لبيئة والإنسان والحضارة فى وادى النيل الأدنى
للدكنور سلجار مز
مقدمة : البيئة والاتسان .
نهر النيل : تكوينه الطبيعى وتطور مجراه الأدنى
أثر التطور الفزبوغراف والمتاخى فى تكييف البيئة اا ا
تكامل عناصر البيئة وآثره فى الحضارة المستقرة والوحدة فى أرض مصر .
الأوطان الصغيرة فى وادى النيل الأدلى ٠
تطور الثروة النباتبة والحيوانية فى أرض مصر .
سكان وادى النيل الأدنى : تطور صفاتهم السلالية على مر العصور -
الموقع الجغرافى وأثره فى تاريخ مصر العام ٠
صفوة القول فى أثر العوامل الجغرافية .
وز الثقافة والإريشاد لوي
عاش وادى النيل مهدا للحضارة » وكعبة للعلم والعرفان » منذ أن عرف العالم الحضارة +
ولعلها الأولى فى التاريخ حين ينبرى تقر من أبناء هذا الوادى التاريخ غنه تأريخا جامعا
سام من شوائب .
ولا يسعنى وأنا أقدم هذه السلسلة الثقافية الرابعة التى تصدرها الوزارة بعد المكتبة
الثقافية دوردائع ارح العالى وأعلام العرب ».الا أن أعبثر عن عميق أسفى لوفاة مؤرخنا
الكبير المرحوم الأستاذ محمد شفيق غربال : فلقد مقى دون أن يرى هذا الجهد الذى شارك
فيه بنصيب مشسكور يطالم الناس على هذه الصورة » التى أرجو أن تكون الوزارة بها قد
سدت فراغا ملحوظا فى التأريخ لحضارة مصر .
البيئة والانسان والحضارة
وى أدى النيل الأدنى
مصر ارتباطا وثيقا بعوامل البيئة الجغرافية +
فلقد قامت فى وادى النيل الأدنى حضارة من
بشرية من أروع القصص » تتابعت أحدائهما
فريق يرجع الفضل الأول للبيئة ب
ولولاا هذا الوطن الصالح ما قامت لممر
كان لهم فى التاريخ . وفريق يرى أن البيشة
فأجاد بعضهم + وام يوفق البعض الآخرء
نوجاءت الفصسول على ذلك غير متكافئة
والفريق الأول معظمه
ولسنا
هنا بتسبيل الفلضلة يخ الفريقين ؛ ولكننا
أن نسلك فى هذه المقدمة طريقا وسطاء
تأثير متبادل + متظور المظاهر © . فالبيئة
ان هو فى الغالب الا تنيجة لتفاعل جمود
الانسان ومؤثرات البيئة ؛ تفاعلا تتطور
العلم الذى يدرس البيئة والانسان؛ من حيث ان
الو ل إيتأثر به ٠ والجغرافيا
يتتبع تطور العلاقة بين الانسان وبيئته فى
مختلف العصور » ويدرس فى سبيل ذلك تطور
وعواملها من جهة ٠ وتطور الحضارة
خ + ويدرس
ولقد امتاز تاريخ المجتمع ف أرض مصر
فآما عن القدم فان أرض مصر فى اجماع
الباحثين من أقدم مواطن الحضارة التاريخية»؛
ان لم تكن أقدمها فى كثير من ضروب المدنية ؛
بل ان بعض عناصرها الأولى ترجع الى عهود
طويلة قبل فجر التاريخ فهى تمتد الى
العصر المعروف بالحجرى القديم » عندما كان
الافسان يعيش على التقاط الثمرات ؛ وجيع
الحبوب والنباتات ؛ وصيد البر والبحر +
يتنقل من مكان الى مكان » لا يعرف وطنا
ولا مستقرا . وأما عن الظاهرة الثانية وهى
الاستمرار ؛ فان التاريخ هنا من آطول
انقطاع كه الاقطاع الأول ؛ الذى حدث
بين الدولة الفرعوئية القديمة والدولة
الوسطى + وكعهد الاقطاع الثانىبينالدولتين
الوسطى والحديثة 6 وعهد الاضمحلال الأخير
بعد عصر الفراعنة + وعهد غزوة الأتراك +
+ لا تزيد على جزء محدود من
الحضارة والمدنية فى أرض مصر . وقد
استطاعت هذه البلاد أكثر من مرة أن تنهض
بعد افمحلالها + وأن تجدد التاريخ بعد
عفائه ؛ كما استطاعت ؛ برغم أدوار الصمود
والهبوط ؛ أن تحتفظ على مر الأيام بطابع
حضارتها العام ؛ وان كان احتفاظها بالقديم قد
انصب على سس المدنية المادية » ونظم الحياة
الاجتماعية » أكثر من انصبابه على مظهر
الثقافة الذى تغير من عصر الى عضر .
