مقربه من البدارى بمحافظة أسيوط +
والمقبرة التاسيه عبارة عن حفره بيضاويه صغيرة أركانها مستديره وعمقها يبلغ
المتر أو أكثر قليلا + وغالبا ما يوجد فى جدارها الغربى فجوة صغيره بها آنيه +
وكان الميت يوضع فى هيئة القرفصاء بحيث تكون رأسه للجنوب ووجهه يتجه
نحو الغرب . وهذا الوضع يخالف وضع الميت فى مرمذه بنى سلامه ويتفق
فيما أصبح عليه الحال فى أغلب عصور مصر الفرعونية . كما نلاحظ أيضا فى
مقابر دير تاسا وجود وسائد يوضع عليها رأس المتوفى غالبا من القماش أو
الجلد وكان يلف الجسد بالحصير أو الجلد أو الكتان + وذلك طبقاً لثراء
المشوقى +
أما فخار دير تاسا فمن مميزاته أنه فخار أحمر ذو حافة سوداء + وفخار
الفصل الأول : عصور ما قيل التاريخ
أسود مصقول . وأهتم النساء بمستلزمات الزينه فقد عثر على لوحات صغيرة
لصحن الألوان بها أثار اللونين الأحمر والأخضر ؛ وأساور ومجموعة من
الحلى صنعت من العظم أو العاج والحجر أو الودغ +
(ب) العصر الحجرى النحاسى ١ ٠و عصر بداية المعادن :
أسيوط وتمثل البداية ؛ ثم نقاده الأولى وتمثل التقدم » ونقاده الثانية وتمثل
النضج وهما بمديرية قنا + ثم أخيرا المعادى وتمثل حضارة الدلتا . . . على أن
أغلب الباحثين يفضل أن يطلق على الحضارات الثلاث الأخيرة إصطلاح عصر
ما قبل الأسرات ٠
حضارة البدارى:
تقع بمحافظة أسيوط » وتتميز تلك الحضارة بأن أهلها عرفوا التنحاس
وصتعوا منه حبات صغيرة إستخدموها فى حليهم مع حبات الفيروز والعقيق
كانت تلك فى خبط من الكتان على هيئة قلائد أو أساور . وأهتموا أيضا
بمستلزمات الزيئة وعرفوا الملابس الكتانية والجلدية ؛ واستخدموا المعالق التى
تشبه لحد ما ما نستخدمه منها اليوم » وثقبوا الأبر التى كانت تصنع من العاج
أو العظام أو التحقاين”*
وام أهل البدارى بالأرتقاء بصناعة الفخار والعناية برقة جدرانه