وهنا نلاحظ أنه على الرغم من فكك
الحياة السياسية فى مصر من وقت لآخر +
الأرض الطيبة » مع ظلهور حرفة الزراعة فى
العصر الحجرى الحديث قرب الم
الادسة قبل الميلاد 4 قد استمرت دون
انقطاع على مر العصور ؛ واستمر معها
استقرار السكان واشتغالهم باستثمار خير
النهر دون انقطاع 4 خلال بقية عصر ما قبل
التاريخ ؛ ثم خلال العصر التاريخى الى يومنا
الحاضر . وهنا يصح أيضا آن نلاحظ الفرق
بين مصر وغيرها من مهاد الحضارات
ولكن حبلها اتقطع على مر الزمن ؛ ففى بلاد
واتتهت . وكذلك الحال فى أرض العراق قبل
أن ينزله العرب فيوحدوا بين مختلف أرجائه
ارات متفرقة كالسومرية
والأكادية والبابلية والآشورية وغبرهاء
القديسة كلها متقطعة ؛ بخلاف الحال فى وادى
النيل الأدنى + حيث اسستيرت الحياة
الزراعية متماسكة متكاملة المعالم فى القرية
دون انقطاع - :
فقد تتايمت حا
التجدد والاستمرار فى وادى النيل الأدنى ؟
فيه جهود الانان فأنتجت هذه الحضارة
على ضفاف النيل » واستطاع أن يستغل
ظروف البيئة على نحو لم يوفق لمثله كثير من
الشعوب # الحق أن مثل هذا الؤال
لا يمكن آذ نجيب عنه اجابة صحيحة كاملة
النيل الأدنى متممين كل منهما للآخر + يؤثر
نهر النيل : تكوينه الطبيعى وتطور مجراه الأدنى
ونهر النيل : الذى نشأت الحضارة على
ضفاف مجراء الأدنى + نهر عظيم . وهذا
قول لا نسوقه بدافع من عاطفة ؛ وائيا هو
بغيره من أنهار العالم الكبرى .
الى بعضها بعد قليل ؛ ولكنه يرجم كذلك
مراحل ذلك النطور » لا سيما خلال الزمن
خاص وتتابع فى الأحداث
وسر عظمة
الرابع ( اللايتوسين ) + من
+ كان لهما
أبعد الأثر فى تكوين أرض هذا الوادى »
واعدادها لأن تكون مهدا لحضارة عريقة
نهر النيل : فى واديه الأدنى + بين ظاهرتين
تبدوان لأول وهلة متناقضتين + ولكنهنا فى
واقع الأمر مترابطتان أشد الترابط : أولاهما
أن هذا النهر يعبر من الناحية الجيولوجية
من أحدث أنهار العالم الكبرى تكوينا +
لحضارة من أعرق الحضارات المستقرة .
بين هاتين الظاهرتين ؛ ينبعى لا أن ندرس
والجيولوجية » وأن تتتبع بصفة خاصة مراحل
تطور الوادى ودورات تكوينه من الناحية
المربوغرافية وحدها سبيل تفهم
العصر التاريخى .
وقد يكون من المفيد قبل أن نستعرض
التاريخ الجيواوجى لمجرى النهر وواديه +
أن نعرض بصسفة عامة لبعض الممسيزات
النهر من طول أثهار العالم ؛ آذ يلم طوله
أكثر من ستة آلاف كيلو متر ؛ وهو كذلك
يمتد فى استقامة غير عادية ؛ اذ أن اتجاهه
العام هو من الجنوب الى الشمال
خطى طول 8؟* 4 8م" شرقا ؛ برغم ما هناك من
منابعه الجنوبية عند خط عرض #رء* جنوب
خط الاستواء ؛ وينتهى مصبه عند خط عرض
١م" شمالاء أى أنه يقطع أكثر من يع
وثلاثين درجة عرضية . وليس هناك نهر من
أنهار العالم الكبرى له شل هذء الصفة
الفريدة © بل ان معظم تلك الأنهار يسير ف
من أنهار الصين والكانج من أنهار الهند » فكل
منها ينبع وينتهى فى منطقة مناخية واحدة
الشبه من هذه الناحية » ولكنه لا يتعدى
منطقتين أو ثلاثا من المناطق المناخية . أما نهر
النيل فانه ينبع فىالمنطقة الاستوائية المرتفعة +
وتمر بعض منابعه فى أخاديد يشبه مناخها
النوع الاستواثى المنخفض . ثم يمر فق
منطقة حوض الجبل والغزال ذات المناخ شبه
منطقة مناخية قائمة بذاتها + ثم يعبر ان
الأعظم النطاق المحراوى الحار ؛ حتى يبلغ
فى النهاية أطراف منطقة حوض البحر الأبيض
بعد ذلك من الشرق
امتوسط ؛ وتلك كلها مناطق يختلف بمضها
عن بعض » ليس فقط من الناحية الطبيعية
الناحية النباتية وما يترتب عليها من اختلاف
فى المظهر الجغرافى العام . وهكذا يمر النيل فق
مناطق متنوعة بربط بينها ويجمع بين شعوبها
على نحو لا نجد له مثيلا فى أى نهر آخر
من أنهار العالم الكبرى +
كل هذا عن الوضع الجثراق العام
لنهر النيلومجراه . فأماعن التطور الجيولوجى
الاستوائية ومنابعه الحبشية ومنطقة النوبة
ومضر . ومع أن هذه الدراسة لم تبلغ غايتها
بعد » فانه يمكن اجراء المقارنة والمعادلة بين
النتائج التى توصل اليها الباحثون فى كل من
تلك المناطق » بحيث نخرج بصورة مبسطة
لقصة نهر النيل وتطوره الجبولوجى ٠
وصفوة القول فى هذه القصة : أن نهر
ثلاثة نظم نهرية يستقل كل منها عن الآخرين :
آولها فى الهضبة الاستوائية ؛ وثانيها فى
فأما الهضبة الاستوائية فقد كانت أنهارها
متقطعة » وبحيراتها منفصسلة كل منها عن
الأخرى فى بعض الأحيان ؛ ومتصلة فى بعض
الأحيان الأخرى
الاضطرابات الأرضية ومظاهر الأسر النهرى
فاتصات الأنهار والبحيرات » ثم تصدعت
حافة الهضبة فى الشمال ففافت مياه
بحر الجبل ؛ ثم عبر سهول السودان الى النيل
الأعظم فى أقمى الشمال . وأما الهضسبة
الحشية فلم يكن يفيض منها أنهار الا نير
انعطبرة » فى وقت كاات الهضبة فيه أقل
ارتفاعا وأقل انحدارا نحو السودان والنوبة
مما هى الآن . ثم تكون النيل الأزرق وفاض
مع السوباط نحو النيل الأعظم ؛ فى وقت
يقرب من الوقت الذى تضدعت فيه حافة
الأرض الاستوائية . وربسًا كان ترابط
الأحداث والاضطرابات فى القشرة الأرضية
فى شرق افريشية بصفة عامة هو العامل المشترك
فى فيضاذمياه الهضبتين نحو سهولالسودان »
وارض النوبة ومصر . وتشير نتائج البحوث
الحديثة كلها الى أن هذا التحول الخطير فى
تاريخ نهر النيل » وما أدى اليه من اتخاذ النهر
من الناحية الجيولوجية لا تكاد تعدو أواسط
البلايستوسين ( الزمن الجيولوجى الرابع )
أو أوائل القسم الأعلى منه 09 .
ولكن قصة تطور نهر النيل ومجراء فى
بلاد النوبة ومصر تستحق أن تعالجها بشى» من
التفصيل لأن تطور المجرى فى هذا الجزء
كان بعيد الأثر فى نشأة الحضارة وارتقائها
خلال الأدوار المتتابعة من العصر الحجرى
لا نستطيع تفهم المراحل الأولى من حياة
الانسان واستقراره على جوانب اليل الأدنى
وفى دلتاء الا اذا تتبعنا مراحل التطور
بالرواسب المختلفة من الحصى والحصباء ثم
الغرين الصالح للزراعة والائبات ؛ وصاة
سطح البحر المناخية
من جهة ء وبالذبذيا
)١( يجاذف بعض الباحثين فيتعرض لذكر
بي اريت من د دانير ل اع
الآلاف من السئين ٠ ولكن ذكر الأرقام والسق
فى اليولوجي” 8 يعزف عنه الباحث الذى
يبه ا 2 ٠ ويستطيع
القاريء أن يتابع تطور تهر الثيل فى منايمة
ومجراه الأسفل .بشىء من التوسع فى مقال
للكاتب عن نهر الثيل وتطوره الجيولوجي »
فى مجلة « رسالة العلم , + السنة 20 6 العدد
القاهرة + ديسمير 1387 ) ص ١84
وما بعدها +
كميات المطر الاقطة والمياه الجارية
جهة أخرى .
أن يتكون نهر النيل المصرى بصورته الحالية؛
كان هناك نهر أطلق عليه اسم «النيل القديم»
أو « النيل اللببيى » 4 وهو نهر قديم لا صلة
تقع فى شمال منطقة الفيوم الحالية » وقد عثر
أو أكثر + وترجج على القصومص الى عصر
الأوليجوسين ( العصر الشانى من الزمن
وعلى جذوع أشجار متحجرة : ولا يعرف
بالضبط مجرى ذلك النمر القديم » ولكن
لألى بش روافده من الجنوب الشرقى »
ويأتى بعضها الآخر من الجنوب أو الجنوب
الغربى » وقد بدأ ذلك النهر القديم جريانه
بعد أن انحر البحز الأبيض المتوسط القدي
على أرض مصر نحو الشمال ؛ واشتنذ جريان
ذلك النهر على الخصسوص خلال عصر
الأوليجوسين الذى امتاز فيما يبدو بزيادة
كبيرة فى الأمطار مع ارتفاع فى درجة الخرارة.
وقد تكونت دلا النهر القديم عنذ ساحل
البحر الذى كان يقع اذ ذاك فى شمالالفيوم ٠
م تكامل تكون الداتا عند مطلع عصر
المايوسين » وحدئت اضطرابات بركانية هى
المعروفة فى أقصى شمال الفيوم .
وخلال عصر المايوسين حدثت اضطرابات
فى اقليم مصر وف منطقة البحر الأحمر على
الخصوص . والرأى السائد الآن أن أخدود
البحر الأحمر وهبوطه العظيم اننا حدث
فى عصر المايوسين . وقد ترتب على هبوطه
الأخدود » فظهرت تلال البحر الأحمر فى مصر
من جهة » وجبال الحجاز فى الجانب الشرقى
من جهة أخرى » والظاهر أن ارتفاع الأرض
فى شمال شرق افريقية أدى الى حدوث تغيير
فى نظام جريان المياه ؛ فانتهى النيل القديم
بصورته التى أشرنا اليها » وبدأ نظام نهر الثيل
الحالى . وقد صاحب ارتفاع القشرة تقوس
خفيف فى صخور عصر الأيوسين تنج عنه
هبوط تتفرف فى المنطقة التى يجرى فيها نهر
وجرت نحو الشمال الى البحر الأبيض
اللتوسط + وكنتيجة للارتفاع المام ازداد
انحدار الماء نحو الشمال مما ساعد على زيادة
النحت وحفر المجرى . وبذلك بدأ نهر النيل
الحالى يحفر مجراءه الذى تعرفه فى مصر
والنوبة » وكان اتجاه النهر نحو الشمال بحكم
ميل السطح . وفى دراسة هذا الاتجاه العام
لنهر اليل فى النوبة ومصر ؛ هناك بعض
مسائل عرض لها الباحثون » لا سيما
الآراء التى ترجع أنحناءات النهر وتغير مجراء
فيها الى حدوث تشقق وتمزق فى القشرة
هناك . ولكن هذه الآراء لا يمكن الأخذ بها +
لأنه ليس هناك أى دليل على حدوث أى
تشققات فى القشرة ببلاد النوبة + واثيا هى
فكتلة « بيتوضة » مثلا هى الى جعلت النيل
الأعظم يتحرف فى مال الخرطوم نحو الشمال
الشرقى ؛ ثم يدور حول الكتلة حتى يصطدم
بمكتلة « عطمور » 4 فيدور بعد « أبى حمد »
نحو الجنوب الغربى ) ثم ب
فيها وجود تحدب موضعى فى الطبقات فى تلك
المنطقة يتجه من الغرب والجنوب الثربى الى
الشرق والشمال الشرقى ؛ مما جعل النهمر
عند أرمنت يتحرف الى الشرق ويدور حول
التحدب ؛ ليعاود سيرته من جديد بعد قنا الى
الغرب والجنوب الغربى ثم الى الشمال .
وقد كان هناك رأى بأن نهر النيل فيا
بين القاهرة والغشن يتبع خط انكسار ؛ ولكن
بعض انكسارات بسيطة » فهى ظاهرات محلية
لا أثر لها فى تحديدى مجرى النهر العام ؛ ومن
الطريف أن بعشها تج
أو فى زاوية قائمة مع مجرى النهر الأسامى +
كما هى الحال فى بعض التشققات عند جبل
السلسلة فى شمال كوم أمبو ؛ وكذلك قرب
منطقة حلوان .
وحتى فى بعض مناطق الجبادل
والشلالات » بحثت منطقة الشلال الأول
بصفة تفصيلية + وتبين
مجرى النهر هناك ؛ فاتنقل من الشرق نحو
الغرب ؛ وكان انتقاله تتيجة لتحويلات فى
فى اتجاه مستعرض
المجرى الماتئى الذى لم يتأثر هناك بآية تشققا
تذكر . وكذلك الحال فى منطقة الثلال الثانى
وما بقع الى الجنوب منها فى منطقة بطن
الحجر ؛ حيث تأثر اللجرى بظاهرة النحت
العادى دون الاتكسار : وان كان النهر فى
تلك المنطقة قد اتنقل بسجراه من الغرب الى
الشرق ؛ على عكس ما حدث فى منطقة القلال
الأول وأسوان .
ولتمد الآن الى تتبع أحداث التطور
الفزيوغرافى فى مجرى النيل الحالى فى النوبة
ذلك أن نهر النيل هنا
بالنسبة الى البحر . وكان النهر قدعمق؛
فطفت مياه البحر من جديد فى هيئة لان
طويل من الماء المالح أو شبه المالح وصل الى
منطقة أسوان ذاتها . وترك ذلك الخليج
المستطيل أثره فى تكوينات ملحية أو خليجية +
توجد الآن فى قاع الوادى وعلى بعض
جوانبه ؛ وهى ترجع الى البلايوسين الأدثى +
وريما امتد بعضها الى البلايوسينالأوسط -
وان كان تحديد البلابوسين وأقسامه فى مصر
يدور نحت شديد
لا بال ْ
لا يزال غير
وفى البلايوسين الأعلى أو قرب نمايته بدأ
العصر الذى نميه بالعصر المطير ؛ وهو الذى
أشرنا الى آثاره فى شرق افريقية والحبشة من
قبل ؛ والذى يعادل فى خطوط العرض الدفيئة
والحارة ما يعرف باسم العصر الجليدى فى
أوربا . ولكن تفصيلات العصر المطير وذبذبا
تختلف بعض الاختلاف عن تفصيلات العصر
الدخول فى ممادلات بين أدوار كل من
العصرين المطير والجليدى .
ويختلف الباحثون فى شأن العصر المطير
فى مصر من حيث ذبذبات المطر فى الزيادة
والنقص ؛ ولكننا نستطيع أن تلخص قصته فى
أن الاتجاه المام الآذا؛ هو نحو
العصر منقسما الى دورين واضحين : أولهما
الدور المطير الأول وهو أطول وأهم كثيرا
الأول أكثر من قمة واحدة فى زيادة المطر .
اعتبار هذا
وهو يعادل القسم الأخير من البلابوسين +
ويستمر خلال البلايستوسين الأسفل . وقلت
هذا الدور المطير الأول فترة جافة يمكن أن
تعادلها بالبلإيستوسين الأوسط . ثم تلاها
الدور المطير الثانى ؛ وهو أصغر وأقل أهمية
من الدور الأول ؛ وكاات له قمتان أو ثلاث
قم © ويعادل هذا الدور الثانى ما يمكن أ
ين الأعلى . وقد تلت هذا
الاصطلاح باسم « دور منطر العصر الحجرى
الحديث وما بعده » . وهذا الدور « الممطر »
كان أقل فى أمطاره من الدور « الملطير »
بالمعنى الصحيح » ولكنه على كل حال كان
اكثر مطرا من الوقت الحاضر .
ويبداً هذا الدور الممطر فى الألف السادس
قبل الميلاد على وجه التقريب ؛ ويستمر الى
الألف الثالك قبل الميلاد » ثم تأخذ الأمطار ف
ستيه البلايمشوسين